الأحد، 30 أكتوبر 2016

ناصر بن صالح القريان

ناصر بن صالح القريان
0000 هـ ـ 1392 هـ
      هو ناصر بن صالح بن محمد بن عبد الله بن سالم القريان.
      وأسرة القريان من الزهير من بني صخر، ويجتمعون فيها مع كل من: الضويّان والصويّان والعمير والحربش والدغيّم والقعود والمحيّا والعبودي والبغيليل والعميري والروضان والشّنان والدويش.
ومن أسرة القريان الكاتب المشهور محمد بن عبد الله القريان الذي كتب مجموعة كبيرة من وثائق الرس وقد أفردنا له ترجمة مع الوثائق.
سكن الرس مجموعة أسرة القريان منهم الكاتب المشهور محمد بن عبد الله القريان الذي كتب مجموعة كبيرة من وثائق الرس وقد أفردنا له ترجمة مع الوثائق. وناصر المترجم له. وكان له دكان يبيع فيه يقع أسفل مرقب الرس الواقع في المسجد الداخلي، على الجدار الجنوبي  للمسجد في السوق التجاري. وله ثلاثة أبناء ومجموعة من البنات، منهم: صالح كان من قدماء المعلمين في المدرسة السعودية في الرس، وتوفي رحمه الله. وكذلك له: محمد وعبد الله كانا من منسوبي التعليم في الرس وتقاعدا عن العمل متفرغين أعمالهما الخاصة.  
عاش ناصر بن صالح في وقت قاضي الرس الشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد منذ عام 1364هـ ومن جاء بعده.
وعاصر من المواطنين كل من: الكاتب حمد بن سليمان الرميح والكاتب محمد ابن إبراهيم الخربوش وعبيد بن محمد الغفيلي ومنيع بن خليفة الخليوي وعبد الله ابن منصور المالك والوجيه حمد بن منصور المالك والشاعر محمد بن سليمان الخربوش وعبدالرحمن بن إبراهيم الخربوش وعبد الله بن ناصر القبلان وعبد العزيز بن راشد الغفيلي وحمد الدعيجي وعلي بن عبد الله الخميس وغيرهم.
كان ناصر القريان يكتب الوثائق في الرس وكان يبدأ كتابته بقوله (بسم الله) ويختمها بقوله (والله خير شاهد) ويحررها باليوم والشهر والسنة. لكن خطه ضعيف ولا يكاد يُقرأ.
 ومما كتب من الوثائق ما يلي:
ـ شهد على وصية هيا بنت محمد الخربوش بثلث ما خلفت في أعمال البر بعد موتها ومنه صدقة في ليالي جمع رمضان وأضحية والوكيل على تنفيذ الوصية زوجها محمد بن إبراهيم الخربوش بخط سليمان بن حمد الرميح سنة 1342هـ (27/2).
ـ كتب وثيقة شراء عبد الله بن منصور بن مالك من جربوع بن سحلي الشيباني بكرة ملحا جذعة بقيمة سبعين ريال فرانسي بشهادة عبيد بن محمد الغفيلي في:7 جمادى الأولى 1359هـ (136/3).
ـ وكتب كذلك وثيقة شراء عبد الله بن منصور بن مالك بكرة ملحا من إبراهيم  المنصور بن ضلعان ومن معه والقيمة ستين ريال ونصف بشهادة منيع الخليفة الخليوي في: 8 جمادى الأولى 1359هـ (136/3).
توفي في الرس. في يوم: 1 رمضان 1392هـ. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه جنات النعيم.

  كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

ناصر بن سالم الضويان

ناصر بن سالم الضويان
1328 هـ ـ 1358 هـ
      هو ناصر بن سالم بن محمد بن سالم الضويان.
والضويان من آل زهير، وهم بطن كبير من قبيلة بني صخر، وهي قبيلة من شعب جذام بن عمرو بن مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن إدريس بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وبنو صخر كانوا يسكنون شمال المدينة المنورة قرب العلا والحجر ثم نزحوا إلى البلقان وأطراف الشام، أما بطن آل زهير فبعضهم في بادية الشام، وبعضهم في محافظة الدهقلية في مصر، أما أسرة المترجم له فقد نزحت إلى نجد واستقرت بها.
ولد المعلم والكاتب ناصر بن سالم في الرس تقريبا عام 1328هـ ونشأ بها وأخذ عن علمائها في وقته، ولاشك بأنه أدرك أخاه الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان وتعلم على يديه. 
كما كان يقوم بتدريس التلاميذ في مدرسة الكتاتيب الواقعة شرق السوق التجاري في الرس منذ عام 1350هـ حتى توفي. ومن تلاميذه في تلك المدرسة: محمد بن عبد الله المالك، وإبراهيم بن عبد الله المالك، ومنصور بن عبد الله المالك، وصالح بن حمد المالك، وعبد الله بن دخيل المالك، ومحمد بن بدر المجيديع، وحسين بن عساف الحسين، ومنصور بن عساف الحسين، ومحمد بن عساف الحسين، وحسين بن ناصر بن حسين العساف، ومحمد بن ناصر بن حسين العساف، وعساف بن ناصر بن حسين العساف، وسعد بن عبد الله الدهلاوي، وغيرهم. وعندما توفي خلفه في التدريس فيها الشيخ محمد بن إبراهيم الخربوش.
كان الشيخ سالم يكتب الوثائق في الرس في وقت الشيخ صالح بن قرناس والشيخ سالم بن ناصر الحناكي والشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد. كما كان معاصرا لمجموعة من المواطنين مثل: صالح بن محمد الصايغ وعبد الله بن إبراهيم الضويان والكاتب محمد بن إبراهيم الخربوش وعبد الله بن فهد بن هيله وسليمان بن إبراهيم البلي 
كتب مجموعة كبيرة من ذلك:
ـ شهد هو وعبد الله بن فهد بن هيله على أن صالح بن محمد الصايغ قبض من محمد بن إبراهيم الخربوش عشرة ريالات لشعبان 1345هـ بخط الكاتب عبد الله بن إبراهيم الضويان (8/2).
ـ كما نقل من خط الشيخ رشيد بن زامل الحنبلي وثيقة وقف عبد الله بن جبرين نصيبه في حسوي الجبر في جو الرس أحدهما داخل الحوطة العجلانية والآخر خارجها يصرف ريعهما ثلث لإمام مسجد الرس وثلثان في ضحية له وعشيات في رمضان (3/6).
ـ كذلك نقل من خط الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان وثيقة حررت عام 1315هـ عن بيع عبد الله بن عيد الملقب العطني على عبد الله بن حمد المكفوت نصف نخله المعروف قبلة الرس المسمى بهجة. وكتب ناصر بن سالم أسفل الوثيقة بعد نقلها قوله ( نقلته من أصله بعد معرفته يقينا من كتب من سمّى نفسه إبراهيم المحمد الضويان نقلته مخافة التلف حرفا بحرف أنا الفقير إلى الله ناصر بن سالم الضويان في 10 ذو القعدة 1348هـ) (78/6).
كذلك نقل مجموعة من الوثائق التي تخص الأوقاف والوصايا لأهل الرس من خط بعض الكتّاب.
والكاتب ناصر بن سالم الضويان حصل على تزكية من قاضي الرس الشيخ محمد بن عبد العزيز الرشيد على ثقته به كتبها الشيخ محمد تعليقا أسفل إحدى الوثائق التي كتبها ناصر بن سالم هذا نصها (بسم الله الرحمن الرحيم خط الناقل ثابت عندنا وهو من سمى نفسه ناصر بن سالم الضويان ثقة مقبول وقد عرضت المنقول على خط الأصل فوجدناه حرفا بحرف حتى لا يخفى قاله ممليه الشيخ محمد بن عبد العزيز الرشيد وكتبه بإملائه محمد بن إبراهيم بن خربوش وصلى الله على محمد 15 القعدة 1348هـ) (78/6).
توفي عام 1385هـ في الرس، وله ثلاثة أولاد هم: محمد وسالم وإبراهيم.
ورثاه هو وصالح بن محمد الضويان الشاعر جميل الغرابي في بيتين من الشعر، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه جنات النعيم.

  كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

ناصر بن سالم العقيل

ناصر بن سالم العَقِيْل
1240 هـ ـ 1303هـ تقريبا
هو ناصر بن سالم بن صالح بن عقيل.
وأسرة آل عقيل (العقيليون) في نجد أصلهم من الأشراف من بني هاشم من آل البيت، ويرجع نسبهم إلى عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه. وكانوا يسكنون المدينة المنورة، وفي حدود عام 1200هـ تقريبا رحل بعضهم منها إلى نجد  ونزلوا في بلدة الرس على ما يظهر. وعاشوا فيها فترة من الوقت ثم تفرقوا في أنحاء من نجد مثل عنيزة وشقراء ورويضة سدير وما حولها. ومن الوثائق المتوفرة لدينا يتضح بأن بعضهم عادوا إلى المدينة المنورة وامتلكوا أوقافا تعتبر حاليا من أوقاف الأشراف. وماتوا ودفنوا في البقيع مع آل البيت. وبعضهم بقوا في عنيزة وآخرون في الرس وامتلكوا أوقافا متعددة ثم ماتوا ودفنوا فيها.
أما البعض الآخر فقد انتشروا في أنحاء متفرقة من الجزيرة العربية ومصر والشام والعراق واليمن وعاد بعضهم إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة. وأفراد تلك الأسرة الكريمة منهم العلماء والقضاة والكتّاب والعسكريون والوجهاء والتجّار والأكاديميون وكبار الموظفين في الدولة. وأفراد الأسرة الموجودون في المملكة ينتشرون حاليا في أنحاء متفرقة منها مثل: الرياض وشقراء وأشيقر والقويعية وعفيف والرس وعنيزة والبكيرية وحائل وحفر الباطن والجوف والدمام والأحساء والنعيرية والخفجي والمدينة المنورة ومكة المكرمة وجدة وضبا وغيرها.
والعقيليون لهم أوقاف في المدينة هي من أوقاف الأشراف. تحدث عنهم السيد يوسف بن عبد الله جمل الليل في كتابه (الشجرة الزكية في أنساب بني هاشم ص 329) فقال (آل عقيل "العقيليون" يرجع نسبهم إلى عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم) كما تحدث عنهم السيد عبد الحميد زيني في كتابه (تراجم ونسب آل البيت ص221).   
وناصر بن سالم هذا كان في الرس يكتب الوثائق، وكان معاصرا لكل من: دخيل المالك وصالح السعد الرشيد. 
وكان يختم كتابته بقوله (وصلى الله على محمد).
له ثلاثة من الولد هم: سالم وعلي وعبد الله. أما سالم فلم أجد له عقب. وأما علي فله: عبد الله وصالح. وأما عبد الله فله: ناصر.
كتب وثيقة دين لمطلق المحمد على سوهج وأخيه قدره مائة وثلاثين ريال فرانسة مع رهن نخلهم المعروف جذع وفرع وجميع ما يملكون حتى ينتهي الدين. بشهادة دخيل المالك سنة 1270هـ (104/4).
كما كتب وثيقة دين لمطلق المحمد على صالح السعد الرشيد سبعمائة صاع نصفين حب وشعير مع رهن البعارين وثمر النخل بشهادة خلف الملاح وذلك نهار الختمة من جمادى الآخر سنة 1270هـ (24/4).
كذلك فإن بئر الوجعانية ثلثاها لصالح بن عقيل وهو جد ناصر بن سالم المترجم له، والثلث الباقي لابنه عبد الله بن صالح. وقد موقف صالح بن عقيل نصيبه على حسوه معذب الرس الذي فوق الحسينية في حوطة الرس المسمى حسو ابن عقيل بشهادة محمد بن احمدان بن ارسيس وكتبت الشهادة بأمر الشيخ صالح بن قرناس في:22/ذي القعدة 1291هـ (22/4).
شهد على وقف عائشة بنت عقيل الخصابية دارها في عنيزة تلي دار عبد الرحمن البسام، وجاعلة ريعها في أعمال البر، بخط محمد العلي القاضي سنة 1273هـ (44/2).
رحمه الله رحمة واسعة وجمعه مع عباده الصالحين.

كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

منصور بن صالح الضلعان

منصور بن صالح الضلعان
1330 هـ ـ 1374 هـ
هو الشيخ منصور بن صالح بن منصور بن محمد الضلعان.
والضلعان ـ كما يذكر الشيخ البسام(علماء نجد خلال ثمانية قرون 6/ 438) من الريس من الوهبة من تميم. وأصل بلادهم أشيقر ثم انتقلوا منها إلى التويم ومنها ارتحلوا إلى الرس في القصيم واستوطنوها.
أما لقب (الضلعان) فتقول الروايات بأنه وصف جاءهم من قصة تدل على مروءة أحد آبائهم عندما كان في قافلة قادمة من الحج برئاسة ابن رخيّص من أهل البكيرية، ومرض أحد أفراد القافلة فاختلفوا بين حمله وهو مريض أو تركه حتى يشفى فيلحق بأهله. ولكن ابن ريس لم يرض بذلك فأراد أن يبقى مع خويّه في أحد الجبال حتى شفاه الله وأحضره معه إلى بلدته في قصة بطولية تدل على المروءة والتضحية والكرم. فسمي (ابن ضلعان) نسبة إلى الضلع وهو الجبل. وهذه القصة لها قصيدة منها هذين البيتين:
يا ابن رخيّص كف عند الزواريب          عمارنا يا ابن رخيّص عواري
خوينا  ما نصلبه   بالمصاليب       ولا يشتكي منا دروب العزاري
ولد الشيخ منصور في الرس عام 1330هـ ونشأ عند والديه نشأة حسنة في بيت جاه وغنى حيث كان والده صالح بن منصور الضلعان من وجهاء وأغنياء الرس. ورباه تربية كريمة.
وعندما بلغ السادسة من عمره أدخله والده مدرسة الكتاتيب في الرس عام 1336هـ وقرأ القرآن الكريم ثم حفظه على مجموعة من المعلمين في المدرسة منهم:
 محمد بن منصور بن ناصر الملقب (الربع) وهو من كتاب الوثائق والمعلمين في مدرسة الكتاتيب. ولم تطل قراءته عنده فقد تم تكليف شيخه مع المرشدين الموفدين عام 1342هـ.
كما درس على الشيخ عبد الله بن رميح الملقب (المطيويع) مطوع الشنانة وما حولها. ثم على الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن البطي المطوع والمدرس في إحدى مدارس الرس. ثم على الشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد وأخيه الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن رشيد. كما درس على المعلم محمد بن ناصر بن خالد الرشيد وكان ينوب عنه في التدريس.
بعد أن أتقن الشيخ منصور القرآن الكريم والتجويد وحصّل طرفا من العلوم الشرعية على مشايخه. لازم الشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد عندما كان قاضيا في الرس من عام 1348هـ حتى عام 1364هـ. فقرأ عليه بعد الفجر والظهر والعصر الفقه والتوحيد والحديث واللغة العربية فحصّل منه علما كثيرا.
كما قرأ الشيخ منصور على كل من: الشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان بعد نقل شيخه ابن رشيد إلى الخرمة قرأ عليه الفقه والتوحيد والفرائض واللغة العربية. ثم على الشيخ عمر بن خليفة بن جري الحديث والفقه والتوحيد والفرائض. ثم انتقل إلى عنيزة وقرأ على الشيخ صالح بن عثمان القاضي والشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي وزامله عنده الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن العقيل. ثم قرأ على الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان في الفقه والحديث والفرائض. ثم رحل إلى بريدة وقرأ على الشيخ عمر بن سليم. ويذكر صالح بن سليمان العمري (علماء آل سليم 2/510) بأن الشيخ منصور من تلاميذ الشيخ محمد بن ناصر الحناكي ومن زملائه عنده الشيخ ناصر بن محمد الحناكي والشيخ حمد بن مطلق الغفيلي.
بعد أن أخذ الشيخ منصور من العلم الشيء الكثير رجع إلى بلدته الرس وأخذ يكثر من المطالعة في كتب فقهاء الحنابلة وابن تيمية وابن القيم ومجالسة العلماء وأهل الخير فيها حتى نبغ واشتهر وذاع صيته. وكان شيخه محمد بن رشيد يكلفه نيابة عنه لاختبار طلاب المدرسة الابتدائية في الرس عندما يطلب منه مدير المدرسة ذلك وكان يقوم بواجبه خير قيام.
كان الشيخ منصور: يحب الناس ويشفق عليهم ويرشدهم ويعلمهم أمور الدين ويتفقدهم في الصلاة. ويقول البسام عنه (وكان إذا أراد أن ينصح أحدا ذهب به إلى بيته وأطعمه ونصحه سرا، فأحبه الناس) ووصفه القاضي (روضة الناظرين 1/366) (هو العالم الجليل والفقيه المتفنن الورع..) وكان يذهب إلى المتخاصمين في أماكنهم ويصلح بينهم. كما كان زاهدا ورعا لا يحب القضاء إلا تنفيذا لأمر ولي الأمر. معتزلا عن الناس والمجالس التي لا تفيد إلا مجالس العلماء وأهل الخير. كما كان يشفق على الفقراء والمساكين ويطعمهم من بيته. كما كان كثير البكاء من خشية الله عند قراءة القرآن. كما كان بارا بوالديه. ويقول عنه القاضي (وكان حسن التعليم واسع الإطلاع  وتخرج عليه طلبة وله مآثر حسنة منها أنه منذ طفولته وهو ينظف المساجد بنفسه ويقمّها ويغسل الموتى ويكفنهم مجانا للفقراء ويسعى جاهدا لإصلاح ذات البين وعمدة في التوثيقات ويعتمد القضاة في الرس على قلمه لوجه الله وكذا في عقود الأنكحة) ثم قال (وعلى جانب كبير من الأخلاق العالية والصفات الحميدة، ولهذا انصبت محبته في قلوب الناس وكان يصدع بكلمة الحق.. وله مكانة ولكلمته نفوذ ويرشد في المساجد وداعية خير ورشد وكان يحب الخلوة..) ويقول عنه صالح العمري (علماء آل سليم 2/515) (عرفته رحمه الله في الرس معرفة تامة فكان كثير الذكر لله محبا لأهل الخير ورعا عن كل ما يشين طالب العلم . ويعد في زمنه من نوادر الصلحاء رحمه الله).
أما أعماله التي قام بها: فقد تعيّن معلما في المدرسة السعودية الابتدائية الأولى في الرس. وفي عام 1372هـ تم تعيينه بأمر رئيس القضاة في الحجاز قاضيا في ثريبان العرضية. فسافر إلى الحجاز ليطلب قبول عذره عن القضاء أو أن يكون عمله في القصيم. كما حاول جماعته من أهل الرس التوسط له ولكن لم يقبل ذلك. نظرا لحاجة البلاد لأمثاله في القضاء بالمناطق وقلة طلبة العلم. فسافر إلى العرضية مع عائلته وهو مكرها على السفر. وكان وقتها لم يكن للمحكمة مقر بل كان بيتا مستأجرا وكان يجلس في الظل من الصباح حتى الظهر على حصير. أما بقية الأوقات فكان بيته مفتوحا للمراجعين والمستفتين. ويذكر القاضي (روضة الناظرين 1/366) بأن الشيخ منصور تعين في الليث بالساحل الغربي للمملكة وأحبه أهلها وسدد في أحكامه ثم نقل منها إلى القنفذة واستمر مدة عندهم محبوبا بينهم مثالا في العدالة والنزاهة وعزة النفس مع قلة ذات اليد. ولكن القاضي لم يذكر بأنه كان قاضيا في العرضية كما ذكر ذلك البسام. كذلك الشيخ البسام في ترجمته للشيخ منصور لم يذكر بأنه تعين قاضيا في الليث والقنفذة.  
والشيخ منصور جرى بينه وبين شيخه صالح بن إبراهيم الطاسان مراسلات مودة وسلام يسأل كل منهم عن أحوال الآخر. وكان الشيخ منصور يبدأ بخطابه لشيخه صالح بعبارات مودة مثل (حضرة جناب المكرم الفاضل أخي وحبيبي الصديق الصافي والأخ الوافي الشيخ صالح البراهيم الطاسان) كما كان يورد في خطاباته لشيخه هذا البيت:
لأنتم على قرب الديار وبعدها        أحبتنا إن غبتموا أو حضرتموا
ومن الخطابات التي كتبها لشيخه خطابا كتبه يوم: 2/10/ 1373هـ يقول فيه (أفيدكم يا محب بأني قدمت إلى مقر عملي في مركز اثريبان العرضية وفيها اثنا عشر قاعدة التابعين لنا بالقضاء كل قاعدة ألف رجل وإذا هم يا محب... لا يحسنون الصلاة أبدا كليا ينقرونها كنقر الغراب ولا يعرفون الأحكام الشرعية والجهل فيهم والبدع والعوايد الجاهلية الأولى والشرك والخرافات ثم إننا ولا فخر على حسب الحال دعوناهم إلى الله على بصيرة وبينا لهم التوحيد والسنن المحمدية وحذرناهم ونهيناهم عن الشرك والبدع وعوايد الجاهلية وبينا لهم الصلاة وأحكامها من شروط وأركان وواجبات وامتثلوا وانقادوا للحق وعملوا به وتركوا الشرك والبدع والعوايد تركا كليا لأننا يا محب شمرنا عن ساق على حسب الحال وما لا يدرك لا يترك والسوق البيع والشراء عندنا يوم الجمعة في نفس المركز ويجتمع خلق كثير من القرى التابعة لنا بالقضاء وكل جمعة بعد الصلاة نرشدهم وندعوهم إلى الله وإلى التوحيد ونحذرهم وننهاهم عن الشرك وعن البدع والمنكرات ونبين لهم الأدلة من الكتاب والسنة ونطنب ونطيل لأجل الفائدة واجتماعهم واهتدى خلق كثير وعملوا بالتوحيد والحق واتبعوا الشرع وتركوا الشرك والبدع والمحرمات تركا كليا فالحمد لله رب العالمين).     
كما كان له ذكر في وثائق الرس منها:
كتب وثيقة أجار الشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد أرض العويدي الطالعية بريال وثلث على منصور الحواس ومحمد السالم المسيطير بشهادة عبد الله السليمان بن عايد. في: 9/جمادى الآخرة/1349هـ (16/6).
كما شهد على وثيقة بيع عبد الله الجاسر بن قريش بيته على خالته حصة بنت صالح بن قرناس بمبلغ مائة وعشرة ريالات بشهادة عبد العزيز المحمد بن قرناس. في: 18/شوال/1353هـ (82/6).
وكتب وصية موضي السالم المسيطير بأنها أخرجت ثلث مالها ثوابه لها ولوالديها وإخوانها والوكيل عليه زوجها  زوجها عبد الله بن محمد بن صالح بن منيع، بشهادة صالح بن محمد بن رشيد وابنه عبد الرحمن وصالح العبد الله بن حواس حرره في: 23/شوال/1366هـ بإملاء الشيخ عمر بن خليفة (67/11).   
كما كتب وصية عبد الله بن محمد بن صالح بن منيع الملقب ابن عنيزان بثلث ماله بعد وفاته بأعمال بر. بشهادته هو وعبد الله الصالح بن صالح في:   22/ربيع الأخر/1371هـ (66/11).
والشيخ منصور له ابنان هما:
1ـ صالح: وهو مدير مدرسة ثانوية في الرياض.
2، محمد: ويعمل ضابطا في الأمن العام.
أما وفاته: فقد أصيب يوم 9/3/1374هـ بحمى مع حرارة شديدة وهو في العرضية ولم يكن فيها أطباء لعلاجه. ثم زاد معه المرض وتوفي في ثريبان في العرضية يوم الأحد:15/3/1374هـ ويذكر صالح العمري (علماء آل سليم 2/515) بأنه توفي عام 1385هـ وأقول: الصحيح أنه توفي عام 1374هـ كما ذكر البسام والقاضي وكذلك ذكر لي ابنه صالح بن منصور الضلعان. أما قول العمري فلعله خطأ مطبعي. وعند وفاته بكى على فقده أهل العرضية وأهل الرس. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه جنات النعيم.

كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

منصور بن صالح الصائغ

منصور بن صالح الصائغ
.... هـ ـ 0000هـ.
      هو منصور بن صالح بن حمود. ويلقبون في الرس (الصائغ).
      وأما أسرة الحمود فيروى ـ كما ورد في مشجّر لهم ـ بأن جدهم حمود الهذيلي، من الحتارشة من قبيلة هذيل. هاجر حمود إلى عنيزة واستقر فيها حتى توفي، وهذيل: هي قبيلة عدنانية يلتقي جدها هذيل في نسب الرسول e عند الجد الخامس عشر وهو: هذيا بن مدركة بن إلياس بن نزار بن معد بن عدنان.
أما أسرة حمود الهذيلي فتشمل كما ورد في المشجّر كل من الأسر التالية: الحمود والجنيني والعويس والعبيد الله والمحيسن والنانيه والشقحاء والمنصور والمبعض.
والحمود في الرس يسمون (الصائغ) وقد يكون التصق بهم هذا اللقب بسبب مهنة كانوا يمتهنونها. ولا أعلم من أين جاءوا إلى الرس. وأرى بعض أفرادهم في الوقت الحاضر أبدلوا ذلك بلقب (الحمود).
أما منصور بن صالح الصائغ فكان في الرس ونشأ فيها وكان مؤذنا في المسجد الجامع الطالعي الذي بناه أهل الرس جنوب السور الثاني بجوار منزل ناصر بن عبد الله الرشيد في مفرق الحمّاد في حدود عام 1200هـ. وكان منصور هذا يؤذن في المسجد وبعدما توفي جاء بعده ابنه إبراهيم بن منصور ثم أتى بعده محمد النفجان الملقب (الأجهر) ثم عبد الله بن حمد الهنيدي وقد توفوا جميعا رحمهم الله.
 ومنصور الصائغ له من أربعة أبناء هم: إبراهيم (وكان مؤذنا بعد والده) وصالح (الذي سكن الأردن وتوفي فيها) وعبد الله (وكان في جدة) وحميدان (الذي سكن سوريا وتوفي فيها).
ومنصور له ذكر في وثائق الرس منها:
ـ شهد هو وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الوهاب ومحمد الراشد البلي في وثيقة بيع محمد بن منصور بن عوض دويرته المعروفة في الشنانة على محمد بن عبد الرحمن المزيني بمبلغ ستة ريالات بخط الكاتب رميح بن سليمان سنة 1304هـ (106/6).
ـ كذلك شهد هو وعبد الله الحمد الرميح وعلي السليمان بن هندي على وكالة عبد الله العلي بن هندي لمحمد السليمان بن هندي على محاسبة الضويان عن دين أبيهم الذي في ذمته لناصر المحمد بن ضويان، ووكله على سبلهم بخط سليمان بن حمد الرميح سنة 1333هـ (4/12).
ـ كذلك باع منصور بن صالح بن حمود قليب إبراهيم آل محمد الملقب  (غريب) قرب شعيب النخلة حال كونه وكيلا عليها باعها على محمد بن منصور المالك ومحمد بن عبد العزيز الرشيد في صفر 1339هـ بشهادة جماعة من المسلمين (122/11).
رحم الله منصور بن صالح الصائغ وغفر له وأسكنه الجنة مع الصالحين.

كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

منصور بن حمد المالك

منصور بن حمد المالك
1350هـ ـ ولا يزال.
      هو الشيخ منصور بن حمد بن منصور بن دخيل بن حمد بن مالك بن حمد بن رسيس بن حمود الملقب (الجعيب) من المقاحمة من الزبنة من العمارات من عنزة.
أما أسرة الرسيس فقد ورد في كتاب (قبيلة عنزة) للأستاذ رضا ناصر حسين ما يلي: (آل رسيس) من قبيلة عنزة، تسكن الخبراء وهي من قرى بريدة بمنطقة القصيم. وهي حاليا من محافظات القصيم. ثم قال: وقيل المالك من الرسيس من المقاحمة من الدهامشة من العمارات... تسكن الرس.
وذكر الأستاذ فهد الرشيد في كتابه (الرس بين ماضيها وحاضرها) بأن أسرة الرسيس يعود أصلها إلى الدهامشة وكانت تسكن بلدة الخبراء في القصيم، ومن الرسيس أسرة المالك المشهورة في الرس التي تنسب إلى جدهم مالك بن حمد بن رسيس.
      وأقول: أسرة المالك أسرة كريمة ومشهورة في المملكة برز منها مجموعة من الأفراد كانوا وجهاء مشهورون بين الناس في الرس وغيرها مثل: حمد بن مالك أحد أعيان الرس الثلاثة الذين أخذهم عبد الله بن سعود معه إبان غزو إبراهيم باشا ليطمئن على ولاء أهل الرس معه. ويقول فيهم الشاعر:
      بت القوى وأنا عميل الثلاثة         الغفيلي وابن مالك وحسّون
ومنهم: دخيل بن حمد بن مالك وابنه منصور بن دخيل وابنه حمد بن منصور المالك (والد المترجم له) وهو رجل الرس والوجيه المشهور فيها وجاهة فريدة لا يرقى إليها غيره في وقته. وكان السند بعد الله لكل أهل الرس يرعى شؤونهم ويعطف عليهم وتصل لهم الأرزاق باسمه كما كان يسعى لما فيه مصلحة البلدة ورقيها وتطورها. يحتاجه الأمير والفقير وغيرهم. وكان له دور كبير في إصلاح ذات البين بين الناس عامة والأسر خاصة، وكان يدفع الأموال من حسابه لرعاية أهل الرس، كما كان يشفع لهم في كل المناسبات الخاصة والعامة. أما أبناؤه فقد كسبوا من والدهم تلك الصفة الفريدة فكانوا وجهاء مثله عند الجميع.
أما الشيخ منصور فقد ولد في الرس عام 1350هـ وعاش في كنف والده مع أخوته وأبناء عمه. وكان لدى والده بُعد نظر لأهمية العلم وأهله فقد خصص له معلما يعلمه القرآن الكريم هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن البطي الذي كان معلما للكتاتيب بالرس ثم ختم بين يديه القرآن الكريم كاملا وعمره تسع سنوات. ثم استمر يقرأ القرآن ويتعلم القراءة والكتابة والحساب في مدرسة الكتاتيب الواقعة بجوار بيت والده حيث قرأ فيها على كل من الشيخ ناصر بن سالم الضويان والشيخ محمد بن إبراهيم الخربوش والشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن البطي.
بعد ذلك وفي عام 1361هـ أرسله والده يرحمه الله إلى خاله سعد بن عبد الله الطاسان في الرياض والخرج فتعلم المزيد من القراءة والكتابة والحساب وغيرها من العلوم الأخرى. وفي عام 1363هـ سعى والده يرحمه الله لافتتاح أول مدرسة ابتدائية في الرس وهي (المدرسة السعودية) وتم افتتاحها في هذا العام عاد الشيخ منصور من الرياض بحصيلة علمية جيدة فالتحق بالمدرسة الجديدة في الرس مع بعض أخوته فكان في طليعة طلابها حرصا على طلب العلم الشرعي وتخرج من الدفعة الأولى منها عام 1367هـ.
كما استمر الشيخ منصور في طلب العلم على مجموعة من علماء بلدته مثل: الشيخ محمد بن عبد العزيز الرشيد والشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان والشيخ محمد بن صالح الخزيّم والشيخ صالح بن عبد الله الجارد. حيث قرأ عليهم الفقه والتوحيد والتفسير واللغة العربية.
انتقل الشيخ منصور بعد حصوله على الشهادة الابتدائية إلى الرياض ليستزيد من طلب العلم فواصل التعليم على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وفضيلة الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ حيث قرأ عليهم الفقه والتوحيد والتفسير والفرائض واللغة العربية.
وفي عام 1372هـ واصل الشيخ منصور دراسته في المعهد العلمي في الرياض وحصل منه على الشهادة الثانوية في عام 1375هـ ثم واصل الدراسة في كلية العلوم الشرعية فحصل على الشهادة العلمية العالية منها عام 1379هـ.
أما صفات الشيخ منصور المالك: فهو يتميز بالذكاء حتى أنه فاق زملاءه في المدرسة الابتدائية، وسرعة البديهة وحسن التصرف في الأمور. وكان فصيحا في إلقاء الكلمات والخطب حيث كان عضوا في النادي الثقافي الذي يقيمه المعهد العلمي في الرياض في كل أسبوع وكان متفوقا فيه وتعلم منه الفصاحة والجرأة في الحديث. كما من صفاته الكرم والمروءة والحرص على صلة الأرحام فكان بارا بوالديه وإخوانه وأخواته وأقاربه يزورهم ويعطف عليهم ويسد حاجاتهم. كما أنه يمد يد العون للمحتاجين والشفاعة لمن يحتاج لها لدى الحكام والأمراء.
أما الأعمال التي مارسها الشيخ منصور فهي:
1ـ في عام 1368هـ أي بعد حصوله على الشهادة الابتدائية من الرس عمل معلما في المدرسة الأهلية في الرياض، ثم معلما في المدرسة الفيصلية في الرياض لمدة تقرب من أربع سنوات.
2ـ وفي عام 1372هـ ترك التدريس والتحق بالمعهد العلمي في الرياض ليواصل الدراسة وقبل تخرجه من كلية الشريعة بعام واحد تم تكليفه بالتدريس في المعهد العلمي في المجمعة حيث كانت المعاهد تحتاج لمعلمين في ذلك الوقت ومكث فيه قرابة عام واحد ثم انتقل للتدريس في معهد الرياض العلمي بعد تخرجه من كلية الشريعة عام 1379هـ.
3ـ في عام 1381هـ انتقل للعمل في ديوان المظالم وعيّن فيه محققا شرعيا ثم واصل الترقية في الوظائف الشرعية: رئيسا لمحكمة (ب) ثم رئيسا لمحكمة (أ) حتى وصل وهو في الديوان إلى أعلى درجات السلم القضائي وهي درجة رئيس هيئة تمييز.
4ـ في عام 1396هـ تم تعيينه نائبا لرئيس ديوان المظالم، ثم رئيسا لديوان المظالم بالإنابة.
5ـ أثناء عمل الشيخ منصور في ديوان المظالم كان يرأس مجموعة من اللجان مثل: هيئة تدقيق القضايا وهي أعلا هيئة قضائية في الديوان، ويرأس هيئة التدقيق مجتمعة في الديوان، ويرأس لجنة الشؤون الإدارية وهي أعلا لجنة في الديوان لاختصاصها بشؤون أعضاء الديوان. كما شارك الشيخ منصور في عدد من المؤتمرات الإسلامية التي تم عقدها داخل المملكة مثل: مؤتمر مكافحة المخدرات ومؤتمر مكافحة الجريمة وغيرها، كما شارك في عدد من اللجان في داخل المملكة.
ويقوم الشيخ منصور بتأليف مجموعة من البحوث والرسائل العلمية ويلقي بعض المحاضرات في مناسبات عدة منها: مذكرات في (الفصل في المظالم في المملكة العربية السعودية). وهي عبارة عن بحث أعده بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة وألقاه  يوم الثلاثاء: 9/10/1419هـ وطُبع عام 1420هـ في (88) صفحة من القطع الكبير يقول في مقدمته ما يلي (وقد اخترت أن يكون عنوانه الفصل في المظالم في المملكة العربية السعودية لأهمية هذا الموضوع وعناية المملكة به ورعايتها له فالمملكة منذ تأسيسها في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة قد اهتمت بهذا الأمر وحرصت كل الحرص على رفع الظلم عن الناس وبسط العدالة فيما بينهم إتباعا لنهج نبينا محمد e والخلفاء الراشدين من بعده) وقد تضمن البحث عدة موضوعات منها: موقف الشريعة من الظلم، الفصل في المظالم في صدر الإسلام ومجالاته، والفرق بينه وبين القضاء العام والحسبة، صفة قاضي المظالم، ثم الفصل في المظالم في المملكة واهتمام الملك وأبنائه بذلك، إنشاء ديوان المظالم واختصاصاته وأعضائه، وغيرها من الموضوعات.
كذلك كتب الشيخ بحثا بعنوان (الوقت وأهميته) في مذكرات ألقاها في منزل الشيخ سعود المريبض الذي دعاه لمناسبة تكريمه، وقد تناول الشيخ في البحث ما يلي: معنى الوقت وأقسامه وقيمته وحفظه وتنظيمه وحصة الإنسان منه، وقيمة الوقت عند السلف وعند الطلاب والمنتسبين للعلم، ثم نعم الله على بلادنا في الاستفادة من الوقت.
وللشيخ منصور بن حمد المالك مجموعة من التلاميذ الذين درسوا بين يديه في معهدي المجمعة والرياض وتخرج منهم عدد كبير تولوا مناصب عليا في الدولة منهم: معالي الدكتور الشيخ عبد الله التركي رئيس رابطة العالم الإسلامي حاليا، ومعالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير المعارف سابقا، وفضيلة الشيخ محمد الدريعي المدرس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وغيرهم كثير.
والشيخ منصور لا يزال يلقي دروسا عامة على مجموعة من الطلاب في العلوم الشرعية مثل الفقه والتوحيد والتفسير كما كان، ويلقي دروسا على المصلين في مسجده بين الأذان والإقامة في صلاة العشاء.
 ولا يزال الشيخ منصور يعيش في مدينة الرياض بين أبنائه وإخوانه وأقاربه وأصحابه ومحبيه حيث يحظى بعلاقات طيبة وتقدير واحترام من الجميع. أرجو من الله أن يطيل عمره على الطاعة وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية وأن يبارك له في علمه وعمله.

كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

مقبل بن حمود الدميخي

مقبل بن حمود الدميخي
1347هـ ـ 1392هـ.
      هو مقبل بن حمود بن خلف آل دميخي.
      وأسرته (الدميخي) كما أورد الشيخ عبد الله البسام في كتاب (علماء نجد خلال ثمانية قرون 6/423) من بطن بني علي وهم بطن من مسروح إحدى قبائل شعب حرب، ذلك الشعب الكبير الشهير الذي أصله قحطاني. ولكنه الآن صار أكثر الداخلين فيها هم من العدنانية.
كان والده يسكن بادية قبه ويعمل في رعي الماشية ثم تحضّر فترك البادية وسكن بلدة الرس ثم ولد فيها ابنه مقبل عام 1347هـ ثم طلّق أمه وهو طفل صغير ونشأ في الرس وتربى على يد أخواله وقاموا برعايته رعاية حسنة وكانت أمه امرأة صالحة وحنّت عليه وتفرغت لتربيته، وكفّ بصره وهو صغير في الخامسة من عمره فأدخله والده كتاتيب الرس ودرس لديهم بهمة عالية ونشاط ومثابرة فحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب. ثم شرع في طلب العلم على بعض المشائخ واهتم بحفظ المتون من الكتب في التوحيد والفقه والحديث والفرائض والنحو لحاجته إلى استظهارها وقرأها على المشائخ في الرس ومنهم: الشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد والشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد والشيخ منصور بن صالح الضلعان. ففهم معانيها العلمية الجيدة.
ولما عُيّن شيخه محمد بن رشيد في أماكن للقضاء انتقل هو إلى الرياض من أجل التزوّد من العلم على مجموعة من القضاة ومنهم: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رئيس القضاة آنذاك وفضيلة الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم رئيس المعاهد العلمية آنذاك.
كما ترجم له القاضي في (روضة الناظرين 2/361) فقال عنه ) هو العالم الجليل والفقيه الورع والزاهد) ويقول عنه (قوي الحفظ سريع الفهم).
ولما فتح المعهد العلمي بالرياض عام 1377هـ التحق به وتخرج منه ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج منه حاملا الدرجة الجامعية عام 1382هـ أو عام 1381هـ. وكان مدة دراسته ملازما لدروس العلماء فيها في المساء وفي الليل. 
ويقول الشيخ البسام: ثم التحق بعدها في القضاء في عدة أماكن من هجر البادية فنفع الله به أهل تلك الأماكن في القضاء والوعظ ولإرشاد والتدريس وبارك الله فيه أينما كان بما عنده من العلم وبما حباه الله به من محبة الخير للناس والعطف عليهم ولما عنده من جرأة على التعبير ومن فصاحة وجسارة على الكلام.
ويقول القاضي (بعد أن تخرج تعين قاضيا في الذيبية هجرة حرب قرب الرس ثم نقل منها إلى الدليمية قاضيا وظل فيها زمنا مثالا في العدالة والنزاهة مسددا وتنقل في سلك القضاء عشر سنين وكان واعيا يقظا حازما في كل شؤونه وآية في الورع والزهد مقبلا إلى الله والدار الآخرة يصدع بكلمة الحق ولا يخاف في الله لومة لائم له حزب في الليل ويحافظ على أوراده وداعية خير ورشد) ثم قال عنه   ( ولمواعظه وقع وعلى جانب كبير من الأخلاق العالية والصفات الحميدة مجالسه مجالس علم وبحث، متعة للجليس وكان فصيحا ومرجعا في علوم العربية).
يذكر القاضي بأن الشيخ مقبل كان بارعا في الشعر راوية فيه وله مراث وكثيرا ما سمعه يستشهد بالحكم لأبي تمام والمتنبي ومن رقائق شعر أبي العتاهية من ذلك ذكر القاضي ما يلي:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده       ولا الصبابة إلا من يعانيها
وسمعه القاضي يستشهد ببيتين هما:
شيئان يعجز ذو السياسة عنهما           رأي  النساء  وإمرة  الصبيان
أما النساء  فميلهن مع  الهوى            وأخو الصبا يجري بغير عنان
ويقول عنه القاضي: بتلهفه على فقد العلماء والصالحين يستشهد بقول:
لهفي على السلف الذين تقدموا      متأزرين  على   أتم   وداد
كانوا جمال الأرض فانظر بعدهم     ماذا جناه الخلف في الأحقاد
لهفي  على   أيامهم   وتراثهم            وقيامهم  بالوعظ  والإرشاد
كان الشيخ مقبل رحمه الله دمث الأخلاق قليل الاختلاط بالناس مرحا لا يمل مجلسه، وكان ـ كما وصفه القاضي ـ قصير القامة أسمر اللون نحيف البدن قليل الشعر طلق الوجه فاتح القلب مستقيم الديانة ذا خلق حسن.  
أصيب الشيخ مقبل بمرض وهو شاب لا يزال في شبابه ونشاطه ولازمة المرض مدة من الزمن ثم شفي منه. ثم توفي بسكتة قلبية وهو في منزله عام 1393هـ كما يروي الشيخ البسام. أما القاضي فيقول بأنه توفي يوم: 25/10/1392هـ وعمره (46) سنة. ويبدو بأن الصحيح عام 1393هـ إذا ثبت بأن عمره عند الوفاة (46) سنة. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته مع الصالحين الأبرار. 

كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

محمد بن قرناس الثرناس

محمد بن قرناس القرناس
1209 هـ ـ 1274هـ.
هو الشيخ محمد بن قرناس بن عبد الرحمن بن قرناس بن حمد بن علي بن محمد بن علي بن راشد الملقب (أبا الحصين).
وآل حصنان ـ كما ذكر البسام في علماء نجد (5/415) عشيرة كبيرة من آل محفوظ أحد البطون الكبيرة من قبيلة العجمان التي هي من قبيلة يام بن أصبى بن دافع بن زيد بن ربيعة بن الخيار بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. فهم من يام ثم من همدان ثم من كهلان ثم من قحطان.
وآل محفوظ تشمل أسر كثيرة في الرس منهم: العساف والعذل والقرناس والرشيد والحواس والحميد والغفيلي والعواجي والدليمان والصبي والعفيصان والرميح والعميل والمفيز وغيرهم.
وكل الأسر التي ذكرنا ومنهم القرناس هم من نسل محمد بن علي بن راشد المحفوظي العجمي الملقب (أبا الحصين) الذي قدم من عنيزة إلى الرس في حدود عام 970هـ وعَمَره مع نسله وصار كثير منهم من أمراء الرس وقضائها وعلمائها.
أما أسرة القرناس في الرس فقد اشتهرت بقضاتها المشهورين وأولهم الشيخ قرناس بن عبد الرحمن  كان في وقته قاضيا للقصيم كله وكان حاكما عادلا وفقيها وعالما، كما كان فارسا وقائدا شجاعا له مواقف بطولية في حرب إبراهيم باشا عندما أغار على الرس. وكان من نسله مجموعة من الأبناء منهم القاضي والكاتب والوجيه. ومن القضاة من آل قرناس الشيخ محمد المترجم له والشيخ صالح بن قرناس.
ولد الشيخ محمد بن قرناس في الرس عام 1209هـ ونشأ في كنف والده الشيخ قرناس بين أخوته في بيت علم وتقوى وصلاح.
قرأ الشيخ محمد على والده وغيره من علماء القصيم، كما حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب مع ضبطه وتجويده. كما قرأ على الشيخ سليمان بن مقبل قاضي بريدة والشيخ علي آل محمد قاضي عنيزة، وعلى الشيخ عبد الله الخليفي من علماء البكيرية وتلميذ والده قرناس. و كان الشيخ محمد يراجع شيخه عبد الله عندما ولي قضاء الرس. كما يرجح الشيخ البسام في كتابه (علماء نجد خلال ثمانية قرون 6/363) بأنه قد يكون رحل إلى عنيزة للقراءة عند الشيخ عبد الله أبا بطين عندما كان قاضيا في القصيم.
وذكر الشيخ البسام أنه في عام 1234هـ حج الشيخ محمد القرناس إلى مكة المكرمة وبعد نهاية الحج جلس في مكة ودرس على علماء المسجد الحرام. ثم رحل إلى المدينة المنورة وقرأ فيها على علماء الحديث وأجيز منهم بسند متصل. ثم عاد إلى الرس وكان يجلس عند والده للدرس وبعد أن ينتهي يجلس للطلاب ليعلمهم العلم الشرعي. حتى تخرج على يديه عدد كبير من الطلاب من أبرزهم أخوه الشيخ صالح بن قرناس والشيخ عبد الله بن صقيه والشيخ عبد العزيز بن رشيد وغيرهم.
 وصفه الشيخ البسام (علماء نجد 6/364) فقال" كان المترجم ـ محمد القرناس ـ واسع الإطلاع، ورعا زاهدا مستقيم الديانة، وعلى جانب كبير من الأخلاق العالية، وله مكانة مرموقة بين الأهالي، محبوبا لدى الخاص والعام، وكان صاحب غيرة على الإسلام ومحارمه".
كما ترجم له عثمان بن صالح القاضي في(روضة الناظرين 1/204) بدأها بقوله "هو العالم الجليل والشجاع الباسل الشيخ محمد بن قرناس.." ثم قا: بأنه نشأ بتربية أبيه أحسن تربية وقرأ القرآن وحفظه تجويدا ثم حفظه عن ظهر قلب وشرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة فقرأ على أبيه قرناس ولازمه التفسير  الأصول والفروع والحديث حتى مات. وقرأ على مفتي نجد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن با بطين ولازمه سنين كما قرأ على عبد الله الفايز الخيل.
كما قال عنه القاضي" وله مكانة مرموقة بين الأهالي وعند الولاة ولكلمته نفوذ محبوبا لدى الخاص والعام السيرة وكان صاحب غيرة متى انتهكت المحارم وكان والده يستنيبه على القضاء متى غاب أو مرض وعلى الإمامة والخطابة في الجامع وكان حازما في كل شؤونه مثالا للعدالة والنزاهة ظل قاضيا بالرس إلى أن وافاه أجله المحتوم"  
اجتهد الشيخ محمد القرناس في العلم والقضاء والفتوى حتى بلغ فيها شأنا كبيرا، وأدرك الكثير من العلم في الفقه وغيره من علوم الشرع، تولى قضاء الرس عام 1262هـ بعد وفاة والده. كما كان له نشاط في التعليم والوعظ والإرشاد والفتوى وكان خطيبا للمسجد الجامع في الرس بجانب القضاء. و كانت مدة قضائه في الرس ثلاث عشرة سنة. وكان نزيها ذا خلق عال ومروءة وعطف على الناس هكذا كانت سيرته حتى وفاته رحمه الله. وذكر البسام بأنه تولى قضاء الرس بعده أخوه صالح بن قرناس.
والشيخ محمد بن قرناس له ذكر كثير في وثائق الرس في الكتابة والبيع والشراء والرهن وغيرها منها ما يلي:
ـ كتب بقلمه وثيقة وقف عبد الله المكفوت في نخله بعد وفاء دينه مائة وزنة تمر شقر مشاع وعشرة أصواع لقيمي بضحايا له ولوالديه وللصوّام في المسجد الجامع بالرس بشهادة عثمان الصالح وعبد العزيز بن عدامه وفهد الشبلي في شوال 1270هـ ونقله الكاتب إبراهيم الضويان (53/3).
ـ اشترى من باتل بن عامر قليبه التي بين قليب صقر وقليب الحمداني بثلاثين صاع منصوف حنطة وشعير بشهادة قدران بن إبراهيم الغريري وعمار بن مفلح بخط الكاتب محمد بن عبد الله القريان (57/3).
ـ اشترى من عمار بن مفلح نصيبه من قليب فلاح المعروفة بالرويضة بين قليب الدبيان وبين أرض النجاشي بمبلغ خمسة وعشرين ريال ساقطة من ذمته، في 24 ربيع الأول 1271هـ بشهادة سليمان العقل وحمد الزعاقي وكتبه محمد بن عبد الله القريان (62/3).
ـ كذلك اشترى من سليمان بن عبد الله الصقير نصيبه من قليبه الكائنة بالعليا التي فوق قليب الشيخ وتحت قليب العبيد بشهادة عمار بن مفلح ومحسن العذل وكتبه محمد بن عبد الله القريان سنة 1274هـ (70/3).
ـ كذلك شهد سليمان العقل وعمار بن مفلح وعبيد الله بن سمر بأن مزنة بنت عايد البراهيم أقرت عندهم بأنها وهبت محمد بن الشيخ القرناس نصيبها من نصيب أمها من الآبار المسماة بالباطن الحمودية وبالروضة النجاشية هبة منجزة لا معلّقة ولا ثنيا فيها ولا خيار بخط الشيخ صالح بن قرناس سنة 1274هـ (73/3).
ـ كما شهد حمد القرناس بأن أمه وإخوانه وأخواته وجميع ورثة عبد العزيز القرناس قد وهبوا الشيخ محمد القرناس نصيبهم من البير المسماة النغيمشية وشهد به سليمان العقل وعلي المنصور بن ضلعان وكتبه محمد بن عبد الله القريان في التاسع من محرم سنة 1275هـ (78/3).
ـ كما شهد عبد الله الناصر بن عقيل وعثمان الصالح بن عقيل ومحمد الناصر بن شقير ومحمد بن نان ومحمد بن إبراهيم الحريقي بأن ورثة سليمان بن إبراهيم المصطور وهبوا نصيبهم من الشعبة المسماة الحفر بخط محمد بن عبد الله القريان في غرة جمادى الأولى سنة 1274هـ (10/4).
ـ كما شهد محمد العلي البييبي وسليمان العلي بن عقل وعثمان الصالح بن عجينه بأن خديجة بنت حمد البراهيم باعت حقها وحق أبيها حمد من أرض القميطي بالنغيمشية بعشرة ريالات وكتبه عثمان بن سليمان بن فواز في الختمة من ذي القعدة سنة 1262هـ (18/4).
هذه بعض الوثائق التي ذكر فيها الشيخ محمد القرناس واو أردنا أن نكتب عن ما كتب عنه لطال الحديث.
خلّف الشيخ محمد بن قرناس مجموعة من الذرية (2) ذكور (10) إناث من ثلاث زوجات وهم: صالح ومنيرة وزينب ومزنة ومضاوي ومويضي وعائشة وهيا ورقية أمهم خديجة بنت محمد الوهيبي، قرناس وفاطمة أمهما رقية بنت محمد بن حمود أبا الحصين، وموضي أمها شما المبارك. 
توفي الشيخ محمد بن قرناس عام 1274هـ وقيل عام 1276هـ. أما القاضي فقال عن وفاة الشيخ محمد ما يلي "وافاه أجله المحتوم في ربيع الآخر سنة 1272هـ وهذا ما ذكره حفيده بترجمة جده وهناك مرجع آخر جعل وفاته سنة 1274هـ. وخلفه على قضاء الرس زميله عبد الله الخليفي"
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه جنات النعيم مع الصالحين الأبرار.

كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

محمد بن ناصر الرشيد

محمد بن ناصر الرشيد
1318 هـ ـ 1407هـ.
      هو محمد بن ناصر بن خالد بن عبدالعزيز الرشيد.
من نسل محمد بن علي الملقب (أبا الحصين) الذي سكن الرس في حدود عام 970هـ وعمره مع نسله.
والده هو البطل ناصر بن خالد الرشيد الذي كان من أبطال الرس خاصة في الجندلية. أما والدته فهي نورة الهزاع.
ولد الشيخ محمد بن ناصر الرشيد في الرس في حدود عام 1318هـ وتربى في بيت والده ناصر بن خالد الذي يشتهر بالبطولة والشجاعة بين أهل الرس. حيث استغاث أحد أبناء بلدة الرويضة قرب الرس عام 1322هـ بأهل الرس ضد عبدالعزيز بن رشيد الذي نهب إبله، فخرج البطل ناصر بن خالد ومعه اثنان وعشرون رجلا من أهل الرس لنصرته وتحصنوا في برج الجندلية وأحاطوا بهم جنود ابن رشيد وحاصروهم في البرج وعندما وجدوا أنفسهم في قبضة الجنود سلّم نفسه ومن معه فقتلوهم.
ثم عاش المترجم له بعد قتل والده يتيما صغيرا لا يتجاوز عمره أربع سنوات وعاش في حضن أمه تربيه وتعطف عليه ولكن لم يكن يوجد آنذاك مدارس يدرس فيها فبقي بدون تعليم.
وبعد أن بلغ الثانية عشرة من عمره سافر إلى المدينة المنورة مع أحد أبناء عمه في حدود عام 1330هـ من أجل طلب الرزق، ونزل عند ابن عمه الآخر زامل بن علي بن عبدالله الرشيد.
ثم بدأ الشيخ محمد بن ناصر يتردد على المسجد النبوي الشريف ويدرس على علمائه حتى حفظ القرآن الكريم وأتقنه عن ظهر قلب. وبقي في المدينة المنورة عدة أعوام لطلب الرزق.
وفي عام 1340هـ عاد إلى بلدته الرس وأخذ يزاول الأعمال التجارية في محل خاص به، وفي عام 1348هـ تم تعيين ابن عمه الشيخ محمد بن عبدالعزيز الرشيد قاضيا في الرس وكان يقوم بإمامة مسجد الرشيد الذي بناه أسرة الرشيد عام 1337هـ والواقع جنوب بلدة الرس وكان يسمى (مسجد علي الجاسر) وعندما ترك الشيخ محمد بن عبدالعزيز إمامة المسجد وانتقل إماما للمسجد الداخلي القديم والذي كان يؤمه القضاة قبله وهو أول مسجد بني في الرس تعين الشيخ محمد ابن ناصر خلفا له إماما لمسجد الرشيد ثم كان مدرسا للطلاب في مدرسة الكتاتيب التي تقع بجوار المسجد من الجهة الشرقية وكان رحمه الله ملتزما بالإمامة والتدريس. كما كان حازما شديدا في تدريسه. وكان عند طلابه ذا هيبة ووقار واحترام. وتخرّج على يديه عدد كبير من الطلاب.
وكان من طلاب الشيخ محمد بن ناصر الرشيد كل من: منصور بن إبراهيم الضلعان ومحمد وسليمان أبناء عبدالله الغرير وعبدالعزيز بن ناصر الرشيد ومحمد بن حسين الفريحي وعبدالله بن سليمان الرشيد(المغنّي) ومحمد ومنصور أبناء عبدالله الضلعان وعبدالله بن محمد الرشيد وعبدالله بن منيع الرشيد وغيرهم. وقد استمرت المدرسة كغيرها من المدارس الموجودة في الرس حتى افتتاح المدرسة النظامية الحكومية (المدرسة السعودية) في عام 1363هـ وكان يصرف له مثل غيره من المعلمين الكتاتيب من الأوقاف التي أوقفت للمساجد.
وبعد أن انتهت المدرسة التي كان يدرّس فيها وأغلقت وانتقل طلابها إلى المدرسة السعودية عاد الشيخ محمد بن ناصر الرشيد إلى السوق لطلب الرزق. كما كان منزله يقع بين منزل صالح القريش وصالح الصبي، وبعد أن قامت البلدية بهدم المنزل انتقل إلى منزل ابنه ناصر في حي الزاهرية في الرس.
ورد ذكر الشيخ محمد بن ناصر الرشيد في وثائق الرس منها ما يلي:
ـ شهد هو ومن معه على قبض شارخ مبلغ (1667) ريال صايب عبدالله الطويلعي من قيمة البيت المباع على خالد العبدالعزيز بخط الكاتب محمد بن إبراهيم الخربوش عام 1374هـ (39/2).
ـ كما شهد هو ومن معه على قبض إبراهيم بن عبدالكريم الذويب من يد عبدالله الدهلاوي أجار الدكان عام 1361هـ بخط الكاتب محمد بن إبراهيم الخربوش (70/4).
ـ كما كان وكيلا على وقف مضاوي بنت عبدالله المحمد بن عويد بيتها المعروف في بلد الرس المنتقل إليها بالشراء الشرعي من ورثة علي الرشيد بشهادة سليمان بن عبدالله بن عويد وعلي بن جاسر السليمان بخط سليمان بن حمد الرميح عام 1345هـ (119/11). 
في آخر عمره أصيب بمرض أقعده في منزله حتى وافاه الأجل المحتوم في شهر ذي الحجة عام 1407هـ وخلف ابنان هما: ناصر ورشيد. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه جنات النعيم.  
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.
line-height:150%'> كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

محمد بن فهد الغفيلي

محمد بن فهد الغفيلي
1349هـ ـ 1423هـ.
      هو الشيخ محمد بن فهد بن علي بن إبراهيم الغفيلي.
وأسرة الغفيلي في الرس جاءهم هذا اللقب من جدهم سالم بن علي بن سليمان بن شارخ بن محمد الذي تولى رجالٌ من نسله إمارة الرس قبل العسّاف.  
والغفالا من ذرية محمد بن علي الملقب (أبا الحصين) الذي سكن الرس في حدود عام 970هـ وعمره مع أبنائه.
ذكر الشيخ عبد الله البسام أن قبيلة العجمان أصلها من نجران ولها فروع في كثير من البلدان، وأكثرهم يجتمعون في الصرار جنوب النعيرية في المنطقة الشرقية. والعجمان في الرس منهم آل عسّاف والغفيلي والرشيد والعواجي والقرناس وغيرهم.. الذين منهم علماء وقضاة مشهورين.
والمترجم له هو: الداعية المصلح والمربي الورع. قال عنه ابنه خالد في كتاب ألفه عنه بعنوان (رحيل إنسان وحنين وجدان) (محمد بن فهد الغفيلي المربي الورع الذي قضى جل حياته في الدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة والموعظة المؤثرة، بين أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو تقديم نصيحة خالصة).
انتقل الشيخ محمد مع والديه وأخيه صالح من الرس إلى خيبر لطلب الرزق والمضاربة بالتجارة، وأقاموا فيها سنينا وفيها مرض والده ومات فيها.
ثم رحلوا إلى بلدة الحائط التابعة لمنطقة حائل. وتعلم في كتاتيبها مبادئ القراءة والكتابة وحفظ قصار السور من القرآن الكريم، وتعلم التلاوة على يد معلمين من أهل البلدة.
بعد إقامتهم فترة من الزمن في الحائط انتقلوا إلى الرس بطلب من الشيخ عبد العزيز بن سليمان الغفيلي وكان رجلا فقيها متعلما فاستفاد منه الشيخ محمد وحفظ على يديه القرآن الكريم وتعلم منه الكثير من العلوم الشرعية، كما تتلمذ على مجموعة من المشايخ في الرس.
ثم انتقل لطلب العلم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعندما حصّل من العلم تأهل للعمل في حقل الدعوة استقر به المقام في الستينات الهجرية في بلدة رأس مشعاب في المنطقة الشرقية.
وعند استقراره فيها عمل على متابعة تحصيله فقرأ واطلع على أمهات كتب التوحيد والتفسير والحديث والفقه، وعلى ثقافة عصره بما يكتب في الصحف والمجلات المعاصرة.
يقول ابنه خالد عن والده (عرف عن الشيخ الغفيلي رحمه الله سعة الإطلاع مع الأخذ بمحاسن الأخلاق من التقوى والورع والميل إلى الزهد منذ صغره، وكان سمح الأخلاق الابتسامة على محياه، كريم ذات اليد، متواضعا ولا يبخل بالشفاعة الحسنة لكل من يعرف ومن لا يعرف.. ويؤكد هذا كل من كان قريبا من الشيخ أو تعامل معه).
عمل رحمه الله منذ بداية علمه في الوعظ والإرشاد وإمامة المصلين تطوعا وتقربا في ذلك إلى الله وطلبا للأجر والمثوبة، كما كان يجلس في مسجده للوعظ والدروس العلمية لطلاب العلم، وكان يقرأ من دروس كتاب رياض الصالحين وسنن أبي داوود وغيرها.
كان عمله في الإمامة والوعظ في رأس مشعاب ثم انتقل إلى النعيرية والسفانية، وأخيرا استقر به المقام في الدمام منذ عام 1401هـ إماما وخطيبا في جامع أنس بن مالك واستمر في الإمامة حتى توفي رحمه الله.
أما عمله في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد كان من: 1/1/1374هـ حتى تقاعد في: 1/2/1414هـ.
ثم قال ابنه خالد عنه ما يلي(من الأمور المهمة في حياة الشيخ محمد الغفيلي تفقده لجماعة المسجد كبارا وصغارا.. يتعامل معهم برفق ولين ويسأل عن غائبهم ويزور مريضهم ولا يرد سائلا وكثيرا ما كان ما ينتظره صغار السن ليسلموا عليه بعد الانتهاء من الصلاة، أما عن معاملته مع عائلته وأفراد أسرته فقد كان يشملهم برعايته وحنانه..).
كثيرون الذين أثنوا على الشيخ محمد وعلى أخلاقه ومعاملته ولطفه. قال عنه أحد أصحابه (كنا نحسبه أبا لنا.. فقد كان صديقا لوالدنا وكنا نتسابق للجلوس بجانبه ونستأنس بإيمانه وحديثه وتوجيهاته التي لا تمل البته. كنا نغادره ونحن عازمون على إتباع أسلوبه التوعوي. وكان حنونا سمحا بليغا. لم أر في حياتي بشرا يشع نورا وحيوية وهدوءا منه). 
توفي الشيخ محمد يوم: 5/4/1423هـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنات النعيم.

 كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.