الجمعة، 18 سبتمبر 2015

الهجوم الثالث لإبراهيم باشا وجنوده على الرس عام 1232هـ

الهجوم الثالث لإبراهيم باشا وجنوده على الرس عام 1232هـ
في كتاب (حملة إبراهيم باشا على الدرعية وسقوطها 1232ـ1233هـ) تأليف فاطمة بنت حسين القحطاني/ مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز/ عام 1431هـ.
ـ في (ص 134) تقول الكاتبة تحت عنوان (الهجوم الثالث على الرس) (عمل إبراهيم باشا على ترتيب هجوم جديد على الرس, وقد ذكر إبراهيم باشا في تقرير لوالده أن هذا الزحف كان برغبة عساكره. وقد تمكن (25) جنديا من الدخول إلى القلعة, ولكن المدافعين استطاعوا أن يقضوا عليهم, ولم يستطع أي جندي آخر أن يتقدم إلى قلعة الرس نتيجة فتح السعوديين النار عليهم برصاص البنادق من فوق الأسوار).
أقول: هذا هو الهجوم الثالث الذي نفذه إبراهيم باشا وجنوده على بلدة الرس ولكن أبطال الحزم تصدوا له من فوق الأسوار وقتلوا ببنادقهم كل المهاجمين الذين تسللوا إلى الداخل وعددهم (25) جنديا, وصدوا ببنادقهم كل جندي حاول بعدها التقدم حول سور البلدة. وهذا زاد الأثر النفسي وأحبط معنويات إبراهيم باشا وجنوده. وأحسوا بثقل المهمة ورأوا بأعينهم عجزهم عن فتح البلدة والقضاء على رجالها وتأسفوا على دخولهم في حرب لا يعرفون منتهاها. فكانت قوة البنادق البسيطة غلبت قوة المدافع العملاقة.
ـ ثم أكملت المؤلفة تقول (وقد حاول إبراهيم باشا التقدم بنفسه في أثناء هذا الهجوم, ولكن قادته وخازنداره منعوه من ذلك. فاضطر إلى السماح لجميع القادة الموجودين لديه بالتقدم. ولكن لم ينتج من ذلك فائدة تذكر. إذ مازال إطلاق النار على أشده فاضطروا إلى الارتداد وإخفاق هجومهم. وقد كانت خسائر الجيش المصري في هذا الهجوم كبيرة إذ وصل عدد القتلى إلى (500) جندي. كما جرح عدد من القادة منهم خازندار إبراهيم باشا والحاج علي طه وإسماعيل آغا وجولاق آغا وحسين آغا الدرملي كما جرح خمس من القادة الصغار) أ.هـ.
أقول: وهذا الهجوم الثالث الذي قام به جنود الباشا, بل إن الباشا زجّ بقادته كبيرهم وصغيرهم وجنوده في هذا الهجوم ولكنهم باءوا بالفشل الذريع كما حصل لهم في الهجومين الأول والثاني بسبب توفيق الله وحنكة أهل الرس وشجاعتهم, بل إنه قتل من جنود الباشا (500) جندي, وهذا لا شك يعتبر ضربة قاسية لإبراهيم باشا وفشل ذريع لعساكره المدججين بالسلاح المنوّع, كما جرح خمسة من كبار قادة الباشا وخمسة من القادة الصغار بعد أن أخفقوا في هجومهم وفشلوا في اقتحام بلدة الرس الحصينة.  ولعل لهذا الإخفاق أسباب كثيرة منها:
1ـ المقاومة العنيفة غير المتوقعة التي واجهتها قوات الحملة من الحامية العسكرية السعودية الموجودة في الرس. إضافة إلى تعاون الأهالي في صد هذه الهجمات. فقد ذكر مانجان أن النساء والشيوخ كانوا يحرضون المدافعين من وراء الأسوار على الثبات والاستماتة, ويعاونون الجرحى ويداوونهم. وكانوا يضيئون ميدان القتال في الليل بإشعال سعف النخل الجاف المطلي بالصبغ لتيسير عمل المحاربين في القلعة.
2ـ قوة تحصين الرس, فعلى الرغم من إطلاق كثير من القنابل على أسوار الرس إلا أن هذا القصف لم يحدث أضرارا كبيرة في تحصينات البلدة, نتيجة لقوة بنائها وإتقانه. وقد أشارت الوثائق العثمانية إلى صعوبة اختراق قلعة الرس حيث ذكرت أن هذه القلعة قد بنيت من أحجار صغيرة مخلوطة بالطين, وكانت جدران أسوارها على ثلاث طبقات, ولا يمكن هدم أي طبقة ما لم يطلق عليها عدد كبير من القنابل. كما أن أي أضرار تقع في أسوار القلعة من جراء القصف يصلحها بشكل سريع أهالي الرس, الذين كانوا حريصين أيضا على إبطال مفعول أي ألغام تزرع حول قلعتهم بأسرع ما يمكن.
3ـ تجوّل قوات سعودية في مناطق قريبة من الرس جعل القوات المصرية تفقد تركيزها, وتشتت قواها بين محاصرة الرس ومحاربة تلك القوات.
4ـ تمكّن سريتين سعوديتين تحملان كميات كبيرة من اختراق الحصار والدخول بسلام إلى الرس, فخفف هذا من حدة الحصار وساعد على المقاومة أكثر.
5ـ عدم التخطيط الجيد للهجمات التي قام بها الجيش المصري, ففي الهجوم الأول لم يكن المهاجمون على استعداد جيد لاختراق أسوار البلدة. حيث تم الهجوم دون إحداث ثقب في الأسوار, أو توفير وسائل لتسلقها, أو عمل حفرة عميقة قريبة منها للدخول إلى قلعتها. وعندما حاول تفادي ذلك في الهجوم الثاني كانت أخطاء المهندسين المصاحبين للحملة في بناء المتاريس كارثة حقيقية على الجيش المصري كما رأينا سابقا. أما الهجوم الثالث فيبدو أن جنود إبراهيم باشا كانوا يهاجمون دون تغطية من قوات المدفعية. وهذا جعلهم مكشوفين لرصاص قوات الحامية السعودية التي لم تسمح لهم بالتقدم وكان مصير من استطاع التقدم منهم الهلاك.
6ـ سوء الأحوال المناخية التي تعرض لها الجيش المصري المحاصر للرس كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات, فأدى هذا إلى تأزم موقف إبراهيم باشا في حصار الرس وطول مدة الحصار.
7ـ تأخر وصول الإمدادات لقوات إبراهيم باشا, نتيجة لفتنة حصلت بين قائد المشاة في ينبع باشو الأرناؤوط ومحافظ ينبع سليم آغا حيث قتل باشو محافظ ينبع وأحرق المؤن والذخائر الموجودة في مستودع ينبع, ولكن إبراهيم باشا حاول بعد ذلك تلافي الوضع, وطلب إمدادات من محافظ مكة حسن باشا إلى أن تأتيه إمدادات جديدة من مصر. فأرسل إليه محافظ مكة (400) جندي بقيادة رشوان آغا.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.      

الهجوم الثاني لإبراهيم باشا وجنوده على الرس عام 1232هـ

الهجوم الثاني لإبراهيم باشا وجنوده على الرس عام 1232هـ
في كتاب (حملة إبراهيم باشا على الدرعية وسقوطها 1232ـ1233هـ) تأليف فاطمة بنت حسين القحطاني/ مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز/ عام 1431هـ.
ـ تقول المؤلفة (ص 132) بعد هذا الإخفاق ـ في الهجوم الأول على الرس ـ أخذ إبراهيم باشا يعزز حصاره للرس ويقيم عددا من المتاريس مستمرا في ضرب أسوارها. وعلى الرغم من الخسائر التي تعرض جيشه لها سواء من الجرحى أو ممن يمرضون ويموتون نتيجة سوء الأحوال الصحية والمناخية. فإن ذلك لم يفت من عزم إبراهيم باشا الذي طلب إمدادات جديدة من والده لمواصلة الهجمات. فأرسل إليه والده ما يقارب ألفي قذيفة. كما طلب إرسال عدد من الجنود المشاة حيث كان يحتاج إلى هذه الفئة من الجنود حتى يقتحم بهم القلعة, فأرسل له والده عدد كبيرا منهم تحت قيادة كور سليمان آغا وسليمان الحاج علي آغا, كما طلب إبراهيم باشا من والده أن يمده بفرقة خاصة من الخبراء المختصين بزراعة الألغام نتيجة ما رآه من مناعة أسوار قلاع الرس) أ هـ.
تقول المؤلفة (وعلى الرغم من الخسائر التي تعرض جيشه لها سواء من الجرحى أو ممن يمرضون ويموتون نتيجة سوء الأحوال الصحية والمناخية. فإن ذلك لم يفت من عزم إبراهيم باشا الذي طلب إمدادات جديدة من والده لمواصلة الهجمات).
وأقول: إن الخسائر التي تكبدها إبراهيم باشا أمام قلعة الرس كثيرة لا تحصى, كما أن النكبات التي حصلت له متعددة منها: الحالة النفسية للجنود بسبب قوة أهل الرس وسرعة تصديهم لأي هجوم. وطول مدة الحصار التي لم تثمر أي نتيجة تذكر, ومنها نقص الجنود والقذائف وتأخر المدد من والده. والمفاجآت التي يقوم بها أهل بلدة الرس لصد الهجوم وقلب النتيجة لصالحهم. كذلك لا ننس الأحوال الجوية والمناخية المتقلبة منها شدة الحر الذي لم يتعود عليه الجنود وكثرة هبوب العواصف الرملية التي تعيق تقدم العمليات الحربية أمام قلعة الرس. وكثرة الموتى من جنود الباشا بسبب الأمراض, كل هذه الأمور أصابت الجنود بالإحباط والخمول والكسل. كذلك قوة أهل الرس وصبرهم من أجل الدفاع عن بلدتهم. كل هذا كان سببا لإبطال كل هجوم وكل عملية عسكرية يقوم بها جنود الباشا فأصابتهم الهزيمة النفسية.    
تقول المؤلفة (كما طلب إبراهيم باشا من والده أن يمده بفرقة خاصة من الخبراء المختصين بزراعة الألغام نتيجة ما رآه من مناعة أسوار قلاع الرس).
وأقول: في كل الأحوال يبدو بأن إبراهيم باشا لم يعد واثقا من كفاءة ما معه من الجنود والعتاد والمدافع والقذائف فأخذ يكرر الطلب من والده بأن يمده بكل شيء يكون فيه العون له لإنهاء حصار بلدة الرس والاستيلاء عليها والخروج منها سالما.  
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.      

الهجوم الأول لإبراهيم باشا وجنوده على الرس عام 1232هـ

الهجوم الأول لإبراهيم باشا وجنوده على الرس عام 1232هـ
في كتاب (حملة إبراهيم باشا على الدرعية وسقوطها 1232ـ1233هـ) تأليف فاطمة بنت حسين القحطاني/ مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز/ عام 1431هـ.

ـ تحدثت المؤلفة في كتابها تحت عنوان (الهجوم الأول على الرس ص 130) فقالت (في اليوم السادس لحصار الرس أمر إبراهيم باشا عساكره بالهجوم على قلعتها في الساعة الثانية ليلا, وكانت الإشارة المتفق عليها المشاة هي طلقة من المدفع, وما إن أطلقت هذه الإشارة حتى تحركت قوات المشاة, في حين كانت بعض القوات تستكشف المناطق المجاورة حرصا على ألا تفاجأ القوات المصرية بأي تدخل سعودي. وكان أوزون علي مع عساكره من المغاربة مكلفين بهجوم وهمي على موقع معين ليصرفوا أنظار الحامية السعودية إليه, في حين تتحرك قوات المشاة نحو الهدف المنشود حيث استولت على أحد الأبراج. ويبدو أن الحامية السعودية قد استرشدت بدوي المدافع لتعرف مكان الهجوم. فوقف العساكر على الأسوار يدافعون عن بلدتهم أربع ساعات, مستخدمين رماحهم وبنادقهم ومدفعين كانا معهم. وتذكر الوثائق العثمانية أن الحامية السعودية استطاعت إخراج العساكر المصريين الذين استولوا على البرج بعد أن وضعت جريد النخل تحت هذا البرج فأحرقوها فلم يتحمل من فيه دخان هذه النيران, فرموا بأنفسهم إلى الخندق الموجود في الخارج وقد كان عددهم (150) جنديا استطاعوا العودة إلى متاريسهم ناجين بأنفسهم من نيران الحامية السعودية. وقد بلغت الخسائر المصرية في هذا الهجوم ـ كما تشير الوثائق العثمانية ـ نحو أربعين قتيلا وستين جريحا.
وقالت المؤلفة (فوقف العساكر على الأسوار يدافعون عن بلدتهم أربع ساعات, مستخدمين رماحهم وبنادقهم ومدفعين كانا معهم. وتذكر الوثائق العثمانية أن الحامية السعودية استطاعت إخراج العساكر المصريين الذين استولوا على البرج بعد أن وضعت جريد النخل تحت هذا البرج فأحرقوها فلم يتحمل من فيه دخان هذه النيران).
وأقول: إن أهل الرس كانوا منتبهين ومتيقظين لكل مفاجأة قد يقوم بها أفراد الجيش المصري, منها أنهم حفروا خندقا بجوار السور من الخارج من أجل أن يمنعوا المتسلقين والمتسللين إلى البلدة. وهذا لا شك بأنه يعيق تحرك أفراد الجيش للدخول إلى البلدة. كما أن أهل الرس كانوا متيقظين لكل هجوم يقوم به الجيش المعادي ويجهزون أنفسهم للتصدي بسرعة ورمي الجنود بالبنادق, الأمر الذي حيّر الباشا وجنوده إذ كيف يتمكن المحاصرون بالدفاع عن أنفسهم وبلدتهم وصد أي هجوم عليهم بالبنادق والمصريين يملكون المدافع العملاقة والقذائف الحارقة ولكنها لا تشكل شيئا أمام شجاعة أهل البلدة. كما أن أهل الرس كانوا يضعون جريد النخل أسفل الأبراج وعندما يحاول جنود الباشا التسلق للدخول إلى البلدة يحرقونهم بالنار.
ـ ثم استمرت المؤلفة تصف الحرب في الرس: وقد أورد سادلير رواية أخرى لهذا الهجوم. فذكر أن إبراهيم باشا أمر بصنع حزم من عيدان طويلة لفروع أشجار النخيل. وملأ عددا من الأكياس بالقش, ثم انتقى ست مئة من المشاة من أجل الهجوم. رمى هؤلاء الرجال بأنفسهم في الخندق, ولكنهم لم يستطيعوا أن يصعدوا إذ تبين أن حزم الفروع والأكياس لم تكن كافية, وهنا فتحت الحامية السعودية النيران على هؤلاء الجنود من فوق الأسوار, وهذا جعل جنود الحملة يحاولون الانسحاب إلى الخلف, ولكن الباشا وبمعاونة مماليكه أخذ يرمي بالرصاص كل جندي يحاول الانسحاب. وكانت النتيجة خسائر فادحة في هؤلاء الجنود المشاة بل إن إبراهيم باشا أصدر أمرا بحرمانهم من الدفن نتيجة غضب من هذه الهزيمة.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.      

الخميس، 17 سبتمبر 2015

حرب إبراهيم باشا مع أهل الرس. رواية ضاري الرشيد.

حرب إبراهيم باشا مع أهل الرس. في رواية ضاري الرشيد.
الكتاب (نبذة تاريخية عن نجد) أملاها ضاري بن فهد الرشيد. كتبها وديع البستاني. حققها د عبدالله بن صالح العثيمين. مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز. 1419هـ.
ـ قال (ص 32) (وصل إبراهيم باشا بحملته العسكرية إلى القصيم, وبدأ يحاصر بلدة الرس. التي كانت محصنة تحصينا جيدا, فصمدت أمامه صمودا عظيما دام أكثر من ثلاثة شهور ونصف. وانتهى بصلح بين الطرفين. وكان الإمام عبدالله بن سعود قد اتخذ من عنيزة مركزا له, فانسحب بعد ذلك الصلح إلى الدرعية, التي كانت الهدف الأكبر للحملة, ليزيد من تقوية تحصينها, وكان ذلك الانسحاب من الأسباب التي ساعدت إبراهيم باشا على إدخال عنيزة ثم بريدة في طاعته بعد مقاومة غير طويلة).
أقول: وهذه شهادة بأن بلدة الرس كانت محصنة تحصينا قويا بالسور المنيع الذي يتكون من ثلاث طبقات: الجدار الخارجي وهو طويل يمنع العدو من محاولة الدخول بسبب ارتفاعه, ثم الجدار الداخلي وهو أقصر من الخارجي بحيث يمشي عليه الرقيبة الذي يراقب العدو وهو لا يّرى, وبينهما مساحة مملوءة بالرمل الناعم بحيث لو نفذت القذيفة من الجدار الخارجي فهي تستقر في الرمل ولا تنفذ إلى الجدار الداخلي. وكان في السور مجموعة من الأبواب والمقاصير المنيعة العالية. وأهل الرس يتميزون بالشجاعة والبطولة التي جعلتهم يُعجزون إبراهيم باشا عن احتلال بلدتهم وتحدوه حتى ملّ من طول الحصار وفكّر في عدم الفائدة من الاستمرار في حرب لا يعرف منتهاها. بعدها طلب منهم الصلح أو أنه وافق على الصلح معهم.   
تعليق المحقق د عبدالله العثيمين في هامش (ص 64):
(حاصر إبراهيم باشا الرس المحصّنة تحصينا جيدا حوالي ثلاثة شهور ونصف. وقد أبدى أهلها صمودا نادرا, وألحقوا بقواته خسائر, وكان الإمام عبدالله قد اتخذ من عنيزة مقرا له, فطلب أهل الرس منه مناجزة إبراهيم أو السماح لهم بالصلح معه فأذن لهم بذلك. واصطلحوا على أن يرفع الحصار عن البلدة, وألا يدخلها جنوده, وأن تخرج الحامية التابعة للإمام عبدالله منها بأسلحتها, وأن يقف أهلها على الحياد حتى يتقرر مصير عنيزة. فإن خضعت له انضموا إليه وإلاّ وقفوا ضده. وقد انسحب الإمام من عنيزة إلى الدرعية, ثم دخلت عنيزة فبريدة تحت حكم إبراهيم. وبذلك أصبح إقليم القصيم خاضعا له).  
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

دور البادية في الحرب بين إبراهيم باشا وأهل الرس عام 1232هـ

دور البادية في الحرب بين إبراهيم باشا وأهل الرس عام 1232هـ
في كتاب (المقامات) الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب. دراسة وتحقيق عبدالله بن محمد المطوع. مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز. 1426هـ.
قال المؤلف (ص126) متحدثا عن قدوم إبراهيم باشا إلى نجد:
(وبعدها جسر إبراهيم باشا على القدوم, فنزل القصيم وحربهم قدر شهرين, وأيدهم الله بالنصر لما كانوا مستقيمين صابرين, وعزم على الرجوع عنهم لكن قوّى عزمه فيصل الدويش وطمعه وخوفه, وبعد هذا صالحوه أهل الرس, وعبدالله بمن معه على عنيزة وأقفى لبلده).
أقول: المؤلف يتحدث باختصار شديد عن حرب إبراهيم باشا لأهل الرس وحصاره بلدتهم عام 1232هـ. وذكر بأن الحصار قدر شهرين. والصحيح أن مدة الحصار ثلاثة شهور وسبعة عشر يوما. من الخامس والعشرين من شعبان حتى الثاني عشر من ذي الحجة.
كما ذكر بأن فيصل الدويش قوى عزمه وطمعه وخوفه. وأقول: إن فيصل الدويش هو الذي شجّع إبراهيم باشا على التوغّل في وسط نجد وشجعه على احتلال الرس أوهمه بأنها هي مفتاح الدرعية. على أمل أن يجعله إبراهيم باشا أميرا على الدرعية بعد القضاء على حكام نجد. ولكن ذلك لم يتحقق للدويش وخاب ظنّه في الحصول على الحكم.
كما لا ننس أن شيخ حرب غانم بن مضيّان وقومه انضموا لجيش إبراهيم باشا عند قدومه إلى نجد, حيث خرجوا معه من المدينة المنورة وما حولها, حتى وصلوا معه إلى الرس وصاروا عونا له على حرب أهل الرس. حيث كانوا يراقبون الجهة الشمالية والشرقية من البلدة ليمنعوا المدد لأهل الرس. ولهذا فإن انضمام فيصل الدويش وجنوده وغانم بن مضيّان وجنوده إلى إبراهيم باشا قوّى من عزمه ودفعه إلى أن يضحي بكل ما معه من جنود وأسلحة وعتاد في حصار الرس من أجل أن يؤمّن طريق العودة إلى المدينة بعد القضاء على حكام نجد.