الأحد، 22 نوفمبر 2015

من وثائق إبراهيم باشا عند حصار الرس عام 1232هـ

عندما كان إبراهيم باشا بن محمد علي باشا في حملته على نجد وبالأخص (حربه لأهل الرس) بعث مجموعة من الخطابات التي يعبّر فيها لوالده عن عجزه عن فتح قلعة الرس وأنها قلعة منيعة قوية الجدران ويحميها رجال أقوياء وشجعان. وهذه الوثائق توجد أصولها في مكتبات تركيا وفي دار الوثائق المصرية.
     سوف أكتب نصا لإحدى تلك التي تتوفر لدي لتكون شاهدا حيا لتلك الحرب التي أعجزت الباشا عن الاستيلاء على الرس واضطرته إلى عقد الصلح بينه وبين أهلها الشجعان, وكانت بنود هذا الصلح كلها في صالح أهل الرس وتضمن رحيل إبراهيم باشا عن البلدة وعدم تعديه عليها وعلى أهلها.
وثيقة رقم(2/1ـ20) ورقمها في مجموعة الوثائق التركية (19584).
العنوان: رسالة إبراهيم باشا إلى والده والي مصر حول حصار قلعة الرس وصعوبة الاستيلاء عليها.
التاريخ: 1232 (شعبان بالتقريب).
جهة الإصدار: إبراهيم باشا خلال قيادة حملة الحجاز.
الصادر إليه: محمد علي باشا والي مصر.
الترجمة (يقول: في خلال الأيام التي كنت فيها أمام قلعة الرس كان لدي الكثير من الذخائر والقنابل لأنني جهزت نفسي لكل ما يحتاجه هذا السفر دون نقص ولكن بناء تلك القلعة المنحوسة كان متينا ومستحكما من الأحجار الصغيرة وهي صعبة المُرتَقَى, وأن جدران الأبراج كانت 3 طبقات وكل طبقة تحتاج إلى 50/60 طلقة ولذلك صرفت قنابل كثيرة. وقد يكون هذا سوء تدبير وأنا موقن بأن سيدي سيكدرني على هذا التدبير المخالف لرضاه ولكن هذا الذي اقتضى وحصل. وقبل هذا طلبت مع أحد الأغوات ألفي قنبلة وإني الآن في أشد الاحتياج إلى كمية كبيرة من القنابل والمهمات. وعلى الأخص فإنكم على علم أن قائد المشاة في ينبع البحر باشر الأرنأوطي الخائن بعد أن قتل محافظ الينبع سليم آغا. أولع النار في المهمات الموجودة في الينبع وهلك معها. ولا ريب بأنكم تفضلتم بترتيب ورود الذخائر والمهمات الكثير إلى ينبع. إنني منذ علمت بخبر مستودع الذخائر في ينبع أرسلت مع موفد من قبلي إلى حسن باشا في مكة أطلب أن يرسل إليّ من المهمات الحربية ما يكون زائدا لديه مع أنني ألتمس الزيادة مما يرد. وعدا ما التمسته فإنني بحاجة إلى إرسال قنابل كثيرة من وزن 7 (أقه) و 5 (أقه) وإلى كثير من الخرطوش. إن الاستيلاء على هذه القلعة الصعبة يتوقف على وجود عدد كثير من المشاة في حين أن ما لدي لا يعدو 1200 من المشاة. وأنني أرقب وصول كور سليمان آغا وسليمان الحاج علي آغا الواردين إلينا. غير أنني أرجو غيرهما من القادة والمشاة للإفادة منهم في محاصرة القلعة التي تتوقف على المشاة. وهؤلاء المشاة تتعطل بنادقهم وتبقى غير صالحة. وفي هذه الأطراف لا يمكن وجود كثير سلاح. إننا بعد الاستيلاء على هذه القلعة لابد لنا من تمضية بعض الوقت ... وأنني ألتمس إرسال قدر من المال تفضلا وإحسانا. وإن مثل تلك القلاع يحتاج أخذها إلى ألغام. أرجو إرسال معلمين في الألغام. إنني أعجز عن إفادتكم بشأن صعوبة هذه القلعة المنحوسة. ولكن عند أخذها سأرسل لكم عينة من ترابها أرجو تأمين المهمات واللوازم وإرسالها).
وصف الوثيقة: الوثيقة صورة والأصل محفوظ في تركيا واللغة تركية والخط مقروء. الإثبات مؤكد بدليل وجود الأصول في عداد المحفوظات الرسمية.
المترجم والملخّص: محمد صبحي فرزات.
# نستخلص من الوثيقة ما يلي:
ـ أن إبراهيم باشا عندما وصل إلى بلدة الرس كان يحمل معه الكثير من القنابل والذخائر, وأنه قد جهّر نفسه بكل ما يحتاجه هذا السفر بدون نقص.
ـ يشهد الباشا بأن قلعة الرس (المنحوسة) متينة ومستحكمة من الأحجار الصغيرة والطين المتماسك.
ـ كما يشهد بإن قلعة الرس صعبة المرتقى, وأن جدران الأبراج عبارة عن ثلاث طبقات.
ـ أن كل طبقة من سور الرس تحتاج (50/60) طلقة من القنابل. وأن الباشا صرف قنابل كثيرة من أجل أن يخترق سور الرس ولكنه عجز عن ذلك.
ـ أن الباشا يعترف لوالده بأن حصاره لبلدة الرس خطأ ارتكبه وهو تدبير سيء منه, وأن والده سوف يلومه على تصرفه هذا المخالف لرضا والده. ولأن الرس ليست المقصود من الغارة.
ـ إن إبراهيم باشا ضرب الرس في وقت واحد بألفي قنبلة ولكنها لم تؤثر على السور ولم تتمكن من فتح ثغرة فيه.
ـ إن حرق مستودع الذخائر الحربية في ينبع أصاب محمد علي باشا وابنه بكارثة أثّرت على مخزونه من القنابل والعتاد الحربي, وأنها قد تؤثر على مستقبل المهمة التي قدموا من أجلها إلى نجد.
ـ طلب إبراهيم باشا من والده إرسال قنابل كثيرة من وزن (7 أقه و 5 أقه) وكثير من العتاد الحربي, لأن ما أحضره معه لم يؤثر على قلعة الرس.
ـ إن إبراهيم باشا بدأ حصار الرس بعدد ألف ومائتا جندي فقط وعدد كبير من المدافع والقنابل وهذا كما يراه ليس بالكثير, وطلب من والده تزويده بعدد كثير من الجنود والعتاد والقنابل. والسبب كما يقول: أن الاستيلاء على قلعة الرس الصعبة يحتاج لعدد كثير من الجنود المشاة. وأقول: ألا يعلم إبراهيم باشا أن عدد رجال الرس الذين يتصدون له من داخل البلدة ثلاثمائة فقط.
ـ طلب إبراهيم باشا من والده دعما مكونا من مجموعة من القادة للحرب ومعلمين في الألغام ومجموعة من الجنود المشاة وعدد كبير من الألغام ومبلغا كافيا من المال لأنه من بداية الحصار تبين له أن ما معه من الجنود والمال والقنابل لا يكفي للاستيلاء على الرس.
ـ إن إبراهيم باشا يقوم بين آونة وأخرى بالتعبير لوالده عن صعوبة قلعة الرس وأنه يصفها (المنحوسة).
ـ إبراهيم باشا يعد والده بأنه بعدما يستولي على الرس سوف يرسل له عينة من ترابها وهي (الجمشة) من الطين الذي بنيت منه عروق جدران السور والقلاع. وفي ذلك قصة يرويها آباؤنا.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.   

الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

صالح بن محمد الهندي.

صالح بن محمد الهندي
 0000ـ0000
      هو صالح بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن جمعة الهندي.
      والده هو محمد بن عبد العزيز الهندي الذي عاش وقتا في مكة المكرمة ثم سكن حائل وعينه الملك عبد العزيز مطوعا في قرية القرين قرب الرس وله أربعة أبناء هم: إبراهيم وعلي وصالح وعبد الله انتشروا في أنحاء من المملكة بين مكة المكرمة وحائل والنبهانية والرس وما حولها مثل دخنة والقرين والشنانة والحوطة قرب الرس.
لا يوجد من الأسرة علماء ولا قضاة ولكن أغلبهم طلبة علم ومطاوعة وأئمة مساجد درسوا على بعض العلماء في مكة المكرمة والقصيم وغيرها، ولهم سمعة حسنة بين الناس بالدين والصلاح والتقوى. منهم الشيخ علي بن محمد الهندي كان معلما ومرشدا في المسجد الحرام، وكان ذو سمعة حسنة وله مكانة بين العلماء الذين يعرفونه. 
أما صالح المترجم له فلا أعلم تاريخ ولادته أو وفاته، لكنه عاش في الرس وكان مصاحبا للقاضي الشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان ومن معارفه وبينهما علاقة طيبة وصحبة متمكنة. ولا شك بأنه درس بين يديه واستفاد من علمه. كما لا يستبعد بأنه درس قبل ذلك على بعض علماء الرس في الكتاتيب واستفاد منهم.
عمل الشيخ صالح بن هندي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرس أيام كان الشيخ صالح الطاسان قائما عليها. وانتهى منها في عام 1370هـ ولكن لم أجد بداية خدمته فيها. 
وجدت ضمن وثائق الشيخ صالح الطاسان وثيقتين ذكر فيهما الشيخ صالح ابن محمد الهندي.
الوثيقة الأولى: خطاب بعث به الشيخ صالح الطاسان قاضي الرس عام 1368هـ إلى كل من معتمد ومفتش وزارة المعارف هذا نصّه (بسم الله الرحمن الرحيم.. إلى حضرة المكرمين معتمد مفتش وزارة المعارف وفقهما الله آمين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فبناء على ما لاحظناه من حالة مدرسة الرس نرى أنها تحتاج لمعاون للمدير ومعلم للتوحيد والفقه وبما أننا نؤمل الكفاءة بالأخ عبدالله  العبدالعزيز بن رشيد معاونا والأخ صالح المحمد بن هندي نلتمس ترشيحهما لذلك وفقهما الله والسلام.. حرر في 7 جماد الثاني 1368 قاضي الرس صالح بن طاسان).
والوثيقة الثانية: خطاب موجّه من الشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان عندما كان قاضيا في رنيه بتاريخ 18/5/1380هـ إلى الشيخ صالح بن محمد الهندي يشير فيه إلى كتاب وصله منه بتاريخ 12/5/1380هـ يطلب فيه إفادته عن تاريخ تركه الخدمة في الأمر بالمعروف في الرس ويخبره الشيخ بأن لديه خطابا منه بتاريخ 22/1/1370هـ يخبره فيه بأنه عاجز عن القيام بالعمل ويطلب براءة ذمته منه ويطلب منه عدم مراجعته فيه.
رحم الله الشيخ صالح بن محمد الهندي وجعله في جنات النعيم مع الأبرار.
      كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

صالح بن محمد القريان.

صالح بن محمد القريان
1273ـ1351هـ تقريبا.
هو: اسمه صالح بن محمد بن عبدالله بن سالم القريان.
وأسرة القريان تنحدر من آل زهير التي تضم مجموعة من الأسر في الرس منهم: الضويّان والصويّان والدغيم والعمير والمحيّا والحربش والروضان وغيرهم.
والزهير بطن كبير من قبيلة بني صخر، وهي قبيلة من شعب جذام بن عمرو بن مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن إدريس بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وبنو صخر كانوا يسكنون شمال المدينة المنورة قرب العلا والحجر ثم نزحوا إلى البلقان وأطراف الشام، أما بطن آل زهير فبعضهم في بادية الشام، وبعضهم في محافظة الدهقلية في مصر، أما أسرة الشيخ فقد نزحت إلى نجد واستقرت بها.
ولد المترجم له في الرس، ولا يعرف متى كانت ولادته ولكنه وحسب ذكره في الوثائق عاش في الفترة الواقعة بين عام: 1273هـ وعام: 1351هـ حيث ورد له ذكر في وثائق الرس في تلك الفترة. وكان له بيت في الرس كان يسكنه مجاور لبيت عمه سالم بن عبدالله القريان. وكان والده محمد بن عبدالله القريان يسكن الرس وكتب عددا كبيرا من وثائق الرس ـ وسوف يرد له ترجمة ـ كما كان جده عبدالله بن قريان في الرس وله شهادة في وثيقة عام 1260هـ.
عاش الكاتب صالح القريان في زمن قاضي الرس الشيخ صالح بن قرناس. والكاتب صالح بن محمد الضويان والكاتب إبراهيم بن محمد الضويان.
وعاصر من المواطنين كل من: أخيه ناصر بن محمد القريان ومنصور بن دخيل المالك وعلي بن إبراهيم بن علي بن رسيس وحمد بن محمد العمري وعبدالله ابن منيع الخليوي وحسن بن موسى الذيب وعبدالله بن عبدالعزيز الغفيلي ومحمد ابن ناصر الخليوي.
وكان يكتب الوثائق والعقود في الرس، وله فيها شهادة نذكر بعضها:
شهد على بيع سعد بن إبراهيم بن طاسان على حسين السكيبي حوش جنوب دار القريان بالرس بخط الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان عام 1313هـ.
وكتب وثيقة دين على حسن بن موسى الذيب للشيخ صالح بن قرناس  عام 1321هـ.
وكتب وثيقة إقرار موضي بنت حمد المالك بأنها وهبت منصور بن دخيل بن مالك صايبها من أرضها في النبهانية بشهادة شايع بن محمد بن خلف عام 1320.
كما شهد على بيع ملك محمد الشايع في الرويضة بخط الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان عام 1316هـ .
كما شهد على وقف صالح بن عبدالعزيز الرشيد نخلته في الوسيطا في الرس بخط الكاتب حمد بن سليمان الرميح عام 1317هـ.
رحمه الله وأسكنه جنات النعيم. 
      كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

صالح بن محمد الضويان.

صالح بن محمد الضويان
1287ـ1342هـ.
اسمه وأسرته: هو صالح بن محمد بن سالم الضويان.
وجد أسرة الضويان هو: ضويان بن زهير بن فلاح بن سالم من بني صخر ابن عمرو بن الغوث بن طي بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وبنو صخر كانوا يسكنون شمال المدينة المنورة قرب العلا والحجر ثم نزحوا إلى البلقان وأطراف الشام، أما بطن آل زهير فبعضهم في بادية الشام، وبعضهم في محافظة الدهقلية في مصر، وأسرة المترجَم نزحت إلى نجد واستقرت بها.
مولده ونشأته: ذكر لي عبدالله بن عبدالرحمن الضويان بأن المترجَم ولد في الرس حوالي عام 1287هـ. أي في زمن قاضي الرس الشيخ عبدالله بن سليمان ابن بليهد والقاضي الشيخ سالم بن ناصر الحناكي. وكان معاصرا من أهل الرس كل من: سعد بن إبراهيم الطاسان وحسين السكيبي بن غنام وموسى بن إبراهيم الطاسان وصالح بن محمد القريان وناصر بن محمد القريان وحمد بن محمد العمري وعبدالله بن منيع الخليوي.  
تعلم على الكتاتيب في الرس القراءة والكتابة حتى برع في جمال الخط، وكان يكثر الرحلات إلى عنيزة ويجلس عند آل القاضي يدرس ويتعلم على يديهم.    
وكان له خط جميل ومعروف عند الناس وكان يكتب الوثائق والعقود في الرس، وكان عدلا موثوقا به عند الناس، معمول بخطه عند القضاة والعلماء.
كما كان المترجم له كريما سخيا معروفا بالمعروف يبذله لكل من حوله. وكان له مزرعة في الرس يعمل فيها ويأكل من إنتاجها.
للكاتب صالح ولد اسمه سليمان له خط جميل مثل والده. وقد ورد ذكره في وثائق الرس بين كتابة وشهادة منها:
كتب وثيقة بيع موسى بن إبراهيم الطاسان على حسين السكيبي صفّة بن غنام وحوشها في الرس بثمن قدره اثنين وأربعين ريال فرانسه أجلهن غرة ربيع الأول 1314 بشهادة من حضر وشهادة الكاتب عام 1313هـ.  
وشهد الكاتب صالح هو وصالح بن حمد الحريقي وعبدالرحمن بن راشد البلي وآخرون في عام 1338 أن منصور بن إبراهيم العواجي باع على صالح بن قرناس قليبه المعروفة في القوعي شرق عن قليب ابن شعلان بخط الشيخ إبراهيم الضويان.
كما باع على أخيه سالم بن محمد الضويان مكان الضويان في بهجات النخل والقليب بشهادة محمد بن منصور المالك والكاتب سليمان بن حمد الرميح عام 1333.
كما شهد على وقف والده محمد بن سالم الضويان في بهجات الرس عام 1323.
وكتب بيع محمد بن صالح بن قرناس على بدر بن جزا بن مجيديع دار أمه بالرس عام 1336 بشهادة إبراهيم بن محمد الضويان وعبدالله بن محمد بن فواز وسليمان بن حسن العواجي.
وكتب شهادة صالح الحريقي وناصر الحسن الهاجري ورشيد بن صالح الرشيد عن بيع سليمان بن صالح بن سعد الظاهري باع على زوجته فاطمة بنت سليمان بن الرشيد الحربش نصف البيت الواقع في أرض الريس عام 1317.
كما له ذكر آخر في وثائق متعددة غير ما ذكرنا.   
توفي الكاتب صالح الضويان في الرس عام 1342هـ. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
      كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

صالح بن محمد الصائغ.

صالح بن محمد الصائغ
... ـ 1184هـ.
اسمه وأسرته: هو صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد الصائغ.
أما أسرته فإن القاضي يذكر أن المؤرخ ابن عيسى يقول بأن أسرته من آل ابن عمار. قدمت الأسرة من الداخلة ثم إلى المذنب ثم عنيزة.
والشيخ صالح ليس من أهل الرس، وإنما أردنا أن نترجم له باعتباره أول من ولي قضاء الرس حيث كان قضاة القصيم في عهده يندبونه إلى الرس وما حولها من بلدان القصيم للقضاء وحل المنازعات بين الناس، وحسبه أنه كتب أول وثيقة تم العثور عليها عن بلدة الرس بتاريخ: 6/3/1141 ثم ولي قضاء الرس بعده الشيخ رشيد بن زامل عام 1158هـ وهذا يعتبر أول قاض يتم تعيينه فيها.
وسوف نورد نص الوثيقة عند الحديث عن كتابة الشيخ صالح.  
مولده ونشأته: ولد في عنيزة ـ ولم يُوضح تاريخ ولادته ـ ونشأ فيها نشأة حسنة، وكان ضرير البصر فعوضه الله عن البصر بالبصيرة.
علمه وفضله: قرأ القرآن الكريم على مشايخ عصره، ثم أقبل على العلم إقبالا منقطع النظير ولازم علماء عنيزة في أصول الدين وفروعه والحديث. ويقول المؤرخ ابن عيسى (وكان له معرفة في الفقه) كما أثنى عليه المؤرخ ابن بشر في تاريخه حيث وصفه بسعة الإطلاع في الفقه وأنه أخذ عن عدة مشايخ.
كما وصفه القاضي في (روضة الناظرين) بأنه كان فقيها مطلعا وعنده قوة في الحفظ وسرعة في الفهم.
مشايخه وتلاميذه: درس الشيخ صالح على العالم الجليل الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب الناصري الحنبلي، وعلى الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن سيف والد صاحب العذب الفائض في علم الفرائض. كما درس على الشيخ علي بن زامل.  
وقد درس بين يديه مجموعة من التلاميذ وطلبة العلم منهم: العالم الفرضي الشيخ محمد بن علي بن سلوم والشيخ أحمد بن شبانه وغيرهم. ومن تلاميذه الشيخ سليمان بن إبراهيم الفداغي وقد منحه إجازة، كما برز من تلاميذه النابهين الأمير العالم الجليل دخيل بن رشيد بن محمد الجراح والشيخ منصور بن محمد أبو الخيل إمام وقاضي الخبراء والشيخ عبدالله بن علي بن زامل ومنصور بن إبراهيم ابن زامل. 
كتابته: كتب الشيخ صالح بن محمد الصائغ أول وثيقة تم العثور عليها عن الرس وتسمى (وثيقة الجفير) وهي تبين بيع ورثة حمد بن علي بن محمد أبا الحصين نصيبهم من الجفير على قرناس بن حمد وهذا نص الوثيقة:
( الحمد لله وحده.. يعلم الواقف على هذا الكتاب أنه حضر عندي ورثة حمد بن علي بن محمد أبا الحصين وهم ابنه علي الملقب أبا الحصين وابنه الأبكم الأصم تولى عليه عقاب بن علي بعدما تابوا لله تعالى وبنات حمد سلمى وقرنيسة وورثة غالية وزوجات حمد عقيلة بنت علي بن زهير وفاطمة بنت سليمان بن محمد وجويزية بنت عبدالله بن محمد باع جميع من ذكرنا وولي الأبكم نصيبهم إرثهم من حمد المذكور في الجفير في الرس معروفا في ذلك المكان مشهور شهرته كافية عن التحديد باعوه بجميع حقوقه وحدوده من مسيل وغيره على قرناس بن حمد المذكور بثمن معلوم قدره وجنسه وصفته واشترى منهم قرناس بذلك وكل من المتبايعين عارف الثمن والمثمن معرفة نافية للجهالة وبلغهم الثمن كاملا وتمت بينهم شروط البيع فلما رأيت ذلك حكمت بصحته شهد بذلك جماعة من المسلمين شهد به وكتبه وأثبته صالح بن محمد بن عبدالله سادس ربيع الآخر سنة 1141 وهذا البيع المذكور بعدما فسخ سليمان بن حميدان رهنه الذي في الجفير المذكور وأبرى الميت من الدين شهد بذلك جاسر بن حمد وشهد به وأثبته صالح نقله بحروفه حرفا بحرف سليمان بن حمد الرميح وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم حرر في ج سنة 1347 أ. هـ.     
وفاته: توفي رحمه الله في عنيزة عام 1184هـ. وقد ذكر المحقق ابن بشر في (عنوان المجد) وفاة الشيخ صالح فقال في معرض حديثه عن وفيات سنة 1184هـ: وفيها مات العالم القاضي في ناحية القصيم صالح بن عبدالله بن ـ نقص في كتابة الاسم ـ وكان له معرفة في الفقه. أخذ عن عدة مشايخ منهم الشيخ الفقيه عبدالله بن أحمد بن عضيب الناصري الحنبلي.
رحم الله الشيخ صالح وأسكنه فسيح جناته وجمعنا وإياه ووالدينا مع عباده الصالحين.   
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

صالح بن محمد الخليفة.

صالح بن محمد الخليفة
1263ـ 1323هـ تقريبا.
اسمه وأسرته: هو صالح بن محمد الخليفة.
والخليفة ورد في وثيقة كتبها إبراهيم بن عيسى كاتب اشيقر بأن جدهم هو: خليفة بن منيع البرادي من المشارفة من الوهبة أهل اشيقر، كان هو وأبوه في عنيزة ولما توفي أبوه منيع فيها انتقل خليفة بن منيع من عنيزة وسكن الرس وتزوج امرأة من الحصنان أهل الرس من آل محفوظ من العجمان وجاء له أربعة أولاد وهم منيع وعبدالله وفهد وسليمان... وخليفة بن منيع المذكور هو الذي اشترى الشنانة من آل غيلان من شمر وغرسها وعمرها وانتقل هو وأولاده إليها من الرس وسكنوها وهو جد الخليفة أهل الشنانة. والظاهر أن مشتراه لها سنة ألف ومائتين تقريبا. أ.هـ.
أما صالح بن محمد الخليفة هذا فهو طالب علم في الرس عاش في الفترة بين عام 1263هـ وعام 1323هـ وله ذكر في وثائق الرس. في زمن الشيخ صالح بن قرناس، كما كان معاصرا لكل من: محمد بن علي السليم وفهد بن سليمان بن خليفة ومحمد بن سالم بن ضويان والكاتب محمد بن عبدالله القريان وعبدالعزيز بن راشد الغفيلي وحواس العساف ومحمد بن إبراهيم الرجال وصالح العقيل وعبدالعزيز الدخيل.
درس الشيخ صالح على كتاتيب الرس في وقته وتعلم فصار من طلاب العلم في الرس مرشدا وواعظا. وقال صالح بن سليمان العمري في (علماء آل سليم وتلامذتهم ج1) أن صالح بن محمد الخليفة من تلاميذ الشيخ عمر بن محمد بن سليم(1299ـ 1363) ومن زملائه عند الشيخ من أهل الرس وقضاتها كل من: الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ محمد بن صالح الخليفة والشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ عبدالرحمن بن سليمان البطي والشيخ محمد ابن صالح بن خزيم والشيخ سليمان بن محمد الدهامي والشيخ محمد بن راشد المحيلان وعبدالله بن محمد الخليفة والشيخ محمد بن ناصر الحناكي والشيخ سالم بن ناصر الحناكي والشيخ سليمان بن بطاح والشيخ سليمان بن حمد بن رميح وغيرهم كثيرون من أهل القصيم.
كما ذكر العمري بأنه من تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم العبادي (1314ـ 1358) ومعه مجموعة كبيرة من الزملاء عند الشيخ عبدالعزيز.
وكان في الرس يرد ذكره في الوثائق شاهدا على بعض المكاتبات في البيوع والمداينات وغيرها من تلك الوثائق:
شهد على بيع عمر بن محمد بن علي بن سليم الملقب بلطان نصيب أبيه من البير المسماة الفوزانية في باطن الرس باعتباره وكيلا عن ورثة أبيه باعها على الشيخ صالح بن قرناس بثمانية ريالات بشهادته وشهادة محمد بن سالم بن ضويان وفهد بن سليمان بن خليفة بخط الكاتب محمد بن عبدالله القريان (39/4).
كما كان هو الوكيل على تنفيذ وصية زيد بن عبدالله الظاهري بنخلتين على عياله إن احتاجوا وإن لم يحتاجوا فهي في أعمال بر، فهو الوكيل عليها وعلى الديون التي في ذمته للشيخ صالح بن قرناس وغيره ممن ورد اسمه في وثيقة كتبها وشهد عليها سالم بن عبد الله القريان عام 1293هـ (132/11).
توفي في حدود عام 1323هـ رحمه الله وأسكنه جنات النعيم.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

صالح بن محمد البطي.

صالح بن محمد البطي
0000 ـ 1410هـ.
اسمه وأسرته: هو صالح بن محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن فهد البطي. يروى بأن الأسرة كانت تسكن الأحساء وعند مذبحة الأتراك قُتل مجموعة من أفرادها ونجا منهم اثنان هما محمد وفهد نزحا إلى وادي الجناح قرب عنيزة ثم إلى حي الصباخ وحي رواق قرب بريدة.
أما محمد فكان عقيما ولم ينجب وأما فهد فقد أنجب عددا من الأولاد أكبرهم سليمان الذي أنجب مجموعة كانوا طلبة علم في القصيم. منهم الشيخ عبد الرحمن بن سليمان ـ سوف يرد له ترجمه ـ الذي سكن الرس قبل الدولة السعودية الثالثة وكان طالب علم ينتقل بين قرى القصيم للدعوة والإرشاد ومعه أبناؤه الخمسة والموجودين من الأسرة في الرس من نسله.
والمترجم له من أحفاد الشيخ عبد الرحمن، كان والده محمد طالب علم وحافظا للقرآن الكريم وتولى إمامة أحد المساجد في الرس كما كان مجوّدا يخشع المصلّون لقراءته، وكان له ابنان فقط هما: عبد الله وصالح.
أما صالح المترجم له فيلقب (الصّلحِي) بالتصغير أمه هي مريم بنت صالح بن محمد العقيل التي ورثت من أبيها مزرعة (مطريسة) في الرويضة بالرس، وكان ابنها صالح إماما للمسجد الداخلي في الرس حسن الصوت في القراءة مجوّدا.
عمله: كان يعمل موظفا في محكمة الرس الشرعية (كاتبا ومقدّر شجاج) كما كان يكتب الوثائق والعقود، ويعقد الأنكحة في الرس.
ـ شهد على إجازة وقف منزل عبد العزيز بن عبد الرحمن البطي في أعمال البر، وذلك بحضور أبنائه وبناته (87/6).
ـ كان وكيلا على وقف عبد العزيز بن عبد الرحمن البطي وكان يسلّم أبناءه ما يخصهم من إرث أبيهم (89/6).
ـ كما شهد على قبض رقية بنت عبد العزيز البطي من أخيها عبد الرحمن ما يخصها من مستحقات والدها، في:1/6/1392هـ (93/6).
توفي رحمه الله في الرس يوم: 24/4/1410هـ.
رحمه الله وغفر له وأسكنه جنات النعيم.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

صالح بن قرناس القرناس.

صالح بن قرناس القرناس
1253 ـ 1336هـ.
اسمه وأسرته: هو الشيخ صالح بن قرناس بن عبدالرحمن بن قرناس بن حمد بن علي بن محمد بن علي بن حدجان من آل حصنان.
وآل حصنان ـ كما ذكر البسام في علماء نجد ـ عشيرة كبيرة من آل محفوظ أحد البطون الكبيرة من قبيلة العجمان التي هي من قبيلة يام بن أصبى بن دافع بن زيد ابن ربيعة بن الخيار بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان. فهم من يام ثم من همدان ثم من كهلان ثم من قحطان.
وآل حصنان تشمل أسر كثيرة في الرس منهم: العساف والعذل والقرناس والرشيد والحواس والحميد والغفيلي والعواجي والدليمان والصبي والعفيصان والرميح والعميل والمفيز وغيرهم.
وكل الأسر التي ذكرنا ومنهم القرناس هم من نسل محمد بن علي بن راشد  الملقب (أبا الحصين) الذي قدم إلى الرس في حدود عام 970هـ وعَمَره مع نسله وصار كثير منهم من أمراء الرس وقضائها وعلمائها.
مولده ونشأته: ولد الشيخ صالح في الرس عام 1253هـ أما القاضي صاحب روضة الناظرين فيقول بأن ولادته في قرية النبهانية بالقصيم.
ونشأ وترعرع في بيت والده الشيخ الجليل قرناس بن عبدالرحمن مع أخوته نشأة حسنة في بيت علم وهدى وصلاح وتعلم حتى صار قاضيا هو وأخوه محمد. وتوفي والده وعمره تسع سنوات فتولى أخوه محمد تربيته. أما أمه فهي مضاوي بنت شقير الجلالي والدها شقير وأخوها ناصر يرد ذكرهما كثيرا في وثائق الرس ضمن كتابات الشيخ قرناس وأبنائه.  
مشايخه: وأول معلم له والده ثم المشايخ الموجودين بالرس حيث أخذ عنهم العلم الشرعي في بدايته، ثم درس على أخيه الشيخ محمد بن قرناس بالرس، ثم قرأ على الشيخ محمد بن عمر بن سليم والشيخ محمد بن عبدالله بن سليم ثم الشيخ علي بن محمد بن علي آل محمد قاضي عنيزة، وعلى تلميذ والده الشيخ سليمان بن علي بن مقبل وعلى الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الخليفي والشيخ علي ابن محمد بن راشد حتى أدرك وحصّل من العلوم الشيء الكثير خاصة في الفقه حتى عدّوه من كبار فقهاء القصيم لغزارة علمه وثقة الناس به.
أورد الشيخ البسام في علماء نجد نصا للشيخ إبراهيم الضويان يقول فيه(الشيخ صالح بن قرناس ولد عام 1253هـ وابتدأ طلب العلم على أخيه الشيخ محمد في الرس، وأكثر طلبه العلم في عنيزة على الشيخ علي آل محمد قاضي عنيزة وعلى الشيخ علي بن سالم آل جليدان، والشيخ صالح بن عثمان العقيل آل عوف وغيرهم، وقرأ في بريدة على الشيخ سليمان بن مقبل، والشيخ محمد بن عبدالله بن سليم.
ثم رحل إلى الرياض عام 1282هـ وأخذ عن الشيخ عبدالرحمن بن حسن وابنه الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن، والشيخ عبدالرحمن بن بشر والشيخ عبدالعزيز بن صالح بن موسى المرشدي وكان إذ ذاك قاضي الرياض وغيرهم.
تلاميذه: درس على الشيخ صالح بن قرناس تلاميذ كثيرون أشهرهم: الشيخ عبدالله بن محمد بن مانع والشيخ عبدالله بن سليمان بن بليهد والشيخ صالح بن عثمان بن حمد القاضي والشيخ إبراهيم بن محمد الضويان والشيخ محمد بن سليمان البسام والشيخ صالح بن عبدالكريم الصائغ والشيخ علي بن محمد السناني والشيخ عبدالله بن حسين أبا الخيل
علمه وفضله: يقول عنه الشيخ إبراهيم الضويان ( وكان مولعا بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب يستنسخها ويشتريها ما استطاع، ويحب مجالس الوعظ وكانت فتاواه غير محررة وكف بصره آخر حياته واختلط) ويقول الشيخ البسام في علماء نجد (وكان الشيخ صالح كريما سخيا ينفق على حاشيته وضيوفه نفقة الأمراء، ولكنه احتاج في آخر عمره فكان الذين يبرونه ويصلونه هم محمد السليمان البسام ثم ابنه إبراهيم ثم الشيخ صالح القاضي.
ويقول القاضي صاحب روضة الناظرين في بداية ترجمته عن فضله (هو العالم الجليل والفقيه المتبحر الورع الزاهد) ويقول (حفظ القرآن الكريم على يد أخيه محمد ودارسه زمنا ولازمه في طلب العلم حتى مات وهو من أبرز من تلقى العلم عنه لأنه لازمه في ليله ونهاره في جلساته كلها وحفظ المتون عليه).
كما يقول (كانت عمتي تثني عليه بكثرة عبادته وتلاوته وتدبره وإحيائه الليل وتقول كان لسانه رطبا بذكر الله وكان مجدا في طلب العلم وأدرك في الفقه والحديث وأصول الدين إدراكا جيدا وكان مكبا على كتب ابن تيمية وابن القيم حتى كانت صبوحه وغبوقه ودرس الطلبة بعنيزة وبريدة والرس وكان حسن التعليم وله تلاميذ لا حصر لعددهم).
ويقول القاضي عنه ( كان سخيا يؤثر على نفسه عطوفا على الفقراء والمحاويج أبلى بلاء حسنا سنة الجوع عام سبع وعشرين مع قلة ذات يده كان آية في التواضع وحسن الخلق والاستقامة في الدين وكان إمام وخطيب الجوامع التي زاول أعمال القضاء فيها وكان قوي الفهم حاضر البديهة ومرجعا في التوثيق، وكان القضاة يرجعون في حساب التركات إليه، وكان إمام جامع الرس المعروف حتى الآن بهم وكان يرشد ويعض أدبار الصلوات ولمواعظه وقع في القلوب وله مكانة مرموقة وكلمة نافذة) وكان يملك مكتبة كبيرة في الرس تعتبر من المكتبات الأثرية وتحتوي على مراجع كثيرة ومخطوطات ومطبوعات نادرة وقد تلفت عن آخرها في منزله الذي انهدم عام 1376هـ من أثر السيول التي جرفت المنزل.
أما وصفه فقال عنه القاضي (كان أسمر اللون ضخما مربوعا لا يُرى الغضب في وجهه طلق الوجه مجالسه ممتعة ومحادثاته شيّقة)       
أعماله: تولى الشيخ صالح قضاء الرس بعد وفاة أخيه الشيخ محمد ابن قرناس من عام 1275هـ حتى عام 1330هـ أي كانت مدة قضائه في الرس خمسة وخمسين عاما، وفي خلال مدة قضاء الرس تولى قضاء عنيزة مرتين الأولى لمدة سبعة أشهر ـ ويقول القاضي في الموسوعة مدة تسعة شهور ـ بعد وفاة قاضيها الشيخ عبدالعزيز بن محمد المانع عام 1307هـ وعندما قامت معركة المليداء عام 1308هـ واستولى محمد بن رشيد على القصيم عين في قضاء عنيزة الشيخ عبدالله بن عائض، والثانية عام 1317هـ وقيل عام 1318هـ لمدة عام واحد وكان خلالهما يتردد بين البلدتين للقضاء. كما تولى خلالها قضاء بريدة مرتين أيضا أحدها في أول ولاية عبدالعزيز بن رشيد على القصيم عام 1318هـ عينه قاضيا في بريدة بعد أن عزل الشيخ محمد بن عبدالله ابن سليم مع بقائه في قضاء الرس، وكان الشيخ صالح بن قرناس عندما يسافر إلى بريدة للقضاء ينيب عنه في الرس تلميذه الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان صاحب منار السبيل والكاتب المعروف بالرس.
وعندما كبر كف بصره وتوالت عليه الأمراض قدّم استقالته ثم أرهقته الشيخوخة فتجرد لعبادة ربه ولازم المسجد والتلاوة والذكر.
كتابته: كان الشيخ صالح بن قرناس يكتب الوثائق وكان ثقة بل كان هو القاضي المشهور في القصيم كلها، ويوجد مجموعة كثيرة من الوثائق في الرس بعضها من خطه وبعضها ذكر اسمه فيها شاهدا أو معرّفا كما كان من أصحاب المداينات مع المزارعين وغيرهم وكان يشتري الآبار والمزارع في الرس ويؤجرها على من يزرعها، كما كان يكتب الأوقاف والعقود والأنكحة، وكان يملي على تلميذه الشيخ الكاتب إبراهيم الضويان ويوثق ذلك بالشهود العدول.
ومن تعاملاته في ذلك نقتطف ما يلي:
1ـ ولّى حمد بن عبدالله بن مكفوت على بيت جده حمد الرشيد الخياط الوقف الكائن في الرس عام 1306هـ.
2ـ نقل من خط والده الشيخ قرناس وثيقة قسمة بقعة الرسيس المعروفة بشهادة محمد الدعيجي، ونقل الوثيقة من خط الشيخ صالح الكاتب رميح بن سليمان الرميح.
3ـ أجر أولاد عبدالله بن محمد بن مكفوت عبدالرحمن وحمد البئر وقف أبيهم المسماة الحسينية مائة سنة كل سنة ريالين بشهادة محمد بن عبدالمحسن بن صيخان وحسين بن عايد المصطور ومحمد بن حمود بن دغيم، وكتبها بخطه عام 1293هـ.
4ـ اشترى من منصور بن إبراهيم العواجي القليب المعروفة بالقوعي بمبلغ ستة عشر ريالا مقبوضات بمجلس العقد بشهادة صالح بن محمد الحريقي وعبدالرحمن بن راشد البلي وصالح بن محمد الضويان وحمد الدعيجي.بخط الكاتب الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان.
5ـ كتب هبة أخته خديجة بنت قرناس لأخيها محمد بن قرناس نصيبها من بئر أبيها النغيمشية بشهادة محمد بن صالح الشبلي وسليمان العقل وحمد الزعاقي بتاريخ السابع عشر من ربيع الآخر عام 1274هـ.
6ـ كتب تزكية وتعريف للكاتب رميح بن سليمان على خطه في بيع دار محمد المنصور بن عوض على محمد بن عبدالرحمن المزيني عام 1306هـ هذا نصّه (الخط المزبور أعلاه خط من سمى نفسه الأخ رميح بن سلميان أعرفه كما أعرف شخصه وهو إذ ذاك أهل لما صدر منه عدل مقبول الشهادة معمول بخطه والشهود المذكورون عدول قال ذلك كاتبه الفقير إلى الله صالح ابن قرناس).
هذه نماذج من كتابة الشيخ صالح بن قرناس وهي بعض من الوثائق التي كتبها أو شهد عليها أو عرّف بها.
وكان يبدأ كتابته بالبسملة كاملة ويختمها بالتاريخ باليوم والشهر والسنة.وينهي الوثيقة بقوله (أنا الفقير إلى الله) ويختمها بختمه.
أبناؤه: يوجد لديّ ورقة تتضمن إثبات وفاة الشيخ صالح بن قرناس وإحصاء ورثته وعددهم ثلاث زوجات وأبناؤه ثلاثة بنين وسبع بنات وهم كما يلي: الزوجة الأولى: نورة محمد الخليفة ومنها: محمد وعبدالله وفاطمة وزينب ومضاوي وموضي. أما عبدالله فكان إماما وواعظا في مسجد قرية ضرية جنوب الرس، والثانية: نورة الفواز ومنها: خديجة زوجة عقيّل. والثالثة نورة بنت فوزان ومنها: إبراهيم وحصة ورقية. أما الزوجة الرابعة فقد ذكرها تلميذه الشيخ صالح بن عثمان القاضي صاحب روضة الناظرين وهي عمته لولوة العثمان القاضي وأنجبت منه ولدا اسمه قرناس وتوفيت عام 1376هـ أما البسام فقد ذكر بأنها لم تنجب منه أحدا ويبدو بأن هذا الابن توفي صغيرا حيث لم يرد له ذكر في وثائق والده.
وفاته: توفي الشيخ صالح بن قرناس في بلدته الرس في اليوم الخامس من شهر ذي الحجه عام 1336هـ فكان لمصابه أكبر الأثر في نفوس ذويه والناس ممن يعرفه وصلى عليه تلميذه الشيخ إبراهيم الضويان في جامع الرس رحم الله الشيخ صالح وأسكنه فسيح جناته وجمعنا وإياه ووالدينا مع عباده الصالحين.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

صالح بن علي بن غصون.

صالح بن علي الغصون
1341 ـ 1419هـ.
اسمه وأسرته: هو الشيخ صالح بن علي بن فهد بن غصون.
وأسرة الغصون في الرس من الحميدان من تميم من الوهبة ومساكنهم في القصيم والرس خاصة لكن لا أعلم سبب تسميتهم بذلك حتى الشيخ عندما سئل عن ذلك أفاد بأنه لا يعلم شيئا عنه.
والحميدان ورد ذكر جدهم سليمان بن حميدان الذي فسخ رهنه في الجفير في الرس ثم باعه أبناء حمد بن علي بن محمد أبا الحصين على قرناس بن حمد في وثيقة الجفير التي كتبها الشيخ صالح بن محمد بن عبدالله عام 1141هـ.
والحميدان بالرس يشملون كلا من: العقل والمسيطير والعايد والعلولاء والقزلان والغصون والحجاج والحوشاني والهزاع والبوثه والدعجان والشبعان والمقحم.
مولده ونشأته: ولد الشيخ صالح في الرس عام 1341هـ. وكان والده علي ابن فهد الغصون ساكنا في الرس وشهد على وقف محمد بن عبدالرحمن البلي داره بالرس وقفا منجزا عام 1307هـ بخط الشيخ صالح بن قرناس.
ثم توفي والده وهو ابن ثلاثة عشر عاما وعندما بلغ الخامسة عشرة أصيب بمرض في عينيه يسمى (أبو روب) ففقد بصره فلم يمنعه ذلك من طلب العلم والتفوّق فيه، ونشأ في الرس يتيما فقيرا عند والدته التي كانت امرأة صالحة على دين وخلق تقوم الليل وتصلي كثيرا فتولت تربيته وإصلاحه فتربى تربية إسلامية صالحة.
مشايخه: بدأ الشيخ صالح يتعلم بين يدي كُتّاب بلدته الرس ومن زملائه الشيخ صالح ابن عبدالله الحوّاس والشيخ عساف بن محمد الحوّاس والشيخ عبدالله بن إبراهيم الغفيلي.
ثم سافر الشيخ صالح رحمه الله إلى الرياض حيث ملتقى العلم والعلماء ودرس على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم العلوم الشرعية وكان يثني عليه كثيرا ويذكر فضله وعلمه ودوره في تعليمه وصلابته في قول الحق وعزيمته في التعليم وإصلاحه وذكائه، كما درس على الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم الفرائض، وكان له صلة بالشيخ محمد بن مانع والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ عبدالله بن حميد والشيخ عبدالرحمن بن سعدي وله معه مكاتبات.
تلاميذه: درس بين يدي الشيخ صالح مجموعة من التلاميذ في كل المدن التي عمل فيها، وفي الرياض كانت أكثر دروس الشيخ داخل بيته، ولكثرة الطلاب الذين يدرسون عليه كان يخصص أياما لبعض للطلاب وأياما أخرى لطلاب آخرين، وذكر الدكتور طارق الخويطر من الطلاب الذين كانوا يدرسون على يدي الشيخ صالح كل من: علي بن سليمان الشويهي وصالح بن محمد الزكري وناصر بن علي البراك وعبدالمجيد العبود وعلي أبا الخيل وعبدالمحسن القاسم وأحمد الخليفي وأسامة الخميس وعلي الجويسر ومحمد حجازي وسليمان العجلان وطارق الخويطر.  
علمه وفضله: حفظ الشيخ صالح القرآن الكريم كاملا وأتقنه قراءة وحفظا، ثم حفظ كتاب زاد المستقنع وكان يشرحه أثناء دروسه التي يقيمها أثناء عمله في  القضاء وفي أسفاره حتى عندما كان مريضا، فعرف اختلاف المذاهب في المسائل الفقهية، ثم حفظ العقيدة الواسطية والعقيدة الحموية لابن تيمية وكتاب التوحيد وكتاب كشف الشبهات لسماحة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ثم الأصول الثلاثة والقواعد الأربع وشروط الصلاة، ثم حفظ عمدة الأحكام والأربعين النووية ومتن الرحبية وقطر الندى والأجرومية وأحاديث من بلوغ المرام وأبياتا من ألفية ابن مالك.
مؤلفاته: أما مؤلفات الشيخ صالح فلم يكن رحمه الله يهتم بالتأليف وقد يكون بسبب انشغاله بالقضاء والفتوى وعدم توفر الوقت الكافي لديه للتفرغ للتأليف، وكان له تعليقات والبحوث الصغيرة والردود، وطبع له رسالة صغيرة بعنوان (قتل الغيلة) وقد حرر فيها رحمه الله قول المالكية في ذلك، وطبعت عام 1419هـ ويقوم أحد تلاميذه بجمع فتاواه في برنامج (نور على الدرب) في عدة مجلدات.
صفاته وأخلاقه ومنزلته: كان الشيخ صالح بن غصون رحمه الله على خلق وتواضع جم وأدب مع مشايخه وتلاميذه، يقول عنه تلميذه طارق الخويطر(وقد استفدت كثيرا من دروسه إضافة إلى الفائدة العظمى وهي فائدة الأخلاق والتواضع والآداب فكنت أراقبه في طريقة سلامه وكلامه واحترامه للناس واستقبالهم والشفاعة لهم بما يستطيع، فأعجب من صبره واحتسابه للأجر وقبل هذا الاهتمام حرصه على أمور العبادة) وكان مكثرا لقراءة القرآن الكريم وكان يختمه كل ثلاثة أيام، وعند التعب كل أربعة أو خمسة أيام وكان يقرأ في كل وقت يجد فيه الفرصة للقراءة، لأكثر من ثمان ساعات في اليوم وكان يقول رحمه الله كما يذكر تلميذه طارق (أريد أن يكون القرآن أنيسا لي في القبر) كما كان يستمع لإذاعة القرآن الكريم وبعض الأشرطة المفيدة.
كما كان الشيخ صالح رحمه الله محبا لأهل العلم دائم النصيحة لهم ويذكرهم بحقوق الله ويذكرهم بشكر نعمة الله عليه وعليهم ووجوب المحافظة عليها، كما كلن يشجعهم على مواصلة القراءة والتعلّم في الصغر، وكان يحب العلماء ويروي تلميذه طارق بأنه كان يقول له(إني أحب يا طارق علماءنا وأرجو الله أن يحشرني معهم في جنات النعيم).
كما كان رحمه الله عابدا صوّاما قوّاما، ومن وصف تلميذه طارق الخويطر بأنه كان يعاون المحتاجين، وكانت حياته حافلة بالجد والمثابرة على العلم والصبر على المكاره، وكان واسع الصدر عف الضمير نقي السريرة عفيف الغيب نظيف الجيب حسن القناعة شديد النزاهة. كما كان عزيز النفس كثير البكاء رقيق القلب ذكيا ذو ذاكرة عجيبة، كان رحمه الله له مجلس يوم الجمعة يحضره كثير من الزوّار والمستفتين وكان يرحب بهم بمجرد سماعه لأصواتهم وكأنه يراهم، وكان دائم الشفاعة للمحتاجين والمضطرين.
أعماله: كان الشيخ صالح رحمه الله حريصا على طلب العلم والمراجعة في كل الأوقات بجد واجتهاد مما جعل الشيخ محمد عبدالوهاب يوليه القضاء في عدة مواقع في المملكة منها:ـ
1ـ في عام 1368هـ عينه الشيخ محمد بن عبدالوهاب قاضيا في سدير وبقي فيه مدة أربع سنوات كان له دروس علمية في الفقه وغيره.
2ـ في عام 1372هـ انتقل إلى قضاء شقراء وتوابعها، وبقي فيها عامين.
3ـ في عام 1374هـ فتح المعهد العلمي في شقراء ودرس فيه التوحيد والفقه، وفي أثنائها كُلّف مع اثنين من القضاة للنظر في مشاكل الأراضي في الرياض.
4ـ في أواخر عام 1378هـ نقل إلى الأحساء ليتولى رئاسة محاكمها وبقي فيها إلى قرب عام 1390هـ.
5ـ في عام 1390هـ انتقل إلى الرياض للعمل في محكمة التمييز.
6ـ وفي عام 1401هـ تم نقله للعمل في مجلس القضاء الأعلى مع مجموعة من المشايخ والقضاة وبقي فيه حتى تقاعد عن العمل في آخر عام 1409هـ.
وفي عام 1391هـ بعدما انتقل من الأحساء إلى الرياض للعمل في هيئة التمييز كان تشكيل هيئة كبار العلماء فكان أحد الأعضاء في الهيئة وبقي فيها حتى سافر للعلاج في نهاية عام 1413هـ وبعد عودته عُرض عليه العودة للعمل في الهيئة فاعتذر عن ذلك لظروفه الصحية.
وكان الشيخ صالح بن غصون يشارك منذ عام 1391هـ في الفتاوى في برنامج (نور على الدرب) الذي يبث من الإذاعة السعودية كان آخر مشاركة له في البرنامج في عام 1419هـ بعدها أرهقه المرض فتوقف عن الفتوى. 
وفاته وعقبه: خلف الشيخ صالح مجموعة من الأولاد والبنات الذين استفادوا من سيرته وأخلاقه وتربيته وتوجيهاته أكملوا تعليمهم حتى حصل أكثرهم على الدرجات العلمية العالية.
وفي عام 1409هـ أحس الشيخ بتعب وإجهاد بسبب مرض في الكبد وبعد أن تطور معه الداء أشار عليه الأطباء أن يذهب إلى الخارج للعلاج فسافر إلى الولايات المتحدة وأجرى عملية زراعة كبد عام 1413هـ وعاد إلى المملكة بعدها أخذ يشكو من أورام في البطن وتم استئصالها وفي عام 1419هـ عاوده المرض واشتد معه وأخذ يشكو الآلام وهو صابر محتسب ثم أدخل المستشفى عدة مرات بسبب المرض الذي يعاني منه حتى وافاه الأجل المحتوم يوم السبت الموافق السابع عشر من شهر ذي الحجة عام 1429هـ في الساعة العاشرة والنصف مساءا وصلي عليه مع صلاة العصر يوم الأحد في مسجد الراجحي بالرياض ودفن في مقبرة النسيم، وحضر جنازته حشد غفير من محبيه وطلابه ومن يعرفه المشايخ وكبار رجال الدولة.
رحم الله الشيخ صالح بن غصون وجمعنا وإياه ووالدينا في مستقر رحمته وحشرنا وإياه مع عباده الصالحين.  
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

صالح بن عثمان العقيل.

صالح بن عثمان العَقِيل
1226ـ 1293هـ تقريبا.
هو الشيخ صالح بن عثمان بن صالح بن عقيل.
من المدينة المنورة، وهم الذين يسمون (العوف) في عنيزة والرس وهو العالم المشهور من عنيزة وأسرته يطلق عليها اسم (الحريول) ووالده عثمان بن صالح العقيل ويبدو أنه كان يسكن عنيزة ثم رحل إلى الرس وسكن فيها وهو من وجهائها وكتب مجموعة كبيرة من الوثائق وتوفي في عنيزة ليلة الخميس: 7/10/1253هـ .
وأسرة آل عقيل (العقيليون) في نجد أصلهم من الأشراف من بني هاشم من آل البيت، ويرجع نسبهم إلى: عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه. وكانوا يسكنون المدينة المنورة، وفي حدود عام 1200هـ تقريبا رحلوا منها إلى نجد ونزلوا في بلدة الرس على ما يظهر. وعاشوا فيها فترة من الوقت ثم تفرقوا في أنحاء من نجد مثل عنيزة وشقراء ورويضة سدير وما حولها. ومن الوثائق المتوفرة لدينا يتضح بأن بعضهم عادوا إلى المدينة المنورة وامتلكوا أوقافا تعتبر حاليا من أوقاف الأشراف. وماتوا ودفنوا في البقيع مع آل البيت. وبعضهم بقوا في عنيزة وآخرون في الرس وامتلكوا أوقافا متعددة ثم ماتوا ودفنوا فيها.
أما البعض الآخر فقد انتشروا في أنحاء متفرقة من الجزيرة العربية ومصر والشام والعراق واليمن وعاد بعضهم إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة. وأفراد تلك الأسرة الكريمة منهم العلماء والقضاة والكتّاب والعسكريون والوجهاء والتجّار والأكاديميون وكبار الموظفين في الدولة. وأفراد الأسرة الموجودون في المملكة ينتشرون حاليا في أنحاء متفرقة منها مثل: الرياض وشقراء وأشيقر والقويعية وعفيف والرس وعنيزة والبكيرية وحائل وحفر الباطن والجوف والدمام والأحساء والنعيرية والخفجي والمدينة المنورة ومكة المكرمة وجدة وضبا وغيرها.
هذا العالم ترجم له الشيخ البسام ويقول بأنه من علماء القرن الثالث عشر الهجري. ولد في عنيزة ونشأ فيها كفيف البصر متوقد الذهن يملك ذاكرة حفظ قوية، درس في أول عمره في كتّاب عنيزة فتعلم القرآن الكريم فحفظه وأتقنه. ولما شب شرع في طلب العلم على علماء عنيزة، ولما قدم الشيخ عبدالله أبا بطين إلى القصيم قاضيا عام 1251هـ لازمه وشرع يدرس على يديه مع مجموعة من طلبة العلم فأدرك في العلوم الشرعية والعربية إدراكا تاما وصار من تلاميذ شيخه المشهورين.
ومن زملائه عند الشيخ عبدالله أبا بطين كل من: الشيخ محمد بن إبراهيم السناني قاضي عنيزة والشيخ محمد بن عمر بن سليم قاضي بريدة والشيخ سليمان ابن علي بن مقبل قاضي بريدة وتلميذ قرناس وغيرهم. أما من أشهر تلاميذ الشيخ صالح العوف الذين درسوا على يديه الشيخ صالح بن قرناس قاضي الرس.
اشتهر الشيخ صالح بن عثمان بالعلم الشرعي وصار من الفقهاء في عنيزة، وعندما كان في عنيزة كان يتولى القضاء فيها الشيخ علي آل محمد لذلك فإن الشيخ صالح لم يتول القضاء بل كان إماما لمسجد المسوكف في عنيزة وكان يتولى فيه الإمامة والوعظ والإرشاد والتدريس.
عاش في الرس مع والده عثمان بن صالح العقيل وكان يشهد على المبايعات والمدينات بين الناس منها ما يلي:
شهد على محاسبة مالية بدين بين سليمان بن جري وسليمان بن عقل في غرة ذي القعدة عام 1273هـ مع شهادة راشد بن محمد البلي ومحيميد بن سلامة بخط الشيخ محمد القرناس. 
كما شهد على بيع دار في الرس بتاريخ الحادي عشر من شهر شعبان عام 1273هـ مع جماعة من المسلمين منهم: محمد بن سليمان الفواز ومحمد السعيد بخط الكاتب محمد بن عبدالله القريان.
غفر الله للشيخ صالح بن عثمان العقيل وأسكنه جنات النعيم.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

الأحد، 8 نوفمبر 2015

صالح بن عبدالله الحواس.

صالح بن عبدالله الحوّاس
1320 ـ 1381هـ.
      هو الشيخ صالح بن عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عساف بن ناصر ابن عساف الحوّاس.
وجد أسرة الحوّاس هو عبدالله بن عساف وهو الذي يسمى (حوّاس) و يُقال سمي بذلك لأنه يحُوس الخيل في الحرب. والحواس من نسل حمد بن محمد بن علي والدهم محمد بن علي الذي سكن الرس في حدود عام 970هـ. ويلتقون مع مجموعة من الأسر في الرس في ذلك.
ولد الشيخ صالح في الرس عام 1339هـ ونشأ وتربى فيها في بداية حياته في كنف خاله الشيخ محمد بن الشيخ قرناس بن عبد الرحمن ودرس عليه القرآن الكريم والعلوم الدينية، كما تربى عند أخواله من القرناس على الأخلاق الفاضلة والآداب الإسلامية الحسنة وشب محبا للعلم وأهله.
تعلم الشيخ صالح عند المقرئين في كتاتيب الرس مثل قاضي الرس الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد وأتم الدراسة عند الشيخ سالم بن ناصر الحناكي والشيخ سالم بن محمد الضويان والشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان وغيرهم في الرس. ثم كفّ بصره في سن مبكرة من عمره فكان ذلك حافزا له على الحفظ والإدراك فحفظ القرآن الكريم والأربعين النووية وآداب المشي إلى الصلاة والأصول الثلاثة بقواعدها الأربع وذلك قبل أن يبلغ التاسعة عشرة من العمر.
بدأ الشيخ صالح الحواس رحلاته في طلب العلم إلى الرياض في حدود عام 1363هـ وأخذ يدرس على الشيخ محمد بن إبراهيم وأخيه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم رحمهما الله، فأدرك وحفظ الكثير من زاد المستقنع وشرحه وسمع على الشيخين شيئا من الحديث مثل عمدة الأحكام. واستكمل على الشيخ محمد قراءة عمدة الأحكام وحفظ الكثير من شروحها وحفظ على الشيخ عبداللطيف مبادئ اللغة العربية، ودرس عليه التوحيد مع سماع شرحه أكثر من مرة في مسجد الشيخ محمد في دخنة، كما كان يدرس مع طلاب العلم في حلق المسجد صباحا ومساءا.
في عام 1371/1372هـ التحق بالمعهد العلمي في الرياض وبعد أن تخرج منه التحق بكلية الشريعة في الرياض وتخرج منها في عام 1378/1379هـ.
وأثناء مطالعاتي مع الزميل الأستاذ صالح بن إبراهيم العوض في مكتبته الخاصة أطلعني على كتاب قديم من القطع الصغير متوسط الحجم كبير القدر كان من مقتنيات الشيخ صالح الحواس كتب في الصفحة الأخيرة منه (ملك الفقير إلى الله الغني عما سواه صالح بن عبد الله الحواس) ويحتوي على مجموعة من الكتب الصغيرة في التوحيد والفقه والفرائض والعربية أسمها (المجموعة العلمية السعودية) من نفائس الكتب الدينية والعلمية. راجعها وصحح أصولها علامة الديار النجدية الفهامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وطبعت على نفقة الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله في مطبعة أنصار السنة المحمدية.
الأول كتاب (ثلاثة الأصول وأدلتها) ويليها: شروط الصلاة وأركانها وواجباتها. وكتاب (أربع القواعد) تأليف الشيخ محمد بن عبد الوهاب. طبع في مطبعة أنصار السنة النبوية عام 1365هـ. ثم (كتاب التوحيد) الذي هو حق الله على العبيد تأليف الشيخ محمد بن عبد الوهاب. ثم كتاب (كشف الشبهات) تأليف الشيخ محمد بن عبد الوهاب. ثم كتاب (العقيدة الواسطية) تأليف الشيخ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية. ثم كتاب (نخبة الفكر) في مصطلح أهل الأثر للشيخ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني. ثم كتاب (متن الرحبية) في علم الفرائض للشيخ محمد بن الحسين الرحبي. ثم كتاب (متن الأجرومية في علم العربية) للشيخ محمد بن محمد بن آجروم الصنهاجي. وتقع هذه المجموعة في (224) صفحة.
ثم يلي ذلك كتاب (زاد المستقنع) في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل للشيخ شرف الدين موسى بن أحمد المقدسي. صححه وعلق عليه الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع نشر مكتبة الثقافة بمكة المكرمة، الطبعة الرابعة عام 1370هـ مطبعة مصطفى الحلبي في مصر. ويقع في (188) صفحة.
ثم يأتي بعده كتاب (متن القطر) في اللغة العربية تأليف جمال الدين محمد بن يوسف بن هشام الأنصاري. ويليه كتاب (شرح شواهد القطر) تأليف محمد الشربيني الخطيب. طبع مكتبة الحلبي في مصر عام 1369هـ ويقع في (84) صفحة. 
أما الأعمال التي مارسها الشيخ صالح في القضاء فنوجزها بما يلي:
1ـ في عام 1379هـ تم تعيين الشيخ صالح قاضيا في الغاط فاعتذر عنه ورفض العمل فيه ولم يباشر القضاء.
2ـ وفي بداية عام 1380هـ تم تعيينه قاضيا مساعدا في المجمعة عند الشيخ علي بن رومي لمدة عام واحد تقريبا.
3ـ في عام 1381هـ تم تعيينه قاضيا في بلدة الدليمية شمال الرس وبقي فيها حتى عام 1384هـ.
4ـ في نهاية عام 1384هـ تم نقل الشيخ صالح إلى بلدة بقعاء التابعة لمنطقة حائل قاضيا فيها وبقي فيها لمدة عشر سنوات حتى عام 1394هـ.
5ـ في آخر عام 1394هـ عاد إلى الرس وبقي فيها عدة أشهر.
6ـ في عام 1395هـ تم تعيينه قاضيا في السيل الكبير عند الطائف وبقي فيها حتى عام 1402هـ.
الشيخ صالح له ذكر في وثائق الرس منها:
ـ شهد هو وصالح بن محمد بن رشيد وابنه عبد الرحمن على وقف موضي بنت سالم المسيطير ثلث مالها يصرف في طرق الخير، بإملاء الشيخ عمر بن خليفة بن جري وخط الشيخ منصور بن صالح الضلعان. في: 23 شوال 1366هـ (67/11).
ـ كما شهد هو وسالم بن محمد بن ضويان وعبد الله بن سليمان بن علي بن هندي على قبض حسين بن هندي السليمان مبالغ دين من أخيه عبد الله الهندي بخط صالح بن محمد بن ضويان عام 1324هـ (152/12).
عندما كان الشيخ صالح قاضيا في السيل الكبير أصيب بمرض شديد لم يمهله طويلا ثم توفي منه في عام 1402هـ وتم دفنه في مقبرة المعلاّة في مكة المكرمة.
رحم الله الشيخ صالح الحواس رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.