الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

محمد بن عبدالعزيز الرشيد

محمد بن عبد العزيز الرشيد
1304هـ/1395هـ.
هو محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن رشيد بن عبدالله بن رشيد ابن زامل بن علي بن محمد آل أبا الحصين. الذي قدم جدهم إلى الرس في حدود عام 970هـ وسكنه وعمره مع نسله.
ولد عام 1304هـ في بلدة الشنانة التي تقع جنوب غرب الرس، ونشأ في بيت علم وهدى وصلاح بين أهله، وتوفي والده في معركة الشنانة عام 1322هـ فانتقل مع أهله إلى الرس. ثم تعلم فيها القراءة والكتابة في الكتاتيب عند المعلم صالح بن محمد الخليفة المسمى (أبو صويلح) ثم على الشيخ رميح بن سليمان وعند ابنه المطوّع عبدالله بن رميح وعلى يديهما تعلم الكتابة القراءة والخط والحساب. وكان قد حفظ القرآن الكريم وهو صغير أثناء وجوده في الشنانة.
بعد ذلك شرع في طلب العلم والأخذ بمبادئ العلوم الشرعية على مشايخ الرس. حيث بدأ على الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان والشيخ عبدالله بن سليمان بن بليهد والشيخ صالح بن فرناس القرناس في الفقه والحديث والتفسير وغيرها، ثم سافر إلى عنيزة وقرأ على قاضيها الشيخ صالح القاضي. بعدها رحل إلى بريدة ومعه أخوه عبدالرحمن وتعلما على الشيخ عمر بن محمد بن سليم والشيخ عبدالله بن محمد بن سليم.
وفي عام 1328هـ سافر هو وأخوه عبدالرحمن ومعلمه أبو صويلح وبعض طلبة العلم من الرس إلى الرياض وأنزلهم المشايخ في أربطة طلبة العلم الخاصة. يقول ابنه عبدالله عن والده (قال والدي: ذهبت أنا وأخي عبدالرحمن وأحد المرافقين معنا إلى حلقة الشيخ عبدالله بن عبداللطيف وسلمنا عليه وأخبرناه بقصدنا فسألني: هل حفظت القرآن؟ فقلت نعم ثم سألني عن بعض السور فأجبته فأجازني. ثم سأل زميلي فأجاب بالنفي فرده قائلا: أولا احفظ القرآن ثم اجلس لطلب العلم).
وفي الرياض درس على كل من:   
1ـ الشيخ عبدالله بن عبداللطيف كان حينها خطيب الجامع في الرياض ومن كبار العلماء قرأ عليه التوحيد والفقه والعقيدة.
2ـ كما قرأ على الشيخ سعد بن عتيق في الحديث بلوغ المرام. ويقول: كان شيخه يحبه ويقدره ويكرمه، وكان يطلب منه بعد القراءة أن يمسك بيده ليوصله إلى منزله حيث كان كفيف البصر.
3ـ ثم قرأ على الشيخ عبدالله بن راشد بن جلعود الفرائض وقسمة المواريث، وكان مشهورا في ذلك حتى أصبح مرجعا لعلماء الرياض.
4ـ كما قرأ على الشيخ حمد بن فارس النحو. وكان الشيخ عالما في علوم العربية وعلوم الفلك.
ثم عاد الشيخ محمد بن رشيد إلى الرس ولازم شيخه ابن ضويان فقرأ عليه كتب الفقه بالمذهب الحنبلي، كما قرأ على الشيخ عبدالله بن بليهد. وكان من مشائخه بالرس الشيخ سالم بن ناصر الحناكي والشيخ محمد بن صالح الخليفي والشيخ عبدالله ابن رميح بن سليمان الرميح. وفي عنيزة قرأ على الشيخ صالح بن عثمان القاضي، وفي بريدة قرأ على الشيخ عبدالعزيز بن بشر.
كان الشيخ محمد بن رشيد على كثرة قراءته عارفا في الأنساب والمعلومات وحوادث نجد ووفيات الأعيان، وكان واسع الإطلاع في كل العلوم والفنون. وكان يوثق ويكتب العقود والصكوك بخطه ويمليها على الكتبة ويعلق عليها بتزكية الكاتب. كما كان لديه مكتبة كبيرة تضم أمهات المراجع وكتب الشريعة والفقه واللغة وغيرها.
وكان رحمه الله ــ كما وصفه ابنه عبدالله ــ أبيض اللون نحيف الجسم مربوعا طويل الوجه واللحية أقنى الأنف طلق الوجه، وكان متواضعا يمتلئ مجلسه بطلبة العلم، شيّق الحديث يحنو على الفقراء والمحتاجين، كما كان كريما بشوشا محبا للخير، وكان جيرانه ومعارفه من كبار السن يجتمعون عنده بعد أذان الفجر الأول يشربون عنده القهوة ويتحادثون ويستفيدون من علمه حتى خروجهم للصلاة.
أما أعماله التي قام بها منها:    
1ـ عندما كان في الرياض عيّن إماما لمسجد المصمك بأمر من  مشائخ الرياض واستمر فيه لمدة عامين.
2ـ عندما عرف مشايخه مقدار علمه كلفه ولي الأمر واعظا عند قبيلة عتيبة في بلدة سنام، فكان يعلمهم ويرشدهم ويعظهم ويقرأ عليهم من كتب العلم الشرعي، ويصلي بهم الجمعة والجماعة، ويذكي ذبائحهم يذكر عن ذلك بقوله (إذا جاء وفد إلى أميرهم وأردت أن أذكي الذبائح للضيوف.. لحقني بعض الوافدين يسألني: من أنت؟ ومن قرأت عليه؟ فإذا ذكرت أنني قرأت على آل الشيخ في الرياض وآل سليم في بريدة فرحوا بذلك ووافقوا على ذبحي.. وإن ذكرت أنني قرأت على مشايخ مجهولين لم يأكلوا الذبيحة).
3ـ عندما رجع إلى بلدة الرس لازم مشايخه فيها ثم عمّده القاضي بإمامة مسجد الرشيد في الرس الذي أنشئ عام 1337هـ، وقام بافتتاح مدرسة لتحفيظ القرآن والعلوم الشرعية شرق المسجد خلفه عليها الشيخ محمد بن ناصر الرشيد حتى عام 1363هـ.
4ـ عندما انتهى الملك عبدالعزيز من معركة السبلة عام 1347هـ مر على الرس واجتمع مع أهلها وطلبوا منه أن يعيّن الشيخ محمد بن رشيد قاضيا عندهم ولكنه اعتذر وخرج من الرس إلى مكة ثم إلى الخرمة عند أخيه عبدالرحمن فلامه أخوه على رفضه والناس بحاجته.. ثم عاد إلى الرس وجلس للقضاء من: 1/1/1348هـ واستمر فيه. وكان يجلس للخصوم في البيت والمسجد والشارع لعدم وجود مقر للمحكمة. واستمر في قضاء الرس حتى نقل إلى الخرمة عام 1364هـ.
5ـ في عام 1364هـ أدى فريضة الحج مع أمير القصيم عبدالله بن فيصل الفرحان.. وبعدها تم تعيينه
 في قضاء الخرمة بطلب من أهلها وأميرها وبأمر من الملك عبدالعزيز رحمهم الله وبقي فيها حتى عام 1367هـ.
6ـ في عام 1367هـ أمره الملك عبدالعزيز بالتوجه إلى رنيه ليتولى القضاء فيها بدلا من قاضيها الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم الباهلي فطلب من الملك فيصل العدول عن النقل فاعتذر له. فسافر إلى رنية وبقي فيها حتى عام 1378هـز
7ـ في عام 1378هـ جاءه برقية من رئاسة القضاء في الحجاز بالتوجه من رنية إلى نجران، ولكنه اتصل برئيس القضاء الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ فترجاه منه أن يبقيه في رنية فوافق الشيخ على بقائه.. حتى أحيل للتقاعد في نفس العام.
بعدها بقي في الخرمة عدة أعوام ثم انتقل إلى الطائف من عام 1390هـوبقي فيها متفرغا للقراءة والإطلاع حتى وفاته رحمه الله.
درس عليه مجموعة كبيرة من التلاميذ من أهل الرس وغيرهم. مثل:
الشيخ صالح بن علي بن غصون قاضي شقراء والأحساء وعضو هيئة كبار العلماء. والشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن رشيد قاضي المندق ثم الأحساء وعضو هيئة التمييز وعضو مجلس القضاء الأعلى. والشيخ محمد بن صالح الغفيلي قاضي المشرف وتيماء. والشيخ منصور بن صالح الضلعان قاضي العرضية. والشيخ سليمان بن صالح الخزيم  قاضي نجران ثم عروى. والشيخ حمد بن مطلق الغفيلي قاضي السويرقية والمهد وطريف وقصيبا والبعائث والعظيم والفوارة. والشيخ صالح بن عبدالله الجارد قاضي شقراء ومرات وأملج والسليل. والشيخ عبدالعزيز بن ناصر الرشيد رئيس تعليم البنات ورئيس هيئة التمييز. والشيخ سليمان بن محمد الدهامي إمام وخطيب جامع الرس القديم. والشيخ عبدالرحمن بن صالح الرشيد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرس.
وفي الخرمة درس على يديه كل من: الشيخ صالح بن فريح قاضي الدفينة ثم عفيف. والشيخ سعد بن علي بن تويم قاضي رنية. والشيخ محمد بن سليمان الدميجي إمام وخطيب جامع الخرمة.  
توفي الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد يوم:10/8/1395هـ وتمت الصلاة عليه في مسجد الشيخ عبدالله بن حسن في حي الشرقية ودفن في مقبرة الكعكي في الطائف. مخلفا ثلاثة أبناء وسبع بنات.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه جنات الفردوس مع النبيين والصالحين.

كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق