(الورّاقون يُكرّمون رموز الوطن)
في أمسية جميلة وفي ليلة من الليالي المتأخرة من شهر ربيع الآخر الماضي وهي ليلة الخامس والعشرين أضاءتها شموع من قلوب أعضاء ملتقى الوراقين الذي تحضنه جريدة الجزيرة وترعاه دارة الملك عبد العزيز بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله أقام أعضاء الملتقى حفلا بهيجا لتكريم مجموعة من الرموز الثقافية وتدشين باكورة إصدارات الملتقى وهي أربعة كتب عن أربعة من الكتّاب الرائدين الذين قام الملتقى بتكريمهم في مناسبات سابقة وهم: (رائد التوثيق.. فائز بن موسى البدراني) (200 صفحة) والثاني عن(الباحث المكافح.. عبد الله بن محمد بن محمس آل عاصم)(160 صفحة) والثالث عن(محب التاريخ.. فهد بن عبد الله السماري)(270 صفحة) والكتاب الرابع عن (فارس الثقافة والأخلاق.. حمد بن عبد الله القاضي)(224 صفحة) ويتضمن كل واحد من الكتب نبذة عن صاحبه ثم رصد لكل المقالات التي كتبت عنه في الصحف والمجلات.
أما الرموز الذي يتم تكريمهم في هذه الليلة فهم خمسة من المثقفين الذين بذلوا جهودا مشكورة في البحث والكتابة وقد أصدر الملتقى مجموعة من الكتيبات التي تحكي سيرهم وبعض المقالات التي تشيد بهم وعنوانها كالتالي: الأول (عبد الله بن عبد المحسن الماضي.. الولاء للوطن والوفاء للأرض) والثاني (عبد الرحمن بن فهد الراشد.. الإعلام من بوابته) والثالث (الخلوق.. ناصر الجهيمي) أما الكتاب الرابع فحمل عنوان (عاشق الواحة.. محمد النمر) والمكرّم الخامس الأستاذة حنان بنت عبد العزيز السيف.
أما الحفل فقد بدأ في تمام الساعة التاسعة والربع مساءا بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ متعب بن دبيان الحربي، ثم تفضّل الأستاذ يوسف العتيق المشرف على الملتقى وألقى كلمة ضافية رحّب فيها بالحضور وضمّنها الشكر والتقدير لكل من كان له دور في دعم الملتقى وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز والأستاذ القدير خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة الذي كان يتابع نشاط أعضاء الملتقى باستمرار.
ثم أعلن المشرف على الملتقى البدء بطرح حلقة النقاش عن (كتب تراجم الشخصيات الوطنية) بدأها الدكتور عبد اللطيف الحميد الذي تحدث فيها عن سبق مؤرخي الحجاز في كتابة التراجم ودورهم فيها قبل أهل نجد وغيرهم، كما أشاد بالأدباء الذين أثروا الساحة الثقافة في مثل تلك البحوث، ودعا إلى تحري الصدق والصواب وإتباع نهج الموضوعية في كتابة الترجمة والبعد عن التحيّز لأسرة معينة أو غيرها. ثم شكر أعضاء الملتقى.
ثم تحدث بعده الأستاذ عبد العزيز بن ناصر البراك في كلمة مختصرة عن تجربته في الكتابة عندما قام بتوثيق حياة فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز في كتاب ودوره في التدريس وعندما كان في قضاء الدلم حيث جمع الترجمة ممن زامل الشيخ في تلك المرحلة ومن طلابه وعن الصعوبات التي واجهته في البحث فيها.
وكان المتحدث الثالث في تلك الحلقة الأستاذ محمد بن باقر النمر عضو لجنة أهالي القطيف ورئيس تحرير مجلة الواحة تحدث فيها عن تجربته في رئاسة تحرير المجلة التي انطلقت عام 1416هـ وزُرعت أساساتها في واحة القطيف وهي تهتم بالتاريخ والفن والفلكلور وتحمل رسالة اجتماعية وثقافية وتبعد عن الفرقة ونزعات العصبية القبلية كما تهتم بتاريخ المنطقة الشرقية وتتبنى توثيق ملفات عن رجال المنطقة. كما أكد أن على الكاتب أن يتجرد من الذاكرة السلبية في كتابة التاريخ والتراجم وأن يحلل بأقصى حد من الموضوعية والإنصاف، ثم ختم كلمته بالشكر لأعضاء الملتقى.
وفي ختام حلقة النقاش دعاني الأستاذ يوسف العتيق للمشاركة والحديث عن تجربتي في كتابة التراجم بدأتها بالحديث عن كتابي (ناصر بن علي بن دغيثر.. بطل معركة ميسلون) حيث وثّقت لحياته عندما كان يعمل عسكريا عند الأشراف في المدينة المنورة عام 1339هـ ثم دوره في المشاركة في معركة ميسلون في دمشق بين العرب والفرنسيين. كما تحدثت عن كتابي (أعلام الرس) الذي أقوم عليه حاليا ليشمل العلماء والقضاة وكتّاب الوثائق والمعلمون وطلبة العلم حيث يشمل أكثر من (150) شخصية من الرس.
ثم ارتجل الأستاذ خالد بن حمد المالك كلمة بدأها بالترحيب بالحضور من المكرّمين وغيرهم وقدّم الشكر والتقدير لأعضاء ملتقى الوراق وأكّد بأن الدعم الذي تقدمه الجزيرة للملتقى يجب أن يُنسب لجميع قياداتها. كما أشاد بالكتب المؤلفة من قبل الملتقى عن المكرّمين. وأشاد بالحضور الذي يفوق حضور اللقاءات الثقافية الأخرى، ثم وجّه الأستاذ خالد حديثه لأعضاء الملتقى بأن يتجهوا في مجالات البحث إلى الجوانب العلمية.
بعد ذلك تحدث الأستاذ فايز البدراني وهو أحد المكرمين في كلمة عن سعادته في هذه المناسبة وعن الفرسان الذين يتم تكريمهم، وأثنى بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز على تشجيعه ودعمه لهذا الملتقى، ودعا بأن يتم دعم جميع الباحثين والكتاب بما يحتاجونه من الوثائق، كما تحدث أن عادة التكريم التي تكون للأموات من الرواد ولكن أعضاء ملتقى الوراق أرادوا أن يكون التكريم لهم في حياتهم، كما شكر كل من ساهم في طباعة الكتب الأربعة.
وفي تمام الساعة العاشرة تفضّل الأستاذ خالد المالك بتقديم دروع أعضاء الملتقى للمكرمين الأربعة وهم: الباحث فايز البدراني الذي ألف أكثر من (33) كتابا وألقى أكثر من (17) محاضرة وندوة وأكثر من (30) لقاءا إعلاميا وكتب مجموعة كبيرة من البحوث والمقالات. قال عنه الشيخ حمد الجاسر رحمه الله (.. استفدت من مؤلفات حديثة في الأنساب للأستاذ فايز بن موسى البدراني الحربي ـ وهو في رأيي خير من يُعوّل عليه في فيما كتب عن قبيلة حرب).
والثاني الباحث عبد الله بن محمد آل عاصم الذي ألف كتاب (قبيلة مذجح العربية العريقة وأصولها القديمة في الجزيرة العربية وتفرعاتها).
والدرع الثالث لمعالي الدكتور فهد بن عبد الله السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز الذي شهد له الأمير سلمان بن عبد العزيز بالإخلاص والتفاني فقال عنه (أشكر شكرا جزيلا الدكتور فهد السماري على جهده في الدارة وتكريس وقته وجهده لها) والذي ألف أكثر من (15) عشر كتابا ومجموعة كبيرة من البحوث العلمية وهو عضو في مجموعة كبيرة من الهيئات والجمعيات في أنحاء متفرقة.
أما الدرع الرابع فكان لفارس الثقافة والأخلاق الأستاذ حمد بن عبد الله القاضي رئيس تحرير المجلة العربية سابقا وعضو مجلس الشورى حاليا وهو الذي شهد له كل من عرفه بالخُلُق الجَمّ والأدب الرفيع.
كما قام الأستاذ خالد المالك بتقديم دروع تكريم لكل من: الأستاذ عبد الرحمن الراشد بمناسبة انتهاء فترة عمله مديرا عاما لصحيفة الجزيرة. ثم الشيخ عبد الله بن عبد المحسن الماضي بمناسبة إخراج مذكراته في كتاب (ذاكرة من الزمن) ثم الدكتور ناصر الجهيمي بمناسبة تعيينه مساعدا لأمين عام دارة الملك عبد العزيز.
ثم الدكتور محمد أبو حمرا نظير مشاركاته المستمرة في ملتقى الوراق وحصوله على الدكتوراه في القانون. ثم الأستاذ محمد بن باقر النمر رئيس تحرير مجلة الواحة نظير جهده في التواصل مع الباحثين وجهده في توثيق تاريخ الوطن. ثم الباحثة الأستاذة حنان بنت عبد العزيز السيف وهي الكاتبة المتميزة في عرض الكتب المؤلفة.
كذلك تم تقديم مجموعة من الدروع لمجموعة من الباحثين من بعض الهيئات والمنتديات.
ثم خُتم الحفل بكلمتين جميلتين الأولى ألقاها الأستاذ عبد الرحمن الراشد كلمة بدأها بالشكر والتقدير للأمير سلمان بن عبد العزيز، ثم تحدث عن معنى كلمة (الوراق) كما قدم الشكر لأعضاء الملتقى على حسن ظنهم به وزملائه ودعاهم بأن يتبنوا الخروج بدراسة شاملة وموسّعة عن الوراقين في التراث.
والكلمة الثانية كانت للشيخ عبد الله بن عبد المحسن الماضي قدّم في بدايتهم تقديره للأمير سلمان بن عبد العزيز ولصحيفة الجزيرة على هذه البادرة الطيبة، ثم شكره وامتنانه لأعضاء ملتقى الوراق على تكريمهم وحفاوتهم وقد تحدث الشيخ عبد الله وذكّرنا ببعض المساجلات والمحاورات التي جرت له مع بعض الباحثين والكُتاب على صفحات (ورّاق الجزيرة) خاصة ما كان يدور فيها عن الجوانب التاريخية والتراثية حول إقليم سدير.
وفي ختام الأمسية الجميلة قدّم الأستاذ يوسف العتيق شكره وامتنانه للأمير سلمان بن عبد العزيز ولسعادة الأستاذ خالد المالك خاصة ولصحيفة الجزيرة عامة ثم للشيخ عبد الله الماضي على دعمه الكبير للملتقى ونشاطه، ثم أثنى بالشكر والتقدير لكل من ساهم وحضر اللقاء وخص بذلك آل محمس ثم قناة صدى الفضائية وقناة العائلة ومنتدى القبائل العربية وصاحبه الأستاذ محمد العريفي الذي كان لهم حضور متميز وفاعل. كما وعد بأن جميع ما كتبه الوراق سوف يطبع في كتاب شامل.
وختاما أتقدم بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز على رعايته ودعمه لملتقى الوراق ولمعالي الدكتور فهد السماري أمين دارة الملك عبد العزيز على دعمه، كما أخص بالشكر والامتنان لأستاذ الجميع خالد بن حمد المالك على دعمه ومبادراته الكثيرة للملتقى وأعضائه. ولكل من تفضّل بتلبية دعوتنا من داخل الرياض أو خارجها وأخص بالشكر أهل القطيف الذين شرفونا بحضورهم ومشاركتهم ومنهم الأديب الكبير عدنان العوامي والأستاذ محمد النمر وصحبهم الكرام، ولكل من حضر وتفاعل مع حفلنا المتميز. وللجميع أجمل عبارات الود والمحبة.
كتبه: عبد الله بن صالح العقيل ـ الرس.
عضو ملتقى الوراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق