الجمعة، 31 أغسطس 2018

آثار البطاح بالرس.


آثار البِطَـــاح
وهي بقايا منازل من الطين التي تقع في قرية البطاح القديمة، وهي بلدة صغيرة تقع جنوب غرب الرس على بعد (20كيلا) مجاورة لقرية الرسيس من جهة الجنوب. وكانت من ديار بني أسد.
والبطاح تحكي قصة حرب الردّة بين القائد الإسلامي خالد بن الوليد عندما أغار على مالك بن نويرة قائد المرتدين ومن معه أفراد من القبائل القريبة من الرس في عهد الخليفة أبي بكر الصدّيق بعد انتقال نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى.
وملخص يوم البطاح: أنه عندما انتقل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى في العام الحادي عشر من الهجرة ارتد بعض العرب ومنعوا الزكاة وأبوا أن يدفعوها لأبي بكر وكان في البطاح مالك بن نويرة وقومه من بني يربوع من تميم ممن منع الزكاة. ثم إن سَجَاح بنت الحارث التميمية قدمت إليه تحرّضه على غزو المدينة والموادعة، فوادعها مالك ولكن صدّها عن غزو المدينة، ثم اجتمعت مع مالك بن نويرة ووكيع بن مالك وحاربوا الرباب وقُتل من الجانبين خلق كثير، ثم إنهم تصالحوا بعدها وعاد السلام لبني تميم. ودفعوا الزكاة إلى خالد بن الوليد عدا مالك بن نويرة فقد منعها وتحصّن في البطاح. ولما علم خالد بأمره سار بمن معه من المهاجرين والأنصار إلى البطاح فلم يجدوا فيها أحدا وكان مالك حين اضطرب عليه أمره قد فرّقهم في أموالهم ونهاهم عن الاجتماع ورجع هو إلى منزله. ثم بثّ خالد السرايا بالبطاح وأمرهم بداعية الإسلام وأن يأتوه بكل من لم يُجب، وأن يقتلوه إن امتنع. فجاءوه بمالك بن نويرة  في نفر من قومه بني يربوع فحبسهم خالد حتى ينظر في أمرهم في الصباح، وكان الليل باردا فنادى خالد : أن (دفّئُوا أسراكم) وكانت في لغة كنانة تعني القتل، وقام الحرّاس من بني كنانة فقتلوا من بالسجن جميعهم ولما سمع خالد الصّراخ وقد أبادوهم جميعا قال(إذا أراد الله أمرا أصابه) ثم قفل خالد راجعا إلى المدينة، وقدم مُتَمِّم بن نويرة أخ مالك المدينة على أبي بكر الصديق ورثى أخاه وأخذ الدية.

الأربعاء، 22 أغسطس 2018

مقصورة باب الأمير بالرس.


مقصورة باب الأمير.
وهي (مقصورة) آخر ما بقي من سور الرس القديم، وتقع شرق البلدة القديمة. وقد يكون من المؤكد أنها من السور الثالث للبلدة وهو الأخير الذي بناه أهل الرس عام 1231هـ أي قُبيل قدوم إبراهيم باشا لحصار بلدة الرس. وهذه المقصورة تجاور منزل أمير الرس عساف الحسين رحمه الله، لذلك سميت (مقصورة باب الأمير) وتقع على (شعيب الخر) مباشرة. وبقيت أكثر من مائتي عام تصارع الشمس والرياح والأمطار وغيرها من عوامل التعرية. 
كما أنها تحكي قصة البطولة والشجاعة لأهل الرس أثناء تصديهم لجيش إبراهيم باشا. وهي مبنية من عروق الطين ويمكن مشاهدة عرض البناء فيها من خلال ما بقي من السور الذي يبلغ عرضه حوالي (120 سم).
وفي عام 1433هـ قام الشيخ منصور العساف رحمه الله بقصد تحسين تلك المقصورة ولكنه هدمها وازالها نهائيا وبنى في مكانها شكلا جماليا وكان يَعتقد بأن هذا الشكل يماثل المقصورة الأصلية. وبذلك اندثرت آخر مقصورة من سور الرس حيث كان أهل الرس يرون فيها بطولات أجدادهم التاريخية التي أعجزت إبراهيم باشا ووالده في عام 1232هـ هن احتلال بلدتهم وصمدوا في وجهه حتى اضطر لعقد صلح مشرّف يحفظ حقهم في النصر ويشهد على هزيمة جنود الباشا. الذي يقول ( يارس ياعاصي        يا قوي الساس       أقضيت ملحي ورصاصي).

السبت، 18 أغسطس 2018

آثار الرويضة بالرس.


آثار الرّوَيْضَــة
وهي منازل طينية وأطلال بئر ماء قديمة ومقصورة تدل على بقايا سور قديم. تقع في الجهة الشمالية من البلدة على بعد (كيلا) فقط على ضفة وادي الرمة الجنوبية قبل أن يصل الوادي إلى الرس، ومنهم من يسميها (الرويضات) بصيغة الجمع. والرويضة تعني لبلدة الرس حضارة زراعية كانت تؤمّن التمور والخضروات والفواكة والأعلاف لأهل الرس، وتم الاعتداء عليها وإحراق نخيل البلدة وهدم منازلها. وقد بيعت تلك المنازل والمزارع عدة مرات بموجب الوثائق المتوفرة لدينا.
وتقع على إحداثية (597    53    25)(996    27    43).
وملخص غزوة الرويضة: كما ذكر ابن بشر (عنوان المجد 1/184) أن عسكر الترك في الحناكية ساروا إلى القصيم بأمر أحمد طوسون فأطاعهم أهل الخبراء والرس فدخلوهما واستولوا على ما حولهما من القصور والمزارع بينما ثبتت بقية بلدان القصيم وحاربوا الترك، فلما بلغ ذلك عبد الله بن سعود استنفر جميع المسلمين من أهل الجبل والقصيم ووادي الدواسر والأحساء وعمان ومابين ذلك من نواحي نجد، فخرج من الدرعية في بداية جمادى الأولى 1230هـ واجتمع المسلمون عليه ونزل المذنب ثم رحل منها ونزل الرويضة المعروفة فوق الرس فقطع منها نخيلا ودمرها وأهلك غالب زرعها وأقام عليها يومين.
وورد في كتاب (الدرر المفاخر) للشيخ محمد البسام التميمي النجدي المتوفى عام 1246هـ (ص 91) في معرض حديثه عن بلدان القصيم ما يلي {وأما المدائن وأشجارها فأوجدها أشجار النخيل التي لم يحاكها مشرقا أو مغربا، ولما قدمها العزيز وخالفوا أمره وأنكروا طاعته، أمر عساكره بقطع النخيل لعلمه أنهم لا يطيقون الصبر دونها، فالذي قطع من الرس خمسون ألف نخلة، وعلى النخلة الواحدة رجالين أو أطول حتى لم يبق من عسكره من لم يجهد في قطع النخيل لزيادة الطمع، وقلة التعب. قال المؤلف: حدثني بعض الحاضرين وقايعهم أن الرجل يقطع في الساعة الواحدة إلى ثمان نخلات، وسبب ذلك أنهم متأهبين لها بآلات من الحديد يطعنها به فيدخل في جذعها شبرا فيرتكي عليه بصدره، ويستدير به عليها ويأخذه منها فإذا حركها النسيم قليلا نزلت}.
أقول: إذا كان القول السابق صحيحا فلاشك بأنه كان يقصد بالعزيز عزيز مصر(طوسون باشا) لأنه هو الذي أغار على الرس في حدود هذا التاريخ ونزل بالرويضة وكانت مشهورة آنذاك بمزارع النخيل وهو الذي أمر رجاله بقطع نخيلها انتقاما من أهل الرس وهذا حال الحروب.
وفي الوقت الحاضر لا يوجد في الرويضة سوى مزارع قليلة يملكها أفراد من أهل الرس. أما المساكن الطينية فقد هُدمت وبقي منها القليل. 
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـــ الرس.

الأربعاء، 15 أغسطس 2018

قصر عذلة بالرس.


قصر عَذْلَــة
قصر عذله بناه محسن العذل والد صالح بن عذل وهو من وجهاء بلدة الرس في حدود عام 1260هـ في موقع على ضفة وادي الرمة من الجهة الجنوبية في منطقة الحجناوي التابعة للرس وحوله مزرعة في منطقة رملية، ويبعد عن محافظة الرس (12 كيلا) ثم صار للوجيه صالح بن عذل وجعله سكنا له ومقرا لاستقبال ضيوفه، ثم أوصى أن تكون وقفا له. كما أن الملك عبد العزيز نزل القصر عندما قدم لحرب ابن رشيد في الشنانة. والقصر يتكون من مجلس (قهوة) وكان معدا لاستقبال الضيوف, وغرفة (صفّة) طولها (16 مترا) وعرضها (4 أمتار) وهي خاصة بتخزين الأعلاف من نتاج المزرعة, ثم غرفة أخرى تستخدم مستودعا الأطعمة وثالثة تجاورها. وفي القصر (صوبة) واسعة تستخدم لتخزين التمر,  وفيه (روشن) علوي يستخدم لتعليق الملابس والأغراض الأخرى. ثم مطبخ (موقد) لإعداد القهوة والشاي والطعام للضيوف. وغرفة خارجية لمن يعمل بالسواني. وغرفة (الرحى) الذي يستخدم لطحن الحبوب والعيش. كذلك ثلاث غرف للعمال, كما يوجد مسجد داخل القصر يسع عشرين مصل, أما سطح القصر المسمى (الطّايَة) يوصل إليه عبر الدرج الداخلي. ويوجد البئر في الجهة الشمالية من القصر هي منحوتة من الصخر وفيها منحاة ومعلف للإبل. كما يحيط بالقصر سور منيع مدعّم بالمقاصير وفيها فتحات تسمى (مطلّ) خاصة للمراقبة والرماية.  
 قام ابنه ناصر بحفر بئر زراعية في عام 1350هـ بجوار القصر أسماها (عذله)  ويوجد حول القصر من الجهة الغربية مزرعة ومنزل ملك ناصر بن صالح العذل ومن الجهة الشمالية الشرقية مزرعة وقصر آخر يسمى (الوابلية) يروى بأنه للوابل والعساف. ويتبين في أحد المواقع داخل القصر بأنه تم ترميمه في عام 1353هـ مع تعديل بسيط في مبانيه والذي أمر بترميمه رجل من عنيزة أما الذي أشرف على الترميم فهو رجل من الحماد من الخبراء. بينما يروي بعض أهل الرس بأنهم شاركوا في إصلاحه حيث قاموا بحفر القليب التي بداخله عام 1350هـ.
ويقع إحداثية (717    36    43) (881    62   25)
وقد مر ابن رشيد عند معركة الشنانة واستضافه فيه صاحب القصر وأسماه (الباشوية).
وقصر عذلة يقع على (طريق الجماميل) الذي يتم من خلاله نقل البضائع والأرزاق على ظهور الجِمَال قديما بين الرس وعنيزة وهذا الطريق يمر من الجهة الشمالية من مزارع الحجناوي أي محاذيا لضفة وادي الرمة الجنوبية وكل أهل الرس وأهل عنيزة من كبار السن يعرفون هذا الطريق. قام الشيخ فهد بن صالح العذل بشراء القصر والأرض حوله عام 1426هـ وقام بترميمه, وأشرف على الترميم المواطن سليمان بن محمد الدبيان عام 1429هـ.   ض
وأما الوجيه صالح بن محسن العذل فقد ولد في الرس عام 1270هـ وتوفي في شهر محرم عام 1350هـ
والذي يحلو للأشراف أن يسمونه (صالح باشا العذل) الذي كان له مكانة مرموقة عندهم لحكمته وحنكته وشجاعته، فهو الرجل الوجيه المحنّك وهو من نسل محمد بن علي الملقب أبا الحصين، وعندما قام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله بهزيمة عبدالعزيز بن رشيد في معركة الشنانة عام 1322هـ قرب قرية قصر ابن عقيّل غرب الرس واختاره أهل الرس وهو صاحب الرأي الصائب ليكون رسولهم لدى الملك عبدالعزيز في معسكره في الشنانة للتفاوض معه لدخول الرس وقطع الطريق على ابن رشيد.  
ثم انضم الباشا صالح العذل تحت إمرة صقر الجزيرة وصار من رجاله المقربين المخلصين الذين يعتمد عليهم في كل الأمور السياسية والمفاوضات مع السفراء، ثم كان من سفرائه إلى الأشراف بالمدينة والآستانة وهو أول مبعوث للملك عبدالعزيز إلى داخل الجزيرة العربية وخارجها، حتى كلّفه بقيادة معركة الرغامة فقام بمهمته خير قيام وتمكّن من فتح مدينة جدة.
وكان صالح بن عذل متحدثا لبقا وراوية للشعر وأقوال المتقدمين وقصص البطولة والشجاعة وقوة الملاحظة. ولذلك يُعجب به الباشا عند الحديث وينصت له إذا تحدث.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ــ الرس. 

آثار بهجة بالرس.


آثار بْهَجَــــة
تلك الآثار هي بقية من منازل ومزارع وآبار كان يملكها حمد وصالح أبنا محمد العوض وغيرهما وكانت قديما عامرة بالنخيل والثمار. وقد بيعت عدة مرات بموجب الوثائق الموجودة لدينا من قبل أهل الرس وأوقفت ورهنت، ولا تزال تلك الآثار الطينية موجودة في الجهة الغربية من الرس، وتحكي عصرا من الإنتاج الزراعي في البلدة. وتحتوي على مجموعة من بيوت الطين التي كانت داخل المزارع.
وهي على إحداثية (202     50     25)(465     29     43)
وتحتاج من الجهات المختصّة من يحافظ عليها من التلف والهدم بسبب عوامل التعرية والحركة العمرانية التي لم تبق معلما تراثيا إلاّ قضت عليه. ولتكون معلما تراثيا يحمل الذكريات الجميلة لأهل الرس في عصر الرخاء والكد والتعب والزراعة التي تقوم على الطرق البدائية في الحرث والبذر والسقي والحصد.   
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـــ الرس.