حمد بن مطلق الغفيلي.
1328ـ 1397هـ.
هو: حمد بن مطلق بن إبراهيم بن راشد بن سالم الملقب(غفيلي) بن علي بن سليمان بن شارخ بن محمد. من ذرية محمد بن علي الملقب (أبا الحصين).
ولد عام 1328هـ في الرس. ونشأ فيها نشأة دينية حسنة بين أقرانه من المتعلمين والعلماء في الرس.
ذكر الشيخ عبد الله البسام أن قبيلة العجمان أهلها من نجران ولها فروع في كثير من البلدان، وأكثرهم يجتمعون في الصرار جنوب النعيرية في المنطقة الشرقية. والعجمان في الرس منهم آل عسّاف أمراء الرس، ومنهم الغفالا والرشيد والقرناس الذين منهم علماء وقضاة مشهورين. ولكن هذا القول يحتاج للتأكيد.
وأسرة الغفيلي في الرس جاءهم هذا اللقب من جدهم سالم بن علي بن سليمان بن شارخ الذي تولى رجالٌ من نسله إمارة الرس قبل العسّاف.
والشيخ حمد ـ كما ورد في ترجمة له ـ أدخله والده المدرسة في سن التمييز وحفظ القرآن في كتاتيب الرس وأكمله في سنتين، وكان يحب القراءة في الكتب الدينية ويحب اقتناء أمهات المراجع ويقرأها حتى تكونت لديه مكتبة ثقافية خاصة به تحتوي على أمهات الكتب.
قرأ الشيخ حمد على قضاة الرس ومعلميها مثل: الشيخ عبدالله بن سليمان بن بليهد والشيخ سالم بن ناصر الحناكي والشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ عمر بن خليفه بن جري والشيخ إبراهيم بن محمد الضويان
ثم رحل الشيخ إلى بلدان القصيم وتنقل فيها فوصل عنيزة ودرس على عالمها منهم الشيخ صالح بن عثمان القاضي،والشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي بل لازمه ملازمة تامة وسمع منه واستفاد من علمه كما قرأ عليه أمهات الكتب. ويذكر الشيخ حمد أن ابن سعدي قد دلّه على أصل العلم النافع وكيف يتلقاه من غيره. يقول عن شيخه ابن سعدي (قرأت على الشيخ العلامة مزين عصره الشيخ عبدالرحمن الناصر السعدي ولازمته كثيرا قراءة واستماعا وهو الذي انتفعت به حيث هدانا إلى أصل العلم النافع وكيفية تلقيه).
وكان الشيخ حمد عندما يحضر إلى الرس يجلس مع خيرة الناس من المشايخ وطلبة العلم وأئمة المساجد وكان من جلسائه في الرس كل من: سليمان بن عبدالرحمن البطي وسليمان بن محمد الدهامي وعقيل بن محمد العقيل رحمهم الله جميعا. أما سليمان بن عبدالرحمن البطي فكان عينه الملك عبدالعزيز مع الشيخ حمد في السوارقية عندما انتدبه إليها.
قضى الشيخ حمد حياته كلها بعيدا عن بلدته الرس في طلب العلم والقضاء والفتوى والوعظ والإرشاد، كما أكمل في القضاء خمسين عاما من عام 1346 حتى عام 1395هـ. كان خلالها يعدل بين المتخاصمين ويقضي بالحق ويأخذ حق المظلوم ويرشد الضال ويعلم الجاهل محتسبا الأجر من الله ومطيعا لولاة الأمر ومستنيرا برأي كبار العلماء من حوله، وكان بينه وبين العلماء في زمنه مخاطبات كثيرة في الفتوى وطلب العلم.
أما الأعمال التي قام بها الشيخ حمد فنفصلها فيما يلي:
1ـ في عام 1346هـ تعين قاضيا في السويرقية حتى عام 1351هـ بموجب خطاب الملك عبد العزيز رحمه الله المؤرخ في: 21 ربيع الآخر 1346هـ وهذا نصّه (من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى الإخوان الكرام حمد المطلق الغفيلي وسليمان بن عبد الرحمن بن بطي وعبد الله المحيسن بن خضير، سلمهم الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد ذلك بارك الله فيكم أنتم عمدناكم يم أهل السوارقية، وأنتم يا حمد المطلق قاضي وباقي اخوياك دبرتهم عند الله ثم عندك. فانتم تمتثلون أمر أخيكم ولا تخالفون شوفته وتحرصون على تعليم الناس برفق ولين، نرجو أن يصلح الله نيتنا ونيتكم ويجعلنا وإياكم من أنصار دينه ودمتم محروسين والسلام.
2ـ وفي عام 1351هـ تم إلغاء وظيفة قاضي السويرقية فاستمر الشيخ فيها مرشدا ومعلما وخطيبا حتى عام 1369هـ وكان راتبه آنذاك (40) ريالا.
3ـ وفي عام 1369هـ تعين مرشدا ومعلما وخطيبا في البعايث حتى عام 1373هـ.
4ـ في عام 1373هـ نقل إلى قضاء صبيا في منطقة جازان وبقي فيها حتى 1375هـ.
5ـ وفي الفترة من: 4/11/1375هـ حتى: 5/6/1376هـ وهي فترة أقل من العام نقل إلى قصر ابن عقيّل قرب الرس معلما ومرشدا فيها.
6ـ ثم في عام 1376هـ نقل قاضيا في طريف على الحدود الشمالية من المملكة بأمر الملك عبدالعزيز رقم 10736 في 6/6/1376هـ وبقي فيها حتى عام 1378هـ.
7ـ في عام 1378هـ تم نقله إلى قضاء الفوارة بالقصيم وبقي فيها حتى عام 1384هـ.
8ـ في عام 1384هـ تم نقله إلى قضاء المهد من منطقة المدينة المنورة وبقي فيها حتى عام 1386هـ. وكان خلالها تعيين ابنه محمد وكيلا لأمارة المهد.
9ـ وفي عام 1386هـ نقل قاضيا في قصيبا التي تقع شمال بريدة بحوالي (80) كيلومتر. وبقي فيها حتى عام 1388هـ.
10ـ في عام 1388هـ نُقل قاضيا في قرية العظيم بمنطقة حائل حتى أحيل للتقاعد.
في عام 1393هـ تقدم لرئيس القضاة بطلب نقله إلى بلدته الرس أو قريبا منها سواء في القضاء أو إحدى الوظائف الدينية كالتدريس والوعظ والإرشاد شارحا لسماحته ما يلقاه من معاناة من طول تغربه عن بلدته وأولاده وعشيرته وشظف العيش في البلدان التي عاش فيها وصعوبة متابعته لأولاده. ولكن لحاجة القضاء لمثله لم يُقبل منه ذلك فجاءه التوجيه بنقله قاضيا إلى قرية الحسو التي تبعد عن الرس حوالي (360) كيلو متر فاعتذر عن النقل، ثم بقي فترة في عمله في بلدة العظيم حتى طلب الإحالة على التقاعد فتم له ذلك بخطاب رئيس القضاة رقم 922/2 في 28/3/1395هـ.
والشيخ حمد كان يحصل على إجازته السنوية في شهر رمضان وكان يقضيه في بلدته الرس بين أهله وجماعته ومحبيه ويصلي فيها التراويح، كذلك عندما كان يعمل بالقضاء قريبا من الرس كان يصلي في جامع الرس ويخطب يوم الجمعة وكان ذو صوت حسن جهوري وكان المسجد في رمضان يمتلئ بالرجال والنساء.
ألف الشيخ مجموعة من الكتب منها ما يلي:
1ـ كتاب( تنزيه جناب الشريعة عن تمويه مذاهب الشيعة) ويقع في حوالي (120) صفحة، وقد اقتبسه من خلال قراءته في كتاب منهاج السنّة.
2ـ كتاب( تحفة الطلاب لشرح الآداب) وهو عبارة عن تعليقات على كتاب: آداب المشي إلى الصلاة للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
3ـ كتاب( المنسك الجليل في صفة أداء المناسك الموروثة عن الخليل) وهو عبارة عن تلخيص هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أداء الحج والعمرة، من كتاب زاد المعاد للشيخ ابن القيم رحمه الله.
كان الشيخ حمد يكتب الوثائق في العقود والمبايعات في الرس، وكان ثقة في خطه، كما إنه يبدأ خطه بقوله (الحمد لله وحده) ويختمه بالصلاة والسلام على رسول الله، ويحرر كتابته باليوم والشهر والسنة.
من كتاباته: نقل من أصل خط الكاتب محمد بن عبدالله الخريجي ما يفيد أن الشيخ محمد بن قرناس وقف قليبه المسماة النغيمشية المعروفة في جو الرس عند المعذب قربة لله تعالى ابتغاء وجهه، في عام 1344هـ. كما كتب الشيخ حمد وثيقة إقرار لولوه بنت حمد الصانع بأنها قبضت من محمد بن إبراهيم الخربوش مصرف سبعة أشهر أربعة عشر ريال لابنها صالح، بشهادته وبشهادة صالح الخالد ابن رشيد في:12صفر 1346.
خلّف الشيخ حمد ثلاثة من الأولاد هم: محمد ومطلق وسليمان.
وأخيرا أصيب الشيخ حمد بمرض أقعده حوالي عامين ثم توفي رحمه الله يوم السبت الثالث من شهر ذي القعدة عام 1397هـ. وحزن لفراقه محبوه من أهل الرس ومن يعرفه من غيرهم لما عُرف به بينهم من حسن الخلق والإخلاص بالعمل وصحبته لأهل الخير والصلاح منهم، كما كان معرضا عن الناس زاهدا في الدنيا محبا للقرآن وأهله مكثرا لتلاوته عاملا به. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق