كتاب (تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق) عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البسام. تقديم وتحقيق عارف أحمد عبدالغني. دار العرب ودار نور في سوريا. عام 2013م.
قال المؤلف (ص 239) عن انتقام إبراهيم باشا ممن حاربوه في الرس والدرعية:
(ولما صالح إبراهيم باشا أهل الدرعية كثر عنده القيل والقال من أناس من أهل نجد من أهل الدين والصلاح والعلم ورموهم عند الباشا بالزور والبهتان. فمنهم من قتله الباشا صبرا بالسيف بسبب أكاذيب المفترين, ومنهم من أمر به فحصلوه في ملفظ المدفع فصار في الجو قطعا, فمن جعل في ملفظ المدفع الشيخ علي بن حمد بن راشد العريني قاضي بلدان الخرج, والشيخ صالح بن رشيد الحربي من أهل بلد الرس, والشيخ عبدالله بن عبدالوهاب وعبدالله بن صقر الحربي من أهل الدرعية)أ.هـ.
أقول: هذا ما فعله إبراهيم باشا انتقاما من أهل نجد عامة والقصيم خاصة ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه ودافعوا عن بلدانهم بصدق وأمانة. وحموها ممن يريد الغدر بها. فقد كان الباشا يسميهم (الخوارج/ والكفرة/ والملاعين/ والأعداء) أليس الأولى بأن تطلق تلك الألقاب على من جاء من مسافات بعيدة يحمل معه الجنود الحاقدين والمدافع والأسلحة والقنابل الفتاكة يريد أن يدمر نجدا وساكنيها انتقاما لأنهم يطبقون شرع الله. ألم يأمر جنوده بأن يضعوا المجاهد صالح بن راشد الحربي في فوهة المدفع أوبوس ويرمونه فتقطع جسمه الطاهر أشلاء. ثم أمرهم بأن يقتلوا عنوة مجموعة من العلماء والشعراء وغيرهم انتقاما لأنهم دافعوا عن أوطانهم وأعراضهم وشرفهم. ثم لا ننس ما فعله إبراهيم باشا عندما أرسل إلى الرس مجموعة من الجنود ليقتلوا البطل الشجاع المجاهد قرناس بن عبدالرحمن, ودخلوا عليه وهو يصلي الفجر بجماعته وعندما علم بهم خرج هاربا بنفسه إلى جبل أبان الحمر, وعاد بعد أن تأكد من مغادرتهم.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق