الخميس، 12 مايو 2016

عبدالله بن عبدالرحمن العقيل.

عبد الله بن عبد الرحمن العقيل
 1331ـ 1371هـ.
      عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الوهاب بن عقيل بن عبد الله العقيل، وكان يسمى (عبد الله الدحيم) ودحيم تصغير لاسم والده عبد الرحمن على عادة أهل نجد.
وأسرة آل عقيل (العقيليون) في نجد أصلهم من الأشراف من بني هاشم من آل البيت، ويرجع نسبهم إلى عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه. وكانوا يسكنون المدينة المنورة، وفي حدود عام 1200هـ تقريبا رحل بعضهم منها إلى نجد  ونزلوا في بلدة الرس على ما يظهر. وعاشوا فيها فترة من الوقت ثم تفرقوا في أنحاء من نجد مثل عنيزة وشقراء ورويضة سدير وما حولها. ومن الوثائق المتوفرة لدينا يتضح بأن بعضهم عادوا إلى المدينة المنورة وامتلكوا أوقافا تعتبر حاليا من أوقاف الأشراف. وماتوا ودفنوا في البقيع مع آل البيت. وبعضهم بقوا في عنيزة وآخرون في الرس وامتلكوا أوقافا متعددة ثم ماتوا ودفنوا فيها.
أما البعض الآخر فقد انتشروا في أنحاء متفرقة من الجزيرة العربية ومصر والشام والعراق واليمن وعاد بعضهم إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة. وأفراد تلك الأسرة الكريمة منهم العلماء والقضاة والكتّاب والعسكريون والوجهاء والتجّار والأكاديميون وكبار الموظفين في الدولة. وأفراد الأسرة الموجودون في المملكة ينتشرون حاليا في أنحاء متفرقة منها مثل: الرياض وشقراء وأشيقر والقويعية وعفيف والرس وعنيزة والبكيرية وحائل وحفر الباطن والجوف والدمام والأحساء والنعيرية والخفجي والمدينة المنورة ومكة المكرمة وجدة وضبا وغيرها.
      ولد المعلم عبدالله في الرس حوالي عام 1331هـ وتم الاستدلال على ذلك من الذين عاصروا حياته ، والذي ولدوا في نفس الشهر الذي وله فيه.
       نشأ في مدينة الرس في أحضان والده بين إخوته الخمسة ، وعاش بين أقرانه يتعلم في الكتاتيب في الرس ، حتى تعلم أصول القراءة ، وقرأ القرآن على مشايخ البلدة آنذاك ، وأصيب بمرض الجدري فكف بصره وهو صغير ، ولكن لا يّعرف متى ذلك . كان يُلقّب [عجيب] عند أهل الرس وخاصة طلاب مدرسته، لأنه كان يردد تلك الكلمة كثيرا في حديثه، كما كان معه عصا يستدل بها عند سيره وكان يتلمس بها طلابه في المدرسة عندما يريد أن يضربهم.
      وللشيخ عبد الله مكاتبة بخط علي الجاسر الحربش في 10/8/1355 وشهادة الحميدي بن سمري دفع الشيخ عبد الله بموجبها قيمة صبرة دار ابن عقيل عن عام 1354 وما قبلها. كذلك له شهادة في 13/10/1347هـ كذلك شهادة في شهر ذي القعدة عام 1354هـ.
 درس الشيخ عبد الله على مجموعة من علماء الرس والقصيم وكان من طلاب الشيخ عبد الرحمن بن سعدي ـ رحمه الله ـ في عنيزة ، وكان يتردد عليه وهو كفيف البصر ويدرس عنده وعمره ‎آنذاك حوالي [24] عاما .حيث كان أخوه صالح [الذي كان عمره 13عاما ] يذهب به إلى عنيزة ممسكا بيده.
       كان له زملاء في الكتاتيب منهم : الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد والشيخ منصور بن صالح الضلعان ، والشيخ سليمان العتيّق . ومن معاصريه: الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان [صاحب منار السبيل] والشيخ محمد بن عبد العزيز الرشيد، وكان فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ زميلا له في دراسته عند ابن سعدي في عنيزة.
وكان معاصرا في الرس لكل من:ـ الشيخ حمد المطلق الغفيلي، والكاتب الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان صاحب كتاب منار السبيل. وابنه عبد الله بن إبراهيم الضويان. والشيخ سليمان بن صالح بن خزيم قاضي الرس. والكاتب الشيخ محمد بن إبراهيم الخربوش. والكاتب سليمان بن عبد الرحمن البطي.. وغيرهم.
كان له مدرسة كتاتيب في دكان وسط بلدة الرس في [المفرق] تقع شرق المسجد الجامع القديم [جامع الدهامي] وكان يُدرّس فيها مجموعة من الطلاب ويقوم بتدريسهم القرآن وعلومه منهم: فضيلة الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن عبدالعزيز الغفيلي قاضي محكمة التمييز بمكة المكرمة وقاضي الزلفي. وعبد الله بن سليمان العقيل. وعبد الله بن عبد الرحمن الخربوش وصالح بن مطلق الحناكي والشيخ عبد الرحمن بن صالح الرشيد.. وغيرهم.
      مرض الشيخ بالسل كما كان والده وبعض إخوانه مصابين به ، وتوفي بسببه.
وتدل القرائن من كلام معاصريه بأنه توفي في عام 1371هـ. وعمره [40] سنة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. 
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

عبدالله بن سليمان الفواز.

عبد الله بن سليمان الفوّاز
1200ـ1280هـ تقريبا.
هو عبد الله بن سليمان بن فوّاز الفوّاز.
والده هو الوجيه بالرس في وقته سليمان بن فوّاز الفوّاز وهو من أوائل الكتّاب في الرس كان يكتب في عهد الشيخ قرناس بن عبد الرحمن، وله أربعة من الأبناء الذكور هم: محمد وعثمان وعبد العزيز وعبد الله ولابنه محمد ولدين هما عبد العزيز وعبد الله، وكلهم كانوا وجهاء مثله ومن الكُتّاب المشهورين والموثوق بهم عند الناس.
ذكر لي منصور الرشيد بأن أسرة الفوّاز من سبيع استوطنوا الرس قديما ومنهم من يوجد في روضة سدير.
وعبد الله بن سليمان الفواز ولد في الرس في حدود عام 1200هـ على ما يظهر من الوثائق التي كان يكتبها في الرس. وكان معاصرا لكل من: الشيخ قرناس وابنه الشيخ محمد بن قرناس وعمار بن مفلح وعبد الله الطريفي ورشيد العبد الله ابن زامل وعلي الشايع وسليمان بن إبراهيم الهزاع وغيرهم.  
كان عبد الله بن سليمان الفوّاز من وجهاء الرس وكان يكتب الوثائق فيها وهو ثقة معمول بخطه لدى من يعرفه، وكان يبدأ كتابته بقوله (الحمد لله وحده وبعد) أو البسملة ثم (حضر عندي، أو أَقَرّ عندي) ويختمها بقوله (وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم) ومن تلك الوثائق ما يلي:
شهد على محاسبة دين بين محمد بن خريف وأخيه عبد العزيز وبين علي بن هندي مع الرهن نهار العاشر من ربيع الآخر سنة 1249هـ بشهادة حسين بن عبد الله بن صيخان وأخيه إبراهيم وعبد الله بن سليمان بن فوّاز بخط سليمان بن فوّاز.
كذلك كتب وثيقة بيع محمد البييبي على الشيخ قرناس ثلث ثلثي مخزن الوقاصا المعروف بالمجلس وثلث ثلثي دارهم المعروفة وما يتبعها بثمن قدره ثلاثين ريال فرانسة ساقطة من ذمة محمد بشهادة سليمان الفوّاز وعثمان الصالح بنهاية جمادى الآخرة سنة 1257هـ. 
وشهد على دين على عمار بن مفلح للشيخ قرناس مع رهن قلبانه في الجريدة حتى يستوفى الدين في غرة ذي الحجة وهو بخطّه سنة 1259هـ.
كما كتب وثيقة دين للشيخ قرناس على محمد بن علي الأطرش مع رهن قلبانه العسيلة والسفلى والسفيلى وحقه من أم حجول وغيرها في شهر الحجة سنة 1259هـ بشهادة رشيد العبد الله ومحمد السليمان.  
كما كتب وثيقة دين على مثيلان الراجحي راعي نفي للشيخ قرناس مع الرهن بشهادة دخيل الأطرش ومحمد بن فريح وعثمان الصالح بن عقيل سنة 1259هـ.   
كما وجدت وثيقة محاسبة بين دخيل العليان وعبد الله بن سليمان الفوّاز عن ما لهم على دخيل من الدين بعد بيع البكرة بشهادة محمد العليان وخط الشيخ قرناس في آخر سنة 1259هـ.
كذلك وثيقة دين على سليمان الهندي لعبد الله السليمان تسعة ريالات يحلّن في دخول رمضان سنة 1260هـ مع الرهن بشهادة صالح الخصابي وخط سليمان ابن علي بن عقيل في سنة 1259هـ.
ووثيقة دين أخرى على سليمان لعبد الله خمسين صاع ذرة وأرهنه القدر الحجري حرر في هلال رجب سنة 1259هـ بخط صالح الخصابي.
كذلك يوجد وثيقة محاسبة بين عبد الله بن سليمان الفوّاز وكيل ورثة أبيه وبين نقا بن جديع على الدين الموجود في ذمة نقا لورثة سليمان الفوّاز بشهادة ناصر الشقير ومحمد الراجحي وصالح الخصابي بخط الشيخ محمد القرناس في غرة شعبان سنة 1359هـ.
كما أنه له دين على سليمان بن إبراهيم بن هزاع يحل عليه في شهر ذي القعدة سنة 1260هـ بشهادة كاتبه علي الشايع.
أما وفاته فلم يتبين لي متى توفي كما هو الحال مع والده وأخوته ولكن يبدو بأنه توفي قبل سنة1280هـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

عبدالله بن سليمان السلومي.

عبدالله بن سليمان السلومي
1345 ــ 1434هـ
هو الشيخ عبدالله بن سليمان بن ناصر السلومي.
والسلومي ـ كما ذكر لي ابنه الأخ الدكتور محمد ـ هو سليمان بن محمد بن هويشان من آل منيع من آل مشرّف من آل وهيب (الوهبة) من تميم. قدم جدهم من أشيقر مع جد الخليفة ليستقروا في الشنانة بعد شرائها من آل غيلان.
ولد الشيخ عبدالله في بلدة الشنانة قرب الرس عام 1345هـ ويسميه أهلها (المطوع) على عادة أهل نجد في تسمية إمام المسجد والواعظ مطوعا. وأبوه هو: سليمان بن ناصر السلومي ـ سبق الترجمة له ـ مطوع الشنانة. وكان يعمل في بلدته في الزراعة والحرث وتسويق التمور والمحاصيل الزراعية. وعاش مع أقرانه بين أهله وأصحابه في بلدته الشنانة. وكان يشارك أهلها في بناء مسجدها ومدرستها من الطين بأجرة قليلة تسد حاجته وأبنائه.
سافر الشيخ عبدالله عام 1368هـ مع بعض أقرانه إلى الظهران لطلب الرزق والعمل لدى شركة ارامكو ولكنه عاد بعد أشهر قليلة إلى بلدته بسبب عدم ارتياحه في العمل.
بعدها قام ببناء مسجد البلدة في عام 1371هـ وأصبح إماما ومتطوعا محتسبا فيه. وبعد سنوات قام أخوه صالح مندوب الأوقاف في الرس بتعيينه على وظيفة رسمية، ولكن مصدر الرزق الأهم لديه هو ما يحصل عليه من عمل يده، كالعمل في الزراعة وتوبير النخيل وغيرها.
كما تعلم الشيخ عبدالله من والده العمل على حبك وتجليد المصاحف، وأعمال النجارة وأدوات الزراعة وجني التمور في المزارع المتوفرة في الشنانة. وكان يأخذ أجرته من أصحاب المزارع من التمر والحبوب. وهذا ما كان يقوم به أقرانه.
وأما صفاته: فقد عرف عنه عاش طول عمره بسيطا متواضعا في مأكله ومشربه وملبسه وسائر حياته. وكان يستمتع بالبساطة في الإنفاق والحياة. كما كان قوي الإرادة وشديد العزيمة في عمل الخير والكد من أجل الحياة السعيدة. قال عنه صاحبه محمد الشيباني(مطوعنا السلومي يدوّر عن التعب) وقال عنه الشيخ عبدالله الجلالي(إنه لا تستعظم أي أمر من الأمور وكلمته المعروفة دائما "هذا الأمر سهل لا إشكال فيه" فقد عهدت فيه هذا الأمر يتكرر في كل مناسبة حتى لو كان الأمر صعبا) وكان يحب التواضع في الإنفاق كما كان يقوم على توفير حاجات بيته بيده.
وكان يقوم بالإصلاح بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. عطوفا على الأطفال والشيوخ محبا للخير منفقا له. وكان متواضعا لا يحب الشهرة أو الجاه أو السلطة أو كثرة المال. ومن أقواله (الناس يطلبون زيادة المال للسعادة، ويسعون للمال لها بأكثر من احتياجاتهم، والسعادة الحقيقية تتحقق في التخفف من المال كفانا الله شره) كما أنه يفرح بزيارة الناس له في مجلسه ويسعد بهم.
ومن الأعمال التي يقوم بها: كان يقوم ببناء منازل الطين مع جماعة قريته ويشجعهم عليه. وكان يصاب ببعض الحوادث مثل السقوط من السيارة أو من أعلى النخلة فينجيه الله فيصبر ويحتسب الأجر من الله, كما كان يقوم بعمل مفاتيح الخشب القديمة للأبواب، ويعمل ألواحا من الخشب لحمل المصاحف في المسجد. ويعمل النعش المخصص لحمل الموتى، كما كان يقوم بحفر القبور تبرعا من أجل طلب الأجر من الله. كما كان حكيما حليما له شهرة في الرقية الشرعية بالقرآن بدون أجر.
ومن أعماله المعروفة أنه يكتب الوثائق والمكاتبات بخط يده، وكان على ثقة من الناس يحبونه ويجلونه ويثقون به وبخطة. ومن الوثائق المحفوظة لديه ما أورده ابنه الدكتور محمد ما يلي:
كتب توكيل عبدالرحمن بن ناصر البلاّع للمطوع له على تأجير ملكه في بلدة البلاّعية على من يراه وهذا يدل على ثقته به، كتبها بتاريخ:4/7/1374هـ.
وكتب وثيقة دين علي بن ناصر الخليوي الكائن في ذمة صالح العوفي وأبنائه محمد وعبدالله بتاريخ:25/5/1384هـ.
وكتب وثيقة تفويض جاره عبدالله بن محمد الخليفة للمطوع السلومي بوضع قيمة منزل والدهم المباع على مشروع المسجد.
يقول عنه الشيخ فريح العقلا (الشيخ رجل زاهد في الدنيا مع أن زهده ليس من قلّة ولكنه يتمتع بها تمتع الصالحين)
ويقول عنه الشيخ عبدالله الجلالي (يندر أن ترى مثله في العبادة كما عهدته، ففي السفر ينام الناس وهو راكع ساجد في جوف الليل ولربما هذا ديدنه في أهله فهو سريع النوم سريع اليقظة، فارغ قلبه من هموم الدنيا ومطالبها، لم أره يوما يفكر فيها).
ويقول عنه محمد المجاهد الخليفة (وهو رجل مبارك مع قلة ذات اليد يحسبه الجاهل من أغنى الناس فهو ـ حفظه الله ـ يتصف بالكرم سجية بدون تكلف).
وقال عنه الشيخ الحزابي أحد جيرانه (إن الشيخ السلومي لا يحب الإسراف والتكلف في الولائم، يأمر الناس بالحفاظ على النعمة وصيانتها ويغضب إذا رأى على الأرض نعمة ملقاة فتعرف ذلك في وجهه وتصرفاته ومن خلال رفع صوته بقوله: لا حول ولا قوة إلا بالله).
وقال فيه الشيخ عبدالعزيز اليحيى أبياتا يمدحه فيها عندما زاره بعد غيبة ورأى تغير حالته الصحية نذكر منها:
زرت الصديق الذي في القلب سكناه        أبا سليمان بالتقوى عرفناه
يمشي الهوينا فهاج القلب من شجن       لما  تدانت  خطاه  قلت  أواه
أين النشاط  الذي  قد  كنت أعهده         أمسى ضعيفا بطيئا عند ممشاه
نعم  الصديق  الذي  كانت  سجيته         خوف  المعاد  وتعظيما  لمولاه
نشا على الخير في  أحضان  والده         على  العقيدة  والتحقيق  ربّاه
شيخ  وقور  حيي  ذو   مناصحة          طلق المحيا إذا ما الضيف وافاه
كان حفظه الله كثيرا ما يردد أبياتا من الشعر في الزهد والحكمة منها:
إن  لله   عبادا   فطنا         طلّقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا         أنها  ليست  لحيّ  وطنا
جعلوها  لجة  واتخذوا         صالح الأعمال فيها سفنا
زمنها هذه الأبيات التي تنسب للإمام الشافعي:
وما هي  إلاّ  جيفة  مستحيلة        عليها كلاب هممن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها        وان تجتذبها نازعتك كلابها     على النخلة اع
والشيخ عبدالله أصيب بمرض السكري وتضاعف عليه المرض في منتصف عام 1432هـ. وبعدها توقف عن إمامة المصلين, ثم زاد عليه المرض مع فقد الذاكرة. حتى توفي يوم:2/8/1434هـ غفر الله له وأسكنه الجنة مع الصالحين.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

الأربعاء، 11 مايو 2016

عبدالله بن سليمان الرميح.

عبد الله بن سليمان الرميح
1309 ـ 1397هـ.
      هو عبد الله بن سليمان بن رميح بن سليمان (الطويل) بن علي بن حمد بن محمد بن علي. من الرميح الذين يطلق عليهم (الطولان). وهم من نسل محمد بن علي الملقب (أبا الحصين).
ولد في الرس عام 1309هـ ونشأ بها ودرس على علمائها منهم الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان والشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد والشيخ سالم بن ناصر الحناكي والشيخ محمد بن ناصر الحناكي.
وكان له مدرسة كتاتيب في الجهة الشمالية الشرقية من بلدة الرس، ومن تلاميذه في المدرسة كل من: محمد بن عبد الله المسيطير وعبد الله بن عبدالرحمن الرشيد وصالح بن حمد المالك وإبراهيم بن عبد الرحمن الخربوش وأحمد بن عبد الله المالك ومنصور بن حمد المالك وخالد بن صالح الرشيد وزامل بن محمد الرشيد وعبد العزيز بن محمد الرشيد.. كانوا كلهم نواة لطلاب المدرسة السعودية التي افتتحت عام 1363هـ. أما الشيخ عبد الله الرميح فقد قام بالتدريس بالمدرسة سنة واحدة فقط. توفي بتاريخ في الرس: 25/6/1397هـ وله من الأبناء: محمد وسليمان. رحم الله المعلم عبد الله بن رميح وغفر له وأسكنه الجنة.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

عبدالله بن رشيد بن زامل الرشيد.

عبد الله بن رشيد بن زامل الرشيد
1156 ـ 1228 هـ.
هو عبد الله بن رشيد بن زامل بن علي بن محمد بن علي. من نسل محمد بن علي الذي سكن الرس في حدود عام 970هـ وسكنها وعمرها مع أبنائه.
قال عنه إبراهيم المسلَّم (رجال من القصيم 8/74) "ولد في الرس في حدود عام 1156هـ وقرأ القرآن الكريم وحفظه وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، طلب العلم على والده وعلى عدد من المشايخ، ثم عمل بالتجارة وكان يكتب الوثائق الشرعية بخط يده مساعدة لأخيه الشيخ عبد العزيز بن رشيد".
والده هو الشيخ رشيد بن زامل بن علي الذي تولى القضاء في الرس بعد والده في حدود عام 1150هـ. وجده هو الشيخ زامل بن علي الحنبلي وهو أول قاض في الرس حيث تولى ذلك في حدود عام : 1120هـ حتى عام: 1150هـ بعد الشيخ صالح بن محمد بن عبدالله الصائغ. وأخوه هو الشيخ عبد العزيز بن رشيد بن زامل (1152ـ1234هـ) وابنه رشيد بن عبد الله بن رشيد الذي تولى أمارة الرس بعد علي ابن عليان بن شارخ بن مفيز بن شارخ. كان الشيخ عبد الله بن رشيد له ذكر في وثائق الرس منها ما كان بخطه أو شهادته خاصة في فترة قضاء أخيه عبد العزيز ابن رشيد ومن الوثائق التي كتبها أو شهد عليها ما يلي:
كتب وثيقة وقف شايع بن حمد البزير داره المعروفة بدار حسين العماري بالرس أربع جدد بدخول رجب الإمام والمؤذن في المسجد الجامع الطالعي بشهادة محمد بن ناصر بن رشيد ومنيع بن بليهد وعبد الله الهميلي في شهر شوال من سنة 1228هـ ونقله من خطه ناصر بن سالم الضويان.
كما ورد في وثيقة أوقاف الرس بأن عبد الله بن رشيد وقف مشتراه من سليمان الشايع وهو ثلث حق رشيد الحميدان.
كذلك ورد في وثيقة أوقاف الرس بأن عبد الله بن رشيد يذكر بأن على أم غار عشرين صاع للصوام بخط عبد العزيز بن رشيد.
كما وقف رحمه الله نصيبه من نصف الشبرمية المعروفة بالرسيسية وهو خمس النصف مشاع على دلو حسو قرناس فيد الجماعة بشهادة رشيد وخط قرناس.
كما ورد بأنه وقّف مشتراه من سلما الشايع وهو ثلث حق رشيد الحميدان بنغيقه على الإمام.
وتوفي في الرس عام 1228هـ كما يذكر المسلَّم. وأرى صحة ذلك حيث يظهر أن آخر وثيقة كتبها بخطه كان تاريخها عام 1228هـ.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

عبدالله بن راشد الغفيلي.

عبد الله بن راشد الغفيلي
1250 ـ 1319 هـ تقريبا.
هو عبد الله بن راشد الغفيلي. ولا أعرف أكثر من ذلك.
والغفيلي: من نسل سالم الملقب (غفيلي) بن علي بن سليمان بن شارخ بن محمد. من ذرية محمد بن علي الملقب (أبا الحصين). وجاءهم هذا اللقب (الغفيلي) من جدهم سالم بن علي بن سليمان بن شارخ الذي تولى رجالٌ من نسله إمارة الرس قبل العسّاف.
ولد عبد الله بن راشد الغفيلي حوالي عام 1250هـ وكان في الرس يكتب الوثائق، ويبدأ كتابته بقوله (الحمد لله وحده) ويختمها بقوله (والله على ما نقول وكيل) ويوثقّها بالتاريخ باليوم والشهر والسنة.
كان معاصرا لعثمان بن سليمان الفواز وراشد بن سالم الدبيان وإبراهيم ابن دغيثر وسليمان الدغيم ودخيل بن حمد بن مالك وسليمان بن محمد الصالحي ومحمد بن منيع الخليوي وعبد الله بن حسين بن عيد وموسى بن إبراهيم الطاسان وشايع الدغيم وحمود الدغيم وسالم الرميحي وعساف العواجي وعساف بن سيف وعبد العزيز بن عدامه وغيرهم. 
كتب وثيقة بيع عليان وراشد ومحمد أبناء. سالم الدبيان أرضهم الجندلية وكل ما يتعلق بها على عثمان بن سليمان الفواز بشهادة إبراهيم بن دغيثر وسليمان بن دغيم ودخيل بن حمد المالك وعبد العزيز بن محمد الصالحي عام 1281هـ.
واشترى عبد الله الغفيلي من بداح بن فايز الفقير نصيبه من قليبه في الغبية فوق قليب الحميد بشهادة دخيل بن حمد المالك ومحمد بن منيع الخليوي وعبد الله الحسين بن عيد وخط موسى بن إبراهيم بن طاسان. بتاريخ العاشر من جمادى الأولى 1280هـ.
كما تحاسب هو وشايع بن دغيم على الدين الذي في ذمة شايع لعبد الله وقده اثنين وسبعين ريال وأرهنه البعارين بشهادة حمود الدغيم ومحمد الدغيم وعبيد الحمود وسالم الرميحي بخط فهد الرميحي عام 1282هـ.
كما اشترى الأرض التي في غضي شرقي نخل بركه وقليبه وقصره وداره من محمد بن إبراهيم الأسود وكيل جمعة المحمد بن جديع بشهادة سليمان الرميح ودخيل المالك وخط حمد بن سليمان الرميح عام 1281هـ.
كما اشترى من ضيف الله بن حمد بن شهوان خمس قليب السالمية في صبيح وهي خشره مع أخواله الغماس بشهادة يحيا بن جليدان ومعجل بن غماس بخط محسن بن عذل عام 1279هـ.
وله في ذمة شايع بن محمد بن شايع خمسمائة صاع دجن ومائة واثنين وثلاثين صاع شعير وأرهنه أباعره على أن يحل أجلهن عام 1285هـ.
كما تحاسب هو وسالم الجهني وابنه مطلق بشهادة عبد العزيز الراشد وخط عمر الراشد الوابلي عام 1289هـ.
واشترى من مزيد بن هذال مثانيه عند عبد الله بن ضبعان بشهادة عساف بن سيف وعساف العواجي وعبد العزيز بن عدامه وغيرهم بخط إبراهيم بن سليمان ابن عقل في الخامس من شعبان 1288هـ.
لا أعلم متى توفي ولكن يبدو بأن وفاته في حدود عام 1319هـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه واسع جناته.  
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

عبدالله بن حمد الرميح.

عبد الله بن حمد الرميح
1288 ـ 1370هـ تقريبا.
هو عبد الله بن حمد بن سليمان بن رميح بن سليمان (الطويل) بن علي بن حمد بن محمد بن علي بن راشد.
ذكرنا في ترجمة أخيه الشيخ سليمان بن حمد الرميح بأنهم من نسل محمد بن علي بن راشد الملقب (أبا الحصين) الذي سكن الرس. كما روى لي تفصيل ذلك الأستاذ منصور الرشيد. 
ولد الشيخ عبد الله في الرس ونشأ في بيت علم وهدى وصلاح من أسرة كريمة منها القاضي والكاتب والمرشد، وتربى تربية إسلامية. والده الشيخ حمد بن سليمان الرميح وأخيه الشيخ سليمان بن حمد الرميح الكتاب المعروفين بالرس.
لم أجد ما يفيد عن تاريخ ولادته ولكنه عاش في الرس في الفترة من عام: 1288هـ وعام 1370هـ.
كان يكتب في الرس ، وكان يبدأ كتابته بقوله (الحمد لله وحده) ويختمها بقوله (وصلى الله على محمد) وله مجموعة من الوثائق بخط يده منه:ـ
كان معاصرا لأخيه الكاتب سليمان بن حمد الرميح وسليمان العمري ومحمد ابن عبد الله الخليفة وسعد الدهلاوي وحسن بن حسين الخربوش ومحمد بن هندي وعلي الزيدي.
كتب وثيقة إثبات الحائط الكائن شرقا عن الرشيدية أنه ملك لرشيد العبد الله إرثه من أبيه وأن سعد الرشيد وهبته أخته سلما الرشيد بشهادة سليمان العمري ومحمد بن عبد الله الخليفة عام 1325هـ.
كما كتب وقف سعد الدهلاوي بيته المعروف في بلد الرس وهو بيت عمته نصره وجعل الريع عشيات في رمضان والوكيل الصالح من الذكور والمحتاج يسكن ولا حرج بشهادة حسن حسين الخربوش وعبد الله بن خميس عام 1318هـ.
كما أقر عبد الله بن رميح في وثيقة كتبها سليمان بن حمد الرميح بأنه قبض من محمد بن هندي لموكله علي الزيدي خمسة عشر صاعا بشهادة مرزوق بن محمد بن جارد عام 1340هـ.
توفي في حدود عام 1370هـ تقريبا. رحمه الله وغفر له.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

عبدالله بن حمد الخربوش.

عبدالله بن حمد الخربوش
1337ـ 1410هـ
هو الشيخ والعالم الجليل عبدالله بن حمد بن دخيل بن حسن بن حسين الخربوش.
وهو من أسرة كريمة فاضلة يقال بأنها سكنت الرس في حدود عام 1075هـ مع غيرها من الأسر وأفرادها لهم علاقات طيبة مع الأسر الأخرى في الرس ولهم سمعة حسنة، كما لهم ذكر في عدد من المدن في المملكة وبعض الدول العربية الأخرى.
ومن أسرة الخربوش رجال مشهورون بالشجاعة والحروب منهم الشاعر الكبير إبراهيم الدخيل الخربوش الذي يسمونه (شاعر الحرب والفخر بالرس) ومن قصيدة له مشهورة قال:
حربنا خابرينه أول وتالي            كل باشه يجي ينكس بعرضيه
كل باشه يجينا يطلب العالي يطلب الصلح والدولة علاويه
يا هل الحزم يا ماضين الأفعال     دوسو الراي والقومات عجميه
كذلك المشهور من الأسرة الشاعر محمد بن سليمان الخربوش الذي عمل في جيش الأتراك ورافق الأمير عساف الحسين إلى الجوف.
ولد الشيخ عبدالله بن حمد الخربوش في الرس عام 1337هـ ونشأ فيها صغيرا في كنف والده الذي كان يسكن الرس وله ذكر فيه عام 1342هـ ثم انتقل مع والده في عام 1346هـ إلى المدينة المنورة وعمره (9) سنوات ثم التحق في مدرسة العلوم الشرعية وواصل الدراسة فيها حتى حصل على الشهادة العالية منها عام 1358هـ. وكان خلال دراسته بالمدرسة يدرس في المسجد النبوي الشريف عند الشيخ محمد بن سالم فحفظ القرآن الكريم وعمره (13) سنة.
واصل الشيخ عبدالله طلب العلم على علماء المسجد النبوي ومنهم الشيخ الجليل محمد الطيب الأنصاري حيث لازمه حتى توفي ثم الفقيه الشيخ سليمان العمري والشيخ صالح الزغيبي والشيخ أمين الطرابلسي والشيخ عمار الجزائري والشيخ عبدالعزيز بن صالح والشيخ قاسم انديجاني والشيخ عبدالمجيد بن حسن جماوي رحمهم الله جميعا. ثم لازم دروس الشيخ الجليل محمد بن علي الحركان إمام الحرم وقد أجازه الشيخ محمد في التدريس في العلوم العقلية والنقلية إجازة مطلقة بسند الرواية بالحديث المتصل برسول الله e بتاريخ:1/1/1382هـ كتبها الشيخ عبدالله بخطه الجميل بإملاء شيخه محمد في (23) صفحة (يوجد لدي نسخة منها) وقد بدأها بالصلاة والسلام على رسول الله والثناء على أصحابه وتابعيه ثم أثنى على العلماء ورجال السند وقال (وكان ممن أخذ بهذا الحظ الوافر بالحظ الأوفر تلميذنا بل ولدنا الروحي الأبرّ المخلص بل الصديق الأخص عبدالله بن حمد ابن دخيل الخربوش فقد أمرته بالتدريس وإلقاء نفائس درر العلم في الدروس والإخلاص في ذلك للملك القدوس ثم كتبت له على صفحات هذه الطروس إجازة مطلقة محررة بشروطها المعتبرة عند أهلها البررة .. ثم قال: قد أجزت تلميذي المذكور جميع ما درس عليّ من الفنون المذكورة وجميع ما تصح روايته عني من معقول ومنقول وفروع وأصول)  
والشيخ عبد الله لازم شيخه الجليل صالح  بن عبد الله الزغيبي مدة عندما كان إمام وخطيب المسجد النبوي مع مجموعة من الزملاء منهم: الشيخ عبد الرحمن بن محيميد والشيخ محمد نعمان المؤذن بالمسجد والشيخ صالح الطرابلسي والشيخ حامد عبد الحفيظ والشيخ محمد الحافظ والشيخ عبد المجيد حسن والشيخ محمد أول السوداني والشيخ سيف بن سعيد اليماني والشيخ محمد بن عبد المحسن الكتبي والشيخ عبد الله بن محمد اليماني والشيخ عبد العزيز بن علي الغفيلي والشيخ حماد المطيري وغيرهم.
تولى الشيخ عبد الله عددا من الوظائف الحكومية منها:
1ـ في عام 1355هـ تعين مدرسا في مدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة وهي المدرسة التي دّرّس فيها.
2ـ في عام 1360هـ انتقل إلى شقراء في منطقة الوشم مع شيخه في المسجد النبوي عبد المجيد حسين جماوي ومجموعة من المدرسين وافتتحوا فيها أول مدرسة ابتدائية حكومية ودرّسوا فيها لمدة خمس سنوات.
3ـ في عام 1365هـ عاد للمدينة ودرّس في مدرسة النجاح.
4ـ في عام 1372هـ تعين مديرا لإحدى المدارس بالمدينة المنورة.
5ـ في عام 1373هـ أنشأ هو والأستاذين عبد العزيز الربيع وصالح أخيمي أول إدارة للتعليم في المدينة المنورة وصار مفتشا فيها.
6ـ في عام 1375هـ تم اختياره ليكون إماما وخطيبا بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة وكان متطوعا محتسبا في ذلك ولم يتقاضى أجرا طيلة فترة الإمامة لأكثر من (30) عاما وكان هو الإمام الراتب لصلاة العصر ثم لصلاة الظهر واستمر على ذلك حتى اشتد عليه المرض فاعتذر في رمضان عام 1407هـ.
7ـ في عام 1377هـ تم تعيينه مدرسا للعلوم الشرعية والعلوم العربية في المسجد النبوي بخطاب من سماحة رئيس القضاة بالإضافة لعمله في التعليم.
8ـ في عام 1382هـ تم تعيينه كبيرا للمفتشين ورئيسا للتربية الإسلامية في إدارة التعليم بالمدينة المنورة.
9ـ في عام 1394هـ تم اختياره ضمن مجموعة من كبار علماء المدينة المنورة للإشراف على حلق التدريس بالمسجد النبوي الشريف.
والشيخ عبد الله رحمه الله كانت حياته مديدة ومليئة وحافلة بالخير والفضل والأعمال الجليلة، وله مساهمات أخرى في تحفيظ القرآن والدعوة والإرشاد منها: تحكيم مسابقة القرآن الكريم العالمية في كل من: مكة المكرمة وفي ماليزيا وفي تونس، وعضو في جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة ويقوم كل عام باختيار الطلاب المتقدمين للاختبار في نهاية كل عام، وعضو في الدعوة والإرشاد في المدينة المنورة، كما سافر من أجل الدعوة والإرشاد لكثير من الدول الإسلامية، وعضوا في هيئة التوعية بالحج. كما له مساهمات في بناء المساجد لأهل الخير من المتبرعين الذين يرونه محل الثقة في المدينة والقرى المجاورة محتسبا في ذلك وراغبا الأجر من الله.
كما ألف الشيخ كتابا اسماه "دليل المسلم المبتدئ".
وكان من صفات الشيخ عبد الله رحمه الله مع علمه وفضله وعلو قدره وقورا سمحا أنيسا رضيّا محبا للخير وأهله محبوبا عند الناس حسن الخلق ليّن الجانب سليم الصدر، وكان يوجّه الناس للخير والمعروف فكان موضع الحب والتقدير من كل من عرفه، كما كان مع شدة آلام المرض عليه عدة أعوام صابرا محتسبا متحملا يرجو الأجر من الله.
كما كان صوّما قوّاما كثير العبادة موجّها لطلابه ناصحا لهم، زاهدا في الدنيا ومظاهرها لا يحب الظهور، واستمر في دروسه للطلاب كل يوم بعد صلاة الفجر وصلاة العصر أكثر من (38) عاما بجوار الروضة الشريفة في مكان مشايخه.
كان رحمه الله يحرر عقود النكاح أكثر من (40) عاما محتسبا في ذلك وعندما قيل له أن يأخذ أجرا عليه كان يقول (إن هؤلاء الشباب بحاجة لمن يساعدهم وليسوا بحاجة لمن يثقل عليهم كاهلكم).
توفي الشيخ عبد الله الخربوش يوم الاثنين 9/2/1410هـ في المدينة المنورة وصلي عليه في المسجد النبوي الشريف في صلاة الظهر ودفن في مقبرة بقيع الغرقد، وشيّعه كثير من أهل العلم من محبيه وطلابه وأقاربه وأصحابه. رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته وجمعنا وإياه في مستقر رحمته.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

عبدالله بن إبراهيم الغفيلي.

عبد الله بن إبراهيم الغفيلي
1339 ـ 1427هـ.
هو عبد الله بن إبراهيم بن عبد العزيز بن راشد بن علي بن سالم بن سليمان ابن شارخ الغفيلي.
وأسرة الغفيلي في الرس جاءهم هذا اللقب من جدهم سالم بن سليمان بن شارخ بن محمد الذي تولى رجالٌ من نسله إمارة الرس قبل العسّاف.  
وهو من ذرية محمد بن علي الملقب (أبا الحصين) الذي سكن الرس في حدود عام 970هـ وعمره مع نسله.
ذكر الشيخ عبد الله البسام أن قبيلة العجمان أصلها من نجران ولها فروع في كثير من البلدان، وأكثرهم يجتمعون في الصرار جنوب النعيرية في المنطقة الشرقية. والعجمان في الرس منهم آل عسّاف والغفيلي والرشيد والعواجي والقرناس وغيرهم.. الذين منهم علماء وقضاة مشهورين.
ولد الشيخ عبد الله في الرس عام 1339هـ ونشأ فيها بين أقرانه. وعاش عند والده في سن الطفولة قبل أن ينتقل إلى الرياض، وكان والده صاحب ثروة.
أما تعليمه ـ كما يروي ـ فقد درس القرآن الكريم في كتاتيب الرس آنذاك بين يدي المعلم عبد الله بن عبد الرحمن العقيل الملقب (الدحيم) في المدرسة الواقعة شرق الرس وهو مبصر حتى بلغ سورة التوبة فأصابه مرض في عينيه وعمره اثنتي عشرة سنة واستمر معه شهرين حتى فقد بصره. ثم رغب في حفظ القرآن فالتحق في مدرسة المعلم ناصر بن سالم الضويان فحفظ من المعوذتين حتى سورة التوبة ثم توفي معلمه فأكمل الحفظ عند المعلم محمد بن إبراهيم الضويان في مدرسة الرس. 
ثم انتظم للدراسة والعلم عند مشايخ الرس ومنهم: الشيخ محمد بن عبدالعزيز  ابن رشيد قاضي الرس والخرمة ودرس عنده الفرائض الرحبية والأجرومية لمدة شهرين، انتقل بعدها إلى الرياض وكان مرافقا للشيخ صالح بن عبد الله الحواس والشيخ صالح بن علي بن غصون ودرس على الشيخ محمد بن إبراهيم العقيدة الواسطية وكتاب التوحيد وقطر الندى، كما درس على الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم الرحبية وزاد المستقنع. ويقول: بأن سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم أجرى له مرتبا شهريا وأرزاقا من المالية تمر ورز ودراهم أمنت معيشته هو وزملائه حتى التحق بالمعهد العلمي وصار له مكافأة شهرية.
ثم يقول رحمه الله: أنه استمر في الدراسة ضمن طلاب العلم ومنهم: الشيخ حمد بن إبراهيم الزعاقي والشيخ صالح الشلهوب والشيخ عبد العزيز بن زاحم. 
حفظ الشيخ عبدالله التوحيد متنا بالمسجد مع أقرانه من طلاب العلم مثل المشايخ حمد بن إبراهيم الزعاقي و صالح الشلهوب و عبدالعزيز بن زاحم، ولما فتح المعهد العلمي بالرياض التحق به عام 1372هـ ولما تخرج منه التحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج منها عام 1379هـ ومعه مجموعة من الزملاء منهم المشايخ محمد بن عبدالله الصغير قاضي الرس وعبدالعزيز بن زاحم وصالح بن علي بن غصون وصالح بن عبد الله الحواس، وكان من معلمي الكلية آنذاك سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد والشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمهم الله جميعا.
كسب من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله حسن الخلق والمحافظة على الدين والوفاء وفعل الخير ولين الجانب والتوجيه السليم لطلبة العلم والتعاون معهم فيما يحتاجون إليه من أمور العلم والدنيا ومساعدتهم فيما يحتاجون إليه.
وكان الشيخ عبد الله يجالس العلماء وأهل الخير وطلبة العلم والقراءة في بعض الأحيان في كتب العلم والتعاون مع المحافظين ورجال الحسبة على ما يعود على الوطن بالخير. وهبه الله حسن الخُلق والكرم ورحابة الصدر وحب إصلاح ذات البين وسرعة إنجاز العمل الموكل إليه إرضاء لله ثم لولاة الأمر.
وكان ذا هيبة ووقار وكان يحظى باحترام الجميع من زملاء ومراجعين ومواطني الزلفي حيث قضى بينهم حوالي أربعين عاما قاضيا فيهم في محكمة البلدة الجنوبية وزميله الشيخ صالح بن عبد الله الحواس في محكمة البلدة الشمالية قبل توحيدهما في مبنى واحد.  
ويقول ناصحا القضاة: الذي أراه أن على القاضي أن يتثبت ويستقصي في القضية سواء أكانت القضية جنائية أو حقوقية وإذا أشكل عليه شيء في بعض القضايا المعقّدة أن يستشير بعض زملائه من القضاة في حلها. وكان يثني على القضاء بالمملكة وعلى القضاة وعلى جهود ولاة أمرنا الذين يحكمون بين الناس بالشرع المحمدي. ويقول: وهذا الحكم رزق سكان المملكة الطمأنينة والرضا بالأحكام والمودة بين السكان وبينهم وبين ولاة الأمر، وأن الحكم بالشريعة الإسلامية من أكبر نعم الله على بلادنا حكومة وشعبا.
بعد أن تخرج الشيخ عبد الله من الشريعة عام 1379هـ تم تعيينه قاضيا في جهة من مكة المكرمة وبقي فيها عدة سنوات نقل منها إلى قضاء البدائع في القصيم أمضى فيها عدة أعوام ثم نقل إلى محكمة الزلفي ومكث فيها من عام1382هـ حتى عام 1393هـ ثم نقل إلى قضاء القصب من: 28 ذي الحجة عام 1393هـ حتى: 29/جمادى الآخرة عام 1399هـ ثم نقل إلى الغاط ثم وادي الدواسر والسليل ثم إلى أملج، وأخيرا عاد إلى محكمة الزلفي وبقي فيها فترة ثانية من:1407هـ حتى:1412هـ وفي آخر عمله في القضاء تمت ترقيته إلى محكمة التمييز في مكة المكرمة وبقي فيها حتى أحيل إلى التقاعد في شهر رجب عام 1415هـ.
توفي الشيخ عبد الله الغفيلي يوم الأربعاء الموافق: 9/6/1427هـ في مدينة الزلفي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

عبدالله بن إبراهيم الطاسان.

عبد الله بن إبراهيم الطاسان
1335ـ 1385هـ
هو عبدالله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن سعد بن عبدالرحمن الملقب (طاسان) بن سعد بن يحيا بن سعد بن فرّاج بن محمد بن حسين بن عثمان بن سعدون الجبري الخالدي.
وأسرة الطاسان المشهورة التي استوطنت الرس: هم أبناء إبراهيم بن سعد ابن عبدالرحمن الملقب (طاسان) نزح جد الأسرة فرّاج بن محمد الجبري الخالدي عام 1082هـ من قرية السّهلة في نقرة بني خالد في وادي المياه بالأحساء واتجه إلى بلدة القصب ثم واصل السير إلى القصيم حتى وصل إلى محلة الجناح قرب عنيزة واستوطنها واستمر فيها هو وذريته حتى عام 1196هـ. حيث خرج منها جد الأسرة سعد بن يحيا الجبري الخالدي ودخل عنيزة مستقرا في حي أم خمار حتى انتقل جدهم إبراهيم بن سعد الخالدي هو وأبناؤه وأحفاده إلى الرس في حدود عام 1250هـ وصاروا من وجهائها وعقدوا مع أمراء الرس آنذاك من ذرية أبا الحصين المحفوظي العجمي حلف لزم ودم.
ولد الشيخ عبدالله في الرس عام 1335هـ ونشأ بها مع أقرانه كما تربى عند والده مع أخوته في بيت علم وطاعة وصلاح .
وكان معاصرا لكل من : الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ مقبل  ابن حمود الدميخي والشيخ منصور بن صالح الضلعان والشيخ ناصر بن محمد الحناكي والشيخ صالح بن عبدالله الجارد. وتعلم على علماء الرس منهم أخيه الشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان والشيخ محمد بن ناصر الحناكي والشيخ سالم بن ناصر الحناكي، وحفظ عندهم القرآن الكريم وكان مع حفظه حريصا على التجويد والترتيل.
انتقل الشيخ عبدالله إلى مكة المكرمة ودرس في مدرسة الفلاح في عام 1348هـ وحصل منها على الشهادة الابتدائية، ومن مدرسيه الذين أثنوا عليه الشيخ إبراهيم النوري ومعتمد مدارس نجد الشيخ صالح الخزامي. كما درس في تلك الفترة على علماء المسجد الحرام وأخذ منهم. وهو من أوائل رجال التعليم في الرس عند افتتاح أول مدرسة وهي السعودية الابتدائية.
طُلب من الشيخ عبدالله العمل في القضاء فاعتذر عن ذلك لعدم قدرته، ثم عمل في عدة وظائف وهي ما يلي:ـ
1ـ وظيفة (جندي) بالهجّانة بالرهط الثالث من محرم 1347هـ حتى نهاية ربيع الآخر 1354هـ.
1ـ ثم وظيفة (جندي) مدفعي في مكة المكرمة من تاريخ: 1/12/1355حتى 30/8/1357هـ نقل بعدها إلى أبها.
2ـ ثم عمل بوظيفة (مطوع) في أمارة أبها جنوب المملكة من تاريخ: 12/7/1357حتى 4/12/1363هـ وكان يقوم خلالها بتدريس القرآن الكريم في المسجد ثم استقال من العمل بسبب الغربة حيث كان بعيدا عن أهله وأصحابه ثم عاد إلى الرس.
3ـ بعد أن وصل الرس كان افتتاح المدرسة السعودية وتعين فيها بوظيفة (معلم) من تاريخ 3/11/1463هـ ومن زملائه بالمدرسة كل من: مدير المدرسة عبدالله بن عبدالرحمن العرفج والوكيل عثمان قارئ. والمعلمون: علي بن صالح الضلعان وعبدالله بن ناصر الرشيد وصالح بن ناصر القريان وصالح بن علي العنيزان وعبدالله الزعاقي وسليمان بن محمد الغفيلي وصالح بن محمد الغفيلي.
4ـ ثم انتقل إلى المدرسة الفيصلية في الرس معلما فيها من:1/3/1383هـ
5ـ وفي عام 1383هـ تم افتتاح المدرسة الثالثة (المحمدية) بالرس فانتقل للتدريس بها حتى وفاته.
قام المعلم عبدالله الطاسان من خلال عمله بالتدريس بتدريس مجموعة من المواد الدراسية منها:القرآن والتجويد التوحيد والفقه والحديث والمطالعة والحساب. وقال رحمه الله بيتين من الشعر يتمثل بهما لإخلاصه ولأقدميته بالتعليم:
أنا المعلم المعروف لم أزل     مجدا  لبثّ  العلوم   والحكم
مني نجاح الأساتذة  الأول     أهل الفضائل والمجد والكرم
وكان مخلصا في عمله دؤوبا على تحضير دروسه ويحرص على رصد درجات الطلاب بانتظام وبجداول مرتبة، مثال لطريقته في تحضير الدروس:
التاريخ
الحصة
الفصل
المادة
الموضوع
الأحد 28/5/79
الاثنين 29 منه
الثلاثاء 1/6/79
الأربعاء 2 منه
الخميس 30منه
السبت 5/6/79
الخميس 10منه
3
1
4
1
2
3
2
2
6
1
4
5
1
5
حساب
قرآن
فقه
قرآن
تجويد
توحيد
تجويد
سأعطيهم متابعة دراسة الأعداد إلى 999مع توضيح قيمة الرقم لكل خانة.
سأستمع لهم باقي سورة التحريم إلى نهايتها.
سأعيد أيضا عليهم الاستنجاء.
سأستمع لهم من رقم74 إلى رقم 93 من سورة التوبة.
لعدم معرفتهم لمقرر السنة الرابعة سأعيده عليهم.
سأعلمهم أيضا قول المؤلف من ربك من ثلاثة الأصول.
بمناسبة رحلتهم بالخميس السابق استمعت لهم ما سبق تحضيره.
كما كان خطه يتميز بالجمال وصحة الإملاء ويهتم بالتقيد بقواعد اللغة العربية وكانت كتابته تسير في خط أفقي مستقيم لا اعوجاج فيه، وكان يكتب بخط يده خطابات للمسئولين في وزارة المعارف وإدارة التعليم بالقصيم ومدير المدرسة التي يعمل فيها ما يخص أحواله مع التعليم، كما كان يوثّق كل الخطابات التي ترد من الجهات الرسمية فيما يخصّه بخط يده عدة مرات من أجل حفظها، وكان يحتفظ بكل الخطابات التي ترد باسمه أو صورا منها، وكان يكتب المراسلات بينه وبين بعض أصحابه أو أحد المسئولين بخط يده.
 وكانت تُوجّه له خطابات باسمه من بعض المشايخ مثل رئيس القضاة الشيخ عبدالله بن حسن ومدير المعارف العام محمد بن مانع ومدير التعليم بالقصيم وغيرهم. وله مراسلات بينه وبين الشيخ عبدالرحمن بن سعدي حول زكاة راتب الموظف، وقد تقدم المعلم عبدالله الطاسان بطلب منحه حفيظة نفوس بدون صورة بشفاعة من قاضي الرس فلم يتلق الموافقة على ذلك. 
وكتب المعلم عبدالله الطاسان أيضا وصيّه سعد بن عبدالرحمن الطاسان على داره المعروفة بدار الموسى ومخزنها بأن كروتها تكون في حجج كذلك داره بالرس سعة لأهل الرس ونقل تلك الوصية في: 8 شعبان 1373هـ نقلا من خط عثمان ابن صالح القاضي.
كما نقل بيده (نظام الموظفين العام) وسلّم الرواتب الصادر بالمرسوم الملكي رقم(42) وتاريخ:29/11/1377هـ المكوّن من (129) مادة، وكذلك نقل (نظام المدارس الأميرية) الصادر بالأمر الملكي رقم (14/1) وتاريخ: 15/9/1358هـ المكوّن من (196) مادة كتبها بخط جميل ينم عن موهبة متأصلة في اللغة العربية. (يوجد في مكتبتي نسخة منها).    
وخدم في العمل الحكومي قرابة (38) عاما منها (22) عاما في التدريس وكنت ومجموعة من الزملاء ممن درس بين يديه في المدرسة المحمدية في العامين: 1384/1385هـ وكان رحمه الله عطوفا علينا مثل أبنائه حريصا على مصالحنا في الدرس وحفظ القرآن الكريم، وكان يفتح لنا منزله بعد العصر من أجل حفظ القرآن الكريم وعندما نريد القيام برحلة مع أهلنا بعد وقت المدرسة لا يأذن لنا إلاّ بشرط أن نقوم بحفظ القرآن بين يديه في منزله بعد صلاة الظهر مباشرة، كما كان رحمه الله لطيف المعشر خفيف الظل متواضعا مع تلاميذه جادا في عمله حريصا على وقت الدراسة والتحصيل وإذا علم أن أحد التلاميذ لم يفهم الدرس أعاده عدة مرات حتى يفهمه، وكان يأخذ تلاميذه في رحلات بريّة على نفقته من أجل أن يجمع بين الترفيه والتعليم.
من الخطابات التي وردت باسمه: أن الوجيه حمد بن منصور المالك طلب منه عام 1365هـ أن يقوم بتدريس أبناءه خارج أوقات الدراسة فوافق على أن يؤذن له من مديرية المعارف فورد له خطاب من مدير المعارف العام محمد بن مانع برقم(55) وتاريخ:2/1/1365هـ هذا نصّه:
حضرة الأستاذ عبد الله الطاسان                        الموقر
بعد التحية ـ حيث أن الشيخ حمد المنصور بن مالك يرغب في أن تقوموا بالتدريس خارج المدرسة في غير الأوقات الرسمية فإنا نشعركم بأنه لا مانع لدينا من ذلك "وأن تكون الدراسة عامة لكل من يحب من الطلاب" ولذا حرر.
توفي ليلا فجأة في الرس يوم: 6/5/1385هـ رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جنات النعيم وجعل ما قدّم لطلاب العلم شفيعا له يوم القيامة.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.