مقبل بن
حمود الدميخي
1347هـ ـ
1392هـ.
هو مقبل بن حمود بن خلف آل دميخي.
وأسرته (الدميخي) كما أورد الشيخ عبد الله البسام في كتاب (علماء
نجد خلال ثمانية قرون 6/423) من بطن بني علي وهم بطن من مسروح إحدى قبائل شعب حرب،
ذلك الشعب الكبير الشهير الذي أصله قحطاني. ولكنه الآن صار أكثر الداخلين فيها هم
من العدنانية.
كان والده يسكن بادية قبه ويعمل في رعي الماشية
ثم تحضّر فترك البادية وسكن بلدة الرس ثم ولد فيها ابنه مقبل عام 1347هـ ثم طلّق
أمه وهو طفل صغير ونشأ في الرس وتربى على يد أخواله وقاموا برعايته رعاية حسنة
وكانت أمه امرأة صالحة وحنّت عليه وتفرغت لتربيته، وكفّ بصره وهو صغير في الخامسة
من عمره فأدخله والده كتاتيب الرس ودرس لديهم بهمة عالية ونشاط ومثابرة فحفظ
القرآن الكريم عن ظهر قلب. ثم شرع في طلب العلم على بعض المشائخ واهتم بحفظ المتون
من الكتب في التوحيد والفقه والحديث والفرائض والنحو لحاجته إلى استظهارها وقرأها
على المشائخ في الرس ومنهم: الشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد والشيخ عبد العزيز
بن ناصر الرشيد والشيخ منصور بن صالح الضلعان. ففهم معانيها العلمية الجيدة.
ولما
عُيّن شيخه محمد بن رشيد في أماكن للقضاء انتقل هو إلى الرياض من أجل التزوّد من
العلم على مجموعة من القضاة ومنهم: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رئيس القضاة آنذاك
وفضيلة الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم رئيس المعاهد العلمية آنذاك.
كما
ترجم له القاضي في (روضة الناظرين 2/361) فقال عنه ) هو العالم الجليل والفقيه
الورع والزاهد) ويقول عنه (قوي الحفظ سريع الفهم).
ولما
فتح المعهد العلمي بالرياض عام 1377هـ التحق به وتخرج منه ثم التحق بكلية الشريعة
بالرياض وتخرج منه حاملا الدرجة الجامعية عام 1382هـ أو عام 1381هـ. وكان مدة
دراسته ملازما لدروس العلماء فيها في المساء وفي الليل.
ويقول
الشيخ البسام: ثم التحق بعدها في القضاء في عدة أماكن من هجر البادية فنفع الله به
أهل تلك الأماكن في القضاء والوعظ ولإرشاد والتدريس وبارك الله فيه أينما كان بما
عنده من العلم وبما حباه الله به من محبة الخير للناس والعطف عليهم ولما عنده من
جرأة على التعبير ومن فصاحة وجسارة على الكلام.
ويقول
القاضي (بعد أن تخرج تعين قاضيا في الذيبية هجرة حرب قرب الرس ثم نقل منها إلى
الدليمية قاضيا وظل فيها زمنا مثالا في العدالة والنزاهة مسددا وتنقل في سلك
القضاء عشر سنين وكان واعيا يقظا حازما في كل شؤونه وآية في الورع والزهد مقبلا
إلى الله والدار الآخرة يصدع بكلمة الحق ولا يخاف في الله لومة لائم له حزب في
الليل ويحافظ على أوراده وداعية خير ورشد) ثم قال عنه ( ولمواعظه وقع وعلى جانب كبير من الأخلاق
العالية والصفات الحميدة مجالسه مجالس علم وبحث، متعة للجليس وكان فصيحا ومرجعا في
علوم العربية).
يذكر
القاضي بأن الشيخ مقبل كان بارعا في الشعر راوية فيه وله مراث وكثيرا ما سمعه
يستشهد بالحكم لأبي تمام والمتنبي ومن رقائق شعر أبي العتاهية من ذلك ذكر القاضي
ما يلي:
لا
يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة
إلا من يعانيها
وسمعه
القاضي يستشهد ببيتين هما:
شيئان
يعجز ذو السياسة عنهما رأي النساء
وإمرة الصبيان
أما
النساء فميلهن مع الهوى وأخو
الصبا يجري بغير عنان
ويقول
عنه القاضي: بتلهفه على فقد العلماء والصالحين يستشهد بقول:
لهفي
على السلف الذين تقدموا متأزرين على
أتم وداد
كانوا
جمال الأرض فانظر بعدهم ماذا جناه الخلف في الأحقاد
لهفي على
أيامهم وتراثهم وقيامهم بالوعظ
والإرشاد
كان
الشيخ مقبل رحمه الله دمث الأخلاق قليل الاختلاط بالناس مرحا لا يمل مجلسه، وكان ـ
كما وصفه القاضي ـ قصير القامة أسمر اللون نحيف البدن قليل الشعر طلق الوجه فاتح
القلب مستقيم الديانة ذا خلق حسن.
أصيب
الشيخ مقبل بمرض وهو شاب لا يزال في شبابه ونشاطه ولازمة المرض مدة من الزمن ثم
شفي منه. ثم توفي بسكتة قلبية وهو في منزله عام 1393هـ كما يروي الشيخ البسام. أما
القاضي فيقول بأنه توفي يوم: 25/10/1392هـ وعمره (46) سنة. ويبدو بأن الصحيح عام
1393هـ إذا ثبت بأن عمره عند الوفاة (46) سنة. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته مع
الصالحين الأبرار.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق