عبد العزيز بن ناصر الرشيد
1333 ـ 1408هـ.
هو الشيخ العالم الجليل عبد العزيز بن ناصر بن عبد الله بن عبد العزيز بن رشيد بن عبد الله الرشيد.
وهو من أسرة الرشيد من الرس التي هي من نسل محمد بن علي الملقب (أبا الحصين) الذي قدم من عنيزة إلى الرس حوالي عام 970هـ وعَمَرَه مع نسله.
ولد الشيخ عبد العزيز في الرس عام 1333هـ في بيئة علم وتقوى وصلاح وقضاء، حيث كان أجداده كلهم قضاة وطلبة علم، ومنهم: رشيد بن عبد الله بن رشيد بن زامل أحد قضاة الرس والذي كتب مجموعة من الوثائق في الرس.
كان الشيخ عبد العزيز متجها للعلم والمعرفة منذ صغره. وتلقى العلم الشرعي من مجموعة من العلماء الأجلاء. حيث درس القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة في كتاتيب الرس آنذاك، كما درس ذلك على عمه محمد بن ناصر الرشيد، ثم درس مبادئ العلوم على عمه قاضي الرس فضيلة الشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد. كل ذلك وهو في الرس.
وفي عام 1355هـ توجّه إلى الرياض ليرتوي من ينابيع العلم والمعرفة الشرعية على عدد من العلماء الأجلاء مثل:
1ـ سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ودرس عليه في الفقه والحديث والتفسير وأصولها.
2ـ فضيلة الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ ودرس عليه الفرائض.
3ـ فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ قاضي الرياض. كما تعلم على غيرهم من العلماء في الرياض. واستمر في التعليم والتفقه في الدين حتى حصل على قسط وافر من العلم الشرعي والمعرفة.
ترجم له ابنه منصور في كتاب (عدة الباحث في أحكام التوارث) ترجمة وافية تحدث فيها عن حياته وعلمه وأعماله ومؤلفاته. كما ترجم له الشيخ عبد الله البسام في (علماء نجد خلال ثمانية قرون 3/534) وقال عنه (والمترجم من العلماء ذوي الإطلاع الواسع في العلوم الشرعية بأنواعها، وبالعلوم العربية بفنونها، وإن أعماله الكبيرة الكثيرة لم تصده وتشغله عن التأليف، فله مشاركة في أوقات فراغه أنتج فيها من المؤلفات).
كما كتب عنه الأستاذ عبد الله بن صالح الرشيد مقالا في جريدة الجزيرة فقال عنه ( وفي بواكير نشأته ومطلع صباه بدأ عليه النبوغ المبكر والذكاء الفطري الوقاد فوفق في استغلالهما من أجل طلب العلم والمعرفة منذ الصغر فأخذ مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم من أشهر الكتاتيب المحيطة به ثم بدأ يتلقى العلم من منابعه الثرية العذبة) ثم أخذ الكاتب يتحدث عن تعليمه على كثير من العلماء.
كما روى الكاتب ما قاله الشيخ راشد بن خنين تلميذ الشيخ عبد العزيز عنه قال (إن سيرة الشيخ عبد العزيز تحتاج إلى سجل شامل تطرز فيه أعماله الجليلة وأياديه البيضاء وجهوده المتواصلة طيلة سنين خدمته التي تجاوزت خمسين عاما بلا انقطاع) كما قال عن الشيخ عبد العزيز تلميذه الشيخ منصور بن حمد المالك (بأن علم الشيخ الغزير في مادة الفقه وقدرته الفائقة والشيقة في تدريسها بشمولية وعمق كان لذلك أكبر الأثر فيما وصل إليه طلابه من التفوق والنجاح في حياتهم الدراسية والعلمية) كما نعاه مجموعة من الكتاب ورثاه مجموعة أخرى من الشعراء.
عمل الشيخ عبد العزيز بأعمال شرعية وتعليمية كثيرة منها:
1ـ تم تكليفه عام 1358هـ ضمن مجموعة من العلماء الذين كانوا يدرسون على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بالعمل في مكة المكرمة مدرسا وواعظا ومرشدا في الحرم المكي الشريف، ثم كلّف بالعمل في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيلا مكة المكرمة برئاسة الشيخ محمد بن مانع.
كما انتدب وهو في مكة المكرمة بالعمل مدرسا في المعهد العلمي السعودي في مكة.
2ـ تم في عام 1361هـ تكليفه عضوا في هيئة التمييز التي شكلت لتمييز الأحكام والقضايا برئاسة الشيخ محمد بن مانع مع مجموعة من علماء مكة. ثم صارت الهيئة بإشراف رئيس القضاة سماحة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ. وكان أثناء عمله في مكة المكرمة يواصل طلب العلم على علماء المسجد الحرام.
3ـ تولى بعد ذلك مجموعة من الأعمال في القضاء منها:
ـ بتاريخ: 24/2/1363هـ تولى قضاء غامد وزهران في بلدة الظفير وعمره ثلاثون سنة وبقي فيها سنة ونصف.
ـ بتاريخ: 13/7/1363هـ تولى قضاء تربة جنوب الطائف واستمر فيها أربع سنوات.
ـ بتاريخ: 1/4/1369هـ تولى القضاء في حوطة بني تميم جنوب الرياض وبقي في قضائها حتى آخر عام 1370هـ.
4ـ في عام 1371هـ عندما افتتح المعهد العلمي في الرياض بأمر من الملك عبد العزيز رحمه الله بإدارة فضيلة الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم انتدب الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد معلما فيه مع نخبة من العلماء، واستمر معلما في المعهد حتى افتتحت كلية الشريعة عام 1373هـ فتم نقله معلما فيها حتى عام 1377هـ.
5ـ في بداية عام 1377هـ تم تشكيل دار الإفتاء في المملكة برئاسة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم فتم تعيين الشيخ عبد العزيز عضوا فيها. إضافة لقيامه في التدريس في كلية الشريعة. واستمر فيها حتى عام 1379هـ.
6ـ في بداية عام 1380هـ صدر أمر الملك سعود بافتتاح الرئاسة العامة لمدارس البنات وتم تعيين الشيخ عبد العزيز أول رئيس عام لها واستمر فيه حتى: 1/5/1381هـ.
7ـ في عام 1381هـ تم تعيين الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد رئيسا لهيئة التمييز في الرياض. وكان معه من المشايخ كل من: الشيخ صالح بن غصون والشيخ محمد البواردي والشيخ محمد بن جبير والشيخ محمد بن سليم وغيرهم. واستمر يعمل فيها حتى مرض.
8ـ عندما تم افتتاح المعهد العالي للقضاء انتدب الشيخ عبد العزيز معلما فيه بالإضافة لعمله في هيئة التمييز حتى عام 1386هـ.
9ـ عندما تم تشكيل مجلس القضاء الأعلى تم تكليف الشيخ عبد العزيز عضوا فيه.
10ـ في كل المناصب والأعمال القضائية التي كان يقوم بها في المدن والمناطق التي ينتدب إليها كان يتولى بالإضافة لها أعمال الحسبة والإمامة والخطابة والوعظ والإرشاد في المسجد الجامع الكبير فيها، بالإضافة لقيامه بأعمال التدريس والتعليم في مساجدها، كذلك يقوم في منزله بالتدريس لطلبة العلم والباحثين. كما كان يقوم بتأليف الكتب النافعة.
في تاريخ: 1/1/1405هـ تم صدور قرار إحالته للتقاعد بعد أن مرض وصار لا يستطيع القيام بالعمل.
والشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد له مجموعة من الكتب المؤلفة منها ما يلي:
1ـ عدة الباحث في أحكام التوارث، وهو عبارة عن دروس كان يلقيها وأمالي كان يمليها على طلابه في المعهد العلمي في مادة الفرائض فكانت مذكرات في المادة انتفع بها طلاب الشيخ. ثم نشرها في كتاب طبع خمسة عشر طبعة. ويذكر بأنه طبع عدة طبعات بعدة لغات مثل الإنجليزية والأردية والتركية.
2ـ التنبيهات السنية في شرح العقيدة الواسطية، وهو شرح كتاب العقيدة الواسطية للشيخ ابن تيمية الذي كان يُدرّس في المعهد، وكان الشيخ عبد العزيز رحمه الله عمله بناء على طلب تلاميذه في المعهد العلمي، كما كان يدرسه لطلابه في كلية الشريعة. وكذلك طبع هذا الكتاب خمسة عشر طبعة. وهو في حدود أربعمائة صفحة.
3ـ إفادة السائل إلى أهم الفتاوى والمسائل، وهو عبارة عن حلقات مذاعة في إذاعة القرآن الكريم وأجاب فيها الشيخ على كثير من الأسئلة التي ترد للبرنامج، وقد طبع الجزء الأول منه مرتين، وبقي منه مجموعة من المواد لم تطبع.
4ـ القول الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، وهو ينتظر الطباعة قريبا.
5ـ تفسير آيات الأحكام، وهذا الكتاب قيد التحقيق ثم الطباعة.
6ـ للشيخ مجموعة من البحوث والرسائل والدراسات التي تحتاج للتحقيق والطباعة.
اشتد المرض على الشيخ عبد العزيز في آخر حياته، وتم نقله إلى المستشفى العسكري في الرياض ولم يطول بقاؤه فيه وتوفي في تمام الساعة الرابعة من عصر يوم الاثنين: 4/3/1408هـ وتمت الصلاة عليه خلف سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في المسجد الجامع الكبير في الرياض مع صلاة الظهر من يوم الثلاثاء اللاحق، ودفن في مقبرة العود. وحضر جنازته عدد كبير من أصحاب السمو الملكي الأمراء والعلماء وكذلك عدد كبير من طلابه ومحبيه. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجمعه مع الصالحين في علّيّين.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق