الخميس، 8 أكتوبر 2015

بدايات التعليم في الرس.

بدايات الحركة العلمية في الرس

عاشت الرس منذ تأسيسها وأهلها يحبون الرحلات العلمية والتجارية وغيرها من أجل أغراض عدة منها: التطوير العلمي والمعرفي ومنها الترفيه والترويح عن النفس، ومنها إنعاش التجارة من أجل الحصول على لقمة العيش.
وعندما نشأت البلدة تجمعا سكانيا في حدود عام 925هـ وكثر الناس حولها لم يكن النظام القضائي ولا التعليم في الكتاتيب معروفبن في ذلك الوقت, ولم يكن في البلدة حاكما معروفا يحكم بينهم. ولا عالما يوجّه الناس ويرشدهم لأمور دينهم. حالهم في ذلك حال بقية بلدات نجد الأخرى.  
وفي حدود عام 1100هـ بُني المسجد الأول بالرس ويسمى (المسجد الداخلي) ثم احتاج المسجد لإمام يؤم الناس في الصلاة ويرشدهم ويعظهم في أمور دينهم ويعلمهم مبادئ القراءة والكتابة وأصول الدين، واحتاج الأمر لوجود من يحسن القراءة والكتابة ويتقن الإمامة وما يتبعها من قضاء وإفتاء وتعليم ودعوة وإرشاد، وقد قام الشيخ زامل بن علي من أسرة الرشيد على الرغم من كبر سنّه برحلة إلى عنيزة عندما علم بأن عالما كبيرا وصل إليها من سدير مارا بالمذنب هو الشيخ عبد الله بن أحمد بن عضيب في حدود عام 1110هـ حيث أسس له أهل عنيزة مسجدا ومنزلا لكي يقوم بالأعمال الدينية من قضاء وفتوى ودعوة وإرشاد وكتابة وثائق وعقود واستنساخ كتب، وقد انضم إلى مجلسه العديد من طلبة العلم من عنيزة وخارجها وكان من الرس الشيخ زامل بن علي وابنه الشيخ رشيد بن زامل، ودرسوا على الشيخ أحمد بن عضيب.
كما احتاج أهل الرس عند التأسيس ـ بالإضافة لطلب العلم ـ تعلم القراءة والكتابة من أجل توثيق العقود والمكاتبات، فكانت عنيزة أول من رحل إليها طلبة العلم بالرس ثم اتجهوا إلى الدرعية، وبعد أن عاد الشيخ قرناس بن عبد الرحمن من الدرعية بعد رحلته العلمية تولى فيها القضاء في أعالي المدينة لمدة ست سنوات ثم تولى قضاء الخبراء ثم شارك مع أهل الرس في حرب إبراهيم باشا وتولى بعدها قضاء بريدة وعنيزة ثم قام بالتدريس بالرس وعنيزة وبريدة، ثم انتشر العلم في تلك المناطق واشتهر آل سليم في بريدة وآل القاضي في عنيزة ومجموعة أخرى من المعلمين في الرس وما حولها.          
أما نشاط علماء الرس في مجال الرحلات العلمية فقد كانت أول رحلة علمية لهم داخل منطقة القصيم في فترة الدولة السعودية الأولى قام بها كل من:
1ـ الشيخ زامل بن علي بن محمد بن علي بن راشد من نسل أبا الحصين وهو أول من رحل من الرس إلى عنيزة لطلب العلم على الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب، وقد تولى قضاء الرس وهو كبير السن، وتوفي حوالي عام 1150هـ.
2ـ الشيخ رشيد بن زامل بن علي، ورحل إلى عنيزة أيضا وتعلم على الشيخ عبدالله بن عضيب، وتولى قضاء الرس بعد والده، وتوفي حوالي عام 1196هـ.
3ـ الشيخ عبد العزيز بن رشيد بن زامل بن علي وسافر إلى عنيزة مثل والده وجده وتعلم على الشيخ عبدالله بن عضيب، وتولى قضاء الرس بعدهما وتوفي عام 1234هـ.
أما رحلات علماء الرس خارج منطقة القصيم وفي فترة الدولة السعودية الأولى فقد كانت إلى الدرعية وقام بها الشيخ قرناس بن عبد الرحمن القرناس ودرس على كل من: الشيخ عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب (1165ـ1242) ثم الشيخ علي بن محمد بن عبد الوهاب (1244) والشيخ حمد بن ناصر بن عثمان  بن معمر (1160ـ1225) كما وُجد مشايخ آخرون من الرس رحلوا إلى الدرعية مثل الشيخ صالح بن راشد الحربي للدراسة على علماء الدعوة. وهو الذي تتلمذ عليه الشيخ قرناس بن عبدالرحمن.
ومن المهم أن نذكر الشيخ صالح بن عبدالرحمن الخميس من الرس الذي درس على علماء الدعوة في الرياض. ثم قدم إلى الرس عام 1180هـ وافتتح مدرسة لتعليم النساء قام بالتدريس فيها ابنتاه (مزنة وشايعة).
ثم جاءت فتر الدولة السعودية الثانية وحصل فيها بعض الرحلات لمشايخ الرس إلى الرياض وقد رحل إليها كل من:
ـ الشيخ صالح بن قرناس القرناس (1193ـ1285).
ـ الشيخ رميح بن سليمان بن رميح (1257ـ1344) .
وقد درسا في الرياض على كل من العلماء:
ـ الشيخ عبد الرحمن بن حسين بن محمد بن عبد الوهاب من علماء القرن الثالث عشر الهجري.
ـ الشيخ عبد اللطيف بن عبدالرحمن بن حسن (1225ـ1293).
ـ الشيخ عبد الرحمن بن بشر.
ـ الشيخ عبد العزيز بن صالح المرشد (1241ـ1324).
أما في عهد الدولة السعودية الثالثة فقد ذُكر بأن الشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد قاضي الرس (1304ـ1395) سافر إلى الرياض ويرافقه ثلاثون طالبا من الرس ومعهم بعيران أحدهما عليه متاعهم والآخر يتعاقبون ركوبه، وقام مشايخ الرياض نحوهم بكل ما يلزم حيث علّموهم أمور دينهم وشرحوا لهم في أمهات الكتب وحثّوهم على المراجعة في دروسهم.  كما أنه بعض العلماء من الرس اشتهروا بالرحلة إلى الرياض منهم:
ـ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن رشيد (1325ـ1355)
ـ عبدالله بن مطلق الفهيد (1312ـ1377).
ـ سالم بن ناصر الحناكي (1291ـ1379).
ـ محمد بن ناصر الحناكي (1293ـ1387) .
ـ محمد بن عبد العزيز بن رشيد (1304ـ1395).
ـ عمر بن خليفة بن جري (1311ـ1398).
وهؤلاء درسوا على كل من العلماء :
ـ الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن.
ـ الشيخ عبد الله بن محمد بن راشد بن جلعود.
ـ الشيخ حسن بن حسين بن علي بن حسين آل الشيخ.
ـ الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن فارس.
ـ الشيخ سعد بن محمد بن علي بن عتيق.
ـ الشيخ سليمان بن سحمان.
ويوجد دفعة ثانية من المشايخ وطلبة العلم من الرس سافروا في طلب العلم على مشائخ الدعوة بالرياض وهم:
ـ صالح بن عبدالله بن جارد (1320ـ1380)
ـ مقبل بن حمود الدميخي (1347ـ1392)
ـ حمد بن إبراهيم الزعاقي (1333ـ1397)
ـ ناصر بن محمد الحناكي (1330ت1404)
ـ سليمان بن صالح بن سليمان بن خزيم (1325ـ1407)
ـ عبد العزيز بن ناصر الرشيد (1333ـ1408)
ـ صالح بن علي الغصون .
ـ صالح بن إبراهيم بن طاسان (1328ـ1420)
ودرس هؤلاء المجموعة على كل من: الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (1311ـ1386) والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ (1315ـ1386)
كما درس جزء منهم على الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن والشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين.
وعندما افتتح المعهد العلمي بالرياض درس بعض المشايخ وطلبة العلم من الرس على الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد اللطيف وغيرهما، وذُكر منهم الشيخ محمد بن عبد الله بن صغير الذي تولى القضاء في الرس والشيخ منصور بن حمد المالك الذي عمل رئيسا لديوان المظالم. 
وبعدما اشتهر الشيخ قرناس بن عبد الرحمن بالعلم والقضاء ثم عاد من رحلته العلمية إلى القصيم بعد أن تولى في عدة مناطق من المدينة المنورة ثم الخبراء، ثم إنه شارك في حرب إبراهيم باشا مع أهل الرس عام 1232هـ وكان هو العقل المدبّر في الحرب وله القيادة والرئاسة فيها، ثم تولى قضاء الرس بعد خاله الشيخ عبد العزيز بن رشيد عام 1232هـ مدة ثلاثون عاما قاضيا وتولى قضاء بريدة وعنيزة فترات متعددة وكان ينيب ابنه الشيخ محمد بن قرناس ويعقد جلسات التعليم في الرس وبريدة وعنيزة وقد التفُ حوله مجموعة من طلاب العلم لعل أشهرهم محمد بن عبدالله بن صقيه (ت 1256هـ) وغيره.
ثم انتشر العلم في بلدان القصيم بسبب وجود آل سليم في بريدة وآل قاضي في عنيزة وغيرهم، وعادت الرحلات العلمية لطلبة العلم من الرس للدراسة على علماء القصيم، حيث قام الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم (ت1324) من بريدة الذي أخذ العلم من الشيخ قرناس بن عبدالرحمن وقام بتدريس مجموعة من العلماء والمتعلمين من الرس وما حولها وهم:
ـ إبراهيم بن محمد الضويان.
ـ عبدالرحمن بن سليمان البطي.
ـ صالح بن قرناس القرناس.
ـ محمد بن ناصر الحناكي.
ـ سالم بن ناصر الحناكي.
ـ رميح بن سليمان الرميح.
ـ سليمان بن حمد الرميح.
ـ صالح بن إبراهيم الطاسان (من النبهانية).
ـ محمد بن سالم بن كريديس (من النبهانية).
ـ سعد بن صالح الطاسان (من النبهانية).
ـ سعد بن عيد بن كريديس (من النبهانية).
أما الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم (ت1351) فقد درس عليه من ذكرنا سابقا ومعهم كل من:
ـ عبدالله بن سليمان البطي.
ـ عبدالله بن مطلق الفهيد.
ـ عبدالرحمن بن عبد العزيز بن رشيد.
ـ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد.
ـ سليمان بن صالح بن خزيم.
ـ ناصر بن صالح بن عقيّل (من قصر ابن عقيّل).
ـ إبراهيم بن عبدالله البطي.
ـ سليمان بن بطاح (من قصر ابن عقيّل).
ـ سليمان بن محمد الدهامي.
ـ عبدالله بن إبراهيم الطاسان (من النبهانية).
ـ صالح بن عبدالله الجارد.
ـ منصور بن صالح الضلعان.
والشيخ العلاّمة عمر بن محمد بن سليم درس عليه مجموعة من مشايخ الرس وهم بالإضافة لمن ذكرنا سابقا:
ـ محمد بن صالح الخليفة.
ـ محمد بن راشد المحيلان.
ـ عبدالله بن محمد الخليفة.
ـ صالح بن محمد الخليفة.
وفي بريدة كان يوجد الشيخ سليمان بن عبدالرحمن بن محمد العمري (1375هـ) درس عليه مجموعة أخرى من مشايخ الرس بالإضافة لمن ذكرنا كل من:
ـ عبدالله بن حمد بن دخيل الخربوش.
ـ حمد بن مطلق الغفيلي.
ـ عبدالعزيز بن علي الغفيلي.
ـ عبدالله بن مطلق الفهيد.
كذلك فإن الشيخ سليمان بن علي بن مقبل (1305) وهو من تلاميذ الشيخ قرناس بن عبدالرحمن درس عليه الشيخ:
ـ صالح بن قرناس القرناس.
كما درس على الشيخ محمد بن عمر بن سليم من بريدة (ت1308) ما يزيد على (17) عالما ومتعلما. ودرس بين يدي الشيخ عمر بن محمد بن سليم من بريدة (ت1362) ما يزيد على (15) عالِما ومتعلّما من الرس ليكون جملة الذين درسوا على مشائخ بريدة من آل سليم أكثر من (33) عالما وطالب علم من أبناء الرس.
كذلك فإن علماء المدينة المنورة وعلماء عنيزة كان لهم الفضل في تعليم مجموعة من مشايخ الرس مثل: الشيخ صالح بن عبدالله الزغيبي (1372هـ) من المدينة المنورة درس عليه كل من: الشيخ عبدالله بن حمد الخربوش إمام الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة، والشيخ عبدالعزيز بن علي الغفيلي مطوع المهد.
أما الشيخ صالح بن عثمان بن صالح العقيل (آل عوف) من عنيزة فقد درس عليه الشيخ صالح بن قرناس القرناس. كذلك فإن الشيخ صالح بن عثمان القاضي (1351هـ) من عنيزة قد درس بين يديه مجموعة من مشايخ الرس وهم:
إبراهيم بن محمد الضويان. صالح بن عبدالله الجارد، حمد بن مطلق الغفيلي، سالم بن محمد الحناكي، سليمان بن حمد الرميح، محمد بن عبدالعزيز بن رشيد، عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن رشيد، محمد بن ناصر الحناكي، عبدالله بن مطلق الفهيد، منصور بن صالح الضلعان.
وهكذا يتضح لنا مقدار ما كان عليه مشايخ الرس وطلبة العلم من حرص على تلقي العلم من كبار العلماء من خارج الرس حيث كانوا يتحملون عناء السفر إلى البلدان المجاورة والبعيدة في سبيل طلب العلم على ما كانوا عليه من شظف العيش وقلة ذات اليد، وقد كان بعضهم يترك أبناءه وزوجاته ليرحل إلى مسافات بعيدة طلبا للعلم من مصادره الموثوقة.
ــــــــــــــــــــــــــ
ـ مرحلة التعليم بين يدي القضاة:
وهي المرحلة الأولى التي كانت سائدة آنذاك وهي التي يطلق عليها (التعليم التقليدي) وقد بدأت تلك المرحلة من التعليم للنساء في عام 1180هـ على يد ابنتي الشيح صالج بن عبدالرحمن الخميس وللرجال في حدود عام 1200هـ على يد الشيخ قرناس بن عبدالرحمن.
ويتم تدريس الطلاب في تلك المدارس في منزل المعلم أو داخل أروقة المساجد أو في مدارس يتم تخصيصها للتعليم. ويقوم عليها عادة قضاة من أهل البلدة أو أحد طلبة العلم، بحيث يجتمع الطلاب على شكل حلقات بين يدي الشيخ ويقوم بتلقينهم بعض قواعد اللغة العربية تمهيدا لحفظ القرآن الكريم .
وأول من تولى التدريس بالمساجد القاضي الشيخ زامل بن علي بن محمد بن علي بن راشد أحد تلاميذ الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب، وقد تولى الإمامة والخطابة بالمسجد الجامع بالرس فالتف حوله التلاميذ للدراسة حتى توفي عام 1150هـ رحمه الله.
ثم تولى التدريس بعده ابنه القاضي الشيخ رشيد بن زامل بن علي  الذي درس على والده وعلى الشيخ عبدالله بن عضيب وكان يحب العلم وأهله ويحرص على تعليم الناس أمور الدين حتى توفي رحمه الله في حدود عام 1196.
ثم تولى التدريس في جامع الرس الشيخ عبدالعزيز بن رشيد بن زامل ابن علي حتى توفي عام 1234هـ رحمه الله. ثم خلفه على القضاء والتدريس والخطابة بالرس عام 1234هـ قاضي القصيم الشيخ قرناس بن عبدالرحمن القرناس، والتف حول حلقته مجموعة كبيرة من التلاميذ من الرس وعنيزة وبريدة  وهو الذي خطب في مسجد الرس بعد الصلح مع إبراهيم باشا فأعجب به الباشا وأثنى عليه حتى توفي رحمه الله عام 1262هـ.
ثم تولى القضاء والتدريس الشيخ محمد بن قرناس بن عبدالرحمن القرناس بعد وفاة أبيه والتف حوله مجموعة من التلاميذ من الرس ومدن القصيم الأخرى حتى توفي عام 1276هـ رحمه الله. بعده تولى أخوه صالح بن قرناس بن عبدالرحمن القرناس وكان مجلسه عامرا ومدرسته تزدحم بالتلاميذ من طلبة العلم بالرس حتى توفي رحمه الله عام 1336هـ.
وكان يتولى التدريس في جامع الرس الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان في زمن شيخه صالح القرناس وكان يقوم بذلك نيابة عن شيخه عند غيابه في مسجده وفي المسجد الجامع.
ثم تولى القضاء والتدريس بالرس الشيخ سالم بن ناصر الحناكي حتى توفي رحمه الله عام 1347هـ. ثم خلفه على التدريس أخوه محمد بن ناصر الحناكي وكانت حلقته مليئة بالتلاميذ من الرس ولكنه لم يستمر طويلا حتى توفي رحمه الله في نهاية عام 1347هـ.
ثم تولى التدريس بالمسجد الجامع مع الإمامة الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد الذي كثر في حلقته التلاميذ من الرس وما حولها حتى رحل للقضاء. ثم تولى التدريس في حلقات المسجد الجامع بالرس الشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان بالإضافة لعمله في القضاء والتف حوله عدد كبير من طلبة العلم الذين صار لهم فيما بعد شأن كبير في الوظائف الحكومية، وعندما تقاعد الشيخ من القضاء استمرت حلقته في منزله حيث يفد إليه الناس للفتوى وطلب العلم حتى توفي رحمه الله.
وقديما كانت تلك الحلقات منابر للعلم نهل منها الكثيرون من أهل الرس وغيرها من بلدان القصيم الأخرى، وتخرج منها مجموعة كبيرة من طلبة العلم منهم من  تولى التدريس في مدارس الرس، ومنهم الذين بعثهم الملك عبدالعزيز إلى بعض البلدان للوعظ والإرشاد مثل: محمد بن إبراهيم الخربوش وسليمان بن عبدالرحمن البطي وأخوه عبدالعزيز بن عبدالرحمن البطي ومحمد بن صالح الخليفه وعبدالسلام بن خالد القبلان ومنيع الخليفه وسليمان السلومي وغيرهم رحمهم الله.
ـ مرحلة التعليم بالمدارس:
وهي المرحلة الثانية التي جاءت بعد مرحلة التعليم على القضاة, ومدرسوها هم الذين تخرجوا من المرحلة الأولى، وقد بدأت تلك المرحلة مع البدايات الأولى في التعليم على عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله. وكان يوجد في الرس في تلك المرحلة ست مدارس للبنين موزعة في أنحاء البلدة وهي:ـ
 1ـ مدرسة شمال البلدة: وتقع في الجهة الشرقية من السوق والمسجد الداخلي القديم وغرب منزل الطاسان في بيت الحجرف، وقد تولى التدريس في المدرسة المشايخ: عبدالله بن حمد الرميح وعبد العزيز بن عبدالرحمن البطي وناصر بن سالم الضويان ثم محمد بن إبراهيم الخربوش رحمهم الله جميعا، واستمرت المدرسة حتى حوالي عام 1348هـ.
2ـ مدرسة جنوب البلدة: وتقع عند أحد أبواب سور البلدة وشمال مسجد الرشيد، وتولى التدريس فيها  المشايخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد ومحمد بن ناصر بن خالد الرشيد رحمهم الله وقد انتهت المدرسة مع افتتاح المدرسة السعودية عام 1363هـ.
3ـ مدرسة وسط البلدة: وتقع في (مفرق الحمّاد) شرق منارة المسجد الجامع القديم الذي يسمى (المسجد الطالعي) وتولى التدريس فيها عبدالله بن عبدالرحمن العقيل ومحمد بن إبراهيم الضويان وعبدالعزيز بن علي الغفيلي رحمهم الله، وانتهت مع افتتاح المدرسة السعودية عام 1363هـ.
4ـ مدرسة شرق البلدة: وتقع شرق السوق التجاري القديم (سوق المرقب) أمام منزل الوجيه حمد بن منصور المالك من الجهة الجنوبية، وتولى التدريس فيها ناصر بن سالم الضويان وعبد العزيز بن عبد الرحمن البطي ومحمد بن إبراهيم الخربوش, وانتهت مع افتتاح المدرسة السعودية عام 1363هـ.
5ـ مدرسة جنوب السوق: أقامها الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن البطي في منزله الواقع جنوب السوق التجاري (سوق المرقب) وكان الشيخ يدرّس فيها القرآن الكريم، وكان فيها مجموعة من الطلاب الذين تولوا القضاء فيما بعد، وكانت تلك المدرسة آخر مدرسة أنشأت بالرس وانتهت مع بداية الدراسة في المدرسة السعودية عام 1363هـ.
6ـ المدرسة القرآنية: أسسها الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم الطاسان عام 1378هـ، بدأت وتنقلت في عدة مواقع. ثم انتقلت في الجهة الجنوبية من منزل صاحبها الواقع شمال المسجد، وكانت الدراسة بالمدرسة تسير على تنظيم معيّن، وعدد تلاميذها (50) تلميذا يدرسون فيها القرآن حفظا وتجويدا والفقه والتوحيد والقراءة والكتابة والإملاء. وكان مؤسسها يصرف لكل طالب ريالين في كل عيد ويصنع لهم طعام الغداء تشجيعا لهم على المواصلة، وعندما تخرج الطلاب من المدرسة تم قبولهم بالمدرسة النظامية بالصفّين الثالث والرابع، وانتهت الدراسة بالمدرسة في عام 1387هـ.
أما مدارس النساء: فقد بدأت مدارسهن في حدود عام 1180هـ ولكنها كانت محدودة وطالباتها قليلات. وقد بلغ  عددها مدارس النساء في الرس ثمان مدارس هي:
1ـ مدرسة مزنة وشايعة الخميس: وهما ابنتا الشيخ صالح بن عبدالرحمن الخميس الذي كان يدرس على علماء الدعوة في الرياض ثم انتقل إلى الرس في عام 1180هـ وكان ممن يحفظ القرآن والحديث. وطلبت منه ابنتاه أن تقوما بتعليم النساء في بالرس. فوافق على أن يكون ذلك في منزله. وتم التعليم للنساء الكبيرات.
ومن خلال قراءتي تبين لي أنها أول مدرسة للنساء في القصيم.  
2ـ مدرسة المعلمة منيرة الجلالي: زوجة الشيخ قرناس بن عبدالرحمن، وكانت في حدود عام 1280هـ ولكنها كانت في حدود ضيقة.
3ـ مدرسة المعلمة مطيرة الرماحا: من أسرة الرميحي في الرس، وأنشأت في حدود عام 1319هـ وكانت تقوم بتدريس النساء والأطفال في منزلها.
4ـ مدرسة منيرة العتيّق: وهي تلميذة مطيرة الرماحا، وكانت في منزلها في الجهة الغربية من البلدة.
5ـ مدرسة تركية العمير: من أسرة الزهير بالرس، وتقع المدرسة في وسط البلدة بجوار بيوت الضويان، واستمرت حتى عام 1370هـ.
6ـ مدرسة موضي بنت محمد الصالحي: وهي مشهورة باسم (موضي السعد).
7ـ مدرسة موضي الشنيف: وتقع المدرسة في جنوب غرب البلدة.
8ـ مدرسة نورة ناصر الرشيد: وهي أخت الشيخ عبدالعزيز بن ناصر الرشيد الرئيس العام لتعليم البنات ورئيس هيئة التمييز سابقا رحمه الله، واستمرت المدرسة حتى افتتحت أول مدرسة للبنات بالرس عام 1381هـ وعينت المعلمة مراقبة فيها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
علم من الرس: قاضي وعالم وكاتب وإمام وخطيب وفارس ومجاهد:
الشيخ: قرناس بن عبد الرحمن القرناس
1190 ـ 1262 هـ.
هو الشيخ قرناس بن عبد الرحمن بن قرناس بن حمد بن علي بن محمد بن علي بن راشد. وهو من ذرية محمد بن علي الملقب أبا الحصين الذي سكن الرس في حدود عام 975هـ وتكاثرت أسرته فيها.
ذكر البسام في (علماء نجد) في الجزء الخامس صفحة 415 معلومات عن أبا الحصين وذريته. الذين صار كثير منهم من أمراء الرس وقضائها وعلمائها.
ولد الشيخ قرناس بن عبد الرحمن في بلدة صبيح الواقعة شمال الرس عام 1190هـ. ورحل مع والده إلى الرس ونشأ بها وتوفي والده وهو صغير دون التمييز ثم تولى رعايته خاله الشيخ عبد العزيز بن رشيد بن زامل قاضي الرس الذي ربّاه على الدين القويم والتفقّه فيه وعلى الصلاح والتقوى وحب العلم وأهله.
قرأ الشيخ قرناس على مشايخ القصيم وأدرك تلاميذ الشيخ عبد الله بن عضيب وأخذ عنهم، وتعلم على الشيخ صالح بن عثمان آل عوف العقيل في عنيزة. كما أخذ عن الشيخ عبد العزيز بن سويلم قاضي بريدة. كما تعلم من عالم الرس الشيخ صالح بن راشد الحربي الذي جاهد أمام إبراهيم باشا في الرس والدرعية. وقتله إبراهيم باشا بعد حرب الدرعية انتقاما. رحمهم الله جميعا.
ترجم له الشيخ عبدالله البسام في كتاب (علماء نجد ج 5 ص 418) حيث نقل نصا عن الشيخ إبراهيم الضويان يتحدث فيه عن الشيخ قرناس يقول فيه (الشيخ قرناس ابتدأ طلب العلم على الشيخ عبد العزيز بن رشيد قاضي الرس، ثم على عبد العزيز بن سويلم قاضي بريدة، ورحل إلى الدرعية عام 1216هـ وأخذ عن أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم من علماء الدرعية، ولم يزل يتردد على الدرعية إلى عام 1222هـ وفيها عُيّن قاضيا ومرشدا في قلعة المدينة المنورة لحامية آل سعود إلى أن خرجوا منها عام 1227هـ، وفيها ولي القضاء بالخبراء ولم تطل مدته فيها، ورجع إلى الرس، ولم يزل فيها إلى أن حاصرها إبراهيم باشا عام 1232هـ فولاه قضاءها، ولم يزل عليها إلى أن بلغه أن الباشا سفّر آل سعود وآل الشيخ إلى مصر وأنه توجه إلى القصيم، فحينئذ استتر منه وانحاز إلى قرية النبهانية غربي القصيم فكان يأوي إليها ليلا ويظل نهاره في غار في جبل أبان الأسود ويعرف الآن بغار قرناس. ولم يزل كذلك إلى أن سافر الباشا وغابت عسكره فرجع إلى وطنه الرس وصار قاضيا على القصيم كله، إلى أن توفي الإمام فيصل بن تركي فعين أبا بطين في قضاء عنيزة فمن ذلك انفصلت عنه ثم انفصلت بريدة عن ولايته حينما ولي قضاءها تلميذ قرناس الشيخ عبد الله بن صقيه واستمر قرناس على قضاء الرس وملحقاته إلى أن توفي. وكان يكتب كتابة حسنة، ونسخ بيده عدة كتب، وكانت له فراسة قوية في استخراج الحقوق، وكان صلبا في الدين، قويا في تنفيذ الأحكام، وانتشر صيته لانفراده أخيرا بعد أقرانه) انتهى النص.
ثم رحل الشيخ قرناس إلى الدرعية عام 1216هـ وأخذ العلم عن أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم، وفي عام 1222هـ عين قاضيا ومرشدا في قلعة المدينة المنورة لحامية آل سعود حتى عام 1227هـ روى ذلك ابن بشر (عنوان المجد في تاريخ نجد 1/137) قال أثناء حديثه عن أهل المدينة في سنة 1220هـ: " وأرسل إليهم سعود في موضعهم ذلك الشيخ العالم قرناس بن عبد الرحمن صاحب بلد الرس المعروف بالقصيم فأقام عندهم قاضيا معلما كل سنه يأتي إليهم في موضعهم ذلك ".
درس الشيخ قرناس على خاله الشيخ عبد العزيز بن رشيد بن زامل وعلى تلاميذ الشيخ عبد الله بن عضيب وعلى عالم الرس الشيخ صالح بن راشد الحربي والشيخ حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر من العيينة وغيرهم.   
بعدها ولي القضاء في الخبراء مدة قصيرة ثم رجع إلى الرس فتولى القضاء فيها كما صار قاضيا في القصيم كلها حتى تم تعيين قضاة في عنيزة وبريدة، وبقي قاضيا للرس حتى وفاته. يقول ابن بشر (تاريخ نجد ج2) في حوادث عام 1249هـ (وعلى القصيم قرناس صاحب الرس).
وكان كاتبا متميزا وله فراسة وصيت في القضاء، وكان عاقلا وحازما وصلبا في الدين. وكان شجاعا قاد أهل الرس في حربهم ضد إبراهيم باشا عام 1232هـ. يقول في ذلك الشاعر أحمد بن دعيج في ملحمته:
وشب نار الحرب فوق الرس          ثلث السنة يضربهم بالقبس
رجال صدق في اللقاء والبأس    أعيانهم  وشيخهم  قرناس
تولى الشيخ قرناس قضاء الرس عام 1234هـ بعد خاله الشيخ عبد العزيز بن رشيد بن زامل بن علي بن محمد الذي توفي عام 1234هـ وبقي فيه (33) عاما. 
درس على الشيخ قرناس مجموعة من التلاميذ منهم: الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، والشيخ محمد بن عمر بن سليم، والشيخ سليمان بن علي آل مقبل، وابنيه الشيخ محمد بن قرناس والشيخ صالح بن قرناس، والشيخ علي آل محمد آل راشد، والشيخ عبد الله بن محمد بن صقيه، والشيخ عبد الله الخليفي. والشيخ علي بن سالم بن جلعود آل جليدان والشيخ علي بن محمد بن علي آل محمد والشيخ محمد بن عمر بن مبارك العمري والشيخ علي بن محمد آل راشد
وكان الشيخ قرناس كتب لتلميذه الشيخ ابن مقبل إجازة أوردها صاحب كتاب (علماء آل سليم وتلامذتهم ج 1 ص 195) هذا نصها (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على كل حال والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيهم في كل اعتقاد ومقال أما بعد فإن العلم بحر زخار لا يدرك له من قرار وطود شامخ لا يسلك إلى قنته الأبصار من أراد السبيل إلى استقصائه لم يبلغ إلى ذلك وصولا ومن أراد الوصول إلى احصائه لم يجد إلى ذلك سبيلا كيف وقد قال تعالى مخاطبا الخلق وما أوتيتم من العلم إلا قليلا وإن من أنفع العلوم وأجلها وأفضلها علم الفقه وقد نفع مني الشيخ الأجل الأمثل من هو على التعلم والاجتهاد مقبل سليمان بن علي بن مقبل نبذة من كتب المتأخرين من الحنابلة على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل في عدة مجالس آخرها في شهر جماد الأول سنة 1257هـ فأجزته فيما لي وعني بشرط مراجعة المنقول وأسأل الله لي وله التوفيق والسداد إنه رؤوف رحيم جواد وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. كتبه بقلمه وقاله بفمه الفقير إلى الله العلي قرناس بن عيد الرحمن بن حمد بن علي الحنبلي) ختم الشيخ. 
كما ترجم له القاضي في (روضة الناظرين ج  1 ص 164) وقال في بداية الترجمة (هو العالم الجليل والفقيه المتبحر والشجاع الباسل.. ثم أورد اسمه كاملا) ثم قال ( وتوفي والده وله من العمر أربع سنين فرباه أمير الرس سعد الدهلاوي بتوصية من أبيه، كما وصى به أخته الكبرى وجعل الأمير يرعاه بأحسن رعاية وكذا أخته حنت عليه وقاما بتوصية الأب خير قيام وقد توفيت أمه بعد أبيه عبد الرحمن بثمانية شهور فقط فأكدت على أخته التوصية به فنشأ نشأة حسنة وقرأ القرآن وحفظه على مقرئ بالرس ثم حفظه عن ظهر قلب وشرع في طلب العلم بهمة عالية ونشاط ومثابرة فقرأ على علماء القصيم..).
ثم ذكر القاضي ناقلا عن الشيخ إبراهيم الضويان بأن الشيخ قرناس قرأ على عبد العزيز بن سويلم قاضي بريدة، وأنه رحل إلى الدرعية عام 1216هـ فقرأ على عبد الله وعلي ابني الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثم قال ( وكان يتوقد ذكاء ومعه إقبال منقطع النظير ويحفظ متونا كثيرة) كما قرأ على حمد بن معمر.
وذكر القاضي بأن الشيخ قرناس أقام بالدرعية عشر سنين ينهل من مورد عذب طاب لشُرّابه حتى نبغ في فنون عديدة وقد وهبه الله فهما ثاقبا وكان قوي الفهم حاضر البديهة تفوّق على أقرانه. ثم توجّه إلى مكة للحج فجاور فيها وقرأ على علماء المسجد الحرام الأصول والفروع والحديث والمصطلح وتحصل على إجازة بسند متصل ثم رحل إلى المدينة المنورة فقرأ على علماء الحديث ورجاله بها والتفسير وتحصل على الإجازة بسند متصل وأقام بها سنين وتعين إماما بمسجد فيها بالقلعة ظل فيه إماما ومدرسا ست سنين ومرشدا وداعية خير ورشد وصلاح. وكان حسن الصوت جهوريا حسن الخط جدا.
ثم قال القاضي عن الشيخ قرناس: وكان عمدة بالتوثيقات فيها وفي الرس وأفنى عمره بالكتابة فخط كتبا كثيرة وهمش عليها من تقارير مشائخه ومما يمر عليه أثناء مطالعته، وكان القضاة يعتمدون قلمه ويحب إصلاح ذات البين ما أمكنه.
ثم قال القاضي: وبعد أن عاد الشيخ قرناس من عمله بالمدينة إلى الرس في حدود عام 1227هـ تم تعيينه قاضيا في الخبراء بالقصيم مدة قصيرة عاد بعدها إلى الرس واستقبله أميرها سعد بن عبد الله الدهلاوي وأكرمه وزوجه ابنته رقية وهي أم ابنه الشيخ محمد، ثم طلب منه الأمير وأهل الرس أن يتولى القضاء في بلدتهم فصار قاضيا فيها بحزم ونشاط فكان مثالا للعدالة والنزاهة والعفة فأحبه الناس وقدروه حيث كان يتمتع بأخلاق عالية وصفات حسنة، واستمر فيها من دعاة الخير والرشد حتى حاصرها إبراهيم باشا فقاد الشيخ قرناس الحرب ضد الباشا بعد أن أصيب أميرها منصور بن عساف ومعه أهل الرس بشجاعة وبسالة حتى عجز عن احتلالها فتم الصلح بينه وبين الشيخ قرناس حتى وصفه إبراهيم باشا بقوله( أنت ذيب وخطيب).
ثم يقول القاضي عن الشيخ قرناس أيضا (ج 2ص 169) (وكان أمام وخطيب جامعها منذ أن تولى قضاءها وفي مرجع بأنه قد ضم إليها قضاء القصيم كله، وهو الذي يولي المساعدين له ويستشيرونه في القضايا الكبيرة وما كان من قضايا سهلة يقومون بحلها... وقد رحل إليه الطلبة من كل صوب للاستفادة من علومه وانتهى الإفتاء في القصيم إليه وذاع صيته وأفنى عمره في التعلم والتعليم والإفتاء ونفع الخلق، ويقول الشيخ صالح القرناس أن الإمام تركي بن عبد الله عام 1260هـ عينه قاضيا على القصيم كله... وكان واسع الإطلاع في فنون عديدة وخصوصا في الفقه والحديث والمصطلح وله مآثر حسنة ويحب البحث والنقاش وإصلاح ذات البين ففي عام 1240هـ تدخل في حرب السوقين في عنيزة حتى طفئت الفتنة... وظل في قضاء الرس أربعا وثلاثين سنة كان فيها مثالا للعدالة والنزاهة ذا مكانة مرموقة وكلمة نافذة).
كما أورد القاضي(ج 2ص 170) ناقلا عن المؤرخ إبراهيم الضويان في حديثه عن الشيخ قرناس (كان له فراسة لا تخطئ في استخراج الحقوق قوي في تنفيذ الأحكام والصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانتشر صيته لانفراده أخيرا بعد أقرانه).
ثم قال القاضي عن الشيخ قرناس ( كان سخيا جوادا مستقيم الديانة وتجرّد للعبادة ولازم المسجد والتلاوة والتهجد بالليل وكان له صوت جهوري رخيم ولم يزل محمود السيرة حتى وافاه الأجل المحتوم مأسوفا على فقده في 26 من شهر رجب 1363هـ وله من العمر سبعون سنة قضاها في خدمة العلم ونفع الخلق وخلف مكتبة حافلة بالمخطوطات النفيسة وآلت إلى ابنه محمد القرناس فتلفت عام 1376هـ) عندما جاء السيل على منزله.
أقول: الصحيح بأن وفاة الشيح قرناس كانت في اليوم السادس من شهر رجب من عام 1262هـ وليس كما ذكر القاضي ولعل ذلك خطأ من الطباعة.  
وأقول: والشيخ قرناس هو أول من كتب سجلا كاملا عن أوقاف أهل الرس, ونقل تلك الأوقاف الكاتب ناصر بن سالم الضويان بسجل آخر من خط الشيخ قرناس, ثم نقلها من خط الكاتب ناصر الضويان بسجل ثالث الكاتب محمد بن إبراهيم الخربوش. وكل السجلات الثلاثة موجودة في مكتبتي.       
والشيخ قرناس له ذكر كثير في وثائق الرس، وكذلك له أوقاف كثيرة بعضها كتبها بخطه. وقد قام بشراء مجموعة من الأوقاف بالرس وما حولها ووقفها على مدرسة الرس ومسجد الرس العتيق وعلى سراج المسجد وغيره من الأوقاف الأخرى.
والشيخ قرناس له عشرة من الولد (7) ذكور و(3) من الإناث،
توفي الشيخ قرناس في الرس يوم: 6/7/1262هـ رحمه الله رحمة واسعة وجعل مثواه جنات النعيم.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيك، أستاذ عبد الله.
    حضرت ورقتكم الجميلة في ملتقى نادي القصيم الأدبي، فشكراً لك.
    هل لي أن أعرف معلومات عن عزام بن محمد بن مشرف التميمي؟

    ردحذف