دور البادية في الحرب بين إبراهيم باشا وأهل الرس عام 1232هـ
في كتاب (المقامات) الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب. دراسة وتحقيق عبدالله بن محمد المطوع. مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز. 1426هـ.
قال المؤلف (ص126) متحدثا عن قدوم إبراهيم باشا إلى نجد:
(وبعدها جسر إبراهيم باشا على القدوم, فنزل القصيم وحربهم قدر شهرين, وأيدهم الله بالنصر لما كانوا مستقيمين صابرين, وعزم على الرجوع عنهم لكن قوّى عزمه فيصل الدويش وطمعه وخوفه, وبعد هذا صالحوه أهل الرس, وعبدالله بمن معه على عنيزة وأقفى لبلده).
أقول: المؤلف يتحدث باختصار شديد عن حرب إبراهيم باشا لأهل الرس وحصاره بلدتهم عام 1232هـ. وذكر بأن الحصار قدر شهرين. والصحيح أن مدة الحصار ثلاثة شهور وسبعة عشر يوما. من الخامس والعشرين من شعبان حتى الثاني عشر من ذي الحجة.
كما ذكر بأن فيصل الدويش قوى عزمه وطمعه وخوفه. وأقول: إن فيصل الدويش هو الذي شجّع إبراهيم باشا على التوغّل في وسط نجد وشجعه على احتلال الرس أوهمه بأنها هي مفتاح الدرعية. على أمل أن يجعله إبراهيم باشا أميرا على الدرعية بعد القضاء على حكام نجد. ولكن ذلك لم يتحقق للدويش وخاب ظنّه في الحصول على الحكم.
كما لا ننس أن شيخ حرب غانم بن مضيّان وقومه انضموا لجيش إبراهيم باشا عند قدومه إلى نجد, حيث خرجوا معه من المدينة المنورة وما حولها, حتى وصلوا معه إلى الرس وصاروا عونا له على حرب أهل الرس. حيث كانوا يراقبون الجهة الشمالية والشرقية من البلدة ليمنعوا المدد لأهل الرس. ولهذا فإن انضمام فيصل الدويش وجنوده وغانم بن مضيّان وجنوده إلى إبراهيم باشا قوّى من عزمه ودفعه إلى أن يضحي بكل ما معه من جنود وأسلحة وعتاد في حصار الرس من أجل أن يؤمّن طريق العودة إلى المدينة بعد القضاء على حكام نجد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق