سليمان بن حمد الرميح.
1280 ـ 1356هـ
هو سليمان بن حمد بن سليمان بن رميح بن سليمان (الطويل) بن علي ابن حمد بن محمد بن علي بن راشد الملقب (أبا الحصين).
وقد غلط الشيخ عبدالله البسام (علماء نجد خلال ثمانية قرون 2/277) رحمه الله عندما ذكر أنهم من آل مفيز حيث اختلط عليه الأمر في ذلك فقال (من آل مفيز من آل محفوظ، فخذ من العجمان من قبيلة يام الهمدانية القحطانية) فخلطهم مع آل رميح بن عمر بن فوزان بن حمد بن مفيز بن محمد بن علي بن راشد، وهذا غير صحيح لأن أسرة الشيخ سليمان هذا من نسل محمد بن علي بن راشد الملقب (أبا الحصين) الذي سكن الرس في حدود عام 975هـ. ونقل وأكّد هذه المعلومات الأستاذ منصور الرشيد عن محمد بن رميح الذي توفي عام 1395هـ وكان جيد الحفظ عالما بالأنساب مع كبر سنّه حيث توفي وعمره (120سنة) وهو الذي ذكر بناء أمير الرس هديب بن عويص بن محمد بن علي حوطة الجو وبناء أول سور بالرس.
ولد الشيخ سليمان في الرس في عام:1280هـ تقريبا كما يروي البسام، ويذكر صالح بن سليمان العمري في كتاب (علماء آل سليم) بأنه ولد عام: 1389هـ ونشأ في بيت علم وهدى وصلاح من أسرة كريمة منها القاضي والكاتب والمرشد، وتربى تربية إسلامية. وهو والد الشيخ حمد بن سليمان الرميح الكاتب المعروف بالرس.
وكان معاصرا لكل من المشايخ صالح بن قرناس وعبدالله بن سليمان البليهد وسالم بن ناصر الحناكي ومحمد بن ناصر الحناكي. ومن المواطنين في الرس كان معاصروه: محمد بن سليمان بن هندي ومطلق بن ناصر الحناكي وصالح بن محمد العبدالعزيز الرشيد ومنصور الدخيل بن مالك وصالح بن إبراهيم الجعويني وصالح ابن عبدالعزيز الخريجي وغيرهم.
قرأ على جده رميح بن سليمان في الرس القرآن الكريم فأتقنه، ثم شرع في طلب العلم على مشايخ القصيم منهم: الشيخ صالح بن قرناس والشيخ عبدالله بن بليهد، ثم رحل إلى بريدة لطلب العلم والدراسة على علمائها فدرس على الشيخ محمد بن سليم وعلى ابنيه الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم والشيخ عمر بن محمد ابن سليم، ثم سافر إلى عنيزة فقرأ أيضا على الشيخ صالح بن عثمان القاضي، وفي الرس قرأ على الشيخ عبدالله بن سليمان بن بليهد قاضي الرس وعلى الشيخ الكاتب إبراهيم بن محمد بن ضويان صاحب منار السبيل فحصل طرفا صالحا من الفقه وقرأ جملة كتب الحديث وكان يحفظ منها الكثير.
أعمال الشيخ سليمان: عندما أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله في عام 1346هـ بإيفاد وتعيين مجموعة من القضاة والدعاة والوعاظ والمرشدين في المدن والقرى والهجر السعودية خاصة في الحجاز وعسير فكان الشيخ سليمان ممن أوفدهم الملك إلى رابغ في عام 1344هـ ليتولى القضاء فيها فمكث فيها عدة أعوام قاضيا ومرشدا ومعلما لأهلها حتى أصيب بمرض وهو فيها فعاد إلى الرس، ثم قضى بقية حياته في الرس وكان الشيخ عبدالله بن بليهد ينيبه عنه في إمامة المسجد.
كان الشيخ سليمان ذا ذكاء قوي ومفرط كثير الصلاة والتهجد والعبادة والزهد والورع ولين الجانب، وكان مستقيما على الدين ورعا كريم الخلق والخصال ذا شيم عالية ذا فكاهة جميلة سليم الصدر لا يمل مجلسه، وكان رحمه الله متصفا بصفات العقل والتفكير السليم، وكان له منزلة كبيرة عند أهل رابغ فأحبوه وكان له قدر كبير بينهم، وكان يصدع بالحق ويحكم بالشرع وكان يعطف على الضعيف ويأخذ له الحق، وكان في قضائه محمود السيرة وكان أهل رابغ يقدرونه ولا يعدلون به أحدا ممن ولي القضاء قبله أو بعده.
قال عند الشيخ سليمان بن حمدان: بأنه ولد في الرس ونشأ فيها وقرأ القرآن وحفظه حفظا جيدا عن ظهر قلب، وأمّ به في رمضان وتعلم الكتابة فأتقنها جيدا، وكتب بخطه المضبوط النيّر عدة كتب.
وكان الشيخ سليمان يكتب الوثائق في الرس وقد كتب بيده مجموعة كثيرة من الوثائق التي تتضمن بيوع وأوقاف ووصايا لأهل الرس منها:
كتب عام 1326هـ بيع علي بن حمد الوهيبي قصره المسمى (المنفلت) على سليمان السعد بشهادة عبدالله بن عمير والكاتب.
كما نقل عام 1340هـ من خط صالح بن محمد الضويان الذي نقله من خط الشيخ قرناس وقف حمود الجليدان حقه من قليب الجبر بالحجناوي ووقف علي بن عقيل نصف عودة الحجناوي ووقف يوسف الجاسر حقه بالدحل بالحجناوي.
وكتب الشيخ سليمان عام 1338هـ الصلح الذي وقع بين محمد بن عامر وآل حميد على باب القصر على يد الشيخ صالح بإملاء الشيخ عبدالله ابن سليمان البليهد.
ونقل عام 1342هـ بيان ورثة الوجعان من خط والده حمد بن سليمان الرميح بشهادة صالح بن منصور الدخيل ومحمد العلي السويح.
ونقل عام 1334هـ بشهادة منصور الدخيل بن مالك وثيقة تفيد بأن القليب التي في الحجناوي المعروفة بالعود أنها زرعت عام 1294هـ.
كذلك كتب الشيخ سليمان مجموعة أخرى من الوثائق سواء منها ما كان وقفا أو وصية أو مبايعة أو غيرها، كما كان كثيرا ما ينقل بعض الوثائق المهمة من خط بعض الكُتّاب الذين سبقوه ونكتفي بما ذكرنا منها.
وحصل الشيخ سليمان على تزكية من الشيخ عبدالله بن بليهد نصها ما يلي: (الشهادة المرقومة أعلاه بخط الثقة الشيخ سليمان بن حمد الرميح حتى لا يخفى)
وتزكية أخرى من الشيخ عبدالله البليهد أيضا نصها (الشهادة المرقومة أعلاه بخط الثقة الشيخ سليمان ثابتة معتبرة حتى لا يخفى قال ذلك كاتبه عبدالله بن سليمان البليهد وصلى الله على محمد وسلم 1354هـ).
والشيخ سليمان يبدأ كتابته أحيانا بالبسملة كاملة وأحيانا أخرى بقوله (الحمد لله وحده) وكان خطه جميلا وواضحا وكثيرا ما يستعمل الخط العريض في الكتابة مما يجعل خطه يتميز بالوضوح. كما كان الكاتب يوثّق كتابته في نهايتها باليوم والشهر والسنة.
في عام 1356هـ مرض الشيخ سليمان مرضا شديدا وهو في رابغ فعاد إلى الرس عند أهله وجماعته وتوفي فيها في هذا العام، ويروي صاحب كتاب علماء آل سليم عن ابنه حمد بن سليمان بأنه توفي عام 1353هـ وكان عمره عند الوفاة يزيد على الخامسة والثمانين. رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا وإياه في مستقر رحمته.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق