الأربعاء، 11 مايو 2016

عبدالله بن إبراهيم الطاسان.

عبد الله بن إبراهيم الطاسان
1335ـ 1385هـ
هو عبدالله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن سعد بن عبدالرحمن الملقب (طاسان) بن سعد بن يحيا بن سعد بن فرّاج بن محمد بن حسين بن عثمان بن سعدون الجبري الخالدي.
وأسرة الطاسان المشهورة التي استوطنت الرس: هم أبناء إبراهيم بن سعد ابن عبدالرحمن الملقب (طاسان) نزح جد الأسرة فرّاج بن محمد الجبري الخالدي عام 1082هـ من قرية السّهلة في نقرة بني خالد في وادي المياه بالأحساء واتجه إلى بلدة القصب ثم واصل السير إلى القصيم حتى وصل إلى محلة الجناح قرب عنيزة واستوطنها واستمر فيها هو وذريته حتى عام 1196هـ. حيث خرج منها جد الأسرة سعد بن يحيا الجبري الخالدي ودخل عنيزة مستقرا في حي أم خمار حتى انتقل جدهم إبراهيم بن سعد الخالدي هو وأبناؤه وأحفاده إلى الرس في حدود عام 1250هـ وصاروا من وجهائها وعقدوا مع أمراء الرس آنذاك من ذرية أبا الحصين المحفوظي العجمي حلف لزم ودم.
ولد الشيخ عبدالله في الرس عام 1335هـ ونشأ بها مع أقرانه كما تربى عند والده مع أخوته في بيت علم وطاعة وصلاح .
وكان معاصرا لكل من : الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ مقبل  ابن حمود الدميخي والشيخ منصور بن صالح الضلعان والشيخ ناصر بن محمد الحناكي والشيخ صالح بن عبدالله الجارد. وتعلم على علماء الرس منهم أخيه الشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان والشيخ محمد بن ناصر الحناكي والشيخ سالم بن ناصر الحناكي، وحفظ عندهم القرآن الكريم وكان مع حفظه حريصا على التجويد والترتيل.
انتقل الشيخ عبدالله إلى مكة المكرمة ودرس في مدرسة الفلاح في عام 1348هـ وحصل منها على الشهادة الابتدائية، ومن مدرسيه الذين أثنوا عليه الشيخ إبراهيم النوري ومعتمد مدارس نجد الشيخ صالح الخزامي. كما درس في تلك الفترة على علماء المسجد الحرام وأخذ منهم. وهو من أوائل رجال التعليم في الرس عند افتتاح أول مدرسة وهي السعودية الابتدائية.
طُلب من الشيخ عبدالله العمل في القضاء فاعتذر عن ذلك لعدم قدرته، ثم عمل في عدة وظائف وهي ما يلي:ـ
1ـ وظيفة (جندي) بالهجّانة بالرهط الثالث من محرم 1347هـ حتى نهاية ربيع الآخر 1354هـ.
1ـ ثم وظيفة (جندي) مدفعي في مكة المكرمة من تاريخ: 1/12/1355حتى 30/8/1357هـ نقل بعدها إلى أبها.
2ـ ثم عمل بوظيفة (مطوع) في أمارة أبها جنوب المملكة من تاريخ: 12/7/1357حتى 4/12/1363هـ وكان يقوم خلالها بتدريس القرآن الكريم في المسجد ثم استقال من العمل بسبب الغربة حيث كان بعيدا عن أهله وأصحابه ثم عاد إلى الرس.
3ـ بعد أن وصل الرس كان افتتاح المدرسة السعودية وتعين فيها بوظيفة (معلم) من تاريخ 3/11/1463هـ ومن زملائه بالمدرسة كل من: مدير المدرسة عبدالله بن عبدالرحمن العرفج والوكيل عثمان قارئ. والمعلمون: علي بن صالح الضلعان وعبدالله بن ناصر الرشيد وصالح بن ناصر القريان وصالح بن علي العنيزان وعبدالله الزعاقي وسليمان بن محمد الغفيلي وصالح بن محمد الغفيلي.
4ـ ثم انتقل إلى المدرسة الفيصلية في الرس معلما فيها من:1/3/1383هـ
5ـ وفي عام 1383هـ تم افتتاح المدرسة الثالثة (المحمدية) بالرس فانتقل للتدريس بها حتى وفاته.
قام المعلم عبدالله الطاسان من خلال عمله بالتدريس بتدريس مجموعة من المواد الدراسية منها:القرآن والتجويد التوحيد والفقه والحديث والمطالعة والحساب. وقال رحمه الله بيتين من الشعر يتمثل بهما لإخلاصه ولأقدميته بالتعليم:
أنا المعلم المعروف لم أزل     مجدا  لبثّ  العلوم   والحكم
مني نجاح الأساتذة  الأول     أهل الفضائل والمجد والكرم
وكان مخلصا في عمله دؤوبا على تحضير دروسه ويحرص على رصد درجات الطلاب بانتظام وبجداول مرتبة، مثال لطريقته في تحضير الدروس:
التاريخ
الحصة
الفصل
المادة
الموضوع
الأحد 28/5/79
الاثنين 29 منه
الثلاثاء 1/6/79
الأربعاء 2 منه
الخميس 30منه
السبت 5/6/79
الخميس 10منه
3
1
4
1
2
3
2
2
6
1
4
5
1
5
حساب
قرآن
فقه
قرآن
تجويد
توحيد
تجويد
سأعطيهم متابعة دراسة الأعداد إلى 999مع توضيح قيمة الرقم لكل خانة.
سأستمع لهم باقي سورة التحريم إلى نهايتها.
سأعيد أيضا عليهم الاستنجاء.
سأستمع لهم من رقم74 إلى رقم 93 من سورة التوبة.
لعدم معرفتهم لمقرر السنة الرابعة سأعيده عليهم.
سأعلمهم أيضا قول المؤلف من ربك من ثلاثة الأصول.
بمناسبة رحلتهم بالخميس السابق استمعت لهم ما سبق تحضيره.
كما كان خطه يتميز بالجمال وصحة الإملاء ويهتم بالتقيد بقواعد اللغة العربية وكانت كتابته تسير في خط أفقي مستقيم لا اعوجاج فيه، وكان يكتب بخط يده خطابات للمسئولين في وزارة المعارف وإدارة التعليم بالقصيم ومدير المدرسة التي يعمل فيها ما يخص أحواله مع التعليم، كما كان يوثّق كل الخطابات التي ترد من الجهات الرسمية فيما يخصّه بخط يده عدة مرات من أجل حفظها، وكان يحتفظ بكل الخطابات التي ترد باسمه أو صورا منها، وكان يكتب المراسلات بينه وبين بعض أصحابه أو أحد المسئولين بخط يده.
 وكانت تُوجّه له خطابات باسمه من بعض المشايخ مثل رئيس القضاة الشيخ عبدالله بن حسن ومدير المعارف العام محمد بن مانع ومدير التعليم بالقصيم وغيرهم. وله مراسلات بينه وبين الشيخ عبدالرحمن بن سعدي حول زكاة راتب الموظف، وقد تقدم المعلم عبدالله الطاسان بطلب منحه حفيظة نفوس بدون صورة بشفاعة من قاضي الرس فلم يتلق الموافقة على ذلك. 
وكتب المعلم عبدالله الطاسان أيضا وصيّه سعد بن عبدالرحمن الطاسان على داره المعروفة بدار الموسى ومخزنها بأن كروتها تكون في حجج كذلك داره بالرس سعة لأهل الرس ونقل تلك الوصية في: 8 شعبان 1373هـ نقلا من خط عثمان ابن صالح القاضي.
كما نقل بيده (نظام الموظفين العام) وسلّم الرواتب الصادر بالمرسوم الملكي رقم(42) وتاريخ:29/11/1377هـ المكوّن من (129) مادة، وكذلك نقل (نظام المدارس الأميرية) الصادر بالأمر الملكي رقم (14/1) وتاريخ: 15/9/1358هـ المكوّن من (196) مادة كتبها بخط جميل ينم عن موهبة متأصلة في اللغة العربية. (يوجد في مكتبتي نسخة منها).    
وخدم في العمل الحكومي قرابة (38) عاما منها (22) عاما في التدريس وكنت ومجموعة من الزملاء ممن درس بين يديه في المدرسة المحمدية في العامين: 1384/1385هـ وكان رحمه الله عطوفا علينا مثل أبنائه حريصا على مصالحنا في الدرس وحفظ القرآن الكريم، وكان يفتح لنا منزله بعد العصر من أجل حفظ القرآن الكريم وعندما نريد القيام برحلة مع أهلنا بعد وقت المدرسة لا يأذن لنا إلاّ بشرط أن نقوم بحفظ القرآن بين يديه في منزله بعد صلاة الظهر مباشرة، كما كان رحمه الله لطيف المعشر خفيف الظل متواضعا مع تلاميذه جادا في عمله حريصا على وقت الدراسة والتحصيل وإذا علم أن أحد التلاميذ لم يفهم الدرس أعاده عدة مرات حتى يفهمه، وكان يأخذ تلاميذه في رحلات بريّة على نفقته من أجل أن يجمع بين الترفيه والتعليم.
من الخطابات التي وردت باسمه: أن الوجيه حمد بن منصور المالك طلب منه عام 1365هـ أن يقوم بتدريس أبناءه خارج أوقات الدراسة فوافق على أن يؤذن له من مديرية المعارف فورد له خطاب من مدير المعارف العام محمد بن مانع برقم(55) وتاريخ:2/1/1365هـ هذا نصّه:
حضرة الأستاذ عبد الله الطاسان                        الموقر
بعد التحية ـ حيث أن الشيخ حمد المنصور بن مالك يرغب في أن تقوموا بالتدريس خارج المدرسة في غير الأوقات الرسمية فإنا نشعركم بأنه لا مانع لدينا من ذلك "وأن تكون الدراسة عامة لكل من يحب من الطلاب" ولذا حرر.
توفي ليلا فجأة في الرس يوم: 6/5/1385هـ رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جنات النعيم وجعل ما قدّم لطلاب العلم شفيعا له يوم القيامة.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق