السبت، 25 يوليو 2020

منصور بن دخيل المالك.


من وجهاء الرس:
منصور بن دخيل المالك.
في كل مدينة ومنطقة يوجد رجال حازوا على إعجاب الناس ومحبتهم قديما وحديثا، وذلك بما يقدمونه للعامة في محيطهم من معروف وإحسان، وكانوا يقدرون الكبير ويعطفون على الصغير ويتصدقون على الفقير ويرحمون الضعيف، بل كانوا هم الذين يتقدمون على أهل بلدتهم في المناسبات، ويحتاجهم أمير البلدة وقاضيها في حل القضايا والمشكلات، كذلك هم الذين يكرمون الضيف ويستقبلون من يمر على بلدتهم من كرام الناس والغرباء. وفي الرس مجموعة من الرجال الكرام ومن وجهاء الرس الذي أود الحديث عنه هو: 
منصور بن دخيل بن حمد بن مالك بن حمد بن رسيس.
والمالك من المقاحمة من الجعبان من الدهامشة من عنزة. ويذكر عبد الله بن عبار في كتاب (أنساب قبائل عنزة) بأنهم يجتمعون في جدهم رسيس مع كل من: الحمدان والفوزان والهزاع والجعويني، ويقول: والرسيس فرع من المقاحمة من العايض من الجعبان من العيد من الزبنة من العلي من الدهامشة من العمارات من بشر من عنزة.
كان منصور بن دخيل  في الرس وجيها فيها معروفا محبوبا بين الناس. وكان يوصف في وثائق الرس بأنه: الرجل العاقل الرشيد وأنه بأكمل الأوصاف الشرعية. وكان ثقة لدى القضاة والحكام. وكان تاجرا غنيا يقوم بإقراض المزارعين وغيرهم في الرس ويرفق بهم ويحسن إليهم كثيرا ويقبل منهم ما يبري ذممهم من الدين الذي له عليهم ويعفو عنهم. حيث يوفون دينهم له مما يتوفر لديهم من أملاك. كما حصل بينه وبين بركه بن حمد البركة في الوثيقة التي كتبها سليمان بن حمد الرميح سنة 1345هـ. 
يقول عنه إبراهيم المسلم (رجال من القصيم) بأنه ولد في الرس سنة 1277هـ ويقول : بأنه كان صاحب تجارة ومعروف على مستوى منطقة القصيم.
ويقول الأستاذ خالد بن حمد المالك في كتابه عن والده بأن منصور بن دخيل ولد سنة 1265هـ وله من الأبناء: دخيل وحمد وعبد الله ومحمد. ثم يقول (وقد اشتهر بالتقوى والصلاح وحب الخير، وقد وفقه الله في أعماله التجارية، حيث كان في زمانه يعد من أثرياء مدينة الرس ومن أصحاب الجاه فيها، وقد وجّه أبناءه التوجيه الحسن في تربيته ورعايته لهم، وأعطاهم من وقته الشيء الكثير الذي ساعده في تأصيل القيم النبيلة في نفوسهم، مات رحمه الله وقد اطمأن على أن آماله في أبنائه قد تحققت باستقامتهم والتزامهم بأهداب الدين وتفانيهم في خدمة وطنهم ومواطنيهم وتعاونهم وتكاتفهم كأشقاء فيما بينهم)   
أقول: والده دخيل بن حمد المالك كان كذلك وجيها في الرس معروفا بحب الخير. وهو الذي وقف داره المعروفة بالرس الملاصقة لدار صالح بن محمد بن عقيل وجعل ريعه دوام بضحية وعشيات في رمضان والوكيل عليه ابنه منصور سنة 1304هـ ، كما اشترى دار أم محمد ابن عقيل بن سعيد بشهادة سليمان بن علي العقيل وبخط الشيخ محمد القرناس سنة 1262هـ، كما اشترى نصيب عائشة بنت عقيل بن سعيد وفاطمة ابن عقيل من أمهما من دار سليمان العقيل عام 1254هـ،  وله شهادات في مجموعة وثائق وكان معاصرا لأمير الرس عساف العواجي. ويظهر بأنه عاش في الرس إلى ما بعد عام 1304هـ بقليل.
وجده حمد بن مالك بن حمد بن رسيس كان مشهورا على عهد الإمام عبد الله بن سعود حيث كان أحد ثلاثة رجال اختارهم الإمام للاشتراك في فك الحصار الذي فرضه إبراهيم باشا على الرس سنة 1232هـ وكان يسكن الرس وله دور في الأعمال التجارية فيها وعاش في زمن الشيخ محمد القرناس. وشهد هو وفوزان بن رسيس على رهن حمد البنية بن بزيع مكانه ونخله لصالح بن إبراهيم الجعويني. ويظهر بأن حمد بن مالك عاش في الرس إلى ما بعد عام 1282هـ بقليل. ويقول عنه الشاعر العميل:
بت القوى وأنا عميل الثلاثة             علي الغفيلي وابن مالك وحسون
ويكفي منصور بن دخيل فخرا بأنه خلّف ابنه حمد بن منصور المالك وجيه الرس في وقتنا الحاضر فقد كان وجها من وجوه الخير والإحسان والجود والفضل والمعروف يؤديه لكل الناس القريب منه والبعيد، يعرفه كل الناس ويحتاجه الأمير والقاضي ورجل الحسبة والمعلم وغيرهم من أجل حلّ المشاكل التي تعترضهم، وكان عونا لأمير الرس عساف الحسين في جميع شؤونه. اختاره الملك عبد العزيز رحمه الله ليكون أحد أعيانها فكان من أهل الحل والعقد فيها.  
ومنصور بن دخيل ورد له ذكر كثير في وثائق الرس والنبهانية منها.
كانت عمته موضي بنت حمد المالك قد وهبته نصيبها من أرضها الكائنة بالنبهانية أرثها من أبيها هبة منجزة، بشهادة شايع آل محمد بن خلف وبخط محمد القريان عام 1320هـ.
وورد في وثيقة بأن والده دخيل بن حمد بن مالك وقف داره المعروفة في الرس الكائنة بقرب دار مجربع وملاصقة لدار صالح بن محمد العقيل من الشمال، والوكيل على الوقف ابنه منصور بخط الكاتب حمد بن سليمان الرميح سنة 1307هـ.
كذلك في وثيقة كتبها إبراهيم بن موسى الطاسان سنة 1304هـ أقر منصور بن دخيل بن مالك بأنه وكل عبد الله بن محمد الخشما على ماله وعياله حتى يرشد ابنه محمد بشهادة موسى بن إبراهيم الطاسان وسعد بن إبراهيم الطاسان.
وفي تعليق للدكتور صالح بن عبد الله المالك على الوثيقة: أن عبد الله بن محمد الخشما المذكور من حمولة الرسيس التي تضم المالك والجعويني والحمدان أهل النبهانية والهزاع أهل بريدة.
كما اشترى منصور بن دخيل من بركه بن حمد المصيريع ملكه المعروف في مفيض شعيب القرين وهن قلبانه المعروفة وما يتبعها من أراض ومنازل وخشب ومسيل وجميع متعلقات الملك. كما اشترى منه قليبه المعروفة بالعرجه بثمن معلوم على أن يسقط من الدين الذي له عليه، بشهادة صالح بن ناصر وعبد الله بن صالح العقيل ومحمد بن سليمان الطريفي ومحمد بن إبراهيم الخربوش وعلي بن بركه وكاتبه سليمان ابن حمد الرميح في 9 ربيع سنة 1345هـ.
كما شهد على إقرار محمد بن عبد الله بن صيخان بأن في ذمته لعبد الكريم دين مع رهن بخط الكاتب حمد بن سليمان بن رميح في 13 ربيع الأول 1299هـ.
وشهد هو ومحمد الصالح بن عقيل على إقرار عبد العزيز بن ساير بأنه باع على عبد الكريم قليبه المسماة الحرملية وما يتبعها بخط الكاتب حمد بن سليمان بن رميح في 22 شعبان 1301هـ.
كما شهد على أن قليب العود في الحجناوي قد زُرعت في عام 1293هـ وأن الذي أجرها الشيخ صالح القرناس وصالح بن إبراهيم الجعويني وأن الجعويني قبض حق الرسيس منها. في وثيقة كتبها سليمان بن حمد الرميح.
ومنصور بن دخيل هو الذي اشترى من مانع بن علي الدويغري ملك أخيه سعيد الكائن في رويضة الرس المسمى غضي وهو إرث سعيد من أبيه من ملك عليان الطويل بثمن قدره مائتان وخمس وعشرين ريال ساقطات عن دين أخيه سعيد لمنصور وأقر منصور بأنه أبرأ سعيد عن بقية الدين رجاء ثواب الله بشهادة خلف بن سعيد الدويغري وسالم الناصر الحناكي وخط الكاتب سليمان بن حمد الرميح سنة 1329هـ.
وكان بينه وبين محمد بن سليمان بن عبد العزيز بن علي الطريفي مضاربة على رأس مال قدره مبلغ أربعين ريال إفرنجي على نصف الفائدة في سنة 1335هـ. وقد استعادها منه سنة 1336هـ.
توفي منصور بن دخيل بن مالك عام 1349هـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصالحين.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ــ الرس.

الاثنين، 13 يوليو 2020

آثار بْهَجَة في الرس.


آثار بْهَجَــــة
تُنطق بإسكان الباء وفتح الهاء والجيم بعدها تاء مربوطة, وهو اللفظ الشعبي العامّي عند أهل الرس. وأصله بفتح الباء من البَهْجَة: وهو ما يُبهج النفس ويسعدها. قال عنها محمد العبودي (قرية ونخيل تابعة لمدينة الرس وتقع إلى الجنوب الغربي منها على بُعد حوالي كيلين, وقد زحفت إليها الآن عمارة مدينة الرس حتى قاربت أن تصلها, ويجمعها بعضهم فيسميها بهجات. وتقع في مجرى واد يقال له شعيب بهجة يصب في وادي الرمّة قبل أن يصل وادي الرمَة إلى محاذاة الرس, وسميت بهجة لأن نخياها ومزارعها كانت من النضارة والخضرة والحسن بحيث تبتهج العين برؤيتها)
وأقول: تلك الآثار هي بقية من منازل ومزارع وآبار كان يملكها مجموعة من أهل الرس وتعاقبوا على سكناها. وكانت قديما عامرة بالنخيل والأشجار وتنتج الثمار التي يتم بيعها في سوق الرس. وهذه المزارع هي التي تمد الرس وما حولها من القرى والهجر بالتمور والخضار والفواكة مثل: الرمّان والورقيات والأعلاف وغيرها. وقد بيعت عدة مرات بموجب الوثائق الموجودة لدينا من قبل أهل الرس وأوقفت ورُهنت، ولا تزال تلك الآثار الطينية موجودة في الجهة الغربية من الرس، وتحكي عصرا من الإنتاج الزراعي في البلدة. وتحتوي على مجموعة من بيوت الطين التي كانت داخل المزارع وقد اندثر أكثرها ولم يبق منها سوى أطلالا دارسة.
وهي على إحداثية (202     50     25)(465     29     43)
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل.

الجمعة، 3 يوليو 2020

الرس تودع خبير الأماكن والبلدان عبدالله العنيزان.


الرس تودّع خبير الأماكن والبلدان عبد الله العنيزان
      يقول الشاعر:
      لكَلٍ نَفس وإن كانت على وَجَل             مِن  المَنِيّة  آمَالٌ  تُقَوّيهــــــــــــــا
      المرءُ يَبْسِطُها والدّهْرٍ يَقْبِضُهـا        والنّفْسُ تَنْشُرُها والمَوتُ يَطْوِيها
      لست كأبي تمّام عندما أخذ يُوَلْوُل بعدما قبض الموت (واسطة العقد) وهو أوسط أبنائه حزنا من أفعال الدهر. ولكني آمنت بربي الذي خلقني ورزقني وأعطاني من النعيم بصحبة أحباب عشت معهم زمنا نتعاهد بيننا العلم والثقافة والبحث من خلال الرحلات في براري المملكة الواسعة.
وفي صبيحة يوم الخميس: 4/11/1442هـ كنت منشغلا بإضافة معلومات على مقال سابق كتبته عن رحلتي عن بديع خلق الله في جبل المَحَجّة, وإذا بي أقرأ خبرا وقع أثره في نفسي كالصاعقة التي أتتني على غفوة وهو عن وفاة أخي وحبيبي وقرة عيني عبدالله بن صالح العنيزان. الذي أصابه المرض وكنت على تواصل مستمر معه وأطمئن على حالته. ولكن انقطعت سُبل التواصل بيننا لمدة أسبوعين فقط قبل وفاته. ولم يأتِ في ذهني أن المرض قد أنهكه. وقد حمدت المولى عزّ وجلّ أن جاءه الأجل المحتوم وقد كان رحمه الله سمحا كريما عطوفا بشوشا مع من يعرفه ومن لا يعرفه. وكان رحمه الله حسن الخُلُق كريم المعشر جميل السجايا عالي الهمّة في البحث والتوثيق واسع الثقافة في معلوماته عن أنحاء وطننا الغالي. وكان لا يُملّ مجلسه عندما يتحدث عن رحلاته الواسعة. ولا يبخل على المستمع بالمعلومات الموثّقة والراي الصائب. وكان رحمه الله بارا بوالديه وأقاربه عطوفا على أولاده واسرته محبوبا عند كل من يعرفه.  
ولد ونشأ رحمه الله في الرس ودرس فيها المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية, ثم حصل على الشهادة الجامعية تخصص الجغرافيا من جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض. عام 1396هـ. وعمل في هيئة المساحة الجوّية في إدارة انتاج الخرائط الجغرافية حتى عام 1421هـ بعدها انتقل إلى هيئة المساحة الجيولوجية السعودية حتى تقاعد عام 1433هـ. وخلال خدمته الحكومية كان مديرا لمشاريع انتاج الخرائط وشارك مع الهيئة في انتاج خرائط المملكة العربية السعودية الطبوغرافية, وشارك في لجان تحديد خطوط الأساس للمملكة في البحر الأحمر والخليج العربي. وفي لجان ترسيم حدود المملكة وإعداد الخرائط لها. كما كان له جولات واسعة جغرافية استكشافية مستمرّة.
فقده كل الجغرافيون بالمملكة الذين يعرفونه عن قرب والذين سمعوا عنه والذين  قرأوا كتبه. وكتبوا عنه كثيرا وعن ذكرياتهم معه.. وسوف أورد مثالا لذلك ما قاله  عنه الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن المسند أستاذ الجغرافيا في جامعة القصيم (توفي اليوم الأستاذ الباحث الجغرافي البلداني الرحّالة الصديق الأريب عبدالله العنيزان, وبوفاته خسرت الساحة العلمية السعودية والعربية قلما راقيا وفكرا نيّرا وقلبا طيّبا فقد خلّف أعمالا عليمة ميدانية جغرافية فريدة في موضوعها وغنيّة في محتوياتها)
ثم قال كذلك (تميّز رحمه الله في مؤلفاته في دقة تحليلاته وفي سبك عباراته وجودة مخرجاته. وتشهد الجبال والوهاد والنجاد والرمال والأودية والحرّات التي وطأها تكرارا ومرارا في سبيل صناعة أطلس المملكة, وضبط خرائطها الجغرافية أنه عفّر وجهه لله ساجدا).
ثم قال (أبو فيصل آية في نكران الذات, ملك القلوب بتواضعه وخُلُقه الجمّ وملك العقول باتساع معارفه الجغرافية والتاريخية. فما استعان به أحد إلاّ ويكون القريب الوافي يخجلك في تواضعه ويذهلك في ابتسامته ويحرجك في كرمه. فما أحد طرق بابه أو وصل جوّاله إلاّ ومشى في حاجته حتى يقضيها على التمام والكمال في روح مفعمة بالإنسانية).
وقال عنه اللواء الدكتور خالد بن سليمان الخليوي (استيقظت صباح الخميس على خبر وفاة الزميل الغالي والصديق الوفي الأخ الذي لم تلده أمي الأستاذ القدير والجغرافي النحرير عبدالله العنيزان نزل الخبر عليّ كالصاعقة وانحبست الدمعة في عينيّ وتجاوب قلبي معها بصدمة انشلّ تفكيري... ألمّ به مرض لم يمهله طويلا. ذاق معه التعب والألم الشديد وكان صابرا محتسبا فتغيّرت ملامحه وذبل جسمه إلا أنها لم تغيّر بشاشته وابتسامته ولطافة حديثه وشكر الله على عطائه. عرفته قبل خمسين عاما كان من أحسن الناس خلقا فزادت محبتي له. وهو من أبرّ الناس بوالديه وأكثرهم في صلة الرحم ومقبول لدى كل من يعرفه, وهو قامة في علمه وتخصصه يستمع إليك وكأنه تلميذك وهو أكثر منك علما ومعرفة).
وقال عنه أحد معارفه (... أبو فيصل فقيد وطن, اخلاص لمليكه ووطنه, تعرّض لمخاطر في عمله الميداني في مشروع ترسيم الحدود. هو كبير خبراء الجغرافيين في معاهدة الحدود السعودية اليمنية عمل فيها من 1416هـ... أبو فيصل رحمه الله كان خبيرا جغرافيا سعوديا وثّق ودقّق مع اللواء الصايل خط فلبي وخرائطه ومذكراته وأسماء الأماكن والوديان وأنتج الفريق 25 مجلدا. تعتبر أهم مرجع من مراجع معاهدة جدة الحدودية. واستعان به الدكتور عيد اليحيى في برنامجه (على خطى العرب) ثم قال ( أبا فيصل رحت وأبقيت للوطن وللأجبال علما نافعا ينتفع به, وتركت أثرا بأخلاقك وعلمك, فأنت فقيد الوطن).   
وأقول: ألّف الأستاذ عبدالله العنيزان رحمه الله عددا من الكتب الجغرافية منفردا ومشاركا لزميله الأستاذ/ محمد بن أحمد الراشد. منها:
1ـــ كتاب (محافظة الرس) وهو عن جغرافية الرس وقد أبدع في عرض تلك الجغرافية الواسعة عن سكّانها ومساحاتها وجبالها ووديانها وشعابها ووهادها وسهولها وكل ما يدخل في جغرافيتها. ويعتبر الكتاب الوحيد الذي يوثّق عن محافظة الرس في هذا المجال.
2ـــ كتاب (الربع الخالي) بحر الرمال العظيم. وقد أبحر في رمال هذا البحر العظيم الواسع الخطير. وسبر أغواره وكشف عن حقائقه وأسراره.
3ـــ كتاب (أطلس أسماء الأماكن في الشعر العربي) وقد استقصى كل الأشعار التي تتحدث عن الأماكن في معلقات العشر للشعر الجاهلي.
4ــ كتاب (الحـــــــــرّات) وهو يتحدث عن الحقول البركانية في المملكة العربية السعودية. وكان يقوم بزيارتها مع مجموعة من الباحثين الجغرافيين. يغوصون في أغوارها ويكتشفون أسرارها ويسجّلون المعلومات عنها.
5ـــ كتاب (المملكة العربية السعودية ـــ حقائق وأرقام) قد طُبع الطبعة الثانية. ويتحدث عن المملكة: مساحتها وتقسيمها الإداري وحدودها وسكانها وتكوينها الجيولوجي وحرّاتها وسهولها ومظاهر سطحها ورمالها ومياهها وشعابها وطرقها القديمة والحديثة وغيرها.
6ـــ شارك في إعداد كتاب (دليل هواة الرحلات البرّيّة في المملكة العربية السعودية) مع مجموعة من الجغرافيين برئاسة رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عام 1414هـ. وهو سجل ضخم عن المملكة وجغرافيتها وسطحها وأوديتها وشعابها ووهادها وغيره.
7ــ وغير ذلك كتب بحوثا وسجلاّت موثّقة عن المواقع الجغرافية في المملكة نرجو أن يتم اصدارها لتكون نبراسا ينير الطريق أمام الناشئة المحبين للرحلات والكشف عن المواقع في المملكة.  
توفي أخي أبو فيصل وقد خلّف بعده إرثا جغرافيا ثقافية ثريّا واسعا وهو نتيجة زمن طويل من البحث والتحرّي والاستقصاء في أرجاء وطننا الغالي متحملا أعباء السفر وفجأة المخاطر التي يتعرّض لها الباحثون أمثاله.
اللهم إني استودعتك أخي الغالي عبدالله بن صالح العنيزان فاغفر له وارحمه وعافه وأعف عنه. وأكرم نزله ووسّع مدخله ونقّه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم أذقه من النعيم ما وعدت به المؤمنين الصادقين الصابرين المحتسبين. واجعل النظر إلى وجهك الكريم جزاء له يوم تجزي عبادك. يا رب احشره مع نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحين. اللهم وأذقه الجنة ونعيمها والفردوس وبرادها واجعل له كنوزا وبيوتا في جنتك. وارحمه يا أرحم الراحمين. انك سميع مجيب.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـــ الرس.