الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

محمد بن صالح الغفيلي

محمد بن صالح الغفيلي
1322ـ1398هـ.
      هو الشيخ محمد بن صالح الغفيلي.
ذكر الشيخ عبد الله البسام أن قبيلة العجمان أهلها من نجران ولها فروع في كثير من البلدان، وأكثرهم يجتمعون في الصرار جنوب النعيرية في المنطقة الشرقية. والعجمان في الرس منهم العسّاف أمراء الرس حاليا ومنهم الغفالا والرشيد والقرناس الذين منهم علماء وقضاة مشهورين.
وأسرة الغفيلي في الرس من نسل محمد بن علي الملقب (أبا الحصين) الذي قدم من عنيزة وسكن الرس في حدود عام 950هـ كما يروى. وجاءهم هذا اللقب من جدهم سالم بن علي بن سليمان بن شارخ الذي تولى رجالٌ من نسله إمارة الرس قبل العسّاف.
      ولد في الرس عام 1332هـ ونشأ بها نشأة إسلامية حسنة بين والده واخوته، ومع مجموعة من أهل العلم والصلاح من الزملاء.
درس في كتاتيب الرس على الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد وغيره من المعلمين آنذاك. وكان يسافر إلى عنيزة للدراسة على مشايخها وقد يكون درس على العلاّمة الشيخ عبدالرحمن بن سعدي مع مجموعة من أهل الرس الذين كانوا يذهبون لطلب العلم.
حفظ القرآن الكريم كاملا وعمره خمس عشرة سنة، وتولى إمامة مسجد الضويان (الصوير) بالرس وكان من رفاقه بالرس كل من: عقيل بن محمد العقيل وسليمان بن محمد الدهامي والشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الرشيد. وعمل بالحسبة، وكان له نشاط في الدعوة والإرشاد وكان يصلح بين الناس. وكان أحيانا يكتب خطابات توجيه للناس في الرس يحثهم على تقوى الله والخوف من عقابه، ويأمرهم بالصدقة على المساجد والفقراء والمحتاجين. وقد حرر خطابا كتبه وجهه لأهل الرس بتاريخ: 14/10/1370هـ يحثهم فيه على تجديد عمارة المسجد القبلي في الرس. فبعد أن حمد الله وصلى على رسوله وآله والتابعين، وأورد خمسا من الآيات التي تدل على الخير والصدقة ثم قال(فموجبه أنه لا يخفى على عموم أهل البلد وفقهم الله حال المسجد القبلي وبيان خرابه والاضطرار إلى عمارته وإصلاحه كما هو بين لكل أحد وأنا أستعين بالله ثم بإخواننا المسلمين على ذلك ونؤمل منهم القيام بذلك والمساعدة عليه والمسارعة فيه وعدم إهماله والغفلة عنه وأن يمتثلوا قول الله تعالى إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله ... إلى آخر الخطاب) الداعي لكم بالتوفيق أخوكم محمد بن صالح الغفيلي. 
      في رمضان عام:1373هـ جاءه خطاب الملك عبدالعزيز رحمهما الله يأمره بالتوجه إلى جنوب المملكة للقضاء فاعتذر وبحث عمن يشفع له عن ذلك فلم يفلح اعتذاره ولم تنفعه الشفاعة.
ثم ورده خطاب الملك سعود رحمه الله عام 1374هـ يأمره بالتوجه للعمل في قضاء المشرف من أعمال أبها فاعتذر كذلك فلم ينفع اعتذاره. ثم أعقبه الملك بأن بعث له برقية برقم (1594) وتاريخ:18/1/1474هـ هذا نصّها (الشيخ محمد الصالح الغفيلي أنتم ما تعلمتم العلم وأنتم تبي تلمونه في صدوركم تعلمتم العلم لمنفعة المسلمين ولذلك عذركم غير مقبول وحلا توجه لمقر عملك) سعود.
ويبدو بأنه كتب للأمير فيصل أو جاء إليه يبدي اعتذاره عن قضاء المشرف فورده برقية من رئيس القضاء برقم (868) وتاريخ:23/1/1374هـ هذا نصّها (الشيخ محمد الصالح الغفيلي قاضي المشرف تلقينا من سمو الأمير فيصل برقيا برقم(756) في:20/1/1374هـ أن نبلغكم بضرورة سفركم إلى مقر عملكم وعدم قبول عذركم قف. اعتمدوا مقتضى الأمر وأفيدونا بتاريخ شخوصكم من مكة ومباشرتكم قضاء المشرف لإجراء اللازم حرر في:23/1/1374هـ) رئيس القضاء. 
ثم توجه إليها وأخذ يعلم أهلها باللين والموعظة الحسنة حتى أحبه الناس فيها وتقرّب منهم وبذلك استطاع أن يزيل بعض الاعتقادات الفاسدة التي تعوّدوا عليها مثل التبرك بالأولياء والصالحين وبعض الأشجار والجمادات وتعليق التمائم والتعاويذ ويهدم بعض المنازل والأعلام المقصودة للتبرّك.
ثم أنه بعث برقية إلى الملك سعود يطلب نقل أسرته من القصيم إلى المشرف فورده برقية الملك فيصل رقم(1372) في:2/2/1374هـ هذا نصّها(الشيخ محمد الصالح الغفيلي قاضي المشرف بالإشارة إلى برقيتكم لجلالة مولاي بشأن نقل عائلتكم من القصيم عمد وزير المالية باللازم) فيصل.
وفي بداية عام 1375هـ طلب من الملك سعود إعفاءه من قضاء المشرف فورده برقية برقم (1714) في:16/1/1475هـ هذا نصّها(قاضي المشرف أبها. من قبل ما ذكرتم عن طلبكم الإعفاء فهذه أمور المسلمين يجب أن تساعدونا عليها وتقومون بالواجب عليكم وأنتم إنشاء الله فيكم البركة ولا يمكن إعفاءكم) سعود.   
وفي عام 1379هـ توجّه إلى ظهران الجنوب قاضيا فيها، ثم نقل إلى قضاء المويه فاعتذر عن ذلك ثم عُرض عليه قضاء وادي فاطمة من قرى مكة المكرمة فاعتذر، وأخيرا نقل إلى تيماء قاضيا فيها منذ عام:1383هـ واستمر فيها.
توفي في تيما وهو يعمل بالقضاء في شهر ربيع الآخر عام:1398هـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. وجعله مع الصالحين في جنات النعيم.

      كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق