الهجوم الأول لإبراهيم باشا وجنوده على الرس عام 1232هـ
في كتاب (حملة إبراهيم باشا على الدرعية وسقوطها 1232ـ1233هـ) تأليف فاطمة بنت حسين القحطاني/ مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز/ عام 1431هـ.
ـ تحدثت المؤلفة في كتابها تحت عنوان (الهجوم الأول على الرس ص 130) فقالت (في اليوم السادس لحصار الرس أمر إبراهيم باشا عساكره بالهجوم على قلعتها في الساعة الثانية ليلا, وكانت الإشارة المتفق عليها المشاة هي طلقة من المدفع, وما إن أطلقت هذه الإشارة حتى تحركت قوات المشاة, في حين كانت بعض القوات تستكشف المناطق المجاورة حرصا على ألا تفاجأ القوات المصرية بأي تدخل سعودي. وكان أوزون علي مع عساكره من المغاربة مكلفين بهجوم وهمي على موقع معين ليصرفوا أنظار الحامية السعودية إليه, في حين تتحرك قوات المشاة نحو الهدف المنشود حيث استولت على أحد الأبراج. ويبدو أن الحامية السعودية قد استرشدت بدوي المدافع لتعرف مكان الهجوم. فوقف العساكر على الأسوار يدافعون عن بلدتهم أربع ساعات, مستخدمين رماحهم وبنادقهم ومدفعين كانا معهم. وتذكر الوثائق العثمانية أن الحامية السعودية استطاعت إخراج العساكر المصريين الذين استولوا على البرج بعد أن وضعت جريد النخل تحت هذا البرج فأحرقوها فلم يتحمل من فيه دخان هذه النيران, فرموا بأنفسهم إلى الخندق الموجود في الخارج وقد كان عددهم (150) جنديا استطاعوا العودة إلى متاريسهم ناجين بأنفسهم من نيران الحامية السعودية. وقد بلغت الخسائر المصرية في هذا الهجوم ـ كما تشير الوثائق العثمانية ـ نحو أربعين قتيلا وستين جريحا.
وقالت المؤلفة (فوقف العساكر على الأسوار يدافعون عن بلدتهم أربع ساعات, مستخدمين رماحهم وبنادقهم ومدفعين كانا معهم. وتذكر الوثائق العثمانية أن الحامية السعودية استطاعت إخراج العساكر المصريين الذين استولوا على البرج بعد أن وضعت جريد النخل تحت هذا البرج فأحرقوها فلم يتحمل من فيه دخان هذه النيران).
وأقول: إن أهل الرس كانوا منتبهين ومتيقظين لكل مفاجأة قد يقوم بها أفراد الجيش المصري, منها أنهم حفروا خندقا بجوار السور من الخارج من أجل أن يمنعوا المتسلقين والمتسللين إلى البلدة. وهذا لا شك بأنه يعيق تحرك أفراد الجيش للدخول إلى البلدة. كما أن أهل الرس كانوا متيقظين لكل هجوم يقوم به الجيش المعادي ويجهزون أنفسهم للتصدي بسرعة ورمي الجنود بالبنادق, الأمر الذي حيّر الباشا وجنوده إذ كيف يتمكن المحاصرون بالدفاع عن أنفسهم وبلدتهم وصد أي هجوم عليهم بالبنادق والمصريين يملكون المدافع العملاقة والقذائف الحارقة ولكنها لا تشكل شيئا أمام شجاعة أهل البلدة. كما أن أهل الرس كانوا يضعون جريد النخل أسفل الأبراج وعندما يحاول جنود الباشا التسلق للدخول إلى البلدة يحرقونهم بالنار.
ـ ثم استمرت المؤلفة تصف الحرب في الرس: وقد أورد سادلير رواية أخرى لهذا الهجوم. فذكر أن إبراهيم باشا أمر بصنع حزم من عيدان طويلة لفروع أشجار النخيل. وملأ عددا من الأكياس بالقش, ثم انتقى ست مئة من المشاة من أجل الهجوم. رمى هؤلاء الرجال بأنفسهم في الخندق, ولكنهم لم يستطيعوا أن يصعدوا إذ تبين أن حزم الفروع والأكياس لم تكن كافية, وهنا فتحت الحامية السعودية النيران على هؤلاء الجنود من فوق الأسوار, وهذا جعل جنود الحملة يحاولون الانسحاب إلى الخلف, ولكن الباشا وبمعاونة مماليكه أخذ يرمي بالرصاص كل جندي يحاول الانسحاب. وكانت النتيجة خسائر فادحة في هؤلاء الجنود المشاة بل إن إبراهيم باشا أصدر أمرا بحرمانهم من الدفن نتيجة غضب من هذه الهزيمة.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق