الاثنين، 12 أكتوبر 2015

أهل الرس يهزمون إبراهيم باش ويضطرونه لقبول الصلح

في كتاب (الدولة السعودية الأولى) الدكتور/عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم. ط5/ الناشر دار الكتاب الجامعي 1407هـ.
يقول الكاتب حول حصار إبراهيم باشا للرس (ص 343) فيقول (اتجه إبراهيم باشا بعد ذلك نحو الرس, وحاصرها مدة ثلاثة شهور وسبعة عشر يوما, ورغم طول مدة الحصار واستعماله أعنف الوسائل في مهاجمتها فإنه فشل في الاستيلاء عليها, إذ استماتة الحامية السعودية في الدفاع عنها رغم ضعف أسلحتها, لإدراكها أنها مفتاح الطريق إلى الدرعية. ورغم فداحة الخسائر التي أصابت جيش إبراهيم باشا نتيجة لطول مدة الحصار وانتشار الأمراض بين جنده بسبب سوء الأحوال المناخية فإنه رفض فكرة عقد الصلح التي ظهرت من الجانب السعودي. وأنذر أمير المدينة محمد بن مزروع بأنه إذا لم يسلم مدينة الرس فإن القتال سيستمر إلى النهاية. واستمر القتال متواصلا حتى جدد أمير المدينة رغبته في عقد الصلح مع إبراهيم باشا الذي اشترط لعقد الصلح شرطين:
أولا: يقدم له أهل الرس ألفي رأس من الخيل, وألفين من الجمال, ومؤنة تكفي جيشه ستة أشهر.
ثانيا: يقدم له اثنان من أولاد عبدالله بن سعود رهينة لديه.
رفض الجانب السعودي هذين الشرطين, واستؤنف القتال بين الطرفين مرة أخرى, ولكن إبراهيم باشا لمس سوء حالة جيشه فاضطر إلى قبول عقد صلح مع أمير مدينة الرس, وقبل شروطا لم يكن ليقبلها لو لم تمتنع عليه المدينة. فقبل:
أولا: رفع الحصار عن الرس.
ثانيا: يضع أهل الرس السلاح, ويقيمون على الحياد.
ثالثا: لا يجوز لجنود إبراهيم باشا وضباطه دخول الرس.
رابعا: عدم إجبار أهل الرس على تقديم شيء من المؤن والميرة للجيش, ولا يدفعون غرامة أو ضريبة.
خامسا: في حالة استيلاء جيش إبراهيم باشا على عنيزة بدون قتال تسلم الرس له, وإذا لم ينجح في ذلك يعتبر القتال متجددا بين الطرفين.
وأقول معلقا:
ـ إن أهل الرس لم يطلبوا الصلح من ضعف بل من قوة وشجاعة وإصرار على الحرب, ومن واقع التحدي لإبراهيم باشا وجيشه. فقد عجز عن احتلال البلدة رغم من كان يملكه من أسلحة فتاكة في ذلك الوقت. أمام بنادق أهل البلدة.
ـ إن جيش إبراهيم باشا أبدوا له التذمّر والعجز عن الاستمرار في الحرب مع أهل الرس حيث يواجههم الموت من بنادقهم وشدة الحر والعواصف الترابية التي تلوث مكان الحرب, والأمراض التي انتشرت بين الجند من جثث القتلى كذلك طول مدة سفرهم وبعدهم عن النساء.
ـ إن إبراهيم باشا عندما عجز عن احتلال البلدة وأعجزته الحيل قام بتهديد زعيم الحامية فيها طالبا منه تسليمها فرد عليه بتحد قوي (تعال خذها) يعني: إني لن أسلم لك البلدة لأننا في موقف قوة وأنت في موقف ضعف. وإذا لك قدرة على احتلالها فتقدم... ولكنك عاجز عن ذلك.
ـ عندما أراد إبراهيم باشا فرض شروطه على أهل الرس (الشرطين السابقين) رفضوا ذلك وطلبوا بتحد أن يستمر القتال لأنهم لا يزالون على قوتهم وإصرارهم ألاّ يقبلوا الذل من الباشا.
ـ من أهم الشروط التي أملاها أهل الرس (ألاّ يدخل جنود الباشا البلدة) من أجل حفظ أعراضهم ونسائهم وأطفالهم.
ـ بعد ما وصلت مدة الحصار ثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما ورأى أهل الرس بأنهم في ضائقة وأن أمر إبراهيم باشا استمر يستشري ويقوى نتيجة الإمدادات التي تصل إليه من المدينة, وعبدالله بن سعود ليس له القدرة على مواجهة جيش الباشا طلبوا الصلح فقبله إبراهيم باشا مرغما وبضغط من جنوده. فأملى أهل الرس الشروط التي يريدونها وقَبِل يها الباشا.
ـ وأخيرا فإن أهل الرس كانوا يتمتعون بالقوة والشجاعة من بداية الحرب إلى نهايتها. لذا نراهم لم يخضعوا لشروط إبراهيم الباشا وتحدوه بالقول والفعل.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق