عبد العزيز بن عبد الرحمن البطي
1316 ـ 1381 هـ.
هو الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سليمان بن فهد البطي.
وأسرة البطي يروى بأن أصلهم من الوداعين من الدواسر، في بريدة والربيعية من القصيم. كما يروى بأن الأسرة كانت تسكن الأحساء وعند مذبحة الأتراك قُتل مجموعة من أفرادها ونجا منهم اثنان هما محمد وفهد نزحا إلى وادي الجناح قرب عنيزة ثم إلى حي الصباخ وحي رواق قرب بريدة. أما محمد فكان عقيما ولم ينجب وأما فهد فقد أنجب عددا من الأولاد أكبرهم سليمان الذي أنجب مجموعة كانوا طلبة علم في القصيم. منهم الشيخ عبدالرحمن والموجودين من أسرة البطي حاليا في الرس والرياض من نسله.
أما الشيخ عبد العزيز فقد ولد في الرس عام 1316هـ وكان فيها يلقب (الشبيلي) ونشأ فيها نشأة حسنة وتربى فيها أحسن تربية مع والده وكان من طلبة العلم، رافق والده وأخوته مرشدا وواعظا متجولا في أنحاء مدن وقرى القصيم وسدير والرياض. ثم تلقى العلم على والده أولا ثم على بعض مشايخ القصيم مثل: الشيخ عمر بن محمد بن سليم والشيخ عبد الله بن محمد بن سليم في بريدة ثم على الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد قاضي الخرمة والرس فحفظ القرآن الكريم كاملا وجوّده.
بعد أن نال الشيخ عبد العزيز حظا وافرا من العلم افتتح هو ومجموعة من أهل الرس مدرسة لتعليم الصبيان القرآن في منزله الذي يقع جنوب السوق القديم المجاور لمنزل الشيخ سالم الحناكي والمواطن تركي الرداحي بجوار (حفرة قديح) ثم انتقل للتدريس في المدرسة التي تقع شرق السوق بجوار منزل الوجيه حمد بن منصور المالك والمواطن عبد الله بن عبد العزيز الغفيلي، أما مدة تدريسه فقد قاربت الثلاثين عاما كان خلالها محبوبا من تلاميذه وذو مكانة وتقدير بينهم كما كان الناس يحبونه ويُجلّونه.
أما تلاميذه في المدرسة فكان من أشهرهم: الشيخ محمد بن صالح الغفيلي قاضي المشرف والشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان قاضي بني مالك والشيخ منصور بن حمد المالك نائب رئيس ديوان المظالم سابقا.
تولى الشيخ عبد العزيز إمامة المسجد الداخلي في الرس مدة طويلة، وكان مجودا في قراءة القرآن حسن الصوت يخشع المصلون من خلفه.
وقّف الشيخ عبد العزيز منزله الكائن في الرس جنوب السوق التجاري وهذا نص الوقف ( حضر عندي عبد العزيز بن عبد الرحمن بن بطي وأقر بأنه وقف بيته المعروف الذي هو ساكن فيه في أعمال البر عشيات وأضحية ولا يمنع أحد من البنات من السكنى والوكيل عليه ابنه عبد الرحمن بن عبد العزيز شهد على ذلك محمد بن صالح الذويب وبناته حاضرات وذلك في اليوم الذي ركب فيه في الطائرة للمعالجة وهو مريض مرض شديد يوم الجمعة الموافق عشرة من شهر محرم سنة 1381 وشهد به كاتبه محمد بن إبراهيم الخربوش وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه حرر 10 محرم1381) وقد أجاز أبناؤه وبناته هذا الوقف في أعمال البر والسكنى للمحتاج منهم في وثيقة أخرى بخط الكاتب.
وفاته: مرض في عام 1380هـ وهو ساكن في الرس وطال عليه المرض ثم نُقل إلى جدة في الطائرة لغرض العلاج في عام 1381هـ وكان يتمنى أن يُدفن في البقيع بعد موته، ولما ارتفعت به الطائرة صعدت معها روحه إلى بارئها يوم الجمعة الموافق: 10/1/1381هـ فتوجهوا به إلى المدينة المنورة وتمت الصلاة عليه فيها ودفن بالبقيع بعد أن بلغ من العمر أربعة وستين عاما، وله من ألأبناء الذكور: محمد وعبد الرحمن وابنتان.
رحم الله الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن البطي رحمة واسعة وأسكنه في جنات النعيم مع عباده الأبرار الصالحين.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق