السبت، 18 أغسطس 2018

آثار الرويضة بالرس.


آثار الرّوَيْضَــة
وهي منازل طينية وأطلال بئر ماء قديمة ومقصورة تدل على بقايا سور قديم. تقع في الجهة الشمالية من البلدة على بعد (كيلا) فقط على ضفة وادي الرمة الجنوبية قبل أن يصل الوادي إلى الرس، ومنهم من يسميها (الرويضات) بصيغة الجمع. والرويضة تعني لبلدة الرس حضارة زراعية كانت تؤمّن التمور والخضروات والفواكة والأعلاف لأهل الرس، وتم الاعتداء عليها وإحراق نخيل البلدة وهدم منازلها. وقد بيعت تلك المنازل والمزارع عدة مرات بموجب الوثائق المتوفرة لدينا.
وتقع على إحداثية (597    53    25)(996    27    43).
وملخص غزوة الرويضة: كما ذكر ابن بشر (عنوان المجد 1/184) أن عسكر الترك في الحناكية ساروا إلى القصيم بأمر أحمد طوسون فأطاعهم أهل الخبراء والرس فدخلوهما واستولوا على ما حولهما من القصور والمزارع بينما ثبتت بقية بلدان القصيم وحاربوا الترك، فلما بلغ ذلك عبد الله بن سعود استنفر جميع المسلمين من أهل الجبل والقصيم ووادي الدواسر والأحساء وعمان ومابين ذلك من نواحي نجد، فخرج من الدرعية في بداية جمادى الأولى 1230هـ واجتمع المسلمون عليه ونزل المذنب ثم رحل منها ونزل الرويضة المعروفة فوق الرس فقطع منها نخيلا ودمرها وأهلك غالب زرعها وأقام عليها يومين.
وورد في كتاب (الدرر المفاخر) للشيخ محمد البسام التميمي النجدي المتوفى عام 1246هـ (ص 91) في معرض حديثه عن بلدان القصيم ما يلي {وأما المدائن وأشجارها فأوجدها أشجار النخيل التي لم يحاكها مشرقا أو مغربا، ولما قدمها العزيز وخالفوا أمره وأنكروا طاعته، أمر عساكره بقطع النخيل لعلمه أنهم لا يطيقون الصبر دونها، فالذي قطع من الرس خمسون ألف نخلة، وعلى النخلة الواحدة رجالين أو أطول حتى لم يبق من عسكره من لم يجهد في قطع النخيل لزيادة الطمع، وقلة التعب. قال المؤلف: حدثني بعض الحاضرين وقايعهم أن الرجل يقطع في الساعة الواحدة إلى ثمان نخلات، وسبب ذلك أنهم متأهبين لها بآلات من الحديد يطعنها به فيدخل في جذعها شبرا فيرتكي عليه بصدره، ويستدير به عليها ويأخذه منها فإذا حركها النسيم قليلا نزلت}.
أقول: إذا كان القول السابق صحيحا فلاشك بأنه كان يقصد بالعزيز عزيز مصر(طوسون باشا) لأنه هو الذي أغار على الرس في حدود هذا التاريخ ونزل بالرويضة وكانت مشهورة آنذاك بمزارع النخيل وهو الذي أمر رجاله بقطع نخيلها انتقاما من أهل الرس وهذا حال الحروب.
وفي الوقت الحاضر لا يوجد في الرويضة سوى مزارع قليلة يملكها أفراد من أهل الرس. أما المساكن الطينية فقد هُدمت وبقي منها القليل. 
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـــ الرس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق