الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

حرب أهل الرس مع إبراهيم باشا في تاريخ ابن دعيج.

حرب إبراهيم باشا وأهل الرس في كتاب (تاريخ ابن دعيج):
أحمد بن علي بن دعيج. وهو أرجوزة تاريخية وصف بها أحداث حملة إبراهيم باشا على نجد. وسقوط الدرعية وما نتج عن ذلك. اعتنى بها/ سليمان بن صالح الخراشي. روافد للطباعة والنشر والتوزيع/ الطبعة الأولى/ 1429هـ.
ثم قال (ص 120) (وصلت حملة إبراهيم باشا في اليوم الخامس والعشرين من شعبان عام 1232هـ/9 يوليو 1817م وفي الحال أمر إبراهيم باشا عساكره بضرب الحصار حولها, فنُصبت المدافع في أماكن متعددة وبدأ على الفور إطلاق المدافع على هذه الأسوار بشكل كثيف ومتواصل لمدة خمسة أيام ويبدو أنهم استطاعوا هدم ثلاثة من أبراجها وقسم من سورها, ولكن أهالي الرس كانوا يبنون ما تهدم بشكل سريع, وبهذا فشل إبراهيم باشا في جميع هجماته على الرس, وطالت مدة حصارها إلى ثلاثة أشهر ونصف).
أقول: لم يذكر إبراهيم باشا في خطاباته لوالده أنه هدم شيئا من قلاع بلدة الرس أو جزء من سورها. بل إنه كان يتذمّر من صلابة قلاع البلدة وصعوبة هدم السور, وكان يصف ذلك بحسرة. كما أنه لو استطاع أن يهدم ثلاثة أبراج وجزء من السور لسقطت الرس في يده بسهولة وانتهى الحصار ودخل جنوده البلدة وقضوا على أهلها. لذا فأنا أشك في قول الكاتب. كما أنه قال (يبدو) ولا أعلم كيف بدأ له هذا الرأي وكتبه.     
 وقوله (ولكن أهل الرس كانوا يبنون ما تهدم بشكل سريع) من السور والقلاع. أقول: إذا سلّمنا أن الباشا هدم قلاعا وجزءا من السور فليس من المعقول أن يتمكّن أهل الرس من بناء ما تهدم بهذه السرعة وفي وقت قياسي وهم في حالة حرب, كما أن البناء لن يكون بقوة البناء الأصلي. ثم إن جنود الباشا لو تمكنوا من هدم الجزء فلن يعجزهم هدم كل السور والقلاع خاصة وهم يملكون المدافع الكبيرة والقوية. ثم لا ننس أن الباشا وجنوده كانوا يصبّون غضبهم على بلدة الرس وأهلها ولن يدعوهم يبنون ما تهدم من السور والقلاع بسهولة والحالة آنذاك حالة حرب شعواء هدفها التدمير والقتل.      
ويواصل الكاتب الحديث عن حرب الرس (ص 122) (ومع وصول الإمدادات لإبراهيم باشا قام بإنشاء برج قريب من قلعة الرس يناظرها في العلو والمتانة. ووضع فيه المدافع الموجهة إلى سور القلعة, وبدأ حربا عنيفة بالمدافع والبنادق استمرت 24 يوما, تم خلالها هدم أجزاء من قلعة الرس, وتم التضييق بشكل قوي على أهاليها حتى كانت حركتهم داخل البلد من أصعب ما يكون, واشتد الحصار حتى يوم عيد الأضحى 10 ذو الحجة من عام 1232هـ  21 أكتوبر 1817م ويذكر ابن بشر أن أهالي الرس راسلوا الإمام عبدالله في عنيزة وناشدوه التدخل بشكل سريع لفك الحصار عنهم. أو أن يأذن لهم بالتفاوض مع إبراهيم باشا, وقد عجز الإمام عبدالله عن التدخل في هذا الوقت, بينما كانت الإمدادات تتدفق إلى إبراهيم باشا وتزيد قوته قوة. وهنا علا صوت أهالي الرس الذين طاولهم الحصار وأنهكهم يطالبون بالصلح. فتم عقد الصلح على إعطاء أهل الرس الأمان, وإخراج الحامية الموجودة لديهم إلى الإمام عبدالله بن سعود. وتضيف الوثائق العثمانية شرطا آخر تمثل في إحضار ثلاثة من شيوخ الرس إلى إبراهيم باشا كرهائن لديه يضمن بهم هذا الصلح. اتفق الطرفان على أن يُرفع الحصار عن الرس, وأن يذهب إبراهيم مع جيشه حيث يشاء على ألاّ يدخلوا الرس, وان الأهالي ليسوا مجبرين على أن يقدموا شيئا للجيش ولا يطلب منهم لا مؤن ولا غرامات, وأن تقام في الرس حامية مصرية إلاّ إذا استطاع إبراهيم باشا الاستيلاء على عنيزة, وأنه إذا لم يتمكن من ذلك فإن المعارك ستبدأ من جديد بين الطرفين).    
ـ قال (وتم التضييق بشكل قوي على أهاليها حتى كانت حركتهم داخل البلد من أصعب ما يكون) وأقول: هذا صحيح فإن أهل الرس وهم داخل بلدتهم يعانون من ظروف صعبة منها: أن العدو الذي يحاصرهم يتربص بهم ويتوعدهم بالقتل والتدمير. وأن إبراهيم باشا يتلقى باستمرار المدد الكبير له من والده من القادة العسكريين والجند المدربين والمدافع والقذائف والذخائر المنوعة وكلها يصبها على سور البلدة وهو يعترف بقوله (وإن مثل تلك القلاع يحتاج أخذها إلى ألغام. أرجو إرسال معلمين في الألغام. إنني أعجز عن إفادتكم بشأن صعوبة هذه القلعة المنحوسة) كما يقول (ولما كان المحاصرون.... فإنهم تجمعوا في المواجهة وأخذوا يقتنصون برصاص البنادق الجنود الذين دخلوا القلعة فسقط الكثير منهم قتلى. ولذلك لم يتيسر الاستيلاء على القلعة) أما أهل الرس فلا يوجد من يمدهم بالسلاح والعتاد إلاّ توفيق الله وفضله لهم بالنصر. وكانوا يعتبرون تصديهم للباشا وجنوده جهادا يبتغون به الأجر من المولى عز وجل. كما لا ننس أن الحامية التي جاءت إلى الرس كانت عبئا ثقيلا على أهل البلدة, حتى أن المعيشة التي ادخرها أهل الرس لأيام الحرب لا تكاد تكفي الرجال والنساء والأطفال فكيف برجال الحامية. ولا ننس أن شيوخ البادية وأتباعهم من البدو مثل فيصل الدويش وغانم بن مضيان كانوا يحاربون أهل الرس مع جيش الباشا, ويزيدونهم شدة على شدة.
قال (وتضيف الوثائق العثمانية شرطا آخر تمثل في إحضار ثلاثة من شيوخ الرس إلى إبراهيم باشا كرهائن لديه يضمن بهم هذا الصلح) وأقول: لم أجد في كتب التاريخ من يذكر في صلح الرس أن إبراهيم باشا أخذ معه رهائن من أجل ضمان الصلح. ومن هو الشيوخ الذين يذكر الكاتب أن الباشا أخذهم,  وليت الكاتب ذكر لنا تفصيلا أكثر عن ذلك الشرط.
قال (وأن يذهب إبراهيم مع جيشه حيث يشاء على ألاّ يدخلوا الرس) وأقول: هذا الشرط اشترطه أهل الرس وقائدهم قرناس بن عبدالرحمن وشددوا عليه. بل إنهم منعوا الباشا وجنوده من دخول البلدة. ولكن قرناس وافق على دخول إبراهيم باشا إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة. وكان خطب قرناس عن الوفاء بالعقود والمواثيق, فقال له إبراهيم باشا (أنت ذيب وخطيب).
وقال (وأن تقام في الرس حامية مصرية إلاّ إذا استطاع إبراهيم باشا الاستيلاء على عنيزة) وأقول: لم يبق حامية مصرية أو جندي واحد في بلدة الرس بعد إتمام اتفاقية الصلح. مع العلم بأن إبراهيم باشا عندما انتهت حرب الرس بالصلح غادرها إلى عنيزة واحتلها بعدما خرج منها عبدالله بن سعود. ثم اتجه إلى الدرعية الهدف الرئيسي للحملة وهو يحتاج زيادة في الجنود والعتاد فكيف يبقي حامية كاملة وهو يحتاجها لحرب الدرعية.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

سليمان بن حمد الرميح.

سليمان بن حمد الرميح.
                        1280 ـ 1356هـ
هو سليمان بن حمد بن سليمان بن رميح بن سليمان (الطويل) بن علي ابن حمد بن محمد بن علي بن راشد الملقب (أبا الحصين).
وقد غلط الشيخ عبدالله البسام (علماء نجد خلال ثمانية قرون 2/277) رحمه الله عندما ذكر أنهم من آل مفيز حيث اختلط عليه الأمر في ذلك فقال (من آل مفيز من آل محفوظ، فخذ من العجمان من قبيلة يام الهمدانية القحطانية) فخلطهم مع آل رميح بن عمر بن فوزان بن حمد بن مفيز بن محمد بن علي بن راشد، وهذا غير صحيح لأن أسرة الشيخ سليمان هذا من نسل محمد بن علي بن راشد الملقب (أبا الحصين) الذي سكن الرس في حدود عام 975هـ. ونقل وأكّد هذه المعلومات الأستاذ منصور الرشيد عن محمد بن رميح الذي توفي عام 1395هـ وكان جيد الحفظ عالما بالأنساب مع كبر سنّه حيث توفي وعمره (120سنة) وهو الذي ذكر بناء أمير الرس هديب بن عويص بن محمد بن علي حوطة الجو وبناء أول سور بالرس.   
ولد الشيخ سليمان في الرس في عام:1280هـ تقريبا كما يروي البسام، ويذكر صالح بن سليمان العمري في كتاب (علماء آل سليم) بأنه ولد عام: 1389هـ ونشأ في بيت علم وهدى وصلاح من أسرة كريمة منها القاضي والكاتب والمرشد، وتربى تربية إسلامية. وهو والد الشيخ حمد بن سليمان الرميح الكاتب المعروف بالرس.
وكان معاصرا لكل من المشايخ صالح بن قرناس وعبدالله بن سليمان البليهد وسالم بن ناصر الحناكي ومحمد بن ناصر الحناكي. ومن المواطنين في الرس كان معاصروه: محمد بن سليمان بن هندي ومطلق بن ناصر الحناكي وصالح بن محمد العبدالعزيز الرشيد ومنصور الدخيل بن مالك وصالح بن إبراهيم الجعويني وصالح ابن عبدالعزيز الخريجي وغيرهم. 
قرأ على جده رميح بن سليمان في الرس القرآن الكريم فأتقنه، ثم شرع في طلب العلم على مشايخ القصيم منهم: الشيخ صالح بن قرناس والشيخ عبدالله بن بليهد، ثم رحل إلى بريدة لطلب العلم والدراسة على علمائها فدرس على الشيخ محمد بن سليم وعلى ابنيه الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم والشيخ عمر بن محمد ابن سليم، ثم سافر إلى عنيزة فقرأ أيضا على الشيخ صالح بن عثمان القاضي، وفي الرس قرأ على الشيخ عبدالله بن سليمان بن بليهد قاضي الرس وعلى الشيخ الكاتب إبراهيم بن محمد بن ضويان صاحب منار السبيل فحصل طرفا صالحا من الفقه وقرأ جملة كتب الحديث وكان يحفظ منها الكثير.
أعمال الشيخ سليمان: عندما أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله في عام 1346هـ بإيفاد وتعيين مجموعة من القضاة والدعاة والوعاظ والمرشدين في المدن والقرى والهجر السعودية خاصة في الحجاز وعسير فكان الشيخ سليمان ممن أوفدهم الملك إلى رابغ في عام 1344هـ ليتولى القضاء فيها فمكث فيها عدة أعوام قاضيا ومرشدا ومعلما لأهلها حتى أصيب بمرض وهو فيها فعاد إلى الرس، ثم قضى بقية حياته في الرس وكان الشيخ عبدالله بن بليهد ينيبه عنه في إمامة المسجد.
كان الشيخ سليمان ذا ذكاء قوي ومفرط كثير الصلاة والتهجد والعبادة والزهد والورع ولين الجانب، وكان مستقيما على الدين ورعا كريم الخلق والخصال ذا شيم عالية ذا فكاهة جميلة سليم الصدر لا يمل مجلسه، وكان رحمه الله متصفا بصفات العقل والتفكير السليم، وكان له منزلة كبيرة عند أهل رابغ فأحبوه وكان له قدر كبير بينهم، وكان يصدع بالحق ويحكم بالشرع وكان يعطف على الضعيف ويأخذ له الحق، وكان في قضائه محمود السيرة وكان أهل رابغ يقدرونه ولا يعدلون به أحدا ممن ولي القضاء قبله أو بعده.
قال عند الشيخ سليمان بن حمدان: بأنه ولد في الرس ونشأ فيها وقرأ القرآن وحفظه حفظا جيدا عن ظهر قلب، وأمّ به في رمضان وتعلم الكتابة فأتقنها جيدا، وكتب بخطه المضبوط النيّر عدة كتب.
وكان الشيخ سليمان يكتب الوثائق في الرس وقد كتب بيده مجموعة كثيرة من الوثائق التي تتضمن بيوع وأوقاف ووصايا لأهل الرس منها:
كتب عام 1326هـ بيع علي بن حمد الوهيبي قصره المسمى (المنفلت) على سليمان السعد بشهادة عبدالله بن عمير والكاتب.
كما نقل عام 1340هـ من خط صالح بن محمد الضويان الذي نقله من خط الشيخ قرناس وقف حمود الجليدان حقه من قليب الجبر بالحجناوي ووقف علي بن عقيل نصف عودة الحجناوي ووقف يوسف الجاسر حقه بالدحل بالحجناوي.
وكتب الشيخ سليمان عام 1338هـ الصلح الذي وقع بين محمد بن عامر وآل حميد على باب القصر على يد الشيخ صالح بإملاء الشيخ عبدالله ابن سليمان البليهد.
ونقل عام 1342هـ بيان ورثة الوجعان من خط والده حمد بن سليمان الرميح بشهادة صالح بن منصور الدخيل ومحمد العلي السويح.
ونقل عام 1334هـ بشهادة منصور الدخيل بن مالك وثيقة تفيد بأن القليب التي في الحجناوي المعروفة بالعود أنها زرعت عام 1294هـ.
كذلك كتب الشيخ سليمان مجموعة أخرى من الوثائق سواء منها ما كان وقفا أو وصية أو مبايعة أو غيرها، كما كان كثيرا ما ينقل بعض الوثائق المهمة من خط بعض الكُتّاب الذين سبقوه ونكتفي بما ذكرنا منها.
وحصل الشيخ سليمان على تزكية من الشيخ عبدالله بن بليهد نصها ما يلي: (الشهادة المرقومة أعلاه بخط الثقة الشيخ سليمان بن حمد الرميح حتى لا يخفى)
وتزكية أخرى من الشيخ عبدالله البليهد أيضا نصها (الشهادة المرقومة أعلاه بخط الثقة الشيخ سليمان ثابتة معتبرة حتى لا يخفى قال ذلك كاتبه عبدالله بن سليمان البليهد وصلى الله على محمد وسلم 1354هـ).
والشيخ سليمان يبدأ كتابته أحيانا بالبسملة كاملة وأحيانا أخرى بقوله (الحمد لله وحده) وكان خطه جميلا وواضحا وكثيرا ما يستعمل الخط العريض في الكتابة مما يجعل خطه يتميز بالوضوح. كما كان الكاتب يوثّق كتابته في نهايتها باليوم والشهر والسنة.               
في عام 1356هـ مرض الشيخ سليمان مرضا شديدا وهو في رابغ فعاد إلى الرس عند أهله وجماعته وتوفي فيها في هذا العام، ويروي صاحب كتاب علماء آل سليم عن ابنه حمد بن سليمان بأنه توفي عام 1353هـ وكان عمره عند الوفاة يزيد على الخامسة والثمانين. رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا وإياه في مستقر رحمته.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

سليمان بن بطاح البطاح.

سليمان بن بطاح البطاح.
                        0000 ـ 0000هـ
هو سليمان بن بطاح البطاح. ولم أجد غير ذلك.
ولد في قصر ابن عقيّل البلدة الواقعة غرب الرس.
درس على الشيخ عمر بن محمد بن سليم في بريدة. وكان من زملائه على الشيخ عمر كل من: الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ محمد بن صالح بن خليفة والشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ عبدالرحمن بن سليمان البطي (أبو مسدد) والشيخ محمد بن صالح بن خزيم قاضي الرس والشيخ محمد بن ناصر الحناكي والشيخ سالم بن ناصر الحناكي والشيخ سليمان بن حمد الرميح وسليمان بن محمد الدهامي وناصر بن صالح بن عقيّل ومحمد بن راشد المحيلان وعبدالله بن محمد الخليفة وصالح بن محمد الخليفة وسعد بن صالح الطاسان.
لم يتول القضاء ولكن كان طالب علم في قصر ابن عقيّل. كان يؤم الناس في المسجد ويعظهم ويرشدهم. وكان يتولى عقود الأنكحة وكتابة الوثائق والعقود. لم أعثر عن وثائق أو كتابات من خطه.
كذلك لم أجد علما عن تاريخ ولادته ولا وفاته. ولم أجد من يزودني بمعلومات عنه. رحم الله سليمان بن بطاح وأسكنه الجنة مع الصالحين.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

سعد بن صالح الطاسان.

سعد بن صالح الطاسان.
                      1311 ـ 0000هـ
هو سعد بن صالح إبراهيم بن سعد بن عبدالرحمن الملقب (طاسان) بن سعد آل يحيا ابن فرّاج بن محمد بن حسين بن عثمان بن سعدون الجبري الخالدي.
وأسرة الطاسان المشهورة التي استوطنت الرس: هم أبناء إبراهيم بن سعد ابن عبدالرحمن الملقب (طاسان) نزح جد الأسرة فرّاج بن محمد الجبري الخالدي عام 1082هـ من قرية السّهلة في نقرة بني خالد في وادي المياه بالأحساء واتجه إلى بلدة القصب ثم واصل السير إلى القصيم حتى وصل إلى محلة الجناح قرب عنيزة واستوطنها واستمر فيها هو وذريته حتى عام 1196هـ. حيث خرج منها جد الأسرة سعد بن يحيا الجبري الخالدي ودخل عنيزة مستقرا في حي أم خمار حتى انتقل جدهم سعد بن عبدالرحمن وابنه إبراهيم وأحفاده إلى الرس في حدود عام 1250هـ وصاروا من وجهائها وعقدوا مع أمراء الرس آنذاك من ذرية أبا الحصين المحفوظي العجمي حلف لزم ودم.
والكاتب سعد بن صالح ولد وتربى في كنف والده صالح بن إبراهيم الطاسان الذي كان في الرس ثم انتقل إلى النبهانية بعد وقعة الصريف حيث طلب أميرها ابن يحيى عام 1316هـ منه أن يقيم في النبهانية ليكون مطوّعا وإماما ومعلما لأمور الدين فيها لأنه كان متعلما وحافظا لكتاب الله، فانتقل من الرس إلى النبهانية وصاهر أميرها ابن يحيى.
وفي عام 1318هـ بعد وقعة الصريف نزل الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم قاضي بريدة في النبهانية بعد أن أجلاه منها عبدالعزيز بن متعب بن رشيد أثر خلاف بينهما، فاستقبله مطوّع النبهانية صالح بن إبراهيم الطاسان وأكرمه وأنزله في داره وصار بينه وبين أبنائه علاقات حميمة ومنهم الكاتب سعد بن صالح     الذي درس على محمد بن عبدالله بن سليم عندما وصل إلى النبهانية كما درس على الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم والشيخ عمر بن محمد بن سليم.
ولما توفي والده قام مكانه مطوعا ومرشدا في النبهانية وإماما لمسجدها وكان رحمه الله حافظا لكتاب الله تقيا حريصا على طلب العلم ثقة ومحبوبا بين الناس . كما كان وجيها فيها لمكانته الدينية بين أهلها،
ولما توفي خلفه على عمله في مطوعية النبهانية ابنه صالح بن سعد الطاسان وكان مثل جده ووالده يرشد الناس ويوجههم لأمور دينهم ويحنو عليهم ويؤمهم في المسجد.
وكان الكاتب يبدأ كتابته بالبسملة، ويختمها بالصلاة على النبي محمد.
ومن كتابته وثيقة كتبها في شوال 1372هـ  وهو يشهد بالله عندما كان إماما لمسجد النبهانية أن عنده ورقة فيها وقف لابن براك ذاكرا فيها ربع البديع اسبالة بين إمام مسجد النبهانية وبين مسجد الرس بينهم أنصاف وعندما تزرع يأخذ ربعها ويرفع نصف الربع لإمام مسجد الرس. وذكر بأن والده كان يأخذها قبله. وبشهادة سليمان العلويط، ونقل تلك الوثيقة من أجل حفظها الكاتب محمد بن إبراهيم الخربوش وكيل أوقاف الرس بوقته في ذي الحجة عام 1372هـ.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الجنة مع الصالحين.
 كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

سعد بن محمد بن نويصر.

سعد بن محمد بن نويصر.
                        1342ـ 1302هـ تقريبا
هو سعد بن محمد بن نويصر.
لا يعرف تاريخ ولادته، ولكنه يظهر من الوثيقة المتوفرة بخطه أنه عاش في الرس في الفترة من 1342ـ 1302هـ زمن أمارة علي بن إبراهيم بن شارخ وأبنائه على الرس. وفي وقت قضاء الشيخ قرناس بن عبدالرحمن وابنيه محمد وصالح.
وكان في الرس معاصرا للكاتب عثمان بن سليمان الفواز وسليمان بن محمد ابن دغيثر.
كتب وثيقة عام 1272هـ وهي دين على خشمان بن زهيميل لعثمان بن سليمان بن فواز بشهادة سليمان بن محمد بن دغيثر وأخوه سمران.
وكان يفتتح كتابته بقوله( الحمد لله وحده) ويختمها بقوله (والله خير شاهد).
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

سعد بن إبراهيم الطاسان.

سعد بن إبراهيم الطاسان.

                        1250 ـ 0000هـ

هو سعد بن إبراهيم بن سعد بن عبدالرحمن الملقب (طاسان) بن يحيا بن سعد ابن فرّاج بن محمد بن حسين بن عثمان بن سعدون الجبري الخالدي.
وأسرة الطاسان المشهورة التي استوطنت الرس: هم أبناء إبراهيم بن سعد ابن عبدالرحمن الملقب (طاسان) نزح جد الأسرة فرّاج بن محمد الجبري الخالدي عام 1082هـ من قرية السّهلة في نقرة بني خالد في وادي المياه بالأحساء واتجه إلى بلدة القصب ثم واصل السير إلى القصيم حتى وصل إلى محلة الجناح قرب عنيزة واستوطنها واستمر فيها هو وذريته حتى عام 1196هـ. حيث خرج منها جد الأسرة سعد بن يحيا الجبري الخالدي ودخل عنيزة مستقرا في حي أم خمار حتى انتقل جدهم سعد بن عبدالرحمن وابنه إبراهيم وأحفاده إلى الرس في حدود عام 1250هـ وصاروا من وجهائها وعقدوا مع أمراء الرس آنذاك من ذرية أبا الحصين المحفوظي العجمي حلف لزم ودم.
أما سعد بن إبراهيم صاحب الترجمة  فقد ولد يوم: 29/5/1250هـ في عنيزة حيث كان والده يسكن فيها هو أولاده. وهو من سكان الرس المعروفين حيث وصل إليها مع والده وصار من وجهائها، وتزوج رقية بنت عبدالله الصالحي الشاعرة المشهورة بالرس وكانت تنسب إليه باسم (رقية السعد) لشهرته عند أهل البلدة. وكان والده سعد موجودا في الرس في شهر جمادى الآخرة عام 1357هـ في وثيقة تدل على أنه باع على محمد بن قرناس بيت ابن عبيد بالرس بخط الكاتب سليمان بن علي بن مقبل وله كذلك شهادة في نفس العام. وله مجموعة من الأبناء منهم البطل إبراهيم بن سعد الطاسان الذي قتله جماعة عبدالعزيز بن رشيد عند حصار حصن الجندلية ومعه مجموعة من أهل الرس.عام 1322هـ.
وكان سعد بن إبراهيم بالرس معاصرا للشيخ صالح بن قرناس بن عبدالرحمن، كما كان يعاصر مجموعة من المواطنين مثل:ـ حسين السكيبي ابن غنام، وصالح بن محمد القريان، وناصر بن محمد القريان، وحمد بن محمد العمري، وعبدالله بن منيع الخليوي، والكاتب صالح بن محمد الضويان، وعبدالله ابن عبدالوهاب العقيل، وحمد ابن عمر الصانع، وصالح بن إبراهيم الجعويني وبركة بن حمد البركة، ومحمد بن عبدالله بن غرير.    
وقد اشتهر سعد بن إبراهيم الطاسان بالرس بأنه كان يكتب الوثائق وهو عدل معمول بخطه لدى القضاة، وله مجموعة من الشهادات من ذلك :ـ
باع حوشه بالرس على حسين السكيبي بمبلغ اثنين وعشرين ريال فرانسه، عام 1313هـ بشهادة صالح بن محمد القريان وناصر بن محمد القريان.
كذلك كتب وثيقة بيع حمد العلي الصانع داره بالرس على علي بن إبراهيم السبرقي عام 1305هـ بشهادة صالح بن إبراهيم الجعويني وعبدالله بن عبدالوهاب العقيل.
وكتب وصية عبدالوهاب بن عبدالله الصانع العقيل على وقف بيته في اليوم السابع من ذي القعدة عام 1309هـ بشهادة حمد بن إبراهيم الحريقي.
كذلك كتب في عام 1310هـ وثيقة دين عند بركة بن حمد البركة لعبدالرهاب بشهادة محمد بن عبدالله بن غرير.    
وشهد على وقف عبدالكريم بن محمد الذويب دكان المرقب في مجلس الرس على سراج المسجد القديم عام 1308هـ.
كما شهد على وكالة منصور بن دخيل المالك لعبدالله بن محمد الخشما على ماله وعياله حتى يرشدون في عام 1304هـ مع سعد بن إبراهيم الطاسان وبخط إبراهيم بن موسى الطاسان.
وحصل الكاتب سعد بن إبراهيم على تزكية على خطه وعدله في اليوم الثلاثين من ربيع الأول عام 1305هـ من الشيخ صالح بن قرناس نصها (الخط المزبور أعلاه هو خط من سمى نفسه سعد البراهيم بن طاسان وهو عدل والشهود المزبورين عدول فلا يشكل على من نظر فيه قال ذلك الحمد لله وحده كاتبه صالح ابن قرناس) وهذا يدل على ثقة القضاة به وأنه معمول بخطه.   
وكان يختم كتابته بقوله (وصلى الله على محمد وآله وصحبه) كما كان يوثق تاريخ كتابته باليوم والشهر والسنة.
ويظهر بأن الكاتب سعد بن إبراهيم الطاسان توفي بالرس عند إخوانه وأبناء عمّه ولكن لا يعرف تاريخ وفاته، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

سالم بن ناصر الحناكي.

سالم بن ناصر الحناكي.
                        1291 ـ 1379هـ
هو سالم بن ناصر بن مطلق بن محمد الحناكي.
وأسرة الحناكي ـ كما يروي البسام ـ من آل عويمر من ذرية زهري ابن جراح الثوري، وزهري هو الذي أنشا مدينة عنيزة حتى أصبحت بلدة مسكونة، وذرية زهري مكونة من أربع عشائر هم: آل سرور وآل غنام وآل علي وآل عويمر، لذا فهم من بطن بني ثور من قبيلة سبيع، كانت أسره الحناكي في عنيزة ثم انتقلوا إلى الرس واستوطنوه، وبرز منهم مجموعة من القضاة والعلماء والوجهاء تولوا منصب القضاء في مناطق متفرقة من المملكة في عهد الملك عبدالعزيز وأبنائه من بعده.
ولد الشيخ في الرس عام 1291هـ  ونشأ فيها بين أقرانه من طلبة العلم  يتعلم مبادئ القراءة والكتابة في كتاتيب الرس ثم انتسب فيها إلى طلب العلم. على مجموعة من المعلمين فيها منهم: الشيخ الكاتب إبراهيم بن محمد الضويان ولازمه سنين يتعلم منه في أصول الدين وفروعه والتفسير والحديث.
ثم طلب العلم على بعض المشايخ أولهم كان: قاضي الرس الشيخ صالح بن قرناس حيث قرأ عليه المختصرات بالتوحيد من مؤلفات آل الشيخ، وفي الفقه كتاب زاد المستقنع والراجية، وفي الفرائض الرحبية، وفي النحو الأجرومية والملحة.
ثم رحل إلى بريدة ودرس على الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم وعلى ابنه الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم وهما الذين رشحاه للقضاء في الرس، كما درس على الشيخ عمر بن محمد بن سليم وكان من تلاميذ الشيخ عبدالله ابن محمد بن عثمان بن دخيل.
ثم درس في عنيزة منذ عام 1312هـ على الشيخ صالح بن عثمان القاضي والشيخ محمد أمين الشنقيطي وكان يتردد إليها عدة مرات.
ورحل إلى الرياض لطلب العلم فيما بين عامي 1311ـ1325هـ ودرس على علماء الرياض منهم الشيخ عبدالله بن عبد اللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ في الفقه والتوحيد، ودرس الحديث على الشيخ اسحق بن عبدالرحمن، كما درس فيها على الشيخ سعد بن عتيق والشيخ محمد بن محمود ودرس على الشيخ حمد بن فارس النحو والفرائض كما درس على الشيخ محمد بن راشد بن جلعود والشيخ حسن بن حسين. وقد أقام فيها خمس عشرة سنة وهو مثابر على طلب العلم ويتخللها زيارات إلى القصيم للقراءة على مشايخه وكانوا معجبين بذكائه وسعة علمه ونبله.
قام الشيخ ببعض الأعمال منها: إمام ومدرس وواعظ ومفتي ومرشد في جامع الرس من عام 1325 حتى عام 1340هـ كان يوجه الناس ويعمل على إصلاح ذات البين كما كان خلالها يحضر دروس العلماء في عنيزة أول النهار ثم يخرج أخره إلى الرس.
أما بداية عمله بالقضاء فقد عينه الملك عبد العزيز رحمه الله بتاريخ العاشر من شهر جمادى الآخرة عام 1341هـ قاضيا لمنطقة الرس وقراها وباديتها حتى بلدة الحناكية التابعة للمدينة المنورة بخطاب وجّهه إليه هذا نصّه ( من عبدالعزيز ابن عبدالرحمن الفيصل إلى جناب الأخ المكرم سالم الناصر الحناكي سلمه الله تعالى آمين .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع السؤال عن حالكم لا زلتم بحال خير وعافية أحوالنا بحمد الله جميلة إن شاء الله فيك اقتضاء النظر إلزامك بالقضاء بالرس لما نعهد فيك من المعرفة والصلاح أثناء وصول خطنا توكل على الله وتوجّه إليهم والذي أوصيك به ونفسي تقوى الله وإتباع أحكام الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأساله جل شأنه أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح، هذا ما لزم تعريفه ودمتم محروسين ).
وفي عام 1347هـ انتدبه الملك عبدالعزيز إلى دخنة عند قبيلة حرب لإزالة الشبهات التي دفعت بعض القبائل إلى الخروج عن طاعة ولي الأمر فنجح الشيخ في مهمته وكان ينتدبه لمشاكل أخرى تمر عليه فكان عند حسن الظن، ويروى بأنه حصل بينه وبين أهل الرس خلاف فطلب الإعفاء من قضاء الرس فأعفي بتوجيه من مشايخه من آل سليم بعد أن أعياهما الإصلاح بينه وبين جماعته وعُيّن بدلا عنه الشيخ محمد بن رشيد ثم بقي في دخنة قاضيا حتى عام 1358هـ. وفي عام 1359 تعين قاضيا في حريملاء لمنطقة المحمل التي منها: البرة وثادق ورغبة وسدوس وملهم وغيرها حتى عام 1362هـ. ثم تعين في عام 1362 حتى عام 1365هـ قاضيا لمدينة الخرج أحيل بعدها للتقاعد وأمضى فيها باقي عمره .
للشيخ مجموعة من التلاميذ في كل المدن التي عمل فيها يجلسون بين يديه في حلق دراسية وينهلون من علمه الجمّ مع العلم بأنه لم يطل الجلوس في المدن التي عمل فيها، وكان يجلس لهم في المساجد وأكثرهم من بلدته الرس منهم: الشيخ محمد بن مطلق الغفيلي قاضي العظيم والشيخ سليمان بن حمد الرميح قاضي رابغ والشيخ محمد بن مطلق الحناكي قاضي البعائث والشيخ ناصر بن محمد الحناكي قاضي الفوارة ومحمد أبو عتيق وسليمان بن عبدالعزيز الغفيلي.
كان الشيخ سالم ذا خلق جمّ ومعاملة حسنة لطلابه، وكان واسع الإطلاع قوي الحفظ والذاكرة حاضر الجواب يحفظ كثير من المتون ويديم الدرس بدون سأم من كثرة المطالعة، وكان له فراسة في القضاء وعدالة بين المتخاصمين وذا غيرة على الدين كما كان حاد الطبع يصدع بكلمة الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، وكان يناصر أهل الحسبة ويوجههم، كما كان فصيحا بليغا إذا خطب أو تحدث ومناصرا للمظلومين عطوفا على الفقراء والمساكين، كما كان كريما حسن الخلق واصلا لرحمه ويوجّه طلابه في ذلك.
ويروي صاحب روضة الناظرين أن تلميذه محمد أبو عتيق يثني عليه ويقول: لولا حدّة الطبع لم يرغب أهل الرس عنه بديلا. ويقول: لقد توالت عليه الأمراض آخر عمره. وقال: إنه كان يحب الصلح بين الخصمين ما وجد لذلك سبيلا وربما أورد الأدلة الشرعية قبل الحكم لإقناعهما فيه وأنه في بعض الأحيان يحكم بينهما وهو واقف.
كما كان الشيخ سالم يملك مكتبة كبيرة تضم أمهات الكتب الفقهية والعلمية المنوعة بقيت بعد وفاته في أيدي أبنائه.
كان الشيخ سالم الحناكي عندما كان قاضيا بالرس يكتب الوثائق بخط يده، حيث كتب عام 1342هـ وثيقة تسليم دين وأخرى مثلها عام 1347هـ. كذلك كان يملي على كُتّابه مجموعة من الوثائق منها: وثيقة كتبها الكاتب محمد بن إبراهيم الخربوش بإملاء الشيخ سالم في جمادى الأولى 1346 وهو عن وقف دكان محمد بن عبدالرحمن بن بطي لمنفعة المسجد الداخلي بالرس، كذلك أجاز إثبات وقف رشيد بن زامل عام 1343هـ.
كما كان يبدأ كتابته بقوله (الحمد لله) ويختمها بقوله ( وأثبته سالم بن ناصر) ويحرره بالتاريخ باليوم والشهر والسنة.
وللشيخ ثلاثة من الأبناء هم: سلمان وسليمان ومحمد وكلهم كانوا يعملون وهم على خلق كبير استفادوا من والدهم العلم والخلق الجميل. 
وأخيرا تفرغ الشيخ للعبادة وجلس للمواطنين يفتيهم ويستشيرونه في أمور الدين وكان مرجعا لهم في التدريس والفتوى حتى أصابه مرض توفي منه في اليوم التاسع من شوال عام 1379هـ في مدينة الخرج رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

التخطيط الاستراتيجي.





التخطيط الإستراتيجي


[مفهومه، أهميته، عناصره، معوّقاته]
[إعداد الخطة، تنفيذها، متابعتها]


إعداد :ـ عبدالله بن صالح العقيل.
وكيل مركز التدريب المهني في محافظة الرس.










بسم الله الرحمن الرحيم

أولا: مقدمـــة:ـ

     كانت دول العالم تعيش في مرحلة ما قبل التسعينات من خلال الإدارة  التجارية والصناعية في نظرة يكتنفها الغموض ، بسبب عدم القدرة على قراءة المستقبل والتنبؤ بما يعود على تلك الأعمال من تطور وتنمية من جميع النواحي.
ولكن هل يمكن لنا أن نتصور أن تعمل أي منظمة بدون تخطيط ، بل تخطيط يقوم على أسس ثابتة ومحكمة ؟.
     طبعا لايمكن لأي منظمة سواء كانت أهلية أو حكومية بأن تعمل وتتقدم وتنتج بدون أن تخطط لأعمالها ، لأن التخطيط البعيد المتقن الذي يقوم على أسس علمية متطورة يمكن من خلاله أن توضع الإستراتيجيات والتنبؤات بعيدة المدى لتطوير المنظمة وتحقيق أهدافها.      
     إن التغيير السريع المتواصل في المجال التكنولوجي في العالم المتقدم بدأ يفرض مجموعة من العوامل الهامة تحتم علينا اتباعها لتحسين العمل والإنتاج في جميع المؤسسات سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، وذلك بسبب التغيُّر السريع والذي يتأثر بالبيئة الداخلية والخارجية لكل منظمة ويختلف ذلك حسب طبيعة عمل تلك المنظمة وقوة تأثير البيئة.
     ثم إن كثرة وقوة التقلبات التي تكتنف الأنشطة التجارية والصناعية ، وكذلك الثورة الصناعية التي حصلت في كثير من بلدان العالم المتقدم، وبداية عصر العولمة والاتصالات الذي غزا جميع الدول المتقدّمة والمتخلّفة، وظهور نوعية من التفكير المنظّم عند الخبراء والقادة ، وكذلك ثقافة الشعوب وتطوّر التفكير لدى الناس ، كل هذه العوامل خلّفت ضغوطا كبيرة وانتقادات حادّة من المفكرين من الشعوب المختلفة تجاه حكوماتهم بحيث يدعون إلى تبنِّي المسار الصحيح في العمل قبل الإنتاج والأخذ بفكرة التخطيط البعيد المدى الذي يقوم على مراحل مُنظّمة ومُتقنة سواء في المجال الإداري أو الصناعي أو التجاري أو العسكري أو السياسي أوالتقني أو الاقتصادي وغيرها من المجالات التي لها التأثير المباشر على حياتهم.
إن التخطيط المنظّم الهادف يتيح للمنظمات والعاملين بها مساحة واسعة للتحرك من خلال سرعة الإنتاج وجودته وحسن اتخاذ القرارات، والثقة بان المستقبل أمامهم مفروش بالورود، كما يعطيها الإحساس بمن يعمل حولها من المنظمات الأخرى بتوسيع قنوات التعاون بينهما ، ويفتح لها مجالا واسعا للاستفادة من خبرات الآخرين والتعرف على مايتم إنتاجه في هذا المجال، والاستفادة من قنوات المعلومات . والكشف على نقاط القوة لتنميتها ونقاط الضعف لتحسينها.
وسوف يتم من خلال تلك المذكرات معالجة مجموعة من الموضوعات التي تتحدث عن التخطيط الإستراتيجي مثل: مفهومه ، أهميته ، أسسه ، عوامل نجاحه ، معوّقات التخطيط ، ومن يتولى وضع الخطط المستقبلية داخل المنظمة. ثم نتطرق لمراحل إعداد الخطة الإستراتيجية ، وتنفيذها ، ومتابعتها ، وتقييمها للتأكد منم أنها تسير بالطريق الصحيح . وأخيرا سوف نحاول إعداد خطة استراتيجية .
ــــــــــــــــــــــ
 

ثانيا ـ مفهوم التخطيط الإستراتيجي:ـ

     إن التخطيط هو أهم وظائف الإدارة العامة، والإدارة الناجحة هي التي تسير بالعمل الإداري وفق أسس واضحة تستقرئ المستقبل وتعمل من خلال رؤية واضحة، وجميع المنظمات الإدارية في العالم اليوم سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص تعمل من خلال تلك الرؤية حتى تضمن جودة العمل وثبات الإنتاج والاستخدام الصحيح للموارد .
أما كلمة (استراتيجية) فجاءت من لفظ إغريقي يعني (القائد) وهو من الألفاظ العسكرية المستخدمة قديما عندما كانت الخطط توضع أيام الحروب للقضاء على العدو ، وهو مصطلح قديم كان يستخدم في السياسة والحروب بين الدول آنذاك، أما استخدام هذا اللفظ في الإدارة فهو حديث وقد بدأ أولا في القطاع الخاص عندما انتهت الحرب العالمية الثانية وكانت الحاجة ماسة عند رجال الأعمال لتوسيع نطاق أعمالهم وتجارتهم لمواجهة التحديات التي تعترضهم داخل بيئتهم التي يشوبها التعقيد وسرعة التغيّر المفاجئ في جميع المجالات السياسية والثقافية والتقنية والاجتماعية وغيرها.
لذا فقد اهتم رجال الأعمال بمواجهة التحديات التي تعترض تجارتهم داخل البيئة التي يعملون فيها، مما اضطرهم لتبني الخطط المستقبلية لتحليل البيئة المحيطة بهم والتنبؤ بالتحديات التي يمكن أن تعترض طريق تجارتهم،لاستغلال الفرص المفيدة للنجاح والقضاء على مصادرالتهديدات.
وبعد أن تحقق النجاح في القطاع الخاص ارتفعت بعض الأصوات منادية بتطبيق أسلوب التخطيط بعيد المدى في العمل الإداري فأخذ المختصون في ذلك بإعداد الخطط الاستراتيجية وطبقوها بالعمل الإداري بكل جرأة وأخذوا يصفقون لنجاحها.
أما مفهوم (التخطيط الإستراتيجي) فله عدة معاني نستوحيها من النتائج التي تمت بعد تطبيقه في العمل، وسوف نقوم باستعراض هذا المفهوم على شكل عبارات :ـ
قراءة المستقبل ـ التوقع لما سوف يكون عليه العمل ـ التغيير في بيئة العمل، الأسلوب العلمي لاستغلال الموارد في إنتاج الأعمال ـ الأسلوب العلمي لترشيد التغييرـ البعد عن العشوائية والارتجال في الأعمال، وضع الإجراءات لتحقيق أهداف المنظمة ـ عملية تخيّليّة عما سوف يكون عليه العمل في المستقبل ـ وضع الخطة العامة للعمل على ضوء المتغيرات التي تحصل في البيئةالحاضرة لتحقيق أهداف المستقبل ـ عملية مستمرة لاستقراء المستقبل ـ تأمل المستقبل باستمرار على منهج محددـ تشغيل الخطة من حيث التفكير فيها حتى تطبيقها.
أما تعريف التخطيط الاستراتيجي عند بعض العلماء المتخصصين في ذلك فمنها:ـ
1ـ قال جفري براكر:ـ الإدارة الاستراتيجية تهتم بتحليل البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة لرفع مستوى الاستخدام الأمثل للموارد لتحقيق أهداف المنظمة ، إن الأهمية الأساسية للإدارة الاستراتيجية هو تزويد المنظمة بنظام لمساعدتها على القدرة لتوقع التغيرات التي سوف تحدث في المستقبل والتغلب عليها.
2ـ وقال جون بريزون:ـ التخطيط الاستراتيجي هو عبارة عن نظام من الجهود المتكاتفة لاتخاذ قرارات وخطوات حاسمة بشان ماهي المنظمة؟ وماذا تعمل؟ ولماذا تعمل ذلك؟ .
3ـ ويقول جورج ستنر:ـ التخطيط الاستراتيجي هو عملية تحديد الأهداف الرئيسة للمنظمة وتحديد السياسات والاستراتيجيات التي تحكم العمليات وكذلك حسن تدبير الموارد لتحقيق تلك الأهداف.
4ـ وقال آخر:ـ التخطيط الاستراتيجي هو عبارة عن الخطوات التي تقود أعضاء المنظمة لتخيل أو تصور مستقبل منظمتهم واتخاذ الخطوات والعمليات الضرورية لتحقيق هذا المستقبل.
    وعموما يجب في التخطيط الاستراتيجي أن نجيب على مجموعة من الاستفسارات حتى نضمن فعالية نجاح الخطة وهي:ـ
     1ـ أين نحن الآن في الواقع بين المنظمات الأخرى.
     2ـ إلى أين نريد أن نصل لتحقيق أهدافنا.
     3ـ كيف الوصول إلى تحقيق أهداف المنظمة التي نعمل فيها.
     4ـ ماهي الموارد المتاحة في المنظمة التي هُيأت لتحقيق الأهداف.
     5ـ متى يتم إنجاز الخطط الموضوعة للعمل.
     6ـ من المسئول عن تحقيق أهداف المنظمة وتحسين الإنتاج.
     7ـ مامدى تأثير الموارد البشرية على الإنتاج.
     8ـ ماهي البيانات المطلوبة لقياس التقدم في العمل.
ويمكن تعريف التخطيط الإستراتيجي بأنه:(عملية اتخاذ قرارات مستمرة بناء على معلومات ممكنة عن مستقبلية هذه القرارات وآثارها في المستقبل، وتنظيم المجهودات اللازمة لتنفيذ هذه القرارات ، وقياس النتائج في ضوء التوقعات عن طريق توفر نظام التغذية المرتدة للمعلومات).  

ثالثا ـ فوائد التخطيط الإستراتيجي:ـ

     لاشك بان التخطيط المنظّم المتقن له فوائد جمّة على العمل الإداري، من تلك الفوائد مايلي:ـ
     1ـ يساعد على تنظيم التعامل مع المستقبل من خلال استقراء مايجب أن يتم عمله من خلال الخطة الموضوعة.
2ـ التعرف على الفرص المتاحة في العمل من خلال مجموعة الوظائف المشاركة في وضع الخطة.
3ـ معرفة التهديدات ومصادرها التي يمكن أن تؤثر على تنفيذ الخطة ومحاولة تفاديها أو حلها.
4ـ التعرف على المشكلات والعقبات التي تعترض وضع الخطة .
5ـ معرفة مصادر القوة والضعف في المنظمة سواء في الوظائف العليا أو التنفيذية وتحليلها وتنميتها أو معالجتها.
6ـ التعرف من خلال الخطة الموضوعة على مستقبل العمل بالمنظمة ووضع التصوّر الكامل للتطوير.
7ـ يساعد المديرين على معرفة المتغيرات التي قد تحدث في المنظمة والتكيّف معها.
8ـ مساعد المديرين على وضع الأولويات للتعامل مع القضايا الرئيسة التي تواجه المنضمة.
9ـ يكشف عن أوجه النقص في الإنتاج والعمل على تحسينه.
10ـ التعرف على الإمكانات المتاحة في المنظمة لتحسين الإنتاج.
11ـ التعرف على الموارد المتاحة في بيئة العمل والاستفادة منها.
12ـ يعرّف المديرين على مصادر التهديدات في البيئة المحيطة بالمنظمة ومحاولة التقليل منها قدر المستطاع.
13ـ يعرف المديرين على مصادر القوة والضعف في البيئة الداخلية للمنظمة والكشف عنها.
14ـ يعرّف العاملين بالمنظمة بما هو مطلوب منهم إنجازه حسب إمكاناتهم المتاحة.
15ـ يعطي العاملين بالمنظمة الثقة الكاملة بأنفسهم من خلال مشاركة الإدارة العامة في وضع الخطة .
16ـ يعطي العاملين بالمنظمة الثقة أيضا من خلال طرح الأفكار ومناقشتها ومداولة الرأي ضمن منظومة العمل.
17ـ يعطي الفرصة لصغار العاملين بإبراز رأيهم بجانب آراء المديرين العامين وتلاقح الأفكار في وضع الخطة.
18ـ توفير عدة طرق لتوزيع الموارد المتاحة في المنظمة لتحسين الإنتاج وجودته.
19ـ توفير مجموعة من البدائل في الطرق المتبعة في الإنتاج واختيار الأفضل منها.
20ـ طرح الأفكار من خلال الاجتماعات الدورية في المنظمة لمناقشة خطط العمل واختبارها.
21ـ الاستفادة من خبرات العاملين في ميدان العمل والأخذ برأيهم في التنفيذ والإنتاج.
22ـ التفكير في إبراز أفضل الطرق لتوزيع الموارد وتحسين الإنتاج.
23ـ يعطي الفرصة لاختيار العاملين ذوي الكفاءة في العمل وتمكينهم من مباشرة الوظائف العليا لغرض إبراز أفكارهم.
24ـ التخطيط يعطي المديرين الفرصة لبناء الضبط الإداري في المنظمة .
25ـ يعطي المديرين خلفية كاملة عن العاملين ذوي الكفاءة وتفويضهم للقيام ببعض الوظائف القيادية في المنظمة.
26ـ تمكين بعض العاملين المتميزين من ممارسة الصلاحيات بناء على مايظهر لديهم من مواهب وأفكار تخدم العمل.
27ـ يعطي المديرين الفرصة لتشجيع الأعمال المتميزة في المنظمة وتكريم أصحابها.
28ـ يكشف عن الطرق الصحيحة لتقييم الأداء في المنظمة .
29ـ مساعدة مديري الإدارة المتوسطة في الحصول على الدعم اللازم ماليا وإداريا من الإدارة العليا.
30ـ يساعد الإدارة على توزيع الموارد على الأنشطة المختلفة في المنظمة.
31ـ كما يساعد التخطيط على زيادة الإيراد من الربح نتيجة تحسين الإنتاج وتوفير متطلبات السوق.
32ـ يعتبر التخطيط الإستراتيجي من القنوات الهامة للاتصال بين العاملين بالمنظمة في الإدارة العليا أو الإدارة التنفيذية لعرض مشاكل العمل في المنظمة والبحث عن الحلول الناجعة لها.
33ـ يساعد التخطيط الإستراتيجي على تدريب المديرين ليكونوا على قدرة للتكيف مع المتغيرات داخل المنظمة.
34ـ يحقق للعاملين درجة من الرضا الوظيفي بما يحققونه من ترقية نتيجة مايبذلونه من أنشطة في إعداد الخطط وتنفيذها. والشعور بالمشاركة في بناء المنظمة.
35ـ يحقق للإدارة العليا فرصة النجاح في العمل وتحقيق حاجة السوق من الإنتاج.
36ـ يجعل المنظمة قادرة على مواجهة كافة التحديات بعقلية منظمة وثبات وفاعلية بعيدا عن العشوائية والتخبط.
   

رابعا ـ أهمية التخطيط الإستراتيجي في العمل:ـ

     إن أهمية التخطيط الإستراتيجي تتمثل في الوظيفة الأساسية حيث أن وظيفته في العمل الإداري تسبق الوظائف الأخرى، بل إنه هو القاعدة الأساسية في أي عمل يمكن القيام به والتفاعل معه ، وإذا لم يؤخذ بالتخطيط الإستراتيجي كقاعدة يُبنى عليها الأساس الذي نسير عليه فإن العمل لابد أن يشوبه التخبط والعشوائية والارتجالية وتصبح الأمور فوضى.وللتخطيط الإستراتيجي أهمية واضحة في العمل الإداري أهم تلك الأهمية مايلي:ـ
1ـ يُهئ للإدارة العمل على اختيار المسار المناسب الذي يسير عليه العمل في المنظمة.
2ـ مقارنة البدائل اللازمة التي من خلالها يمكن تلبية التطلعات وتحقيق أهداف العمل.
3ـ تتحقق أهميته أيضا من خلال أهمية العمل نفسه ، والمشروعات والبرامج التي تقوم المنظمة بتحقيقها داخل المجتمع في الحاضر.
4ـ النظرة البعيدة لما سوف يكون عليه الإنتاج في المنظمة في المستقبل القريب والبعيد حسب نوع الخطة المعتمدة.
5ـ النظر في تحسين وتطوير الأداء في المنظمة لما هو أفضل بحيث يخدم أهداف المنظمة ويحقق التطوير لها.
6ـ يعطي الفرصة للتطوّر والنماء والتألّق بحسب جهود القائمين على العمل في المنظمة من القيادة العليا حتى المجموعة التنفيذية.
7ـ توفير الحس القيادي والقناعة التامة لدى القادة في المنظمة بالعمل على تطوير المنظمة وتحقيق أهدافها.
8ـ يحتل التخطيط موقعا بارزا وهاما في العمل الإداري بحيث يعتبر هو الخطوة الأولى التي تسبق العمل الإداري.
9ـ تسهيل عملية وضع الأسس الإشرافية والرقابية وطرق المتابعة على الأعمال الإدارية في كافة المراحل.
10ـ تحقيق الأمن النفسي والوظيفي للأفراد والجماعة داخل المنظمة.
11ـ التقليل من الأخطاء التي تحصل في القرارات الإدارية وتوفير الجهد والمال والوقت .         

خامسا ـ الأهداف العامة للتخطيط الإستراتيجي:ـ

يهدف التخطيط الإستراتيجي في الدولة إلى تحقيق قاعدة التنمية الوطنية وبناء هيكل إنتاجي شامل ومتطور، ونستطيع أن نجمل الأهداف الأساسية للتخطيط الإستراتيجي بما يلي:ـ
1ـ تحقيق مبدأ التوازن التنموي والتجانس في التركيبة السكانية.
2ـ التفاعل الإيجابي مع الثقافة والفكر الإنساني لتنمية التفكير العام لدى الأفراد والجماعات.
3ـ تنمية الأفراد صحيا وفكريا ونفسيا واجتماعيا لمواكبة متطلبات التنمية الشاملة.
4ـ التركيز على التنمية النوعية للإنتاج وابراز دور المنظمة داخل المجتمع.
5ـ التقليل من التباين في مستوى المعيشة بين أفراد المجتمع وتحقيق التوازن في الحياة.
6ـ المحافظة على التنمية البيئية أثناء تنفيذ الخطط العامة.
7ـ العمل على إيجاد قاعدة عامة للبحوث العلمية والتقنية والطبيعية يعمل في ظلها جميع الأفراد والجماعات.
8ـ تطوير وتحديث الأنظمة واللوائح بما يخدم التنمية الشاملة في المجتمع.
9ـ التوزيع العادل والمتكافئ للقوى العاملة بما يحقق التوازن في تنفيذ الأعمال ويقلل من البطالة.
10ـ دعم المبادرات الفردية لتطوير العمل والارتقاء به وتوفير الدعم المادي لذلك وتعزيز الأعمال الإيجابية.
11ـ تنويع الإنتاج في المجالات الصناعية والتجارية والزراعية والتعدينية وغيرها مما يخدم المجتمع.
12ـ تحقيق الاستخدام الصحيح والأمثل للموارد البشرية والمادية بما يخدم التنمية الشاملة داخل الدولة.
13ـ توجيه ودعم الإنفاق العام في الدولة بعيدا عن الفساد والإسراف حتى يخدم التنمية .
       

سادسا ـ عوامل نجاح التخطيط الإستراتيجي:ـ

إذا أردنا أن نجعل التخطيط ناجحا مفيدا يخدم التنمية الشاملة ويحقق النماء للمنظمة ثم يمتد لخدمة المجتمع فإن ذلك يتطلب تهيئة بعض العوامل الهامة منها:ـ
1ـ يجب أن يقوم التخطيط الاستراتيجي على نظام واقعي متكامل بعيد عن التخمين والحدس.
2ـ أن تكون القرارات واقعية يمكن تطبيقها وقريبة التناول.
3ـ أن تكون الخطة نابعة من واقع بيئة العمل الذي تتفاعل معه.
4ـ أن يشترك في وضع الخطة جميع العاملين الذين يهمهم ذلك حتى نضمن تفاعل الجميع وحماسهم لتطبيقها.
5ـ أن تحقق الأهداف العامة للتخطيط حاجة الأفراد والمجتمعات في تنمية وتطوير ذاتها.
6ـ أن تكون الخطة الموضوعة قابلة للتغيير والتطوير والزيادة والنقص.
7ـ أن تكون الخطة منسجمة مع الأهداف الموضوعة لتحقيق النماء والتطور للمنظمة.
8ـ أن تكون الخطة نابعة من بيئة العمل التي تقع فيها المنظمة.
9ـ أن تركز الخطة على الأولويات في العمل بالمنظمة.
10ـ أن تكون الخطة قابلة للتقييم والمتابعة والرقابة .
11ـ أن تعمل الإدارة العليا والتنفيذية على تذليل العقبات التي تعترض تنفيذ الخطة.
12ـ أن تعمل الخطة على طرح الأفكار وتلقي الاقتراحات من خلال التغذية المرتدة

سابعا ـ معوّقات التخطيط الإستراتيجي:ـ

لكل عمل من الأعمال الهامة معوّقات وصعوبات تواجه القائمين عليه خاصة في العمل الإداري،ومن تلك المهام وضع الخطة حيث يواجه صياغتها وتنفيذها عادة مجموعة من المعوّقات منها مايعود للمختصين في التخطيط والتنفيذ ومنها ما يعود لطبيعة الخطة نفسها، ويمكن لنا أن نلخص بعض تلك المعوّقات والصعوبات بمايلي:ـ
1ـ عجز القيادات عن إعداد السياسات الإجرائية الخاصة بالتخطيط والبرمجة والتنفيذ والمراقبة والمتابعة والتقويم لما يخدم العمل الإداري في المنظمة.
2ـ انعزال القائمين على إعداد الخطط وابتعادهم عن مباشرة التنفيذ مما يجعل التقييم بعيد عن الواقع.
3ـ تقادم الأساليب المتبعة في التخطيط وعدم متابعتها للمستجدات الحضارية والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتقنية والعلمية.
4ـ جمود التفكير لدى القيادات الإدارية والعمل على وتيرة واحدة قديمة وجامدة بعيدة عن التطوير والابتكار.
5ـ غياب أسلوب التخطيط الفعّال الذي يهدف إلى تحقيق التقدم والرقي للمنظمة والعاملين فيها.
6ـ غض البصر عند القيادات العليا في المنظمة عن المتغيرات التي تحدث في أساليب العمل الإداري وعدم الأخذ بها.
7ـ النظرة الدونية عند القيادات للتخطيط بأنه غير مجد ولا يفيد العمل بشيء.
8ـ استئثار القيادات العليا بالمنظمة بالرأي وعدم الاستفادة من آراء المديرين التنفيذيين الذين يباشرون الأعمال الإدارية .
9ـ قلة الموارد المالية والبشرية التي يتم اعتمادها لإعداد الخطط الإستراتيجية وتنفيذها أو انعدامها.
10ـ عدم الاهتمام بتدريب القائمين على إعداد الخطط الإستراتيجية التي تخدم العمل الإداري .
11ـ جمود الأساليب المتبعة في التخطيط وعدم تطويرها.
12ـ عدم توفير الحوافز المادية والمعنوية للقائمين على إعداد الخطط وتنفيذها.
13ـ غياب التنسيق بين الإدارات العليا والتنفيذية .
14ـ الازدواجية في تنفيذ الأعمال الإدارية وعدم تحديد الصلاحيات وغياب وحدة القيادة مما يؤدي إلى ضياع المسئولية.
15ـ غياب الرؤية الواضحة لأهمية التخطيط في العمل الإداري حتى في الأعمال الصغيرة.
16ـ عدم الاهتمام بإعادة التأهيل للعاملين ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
17ـ السرية في صياغة بعض الأنظمة واللوائح وعدم اطلاع العاملين المختصين عليها.
18ـ المركزية في الصلاحيات لدى بعض القيادات العليا وعدم تفويض العاملين المختصين في بعض الأعمال .
19ـ عدم وضوح رسالة المنظمة للقيادات العليا التي تقوم بالتخطيط وللعاملين القائمين على تنفيذ الخطط .
20ـ القيم والمعتقدات السائدة والتي تسيطر على عقول بعض القيادات الإدارية والعاملين التنفيذيين.
21ـ الاتجاهات الشخصية: وهي النظرة القاصرة للقيادات وللعاملين تجاه التخطيط والإحساس بالفشل يجعلهم يحجمون عن وضع الخطط ومحاربتها.
22ـ قصور المعلومات اللازمة لإعداد الخطط عند القادة وعند العاملين القائمين بالتنفيذ.
23ـ تراكم الأعمال الروتينية عند القادة ، وعدم وجود الوقت الكافي للقيام بإعداد الخطط.
23ـ عدم توفير البحوث اللازمة والمعلومات الكاملة للمخططين وتحديد البدائل وتيسير الطرق .
24ـ قلة الكفاءة للقوى العاملة في العمل الإداري.
25ـ الهياكل الإدارية لدى بعض المنظمات التي عفا عليها الزمن ومضى عليها وقتا طويلا بدون تطوير.
26ـ عدم ملاءمة الأنظمة واللوائح ، وغياب دور الإصلاح الإداري في تطويرها.
27ـ صعوبة الحصول على المعلومات اللازمة لإعداد الخطط إما لتحفّظ القيادات العليا عليها أو لعدم السماح بذلك في بعض الأنظمة.
28ـ تدني مستوى المشاركة من جميع العاملين بالمنظمة بداية من أعلى الهرم الوظيفي حتى أصغر وظيفة في السلّم.
29ـ غياب الواقعية والعقلانية في بعض الخطط وصعوبة تنفيذها.
30ـ عدم تفعيل خطة السّعودة في بعض القطاعات والإصرار على وجود العمالة الأجنبية مع إمكانية قيام الأيدي العاملة الوطنية بالعمل مما أدى إلى انتشار البطالة في المجتمع.
31ـ غياب المساءلة للقيادات الإدارية العليا وترك الحبل على الغارب.
32ـ مشاكل القوى العاملة:كالتجميد الوظيفي، قلة الحوافز، رفض التغيير، الإحجام عن قبول التدريب، اللامبالاة في أداء العمل، إهدار وقت العمل بما لايفيد، التجمّد العقلي.
33ـ غياب معايير تقويم الأداء الكلي وقياسه للمنظمات، أو عدم موضوعية تلك المعايير.
34ـ سلبية اتخاذ القرارات ، والخوف من الوقوع في الخطأ أو المساءلة.
35ـ سرعة انفتاح قنوات الاتصال العالمية ، وعدم القدرة على التفاعل معها وعدم الاستفادة منها .
36ـ طرح الأنظمة الجديدة أو تجديدها قبل تهيئة ميدان العمل المراد التطبيق فيه.
37ـ عدم توفير الإمكانات المادية والجو النفسي وتدريب العاملين قبل تطبيق الخطة الموضوعة.
     38ـ عدم وجود الانسجام التام بين الخطط الموضوعة والبيئة الداخلية والخارجية للمنظمة.
39ـ عدم وجود الاتفاق بين الخطط الموضوعة للعمل والهدف العام للمنظمة.
40ـ عدم اشتمال الخطط الإستراتيجية على قواعد لكيفية قيادة العاملين ومراقبتهم ومتابعة العمل وتقييمه.

ثامنا ـ أنواع الخطط الإستراتيجية:ـ

تختلف آراء العلماء في عدد أنواع التخطيط فيرى بعضهم أنها تنقسم إلى مجموعتين، بينما يرى آخرون بأنه يوجد ثلاثة أنواع من الخطط، وبعد النظر وجدت بأن الخطط تتنوع إلى ثلاث مجموعات هي:ـ
التخطيط طويل المدى:ـ ويسمى (التخطيط الإستراتيجي) وهو التخطيط الذي يركز على الهدف العام للمنظمة بجميع فروعها ووحداتها، ويحكي التوجهات العامة للمنظمة، ويقوم بهذا التخطيط عادة الإدارة العليا، ويبدأ من (5) سنوات ويصل إلى (25) سنة، وهذا يتطلب مشاركة فعلية من الإدارة العليا التي تقع على رأس الهرم الوظيفي في جهاز المنظمة، ويقتضي: تحليل وضع المنظمة في الحاضر والمستقبل، وتحليل بيئتها الداخلية والخارجية، ومراجعة نقاط القوة والضعف، والفرص المتاحة والتهديدات الخارجية التي تحيط بها.
التخطيط متوسط المدى:ـ وهذا ينسجم مع طريقة العمل في الإدارات المتوسطة في المنظمة، ويتطلب مشاركة الإدارة الوسطى فيها وبإشراف مباشر من الإدارة العليا التي تضع الخطط الإستراتيجية والمديرين التنفيذيين، ومدته عادة من (سنة) إلى (5) سنوات، وهذا النوع ينتج تعليمات كتابية تغطي عددا من العناصر الهامة في العمل الإداري، مثل: الخدمة التي تقدمها المنظمة للمجتمع، والأهداف المالية، سعة مساحة توزيع الخدمات على شريحة من السكان، التعامل مع القوى العاملة، منشآت المنظمة الحيوية، جداول زمنية لتنفيذ الأعمال.
التخطيط التنفيذي:ـ ويسمى (تخطيط العمليات) وعادة يتولى القيام به العاملون التنفيذيون في المنظمة ممن هم في أسفل الهرم الوظيفي بإشراف من الإدارة المتوسطة المشرفة عليهم، ومدته أقل من سنه، وهدف هذا النوع من التخطيط: مراقبة المصادر المالية وطريقة الصرف منها، ومراقبة إنتاج العاملين وتقويمه، وتأمين متطلبات العمل الإداري من الأجهزة والمعدات، وتقديم الخدمة للجمهور، والإشراف على إنجاز المشروعات الصغيرة في محيط الإدارة، ومراقبة جودة الإنتاج، وتكون مدة هذا التخطيط عادة في حدود سنة واحدة.
            

تاسعا ـ من يتولى وضع الخطة الإستراتيجية:ـ

عندما كانت المنظمات قديما تعمل بمعزل عن البيئة الخارجية التي تعيش فيها لم يكن يوجد تخطيط استراتيجي بالمعنى الصحيح يتولى تنظيم الأعمال ومراقبة الإنتاج وتقييم العاملين ، وكانت تسود الفوضى والارتجالية في التنفيذ وتقديم الخدمة للجمهور، وكان كل يعمل حسب مايراه مناسبا لتحقيق ذاته وكسبه المادي فقط، أما بعد هذا التطور المذهل في الفكر الإداري وتعدد وسائل الاتصال وتنوع مصادر المعرفة، والانفتاح اللامحدود بين دول العالم المتحضر وتم منح العاملين الحرية في إبداء آرائهم وسماع الإدارة العليا لذلك، تحتم على المنظمات أن تشرك كل العاملين فيها بداية من الإدارة العليا حتى أصغر وظيفة في التنظيم الإداري، وأن يتولى كذلك في وضع الخطة وتنفيذها مجموعة منسجمة في توجهاتها وآرائها، بل إن التخطيط الإستراتيجي يؤكد بشدة على المنظمات إذا أرادت النجاح والاستمرار أن تشرك أكبر عدد من العاملين في مختلف المستويات الإدارية في وضع الخطة، لأن الجميع ملزمون بوضع وتنفيذ خطط العمل ومتابعتها ومراقبتها وتقييمها وكذلك تحقيق أهداف المنظمة ومن لايرغب ذلك فليس له محل في المنظمة ، وليت كل القيادات في جميع المنظمات سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص أن ترفع أصواتها عاليا: أن من ليس لديه الرغبة في العمل فعليه أن يتنحى من منصبه ويعطي الفرصة لغيره ممن يرغبون العمل والبحث عن مصادر الدخل الشريف.
إن تنفيذ الخطط في الأعمال الإدارية مسئولية الجميع ، وعليهم العمل على نجاح الخطط بكل مالديهم من قدرة ومن لايستطيع ذلك فليعمل على تدريب نفسه والإطلاع على الكتب المتخصصة في ذلك حتى يكسب اللحاق بركب الحضارة العالمية.
أما من الناحية العملية في إعداد الخطط فإنه يتم عادة في المنظمات تكوين لجنة من المختصين تتولى قبل إعداد الخطة جمع المعلومات ودراسة وتنسيق طريقة إعداد الخطة وكتابة الخطوات اللازمة لذلك،ثم الإشراف على التنفيذ والمتابعة والمراقبة والتقييم، ومراجعة رسالة وأهداف المنظمة، ومراجعة أهداف الخطة الإستراتيجية بين آونة وأخرى، وتقييم عوامل القوة والضعف في المنظمة، ومتابعة الفرص المتاحة لتوظيف القوى العاملة لغرض بناء مجموعات أخرى من الكوادر، ومتابعة التهديدات التي تحيط بالمنظمة والعمل على حلّها، ودراسة البيئة الداخلية والخارجية والتغلب على سلبياتها، وتوفير الموارد المالية والبشرية اللازمة للعمل. ومتابعة التقنية الحديثة في إنجاز الأعمال، كذلك اتخاذ قرارات مهمة وصائبة في علاج القصور في الإنتاج وغيرها مما يخدم العمل في المنظمة.


    

 

 

 

 

 

 

 

 

 








 

 

عاشرا ( خطوات إعداد الخطة الإستراتيجية )

رســالة المنظمــة      
 

   

* تحليل البيئة الخارجية:ـ
* اكتشاف الفرص والتهديدات.
* تحليل العوامل الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والاجتماعية.
* تحليل البيئة الداخلية:ـ
* تحليل عوامل القوة والضعف.
* إمكانيات المنظمة المالية والاقتصادية. ومواردها      البشرية والتكنولوجية والإدارية والتنظيمية.
صياغة الافتراضات
صياغة الأهداف
صياغة الإستراتيجية
تنفيذ الخطة الإستراتيجية
تقييم الخطة الإستراتيجية
 


















(1) رسالة المنظمة:ـ
ظهر حديثا بعض المصطلحات المهمة في إعداد الخطط الإستراتيجية كان لزاما على المخططين أن يبينوها حتى تكون واضحة للذين يتولون تنفيذ تلك الخطط من المديرين والعاملين كذلك الجمهور الذين يتعاملون مع تلك المنظمة، منها:ـ التخيّل أو التصوّر، ورسالة المنظمة، وأهداف المنظمة، وسوف نقوم بتقديم شرح بسيط لتلك المهام:ـ
التخيّل أو التصوّر:ـ ويعني أن يقوم القادة في المنظمة بتحديد رؤية واضحة لما يودون أن تكون عليه منظمتهم في المستقبل، وقد تكون تلك الرؤية أو الحلم مما يمكن تحقيقه فيعمل القادة على ذلك ، وقد يكون مما يعصب نواله فيبقى صورة في أذهان هؤلاء القادة يرددونه في كل مناسبة بأنه جزء من إنجازاتهم التي يصعب تحقيقها. فالمقصود : هو أن يضع القادة عند إعداد الخطط في أذهانهم ما يودون أن تكون عليه منظمتهم بعد تطبيق الخطة الموضوعة.
الرسالة:ـ والمقصود بأن كل منظمة لابد أن يكون لها رسالة واضحة في مسارها تخدم بموجب تلك الرسالة المجتمع الذي توجد بداخله، كما يجب على القادة إذا أرادوا النجاح لمنظمتهم أن يبلغوا تلك الرسالة لكل أفراد المجتمع وأن يشرحوها بأسلوب إعلامي حتى يضمنوا تفاعل الجمهور مع ماتقدمه المنظمة من خدمات. كما يجب إبلاغ تلك الرسالة لكل العاملين بالمنظمة .
الأهداف :ـ حتما لابد لكل منظمة من وجود هدف تسعى لتحقيقه من خلال رسالتها سواء كان تدريب أو إنتاج أو غيره ، وهذا الهدف يلزم أن يقوم القادة بشرحه وتوضيحه لكل الأفراد العاملين في المنظمة سواء منهم المخططين أو التنفيذيين حتى يضمنوا منهم التفاعل والتفاني في خدمة تلك المنظمة. 
   

(2) تحليل البيئة الداخلية:ـ

     والمقصود بالبيئة الداخلية: المحيط الذي توجد به المنظمة، والذي له تأثير مباشر على أعمالها وإنتاجها وما تقدمه للمجتمع من خدمات، وتحليل البيئة الداخلية يتطلب من القادة دراسة مايلي:ـ
1ـ الهيكل التنظيمي للمنظمة ومركزية اتخاذ القرارات أو نوعية التفويض وطريقة توزيع القيادات فيه.
2ـ وضوح الهيكل الإداري لجميع العاملين، وتناسق الوظائف فيه.
3ـ مناسبةالهيكل ومدى تحقيقه لأهداف وسياسات وبرامج المنظمة. 
4ـ منح الصلاحيات للقادة ومديري الفروع .
5ـ نوعية الأنشطة والخدمات التي تقدمها المنظمة للمجتمع ، وهل تنسجم مع أهدافها أو تحتاج للتعديل والتقييم.
6ـ نوعية إقبال الجمهور وتفاعلهم مع ماتنتجه وتقدمه لهم .
7ـ مناسبة موقع المنظمة داخل البيئة وسهولة توزيع الإنتاج.
8ـ نوعية القيم والثقافات والمعتقدات التي تتكون منها المنظمة.
9ـ مدى انسجام سياسة المنظمة مع الثقافة السائدة فيها.
10ـ مدى تكيّف المنظمة مع معتقدات وثقافات المجتمع.
11ـ نوعية السياسات التي تنتهجها المنظمة في خدماتها.
12ـ توفر الميزانية اللازمة لقيام المنظمة بواجباتها تجاه المجتمع.
13ـ وضع السوق وحاجته لإنتاج المنظمة حاليا ومستقبلا.
14ـ مانوع المفاهيم والسياسات التي تتبعها المنظمة للتسويق.
15ـ مدى فعالية أداء المنظمة لنسب الإنتاج والربح وتنمية رأس المال وتنسيق الأسعار ومتابعتها.
16ـ مقارنة أداء المنظمة مع ماتؤديه غيرها من المنظمات الأخرى.
17ـ البحوث والدراسات التي تجريها المنظمة لتحسين الإنتاج.

(3) تحليل البيئة الخارجية:ـ

     1ـ نوعية العوامل السياسية والحضارية والاقتصادية والقانونية والتقنية التي تؤثر على أداء المنظمة.
2ـ ماهي المواد الخام التي تستطيع المنظمة الحصول عليها من الخارج بواسطة الموردين وسهولة ذلك.
3ـ مانوع التقنية التي يمكن أن تستوردها المنظمة من الخارج وتفيد في تحسين الإنتاج .
4ـ إمكانية قيام المنظمة بتأمين الأجهزة والمعدات المتطورة التي تلزم العمل وتحسّن الإنتاج من الخارج.
5ـ مامدى تفاعل المنظمة مع المؤثرات في البيئة الخارجية مثل: العملاء، الموردون، المنافسون، المقرضون، أنظمة الحكومة.
6ـ هل يتغيّر تعامل المنظمة مع غيرها من مقوّمات المجامع إلى الأحسن أو الأسوأ.
7ـ مدى مراقبة المنظمة للمتغيرات التي تحصل في السوق وتعاملها معها.
8ـ مدى قوة وقوف المنظمة أما التهديدات التي تواجهها من الخارج والتي تخل بمصالحها.
9ـ ماهو رد الفعل لدى المنظمة أمام ما تكتبه وتذيعه وسائل الإعلام المنوّعة ومن يتولى الإجابة في ذلك.
10ـ هل تستطيع المنظمة الحصول على بعض القيادات اللازمة لتحسين برامجها وتطويرها.
11ـ تبادل المنظمة للخبرات الإنتاجية والتسويقية مع المنظمات الخارجية الأخرى.

(4) إعداد الخطة:ـ

     إن وضع الخطة الإستراتيجية للعمل في أي منظمة ليس بالأمرالسهل، حيث يبدأ بوضع الخطوات اللازمة لتلك الخطة قد يكون بواسطة مجموعة من المختصين في المنظمة أو مجموعة العمل في الإدارات أو المكاتب الاستشارية التي تتولى ذلك، ثم يبدأ التنفيذ بحيث تقوم كل إدارة بتنفيذ الخطة الموضوعة لها لإنجاز وضبط الأعمال الإدارية، ولإعداد الخطة مجموعة من الخطوات منها:ـ
1ـ تحديد الهدف الذي تسعى المنظمة لإنجازه بحيث يكون صورة واضحة وصادقة لما تقوم به من أعمال ومهام، وخلال فترة معينة .
2ـ تأمين الأدوات اللازمة لإنجاز العمل من خامات وأجهزة وأدوات مكتبية وكتابية وغيرها.
3ـ تحديد الوقت الكافي لإعداد الخطة الذي يتم العمل من خلاله بحيث تبدأ بزمن وتنتهي بزمن آخر حتى يمكن للمنظمة أن تنجز التزاماتها مع العملاء أو المراجعين في وقت قياسي.
4ـ تجهيز وسائل الاتصال بين الإدارات العليا والتنفيذية حتى نضمن أن المتابعة تسير بشكل منطقي.
5ـ توفير الأيدي العاملة المؤهلة للتخطيط والتنفيذ من داخل المنظمة.     
6ـ تدريب من يحتاج للتدريب من العاملين حتى يتم تهيئة جميع أسباب النجاح.
7ـ ضمان وجود القادة في الإدارة العليا والعاملين التنفيذيين بشكل مستمر في مواقعهم حتى لاتتعطل الأعمال.
8ـ تحديد فرق العمل التي تتولىالتخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقييم.
9ـ إعداد الدراسات اللازمة والمستفيضة عن سوق العمل وماتحتاجه من مخرجات المنظمة وما يناسبها من إنتاج .
10ـ تحليل البيانات والمعلومات المتوفرة لدى فرق العمل وتحليل النتائج.
11ـ الإطلاع على الخبرات المتوفرة لدى الغير من المنظمات الأخرى والاستفادة منها قدر الإمكان.
12ـ دراسة الإمكانات المتوفرة في السوق لضمان جودة الإنتاج وحسن القبول .
13ـ ضمان مشاركة القطاعات الأخرى سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص مع المنظمة.
14ـ العمل على تعديل الأنظمة واللوائح بما يلائم الخطة الموضوعة وعدم تعارضها مع مسيرتها.
15ـ دراسة الهيكل الإداري للمنظمة وتعديله إذا احتاج لذلك.
     16ـ يؤخذ في الاعتبار عوامل القوة والضعف في المنظمة وإمكاناتها المتوفرة.
17ـ دراسة الوقوعات المحتمل حدوثها سواء أثناء التخطيط أو التنفيذ أو الرقابة.
18ـ إعداد التوجهات المستقبلية للمنظمة وما سوف تكون عليه.

(5) تنفيذ الخطة:ـ

يقوم جميع من بالمنظمة من قادة ومديرون وعاملون سواء بالإدارة العليا والمتوسطة والتنفيذية بالعمل لتنفيذ الخطة الموضوعة كل حسب اختصاصه وما أسند إليه من مهام، حسب الآتي:ـ
1ـ تتوالى الأعمال حسب التسلسل المنطقي كما ورد في الخطة وشروطها المحددة ، بعيدا عن التعقيد والتداخل في الاختصاصات حتى نضمن أن التنفيذ تم بشكل صحيح .
2ـ كما تقوم فرق العمل المكلفة بمهامها كل حسب ما كُلّف به متعاونين بحيث يكون هدفهم خدمة المنظمة وجودة وتحسين أدائها.
3ـ تقوم فرق الاتصال المكلفة بالاتصال بالمنظمات الأخرى ذات العلاقة والتنسيق معها بما يضمن نجاح التنفيذ.
4ـ تقوم فرق المراقبة بمراقبة السوق وما يناسبها من مخرجات.
5ـ توفير المعلومات اللازمة لكل فئة من العاملين بالتنفيذ على مختلف المستويات الإدارية.
6ـ تفعيل وسائل الاتصال المفتوح داخل المنظمة لإيصال المعلومات الضرورية وإبداء وجهات النظر بين الإدارات في جميع الخطوات.

(6) متابعة تنفيذ الخطة:ـ

وهو أن تقوم فرق متابعة تنفيذ الخطة بأعمالها كل حسب اختصاصه ويتولى الجميع تسجيل الملحوظات وتوجيه العاملين وتعديل المسار وتوجيه الثناء وتعزيز السلوك الجيّد ، مع متابعة ومراقبة مايلي:ـ
1ـ كفاءة القوى العاملة التي تعمل في تنفيذ الخطة.
2ـ تسلسل الخطوات المتبعة في التنفيذ.
3ـ فاعلية القيادة الإدارية.
4ـ كفاءة وسائل الاتصال.
5ـ اتباع الطرق الصحيحة في الإنتاج.
6ـ حركة السوق ومستوى القبول داخل المجتمع.
7ـ ملاءمة النظم واللوائح وماتحتاجه من تعديل.
8ـ الأساليب المتبعة وكفاءتها.
9ـ كيفية الحصول على المعلومات اللازمة للتنفيذ.
10ـ طريقة السير نحو تحقيق هدف المنظمة.
11ـ وضوح الهدف المحدد وتفهّم الجميع لتحقيقه.
12ـ وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
13ـ تسلسل القرارات المتخذة من القيادات ومديري الإدارات ومدى الحاجة لها.

(7) تقييم الخطة:ـ

إن هذه الخطوة هي الخطوة الأخيرة من خطوات التخطيط الإستراتيجي، والتقييم للخطة يتضمن مايلي:ـ

1ـ تسجيل المعلومات الهامة في تنفيذ الخطة حسب التسلسل الموضوع لذلك.

2ـ توجيه العاملين في التنفيذ بأن يقوم كل منهم بما كُلّف به.

3ـ مراقبة الإنتاج من حيث الجودة وحاجة السوق.

4ـ الاستئناس برأي رجال الأعمال وما يحتاجه السوق من إنتاج.

5ـ مدى تحقيق أهداف المنظمة ومايعترض ذلك من مشكلات.

6ـ تعديل الانحراف في سلوك فرق العمل.

7ـ مراقبة القرارات المتخذة ومدى تمشيها مع اللوائح والأنظمة.

8ـ مراقبة مستوى التنفيذ للخطة الموضوعة.

9ـ حل المشكلات التي قد تنتج بين العاملين نتيجة لتداخل الصلاحيات.

10ـ إعادة النظر في رسم بعض الأهداف واقتراح التعديلات.

11ـ معرفة نسبة النجاح التي تحققت من التنفيذ.

12ـ مقارنة مستوى التنفيذ مع ماهو موضوع   

ــــــــــــــــــــــــــ

الخاتمـــة:ـ

إن التخطيط في العمل الإداري ليس أمرا ثانويا أو إضافيا يمكن إن يستعمل في المناسبات التي تحصل أثناء العمل، بل هو أمر هام جدا وهو جزء متمم للعمل، وأرى بأنه لايمكن القيام بعمل بدون أن يسبقه تخطيط مُحكَم لما نريد أن نقوم به من أعمال. فالقائد الإداري الذي يقع على رأس الهرم الوظيفي ، ومدير الإدارة الذي يتولى رئاسة قسم من الأقسام الإدارية، والموظف التنفيذي الذي يقوم بالأعمال اليومية الروتينية، كل من هؤلاء يجب ألاّ يقوموا بعمل إلا بعد أن يضعوا خطة مرتّبة يحدد فيها عناصر الأعمال التي يودوا إنجازها. بل إن الرجل في بيته يحسن به أن يصنع خططا لأعماله التي يريد إنجازها. لأن التخطيط هو نشاط ينقلك مما أنت عليه الآن إلى ما تود الوصول إليه.

ولنضع خطة للعمل لا يلزمنا أن نبذل جهودا مضنية بل أن يجب يكون ذلك ضمن الأعمال الروتينية اليومية، إلا أن وضع الخطة يقوم على أسس محددة توضّح الطريق الذي نود السير عليه. لأنه ومع الأسف بأن أكثر الناس يسعون لإنجاز أعمالهم بسرعة وفي أوقات قياسية ويشعرون بأن ذلك يستغرق جل أوقاتهم لكنهم لايجهدون أذهانهم في التفكير لما يجب أن يكون عليه المستقبل أمامهم، لذا فتراهم يتذمّرون من ضيق الوقت وكثرة الأعمال وأنه ليس لديهم وقتا للتفكير.

إن معظم الناس يعتقدون بأن التخطيط أمر يصعب عليهم القيام به، لأن حياتهم تسير بسرعة وأمورهم تتغير في كل لحظة من حياتهم والروتين يسيطر على أعمالهم، بل إنهم اعتادوا على حياة رتيبة وأمورهم تسير على مايرام ـ كما يرون ـ لذا فهم لايحتاجون بأن يخططوا لأعمالهم.

والحقيقة التي لاجدال فيها بأن حياتهم دائمة التغيّر كثيرة المفاجآت وأكثر أوقاتهم تضيع هباء لأنهم اعتادوا على روتين معين ليس لديهم الاستعداد بأن يغيروه أو أن يجددوا فيه.

لذا ادعوا الجميع من قادة ومديرين وموظفين ورجال أعمال وأفراد الذين اعتدوا في حياتهم على الروتين القاتل وضياع الوقت أن يقوموا بتغيير نمط حياتهم، وأن يخططوا لأعمالهم، وأن يكونوا هم المسيطرون على حياتهم لأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، ويقول الشاعر:ـ

الوقتُ أنفسُ ما عُنيتَ بحفظه           وأراه أهون ما عليك يضيع.

            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

كتبه عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.        

ـــــــــــــــــــــ











( الفهــــــرس )
الموضــــــــــــــوع
الصفحة
أولا ـ المقدمــــة.

ثانيا ـ مفهوم التخطيط الإستراتيجي.

ثالثا ـ فوائد التخطيط الإستراتيجي.

رابعا ـ أهمية التخطيط الإستراتيجي في العمل.

خامسا ـ الأهداف العامة للتخطيط الإستراتيجي.

سادسا ـ عوامل نجاح التخطيط الإستراتيجي.

سابعا ـ مقومات التخطيط الإستراتيجي.

ثامنا ـ أنواع الخطط الإستراتيجية.

1ـ التخطيط طويل المدى.

2ـ التخطيط متوسط المدى.

3ـ التخطيط التنفيذي.

تاسعا ـ من يتولى وضع الخطة الإستراتيجية.

عاشرا ـ خطوات إعداد الخطة الإستراتيجية.

1ـ رسالة المنظمة.

2ـ تحليل البيئة الداخلية.

3ـ تحليل البيئة الخارجية.

4ـ إعداد الخطة.

5ـ تنفيذ الخطة.

6ـ متابعة تنفيذ الخطة.

7ـ تقييم الخطة.

الخاتمـــــــــة.