السبت، 3 ديسمبر 2016

الرد على كتاب(النجم اللامع) عن حرب أهل الرس.

# الرد على صاحب كتاب (النجم اللامع) في حديثه عن حروب أهل الرس مع طوسون باشا وإبراهيم باشا:
كتاب (النجم اللامع للنوادر جامع) مخطوط. تأليف محمد بن علي آل عبيّد. وعلّق عليه الكاتب المرزوقي.
حرب طوسون باشا للرس:
تحدث الكاتب عن أحداث كثيرة ومنها حرب أهل الرس مع الباشا فقال:
(... سار طوسون بعساكر كثيرة وأهل نجد يسمون طوسون طليمس, فوصل الرس المشهور بأعلا القصيم فصالحوه وأعطوه الطاعة بدون قتال. فمقتوهم أهل نجد وسموهم حمير طليمس, وكان أهل قرى نجد جميعا يرون أن الرس وأهله يعدونهم خونة جبناء بعد ما أطاعوا بدون قتال, فمن ذلك أن رجلا من أهل الرس دخل عنيزة ومرّ بجماعة من أهل البلد فقال بعضهم لبعض هذه حمار طلمس فنهره بعضهم بأن قال له (أش) كما يقول صاحب الحمار لحماره, إذا أراد أن يقف, فوقف الرجل صامتا لا يتكلم ولما رأوه أطال الوقوف قالوا له: لم تقف ولم تمض في بيتك فقال على الفور أنتم قلتوا لي أش فوقفت وأنتظركم تقولوا حر فامشي, اعترافا منه أنهم محقين ما قلتم هو وجماعته).
ـ قوله (فمقتوهم أهل نجد وسموهم حمير طليمس, وكان أهل قرى نجد جميعا يرون أن الرس وأهله يعدونهم خونة جبناء بعد ما أطاعوا بدون قتال).
أقول: غير صحيح بأن أهل نجد يعدون أهل الرس خونة. ولو كان هذا الكلام صحيحا لذكره المؤرخون الذين كتبوا عن موقف أهل الرس من حملة طوسون باشا. بينما ابن عبيّد هو الذي ذكر هذا اللقب وحده ومعروف بأنه في تاريخه (النجم اللامع) مايلي:
ـ يورد أخبارا غير صحيحة بل إن بعضها مكذوب على بعض القبائل والأسر والأفراد.
ـ كان يقذف بعض القبائل والأسر بألقاب يخجل الكاتب عن روايتها.
ـ إن ابن عبيّد ليس مؤرخا معروفا بين المؤرخين. لذا فإن كتابه لا يؤخذ به من قبل أكثر الكُتّاب في التاريخ بل يقدحون به.
ـ كما أن الكتاب تم تقديمه لوزارة الثقافة والإعلام ثلاث مرات من قبل محققين بطلب الفسح لطباعته فلم توافق الوزارة على فسحه, لأنه معروف بالأكاذيب والتدليس واتهام بعض الأفراد والأسر.  
كما أقول: إن هذا جناية وبهتان. وإلاّ فأهل الرس معروفون بشجاعتهم وقوة بأسهم في الحروب وكرمهم ومروءتهم في السلم. ولهم أدوار مشهورة مثل قيامهم مع أهل بريدة بالصلح بين أهل عنيزة وأميرهم حينما قام بينهم الخلاف وتداركوا ذلك. وموقفهم مع أهل بريدة عندما أمدوهم بالذخيرة (ملح البارود) من الجريف. كما أن الجميع يعرف أن أهل الرس هم الذين تصدوا لحملة إبراهيم باشا عام 1232هـ عندما أغار عليهم وحاصر بلدتهم فقهروه بالقول والعمل وأبطلوا مفعول السلاح الذي كان يتباهى به فكان يصف أهل الرس بالشجعان وأنهم كثيرو المراس وأن بلدتهم منيعة وصعبة المرتقى والمنال. كما أن أهل الرس هم الذين لقّنُوا إبراهيم باشا عام 1232هـ وعبدالعزيز بن رشيد عام 1322هـ دروسا صعبة في التصدي للمعتدي وإبادة سلاحهم أمام سورها وقلاعها. وهم الذين علّموا أهل القصيم جميعهم كيف يكون التصدي للعدو.
موقف أهل الرس من إبراهيم باشا:
ـ قال ابن عبيّد (فما أطاعوا له وتعاهدوا على حربه إلى أن ينتصروا أو يأخذهم عنوة ويرون أنهم في هذا التعصب سيغسلون عنهم وصمة العار التي لحقتهم بطاعتهم لطلمس باشا).
أقول: إن أهل الرس قبل أن يصلهم إبراهيم باشا حصّنوا بلدتهم بالسور المتين والقلاع الضخمة والمرقب العالي, يصفها إبراهيم باشا بقوله (ولكن بناء تلك القلعة المنحوسة كان متينا ومستحكما من الأحجار الصغيرة وهي صعبة المُرتَقَى, وأن جدران الأبراج كانت 3 طبقات وكل طبقة تحتاج إلى 50/60 طلقة ولذلك صرفت قنابل كثيرة. وقد يكون هذا سوء تدبير) كما أن أهل الرس لم يفتحوا بلدتهم للباشا وجنوده حماية لها من الهدم وصونا لأعراضهم ودمائهم وحفظا لنسائهم وأطفالهم.
أما أن الكاتب ابن عبيّد يعتبر شجاعة أهل الرس وصبرهم تكفيرا عن العار فهذا غير صحيح بل اتهام وتجن لا أساس له وهو إكمالا لاتهامه السابق لأهل الرس ولا يمكن أن يصدر هذا الكلام عن كاتب عاقل ينشد الحقيقة في إيراد الخبر. ويستطيع أن يحسن الظن بالمسلمين. وأهل الرس هم الذين رفعوا سمعة أهل نجد عامة وأهل القصيم خاصة بوقوفهم ضد الطغاة الحاقدين من التتار والمرتزقة والعتاة الذين أرسلهم محمد علي مع أبنائه وأمرهم ألاّ يوقروا كبيرا ولا يرحموا صغيرا وألاّ يتركوا مبنى إلاّ هدموه ولا حكومة إلا أبادوها. 
ـ وقوله (ولكنهم ثبتوا على ويلات الحرب إلى أن تحصلوا على صلح شريف بعد حصار).
أقول: وهذا الكلام يناقض سابقه, ويعترف فيه الكاتب ابن عبيّد أن أهل الرس صبروا على ويلات الحرب, ولا يشك أحد بأن صبر أهل الرس جاء عن قوة وشجاعة وليس ذلاّ ومهانة. بل إنهم كانوا يكيلون للباشا عبارات التحدي والقوة التي أعجزته عن اقتحام بلدتهم وأوقعت في نفسه أثرا سيئا. مثال ذلك: يقول مانجان عن إبراهيم باشا (أنذر محمد بن مزروع أمير مدينة الرس بوجوب تسليم المدينة, فقال له الشيخ محمد الحنبلي "إن هذا ضرب من الخيلاء فأنت تهاجم الرس منذ زمن طويل ولن تستطيع الاستيلاء عليها" فاغتاظ إبراهيم باشا من هذا الكلام ولكنه جعل الشيخ بعد ذلك يندم على كلامه المهين له. أما رد أمير الرس عندما طلب منه إبراهيم باشا تسليم الرس ووقف القتال فكان بعبارات التهديد المشهورة ""تعال خذها") ولما أوفد عبدالله بن سعود وفدا يفاوض الباشا لوقف الحرب واشترط عليهم الباشا شروطا قاسية قال ما نجان (سمع صالح بن رشيد مبعوث عبدالله هذه الشروط المجحفة قال لإبراهيم باشا "إنه لا يتفاوض مع فلاح مصري وأن خصمه هو أمير نجد وحاكمها محارب شديد المراس, مشهود له بالشجاعة في المواطن كلها")
هذا بعض ما أورده مانجان الذي كان حاضرا الحصار.. والمثل يقول (الحق ما شهدت به الأعداء) فكيف يصف الكاتب ابن عبيّد أهل الرس (إنهم بهذا التعصب ـ ويقصد الصبر على الحرب والتحدي في القتال ـ  سيغسلون عنهم وصمة العار) وعجبا لمن يتحدث عن حقد وحسد.

كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.