محمد بن فهد
الغفيلي
1349هـ ـ
1423هـ.
هو الشيخ محمد بن فهد بن علي بن إبراهيم
الغفيلي.
وأسرة
الغفيلي في الرس جاءهم هذا اللقب من جدهم سالم بن علي بن سليمان بن شارخ بن محمد
الذي تولى رجالٌ من نسله إمارة الرس قبل العسّاف.
والغفالا من ذرية محمد بن علي
الملقب (أبا الحصين) الذي سكن الرس في حدود عام 970هـ وعمره مع أبنائه.
ذكر
الشيخ عبد الله البسام أن قبيلة العجمان أصلها من نجران ولها فروع في كثير من البلدان،
وأكثرهم يجتمعون في الصرار جنوب النعيرية في المنطقة الشرقية. والعجمان في الرس
منهم آل عسّاف والغفيلي والرشيد والعواجي والقرناس وغيرهم.. الذين منهم علماء
وقضاة مشهورين.
والمترجم
له هو: الداعية المصلح والمربي الورع. قال عنه ابنه خالد في كتاب ألفه عنه بعنوان
(رحيل إنسان وحنين وجدان) (محمد بن فهد الغفيلي المربي الورع الذي قضى جل حياته في
الدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة والموعظة المؤثرة، بين أمر بمعروف أو نهي عن منكر
أو تقديم نصيحة خالصة).
انتقل
الشيخ محمد مع والديه وأخيه صالح من الرس إلى خيبر لطلب الرزق والمضاربة بالتجارة،
وأقاموا فيها سنينا وفيها مرض والده ومات فيها.
ثم
رحلوا إلى بلدة الحائط التابعة لمنطقة حائل. وتعلم في كتاتيبها مبادئ القراءة
والكتابة وحفظ قصار السور من القرآن الكريم، وتعلم التلاوة على يد معلمين من أهل
البلدة.
بعد
إقامتهم فترة من الزمن في الحائط انتقلوا إلى الرس بطلب من الشيخ عبد العزيز بن
سليمان الغفيلي وكان رجلا فقيها متعلما فاستفاد منه الشيخ محمد وحفظ على يديه
القرآن الكريم وتعلم منه الكثير من العلوم الشرعية، كما تتلمذ على مجموعة من
المشايخ في الرس.
ثم
انتقل لطلب العلم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعندما حصّل من العلم تأهل
للعمل في حقل الدعوة استقر به المقام في الستينات الهجرية في بلدة رأس مشعاب في
المنطقة الشرقية.
وعند
استقراره فيها عمل على متابعة تحصيله فقرأ واطلع على أمهات كتب التوحيد والتفسير
والحديث والفقه، وعلى ثقافة عصره بما يكتب في الصحف والمجلات المعاصرة.
يقول
ابنه خالد عن والده (عرف عن الشيخ الغفيلي رحمه الله سعة الإطلاع مع الأخذ بمحاسن
الأخلاق من التقوى والورع والميل إلى الزهد منذ صغره، وكان سمح الأخلاق الابتسامة
على محياه، كريم ذات اليد، متواضعا ولا يبخل بالشفاعة الحسنة لكل من يعرف ومن لا
يعرف.. ويؤكد هذا كل من كان قريبا من الشيخ أو تعامل معه).
عمل
رحمه الله منذ بداية علمه في الوعظ والإرشاد وإمامة المصلين تطوعا وتقربا في ذلك
إلى الله وطلبا للأجر والمثوبة، كما كان يجلس في مسجده للوعظ والدروس العلمية
لطلاب العلم، وكان يقرأ من دروس كتاب رياض الصالحين وسنن أبي داوود وغيرها.
كان
عمله في الإمامة والوعظ في رأس مشعاب ثم انتقل إلى النعيرية والسفانية، وأخيرا
استقر به المقام في الدمام منذ عام 1401هـ إماما وخطيبا في جامع أنس بن مالك
واستمر في الإمامة حتى توفي رحمه الله.
أما
عمله في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد كان من: 1/1/1374هـ حتى تقاعد
في: 1/2/1414هـ.
ثم
قال ابنه خالد عنه ما يلي(من الأمور المهمة في حياة الشيخ محمد الغفيلي تفقده
لجماعة المسجد كبارا وصغارا.. يتعامل معهم برفق ولين ويسأل عن غائبهم ويزور مريضهم
ولا يرد سائلا وكثيرا ما كان ما ينتظره صغار السن ليسلموا عليه بعد الانتهاء من
الصلاة، أما عن معاملته مع عائلته وأفراد أسرته فقد كان يشملهم برعايته وحنانه..).
كثيرون
الذين أثنوا على الشيخ محمد وعلى أخلاقه ومعاملته ولطفه. قال عنه أحد أصحابه (كنا
نحسبه أبا لنا.. فقد كان صديقا لوالدنا وكنا نتسابق للجلوس بجانبه ونستأنس بإيمانه
وحديثه وتوجيهاته التي لا تمل البته. كنا نغادره ونحن عازمون على إتباع أسلوبه
التوعوي. وكان حنونا سمحا بليغا. لم أر في حياتي بشرا يشع نورا وحيوية وهدوءا
منه).
توفي
الشيخ محمد يوم: 5/4/1423هـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنات النعيم.
كتبه
الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق