عبدالرحمن بن إبراهيم الخربوش.

عبد الرحمن بن إبراهيم الخربوش

1312ـ 1402هـ.

هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن دخيل بن حسن بن حسين الخربوش.

وهو من أسرة كريمة فاضلة يُذكر بأنها سكنت الرس في حدود عام 1075هـ مع غيرها من الأسر وأفرادها لهم علاقات طيبة مع الأسر الأخرى في الرس وغيرها ولهم سمعة حسنة، كما لهم ذكر في عدد من المدن في المملكة وبعض الدول العربية الأخرى. وأفراد أسرة الخربوش في الرس لهم ذكر كثير في وثائق الرس في الكتابة والشهادة.

ولد الشيخ عبدالرحمن في الرس عام 1312هـ ونشأ فيها وتربى تربية دينية حسنة وقرأ على مشايخ بلدته مبادئ القراءة وعلوم الدين. والمطوّع عبد الرحمن الخربوش يكون جدي لأمي.

والده هو إبراهيم بن دخيل الخربوش شاعر الحرب في الرس الذي كان ذو دور بطولي في حروب الرس وتوفي فيها عام 1325هـ، وأخيه محمد الكاتب المعروف في الرس كان يكتب الوثائق والعقود وكان أول وكيل للأوقاف بالرس توفي عام 1397هـ.

لم يتول الشيخ عبد الرحمن القضاء، وكان كثير العبادة مثالا للنزاهة والجد في دين الله والإخلاص في الدعوة، وكان رجلا عاقلا متعلما صاحب عبادة وخير وإحسان ومن أهل التقى والصلاح، وكان يقرأ بنفسه في أمهات الكتب، وكان على اتصال ببعض علماء الدعوة حتى نال نصيبا طيبا من العلوم الشرعية، وكان صديقا حميما للمطوّع سليمان بن ناصر السلومي ويترافقان في سفرهما للدعوة والوعظ والإرشاد وبناء المساجد ورعايتها.

وجدت بعد وفاته من مقتنياته كتابين أحدهما كتاب (الكافي) فقه الإمام المبجل أحمد بن حنبل بأجزائه الثلاثة الطبعة الأولى عام 1382هـ من منشورات المكتب الإسلامي في دمشق، طُبع على نفقة الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني وقف لله تعالى. والكتاب الآخر (مقامات الحريري) في جزأين من المكتبة التجارية الكبرى في مصر، كتب رحمه الله عليهما من الداخل عبارة (دخل في ملك عبد الرحمن بن خربوش في بلد الرس 1366). 

وكان رحمه الله من الحريصين على هداية الناس وعلى ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم، وكان شديدا عليهم قويا في كلمة الحق لا يرضى بالخطأ، وكان ذا معارف وصداقات في كل القرى المحيطة بالرس والجميع يتمنون زيارته وإقامته بينهم، وكان رحمه الله يقوم على بناء المساجد ورعايتها وترميم أبوابها وإصلاح مصاحفها، ومكث في الحسبة أكثر من ثلاثين عاما تنقل خلالها للعمل في بعض القرى مثل دخنة وعفيف وغيرها.

وكان يرافق الوجيه حمد بن منصور المالك عندما تندبه الدولة في مهمة للإصلاح أو حل بعض القضايا بين الناس ويشاركه في ذلك.

تولى بعض الأعمال في الحسبة والوعظ والإرشاد منها:

1ـ تعين بأمر الملك عبد العزيز رحمهما الله نائبا بالأمر بالمعروف في بلد الرس من عام 1343هـ حتى عام 1352هـ ورد ذلك في صك صادر من محكمة الرس بشهادة الشهود .

2ـ عينه الملك عبد العزيز رحمه الله مطوعا في دخنه عام 1356هـ في خطاب وجّهه إليه هذا نصّه ( بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى جناب الأخ المكرم عبد الرحمن بن خربوش سلمه الله تعالى.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد ذلك ورد إلينا خط من محمد البهيمة وشاهر بن سرداح وجماعتهم وطلبوا منا أن تكون معلما لصبيانهم فأنت إنشاء الله تلتزم بذلك وحنا إنشاء الله ما نقصر معك. هذا ما لزم تعريفه والسلام 24/1/1356) (48/2).

وكان رحمه الله تعيينه في زمن قاضي دخنه الشيخ سالم بن ناصر الحناكي وكان بينهما علاقات حميمة وتعاون على البر والتقوى.

3ـ تم تعيينه مطوعا في بلدة عفيف بخطاب رئيس القضاة رقم 95 وتاريخ 6/1/1364هـ بعد البحث عن طالب علم يستقيم عندهم فتم تعيينه فيها بعد الرفع للمقام السامي والموافقة عليه.وعندما كان فيها جاءه خطاب ولي العهد الأمير سعود رحمه الله بتاريخ 17/7/1366هـ هذا نصّه (بسم الله الرحمن الرحيم.. من سعود بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى المكرم عبد الرحمن بن خربوش سلمه الله تعالى.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ذلك بارك الله فيك ما يخفاك حالة عفيف وحنا ما نصبناك وعيناك في عفيف إلا واثقين بالله ثم بك في القومة التامة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومساعدة القاضي والأمير بذلك لأن هذا أمر متعين على الجميع ولا يعذر فيه أحد نرجو أن الله يوفق الجميع للخير هذا ما لزم بيانه والسلام 17/7/1366هـ (50/2).

4ـ وفي تاريخ 7/4/1373هـ تم ترشيحه لوظيفة رسمية مطوع (نائب) براتب قدره (105) ريالات عدا العلاوة وكان هو رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عفيف وكان على المرتبة التاسعة. كما تعين معه في عفيف المطوع محمد بن عبد الله الراجحي.

وفي عام 1381هـ كتب لرئاسة هيئات الأمر بالمعروف طلب إعفائه من العمل نظرا لكبر سنه وضعف بصره وعدم استطاعته القيام بعمل الوظيفة فصدر برقم (414) وتاريخ 10/11/1381هـ وهو على المرتبة التاسعة قرار الرئيس العام للهيئات الدينية بطي قيده من العمل اعتبارا من:30/10/1381هـ.

ثم ترك بعدها عفيف وعاد إلى بلدته الرس ولكنه لم يترك أعمال الخير فأخذ يتردد على القرى والهجر القريبة من الرس داعيا وواعظا ومرشدا ويساعد في عمارة المساجد وإصلاح المصاحف فجزاه الله خير الجزاء. 

كتب الشيخ عبد الرحمن بن خربوش وصيته عام 1389هـ بإملائه وبخط  أخيه الكاتب محمد بن إبراهيم الخربوش هذا نصّها (حضر عندي الأخ عبد الرحمن ابن إبراهيم الخربوش وهو في صحة من عقله وبدنه وتصرفاته وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبده ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ثم بعد ذلك أوصى في ثلث مخلفاته بعد مماته يصرف في أعمال البر على قريب محتاج في ضحايا وعشيات والثواب له ولوالديه إبراهيم ولولوة وأخيه محمد البراهيم والوكيل على الثلث ابنه عبد الله بن عبد الرحمن وإن احتاج الحسو الذي في القوعي شيء يصرف عليه منه والثواب للجميع وأوصيكم يا أولادي لا تدخلون في بيوتكم شيء من آلات الملاهي لا راديو ولا تلفزيون ولا غيره هكذا أوصى عبد الرحمن شهد على ذلك ناصر الصالح القريان ومحمد الهندي الدبيان العماري وشهد به كاتبه محمد البراهيم الخربوش وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبة حرر 12 رمضان 1389) (47/2).

وكان الشيخ عبد الرحمن له تقدير لدى من يعرفه من الناس ويثنون عليه وعلى دينه وأمانته، كما كان أمير الرس عساف الحسين عندما أرسله الملك عبد العزيز أميرا على الجوف يبعث خطابات للشيخ محمد بن إبراهيم الخربوش ويذكر عبد الرحمن في خطاباته ويطلب منه إبلاغه السلام ضمن جماعة الرس.

له شهادة على فسخ شركة أولاد سعد القرقيسي عبد الله وعبد الرحمن وتصالحا على توزيع ما لديهم منها 4 محرم 1352 بخط أخيه محمد بن إبراهيم الخربوش.

كما اشترى بالوكالة عن أولاد إبراهيم بن محمد بن طاسان بيت محمد بن سعيلي في بلد الرس بثمن قدره مائتا ريال فرانسه مع بقاء الصبرة فيه بإملاء الشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد وخط أخيه محمد بن إبراهيم الخربوش في رمضان 1350هـ. 

توفي الشيخ عبد الرحمن الخربوش بتاريخ 12/7/1402هـ في الرس وصلى عليه جمع كبير من محبيه وأصحابه غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.

كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.