عبد الرحمن بن سليمان البطي
..../.... هـ.
هو عبدالرحمن بن سليمان بن فهد البطي.
وأسرة البطي يروى بأن أصلهم من الوداعين من الدواسر، في بريدة والربيعية من القصيم. كما يروى بأن الأسرة كانت تسكن الأحساء وعند مذبحة الأتراك قُتل مجموعة من أفرادها ونجا منهم اثنان هما محمد وفهد نزحا إلى وادي الجناح قرب عنيزة ثم إلى حي الصباخ وحي رواق قرب بريدة. أما محمد فكان عقيما ولم ينجب وأما فهد فقد أنجب عددا من الأولاد أكبرهم سليمان الذي أنجب مجموعة كانوا طلبة علم في القصيم. منهم الشيخ عبدالرحمن والموجودين من أسرة البطي حاليا في الرس من نسله.
والشيخ عبدالرحمن بن سليمان يلقب (أبو مسدّد) سكن الرس قبل الدولة السعودية الثالثة وكان طالب علم ينتقل بين قرى القصيم للدعوة والإرشاد والإصلاح ونشر العلم وإلقاء الدروس الدينية راكبا على حماره وكان حافظا القرآن الكريم كاملا ومعه أبناؤه الخمسة هم: عبدالعزيز وسليمان ومحمد وإبراهيم وعبدالله يسيرون من خلفه وهو يقرأ القرآن وهم يرددون من بعده حتى حفظوا القرآن الكريم جميعا.
ذكره صالح بن سليمان العمري في كتاب (علماء آل سليم وتلامذتهم) بأنه من تلاميذ الشيخ عمر بن محمد بن سليم ومعه الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ محمد بن صالح الخليفة والشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن رشيد وقال عنه (الشيخ عبدالرحمن السليمان بن بطي.. الملقب أبو مسدد داعية يتنقل في البلدان وهجر البادية للدعوة والإرشاد وقد نفع الله بعلمه).
ومن القصص التي تروى عن الشيخ عبدالرحمن أنه عندما كان في الرس قبل أن يستعيد الملك عبدالعزيز القصيم كان خطيبا في أحد مسجد الجمعة في الرفيعة وكان يدعو في خطبته على ابن رشيد الحاكم في ذلك الوقت ولما علم ابن رشيد بذلك أهدر دمه وطالب به حيا أو ميتا. وعندما عسكر ابن رشيد قرب الرس حضر من يخبر الشيخ عبدالرحمن بذلك وطلب منه أن يخرج من الرس حتى يسلم بنفسه، وعندما قربت صلاة العشاء في أحد الأيام حضر الشيخ عبدالرحمن إلى موقع ابن رشيد ودخل إلى المعسكر وعندما أقيمت الصلاة تقدم الشيخ عبدالرحمن ليؤم الناس وقرأ في سورة الواقعة وابن رشيد في مقدمة الصفوف، وعندما انتهى الشيخ من الصلاة سأل عنه ابن رشيد فقيل له أنه الشيخ عبدالرحمن البطي الذي أهدر دمه فتراجع ابن رشيد عن قتل الشيخ متأثرا بصوته ومنحه جملا وبعض الهدايا وأثنى عليه وعفا عنه.
من أبنائه المعروفين في الرس ابنه عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي يسمى (الشبيلي) كان معلما للصبيان في إحدى مدارس الكتاتيب وتوفي عام 1380هـ. وابنه محمد بن عبدالرحمن الذي كان له دكان في الرس أسفل مرقب المسجد الداخلي وقد جعل منفعته للمسجد بإذن الشيخ عبدالله بن بليهد وهو والد صالح بن محمد البطي الملقب (الصلحي) وابنه سليمان بن عبدالرحمن الذي كتب وثيقة بخط يده عام 1347هـ.
أما وفاة الشيخ عبدالرحمن فتُروى قصة في ذلك وهي: أنه كان مقيما في البكيرية عند صديق له يسمى النملة وكان ينام عنده في منزله، وعندما نام الجميع ذات ليلة رأى النملة في المنام أن رجلا جاءه ثلاث مرات وهو يقول له: إن صاحبك صافحته الملائكة. فقام النملة من نومه وعندما ذهب إلى الشيخ وجده فارق الحياة في فراشه.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف