حرب إبراهيم باشا مع أهل الرس. في رواية ضاري الرشيد.
الكتاب (نبذة تاريخية عن نجد) أملاها ضاري بن فهد الرشيد. كتبها وديع البستاني. حققها د عبدالله بن صالح العثيمين. مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز. 1419هـ.
ـ قال (ص 32) (وصل إبراهيم باشا بحملته العسكرية إلى القصيم, وبدأ يحاصر بلدة الرس. التي كانت محصنة تحصينا جيدا, فصمدت أمامه صمودا عظيما دام أكثر من ثلاثة شهور ونصف. وانتهى بصلح بين الطرفين. وكان الإمام عبدالله بن سعود قد اتخذ من عنيزة مركزا له, فانسحب بعد ذلك الصلح إلى الدرعية, التي كانت الهدف الأكبر للحملة, ليزيد من تقوية تحصينها, وكان ذلك الانسحاب من الأسباب التي ساعدت إبراهيم باشا على إدخال عنيزة ثم بريدة في طاعته بعد مقاومة غير طويلة).
أقول: وهذه شهادة بأن بلدة الرس كانت محصنة تحصينا قويا بالسور المنيع الذي يتكون من ثلاث طبقات: الجدار الخارجي وهو طويل يمنع العدو من محاولة الدخول بسبب ارتفاعه, ثم الجدار الداخلي وهو أقصر من الخارجي بحيث يمشي عليه الرقيبة الذي يراقب العدو وهو لا يّرى, وبينهما مساحة مملوءة بالرمل الناعم بحيث لو نفذت القذيفة من الجدار الخارجي فهي تستقر في الرمل ولا تنفذ إلى الجدار الداخلي. وكان في السور مجموعة من الأبواب والمقاصير المنيعة العالية. وأهل الرس يتميزون بالشجاعة والبطولة التي جعلتهم يُعجزون إبراهيم باشا عن احتلال بلدتهم وتحدوه حتى ملّ من طول الحصار وفكّر في عدم الفائدة من الاستمرار في حرب لا يعرف منتهاها. بعدها طلب منهم الصلح أو أنه وافق على الصلح معهم.
تعليق المحقق د عبدالله العثيمين في هامش (ص 64):
(حاصر إبراهيم باشا الرس المحصّنة تحصينا جيدا حوالي ثلاثة شهور ونصف. وقد أبدى أهلها صمودا نادرا, وألحقوا بقواته خسائر, وكان الإمام عبدالله قد اتخذ من عنيزة مقرا له, فطلب أهل الرس منه مناجزة إبراهيم أو السماح لهم بالصلح معه فأذن لهم بذلك. واصطلحوا على أن يرفع الحصار عن البلدة, وألا يدخلها جنوده, وأن تخرج الحامية التابعة للإمام عبدالله منها بأسلحتها, وأن يقف أهلها على الحياد حتى يتقرر مصير عنيزة. فإن خضعت له انضموا إليه وإلاّ وقفوا ضده. وقد انسحب الإمام من عنيزة إلى الدرعية, ثم دخلت عنيزة فبريدة تحت حكم إبراهيم. وبذلك أصبح إقليم القصيم خاضعا له).
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق