الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

المراسلات بين القضاة.

(المراسلات بين القضاة)

     للقضاة قديما وحديثا مراسلات تدور بينهم من أجل عدة أمور.. إما لطلب الفتوى من أحد القضاة المتبحرين في العلم, أو لطلب النصح والإرشاد, أو إهداء كتب المراجع في الفقه والعقيدة, أو للسلام بعد الفراق, أو مراسلات ودّية للمحبة والصداقة.
           كما كانت تدور المراسلات بين علماء الدعوة من آل الشيخ وغيرهم من القضاة. وبين الشيخ عبدالعزيز بن باز أو الشيخ عبدالله بن حميد رحمهما الله وبعض القضاة الناشئين من أجل السؤال عن قضية فقهية أو شرعية يخفى عليهم جوابها.
ولقد حصلت على مجموعة من المراسلات بين الشيخ عبدالرحمن بن سعدي قاضي عنيزة والشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان قاضي الرس. وسوف أستعرض بعض تلك المراسلات الودّية التي دارت بين الشيخين رحمهما الله.
ـ الرسالة الأولى. حررت بتاريخ: 20 رجب 1360هـ ونصّها:
(بسم الله الرحمن الرحيم.. من المحب عبدالرحمن الناصر بن سعدي إلى جناب الأخ المكرم الشيخ صالح البراهيم الطاسان المحترم حفظه الله آمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال... الخير والسرور كتابكم وصل وكان معلوما وصول رسالة حاشية التوحيد وهذا واصلكم صحبته ثلاث رسائل توضيح الكافية والحق الواضح المبين ووجد به التعاون على واحدة ما كل واحدة اسمكم وبعضها عليه اسم أهلها والباقيات من فضلكم توزعونها هدية منا على ما ترونه أهلا جزاكم الله عنا خير الجزاء وإذا يبدو لازم شرفونا ومنا السلام على العيال والإخوان والسلام). 
ـ هذه الرسالة القصد منها إبلاغ السلام وبعث مجموعة من الكتب في الأمور الشرعية والفقهية التي يحتاجها القاضي في عمله في القضاء.
ـ الرسالة الثانية. حررت بتاريخ: 7 شوال 1369هـ ونصّها:
(بسم الله الرحمن الرحيم من المحب عبدالرحمن الناصر بن سعدي إلى جناب الأخ المكرم صالح البراهيم الطاسان حفظه الله ووفقه لكل خير آمين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع السؤال عنكم صحتنا تسركم وقد تشرفت بكتابكم المتضمن الإفادة عن صحتكم وتهنئتكم بعيد الفطر أعادكم الله لأمثاله أعواما عديدة مصحوبة من الله بالإعانة والتوفيق والهداية لأقوم طريق وجعلنا وإياكم من المتحابين فيه وجعل الحياة زيادة لنا ولكم في كل خير إنه جواد كريم هذا ما لزم وإذا يبدو لازم شرفني فيه وبلغ سلامي العيال والإخوان جميعا ومن العيال والإخوان يسلمون والسلام).
ـ وهذه الرسالة تبدأ بإبلاغ السلام والسؤال عن الحال والأصحاب. ثم ردّ التهنئة بعيد الفطر المبارك لعام 1369هـ والدعاء بأن يعيده المولى على الجميع أعواما عديدة. ثم إبلاغ السلام للإخوان والأصحاب.
ـ الرسالة الثالثة. حررت بتاريخ: 5 ذي الحجة 1369هـ ونصّها:
(بسم الله الرحمن الرحيم من المحب عبدالرحمن الناصر بن سعدي إلى جناب الأخ المكرم الشيخ صالح البراهيم الطاسان المحترم حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع السؤال عن صحتكم صحتنا تسركم أرجو الله أن يتم علينا وعليكم نعمه وصلنا من كتابنا خلاصة التفسير قسم واصلكم من سبع نسخ على بعضها اسم من هي له والباقيات على نظركم وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وإذا يبدو لازم شرفني فيه .. سلامي جميع المحبين ومنا الأصحاب يسلمون والسلام).
ـ أما تلك الرسالة فهي كذلك تبلّغ السلام وتسأل عن الحال. وتدعو للجميع بتمام النعمة والصحة. ومعها سبع نسخ من كتاب (خلاصة التفاسير) ليقوم القاضي بتوزيعها على من يراه من القضاة.
ـ الرسالة الرابعة. ونصّها:
(بسم الله الرحمن الرحيم من المحب عبدالرحمن الناصر بن سعدي إلى جناب الأخ المكرم الشيخ صالح البراهيم الطاسان المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع السؤال عنكم أرجو أن تكونوا بأتم الصحة ووافر السرور صحتنا تسركم واصلكم خمس نسخ من حاشية التوحيد وحده عليها اسمكم والثانية عليها اسم عبدالرحمن الصالح بن رشيد والثلاث أعطوها من ترونه أهلا ووقار عند الإخوان ولكن هذه النسخة طلعت على حساب أهل الرياض تجارة ولا وصلنا منها إلا عدة نسخ ونؤمل الرسائل التي أرسلنا يطبعن على حسابنا قريبا يتم طبعهن ويوصلن إن شاء الله نرسل لكم منها هذا ما لزم مع ما يبدو من لزوم منا سلام على الإخوان جميعا ومنا جميع الإخوان يسلمون والسلام).
ـ وكذلك الرسالة السابقة فهي تدعو بالخير والتوفيق والصحة للجميع. كما أنها تحمل خمس نسخ من كتاب (حاشية التوحيد) واحدة للقاضي صالح الطاسان والأخرى للشيخ عبدالرحمن بن صالح الرشيد الذي كان وقتها رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرس. والبقية يوزعها القاضي على من يراه أهلا ووقارا.  
ـ الرسالة الخامسة. من الشيخين عبدالرحمن بن سعدي وعبدالله بن عقيل. ونصّها:
(من عبدالرحمن الناصر بن سعدي وعبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل إلى جناب الأخ المكرم الشيخ صالح البراهيم الطاسان حفظه الله تعالى آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام أدام الله على الجميع فضله وإحسانه كتابكم المكرم وصل ما عرفتم صار معلوما حمدنا الله على وصولكم الوطن من تلك البلدان بالسلامة والسعيد الذي يحصل له انفكاك من تلك الشباك الله يسدد بنا وبكم ويوفق الجميع للخير والكتب التي من الأخ إبراهيم العمود ومن علي محمد صالح وصلت وصل الله الجميع بحبله وأحسنت الإفادة عما ذكرت من أخبارهم وأخبار الأخ حمد وسليمان المحمد العمود ورفقائه هذا ما لزم بلغ سلامنا نفسك والعيال والإخوان والعزيز لديكم ومن عندنا العيال والإخوان والله يحفظكم والسلام).
ـ وهذه الرسالة من الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي وتلميذه الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل قاضي جازان وعنيزة تبدأ بإبلاغ السلام والدعاء من الله أن يديم فضله وإحسانه على الجميع. والتهنئة للشيخ الطاسان على وصوله بلدته الرس بالسلامة, ثم الإفادة بوصول الكتب المرسلة. وأخيرا طلب إبلاغ السلام للجميع.
التعريف بالأعلام:
ـ عبدالرحمن بن ناصر السعدي:
هو الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله بن ناصر السعدي.
ولد في عنيزة في: 12/1/1307هـ درس على علماء بلدته. ثم على الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر والشيخ محمد بن عبدالكريم الشبل والشيخ صالح بن عثمان القاضي وغيرهم. حتى صار إماما في التعليم في بلدته. كان على خلق فاضلة وأدب جم مع الجميع. له مجموعة من المصنفات في الفقه والشريعة. توفي في عنيزة عام: 1376هـ رحمه الله.
ـ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل:
هو الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل بن عبدالله بن عبدالكريم العقيل.
ولد في عنيزة عام 1335هـ. تعلم في بداية حياته على والده. ثم درس في بلدته في مدرسة صالح بن صالح ثم على الشيخ عبدالله القرعاوي. حفظ أمهات الكتب في الفقه والشريعة. ثم درس على الشيخ عبدالرحمن بن سعدي. وعلى الشيخ علي بن ناصر أبو وادي. ثم تولى القضاء في عدة مواقع. ثم تولى مجموعة من الوظائف القضائية آخرها رئيس الهيئة القضائية. توفي في الرياض يوم: 8/10/1432هـ رحمه الله.
ـ صالح بن إبراهيم الطاسان:
هو الشيخ صالح بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن سعد بن عبدالرحمن الطاسان.
 ولد في الرس عام 1328هـ درس على مجموعة من العلماء في الرس ومكة والرياض. تولى القضاء في عدة مواقع منها: مكة المكرمة وبني مالك والقحمة والرس والأسياح والخرمة ورنية والقويعية والبكيرية. وتوفي في الرس يوم: 11/2/1420هـ رحمه الله رحمة واسعة.
ـ عبدالرحمن بن صالح الرشيد:
هو الشيخ عبد الرحمن بن صالح بن محمد بن عبد العزيز بن رشيد بن عبد الله  الرشيد. ولد في الرس عام 1348هـ. ونشأ بها في بيت دين وهدى وصلاح. درس في الكتاتيب في الرس عند الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد لمدة عشر سنوات، ثم على الشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان، وعلى الشيخ محمد بن ناصر بن خالد الرشيد، ثم على الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن العقيل. وكان منذ عام 1375هـ يعمل متطوعا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرس ومعه مجموعة من أهل الرس متطوعين مثله، وفي عام 1378هـ تم تعيينه رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرس حتى أحيل للتقاعد عام 1415هـ. توفي مساء يوم 30/8/1428هـ.
                كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق