محمد بن
قرناس القرناس
1209 هـ
ـ 1274هـ.
هو الشيخ محمد بن قرناس بن عبد
الرحمن بن قرناس
بن حمد بن علي بن محمد بن علي بن راشد الملقب (أبا الحصين).
وآل
حصنان ـ كما ذكر البسام في علماء نجد (5/415) عشيرة كبيرة من آل محفوظ أحد البطون
الكبيرة من قبيلة العجمان التي هي من قبيلة يام بن أصبى بن دافع بن زيد بن ربيعة
بن الخيار بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. فهم من يام ثم من همدان ثم
من كهلان ثم من قحطان.
وآل
محفوظ تشمل أسر كثيرة في الرس منهم: العساف والعذل والقرناس والرشيد والحواس
والحميد والغفيلي والعواجي والدليمان والصبي والعفيصان والرميح والعميل والمفيز
وغيرهم.
وكل
الأسر التي ذكرنا ومنهم القرناس هم من نسل محمد بن علي بن راشد المحفوظي العجمي الملقب (أبا
الحصين) الذي قدم من عنيزة إلى الرس في حدود عام 970هـ وعَمَره مع نسله وصار كثير
منهم من أمراء الرس وقضائها وعلمائها.
أما أسرة القرناس في الرس فقد اشتهرت بقضاتها المشهورين
وأولهم الشيخ قرناس بن عبد الرحمن كان في
وقته قاضيا للقصيم كله وكان حاكما عادلا وفقيها وعالما، كما كان فارسا وقائدا
شجاعا له مواقف بطولية في حرب إبراهيم باشا عندما أغار على الرس. وكان من نسله
مجموعة من الأبناء منهم القاضي والكاتب والوجيه. ومن القضاة من آل قرناس الشيخ
محمد المترجم له والشيخ صالح بن قرناس.
ولد الشيخ محمد بن قرناس في الرس عام 1209هـ ونشأ في كنف
والده الشيخ قرناس بين أخوته في بيت علم وتقوى وصلاح.
قرأ الشيخ محمد على والده وغيره من علماء القصيم، كما حفظ
القرآن الكريم عن ظهر قلب مع ضبطه وتجويده. كما قرأ على الشيخ سليمان بن مقبل قاضي
بريدة والشيخ علي آل محمد قاضي عنيزة، وعلى الشيخ عبد الله الخليفي من علماء
البكيرية وتلميذ والده قرناس. و كان الشيخ محمد يراجع شيخه عبد الله عندما ولي
قضاء الرس. كما يرجح الشيخ البسام في كتابه (علماء نجد خلال ثمانية قرون 6/363)
بأنه قد يكون رحل إلى عنيزة للقراءة عند الشيخ عبد الله أبا بطين عندما كان قاضيا
في القصيم.
وذكر الشيخ البسام أنه في عام 1234هـ حج الشيخ محمد القرناس
إلى مكة المكرمة وبعد نهاية الحج جلس في مكة ودرس على علماء المسجد الحرام. ثم رحل
إلى المدينة المنورة وقرأ فيها على علماء الحديث وأجيز منهم بسند متصل. ثم عاد إلى
الرس وكان يجلس عند والده للدرس وبعد أن ينتهي يجلس للطلاب ليعلمهم العلم الشرعي.
حتى تخرج على يديه عدد كبير من الطلاب من أبرزهم أخوه الشيخ صالح بن قرناس والشيخ
عبد الله بن صقيه والشيخ عبد العزيز بن رشيد وغيرهم.
وصفه الشيخ البسام
(علماء نجد 6/364) فقال" كان المترجم ـ محمد القرناس ـ واسع الإطلاع، ورعا
زاهدا مستقيم الديانة، وعلى جانب كبير من الأخلاق العالية، وله مكانة مرموقة بين
الأهالي، محبوبا لدى الخاص والعام، وكان صاحب غيرة على الإسلام ومحارمه".
كما ترجم له عثمان بن صالح القاضي في(روضة الناظرين 1/204)
بدأها بقوله "هو العالم الجليل والشجاع الباسل الشيخ محمد بن قرناس.."
ثم قا: بأنه نشأ بتربية أبيه أحسن تربية وقرأ القرآن وحفظه تجويدا ثم حفظه عن ظهر
قلب وشرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة فقرأ على أبيه قرناس ولازمه التفسير الأصول والفروع والحديث حتى مات. وقرأ على مفتي
نجد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن با بطين ولازمه سنين كما قرأ على عبد الله الفايز الخيل.
كما قال عنه القاضي" وله مكانة مرموقة بين الأهالي وعند
الولاة ولكلمته نفوذ محبوبا لدى الخاص والعام السيرة وكان صاحب غيرة متى انتهكت
المحارم وكان والده يستنيبه على القضاء متى غاب أو مرض وعلى الإمامة والخطابة في
الجامع وكان حازما في كل شؤونه مثالا للعدالة والنزاهة ظل قاضيا بالرس إلى أن
وافاه أجله المحتوم"
اجتهد الشيخ محمد القرناس في العلم والقضاء والفتوى حتى بلغ
فيها شأنا كبيرا، وأدرك الكثير من العلم في الفقه وغيره من علوم الشرع، تولى قضاء
الرس عام 1262هـ بعد وفاة والده. كما كان له نشاط في التعليم والوعظ والإرشاد
والفتوى وكان خطيبا للمسجد الجامع في الرس بجانب القضاء. و كانت مدة قضائه في الرس
ثلاث عشرة سنة. وكان نزيها ذا خلق عال ومروءة وعطف على الناس هكذا كانت سيرته حتى
وفاته رحمه الله. وذكر البسام بأنه تولى قضاء الرس بعده أخوه صالح بن قرناس.
والشيخ محمد بن قرناس له ذكر كثير في وثائق الرس في الكتابة
والبيع والشراء والرهن وغيرها منها ما يلي:
ـ كتب
بقلمه وثيقة وقف عبد الله المكفوت في نخله بعد وفاء دينه مائة وزنة تمر شقر مشاع
وعشرة أصواع لقيمي بضحايا له ولوالديه وللصوّام في المسجد الجامع بالرس بشهادة
عثمان الصالح وعبد العزيز بن عدامه وفهد الشبلي في شوال 1270هـ ونقله الكاتب
إبراهيم الضويان (53/3).
ـ
اشترى من باتل بن عامر قليبه التي بين قليب صقر وقليب الحمداني بثلاثين صاع منصوف
حنطة وشعير بشهادة قدران بن إبراهيم الغريري وعمار بن مفلح بخط الكاتب محمد بن عبد
الله القريان (57/3).
ـ
اشترى من عمار بن مفلح نصيبه من قليب فلاح المعروفة بالرويضة بين قليب الدبيان
وبين أرض النجاشي بمبلغ خمسة وعشرين ريال ساقطة من ذمته، في 24 ربيع الأول 1271هـ
بشهادة سليمان العقل وحمد الزعاقي وكتبه محمد بن عبد الله القريان (62/3).
ـ
كذلك اشترى من سليمان بن عبد الله الصقير نصيبه من قليبه الكائنة بالعليا التي فوق
قليب الشيخ وتحت قليب العبيد بشهادة عمار بن مفلح ومحسن العذل وكتبه محمد بن عبد
الله القريان سنة 1274هـ (70/3).
ـ
كذلك شهد سليمان العقل وعمار بن مفلح وعبيد الله بن سمر بأن مزنة بنت عايد
البراهيم أقرت عندهم بأنها وهبت محمد بن الشيخ القرناس نصيبها من نصيب أمها من
الآبار المسماة بالباطن الحمودية وبالروضة النجاشية هبة منجزة لا معلّقة ولا ثنيا
فيها ولا خيار بخط الشيخ صالح بن قرناس سنة 1274هـ (73/3).
ـ كما
شهد حمد القرناس بأن أمه وإخوانه وأخواته وجميع ورثة عبد العزيز القرناس قد وهبوا
الشيخ محمد القرناس نصيبهم من البير المسماة النغيمشية وشهد به سليمان العقل وعلي
المنصور بن ضلعان وكتبه محمد بن عبد الله القريان في التاسع من محرم سنة 1275هـ
(78/3).
ـ كما
شهد عبد الله الناصر بن عقيل وعثمان الصالح بن عقيل ومحمد الناصر بن شقير ومحمد بن
نان ومحمد بن إبراهيم الحريقي بأن ورثة سليمان بن إبراهيم المصطور وهبوا نصيبهم من
الشعبة المسماة الحفر بخط محمد بن عبد الله القريان في غرة جمادى الأولى سنة
1274هـ (10/4).
ـ كما
شهد محمد العلي البييبي وسليمان العلي بن عقل وعثمان الصالح بن عجينه بأن خديجة
بنت حمد البراهيم باعت حقها وحق أبيها حمد من أرض القميطي بالنغيمشية بعشرة ريالات
وكتبه عثمان بن سليمان بن فواز في الختمة من ذي القعدة سنة 1262هـ (18/4).
هذه
بعض الوثائق التي ذكر فيها الشيخ محمد القرناس واو أردنا أن نكتب عن ما كتب عنه
لطال الحديث.
خلّف الشيخ محمد بن قرناس مجموعة من الذرية (2) ذكور (10)
إناث من ثلاث زوجات وهم: صالح ومنيرة وزينب ومزنة ومضاوي ومويضي وعائشة وهيا ورقية
أمهم خديجة بنت محمد الوهيبي، قرناس وفاطمة أمهما رقية بنت محمد بن حمود أبا
الحصين، وموضي أمها شما المبارك.
توفي الشيخ محمد بن قرناس عام 1274هـ وقيل عام 1276هـ. أما
القاضي فقال عن وفاة الشيخ محمد ما يلي "وافاه أجله المحتوم في ربيع الآخر
سنة 1272هـ وهذا ما ذكره حفيده بترجمة جده وهناك مرجع آخر جعل وفاته سنة 1274هـ.
وخلفه على قضاء الرس زميله عبد الله الخليفي"
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه جنات النعيم مع الصالحين
الأبرار.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق