موقف إبراهيم باشا الحرج أمام قلعة الرس.
تحدث شعبان محمد خلف مؤلف كتاب (الرس وسقوط الدرعية) عن حرب أهل الرس مع إبراهيم باشا فقال في الحديث عن الحصار (ويبدو لنا هنا أن تصرف إبراهيم باشا تجاه هذا الموقف الصعب والفشل الذريع أمام حصار الرس, جعله يصرف الكثير من الذخائر والقنابل التي أعدت لهدم سور القلعة. ولكن نظرا لمتانتها فإن هذه الضربات التي وجهها إبراهيم باشا لها ذهبت أدراج الرياح, ولم ينل الجيش المصري وقائدة منها إلا فقد الكثير من العتاد, وكان من الأجدر له التفكير في طريقة أخرى لاقتحام الرس, إزاء هذا التصرف فقد أيقن إبراهيم باشا حرج موقفه وسوء تصرفه حيال ضرب أسوار قلعة الرس بكل هذه الذخيرة. وهذا ما أشارت إليه الوثائق من خلال الرسالة التي كان قد بعث بها إلى والده محمد علي باشا وقد جاء فيها " وقد يكون هذا ـ أي كثرة صرف العديد من الذخائر والقنابل لضرب أسوار قلعة الرس ـ سوء تدبير, وأنا موقن بأن سيدي ـ يقصد هنا محمد علي باشا ـ سيكدرني على هذا التدبير المخالف لرضاه, ولكن هذا الذي اقتضى وحصل)أ.هـ.
أقول: لو كان إبراهيم باشا يعلم في بداية حصاره لبلدة الرس أنه سوف يصرف هذا الكم من القتلى والأسلحة والذخائر أمام قلعة منيعة يدافع عنها رجال أبطال يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا ولحماية النفس والعرض مع العلم بأنه أقسم ألاّ ينزل أمتعته من ظهور الإبل حتى يقضي عليها وحدد لذلك يومين فقط, لو كان يعلم ذلك لم يوافق بداية على الحصار. ومع هذا أصيب وجنوده بإحباط شديد من الوضع السيء الذي عاشوه أمام تلك القلعة الصعبة المنال. كذلك لو علم والده محمد علي بأن نهاية الحصار سوف يكون الصلح الشريف لأهل الرس وانهزام ابنه لما وافق عليه.
الكاتب: عبدالله بن صالح العقيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق