عبد الله بن مطلق الفهيد
1312ـ 1377هـ.
هو الشيخ
عبد الله بن مطلق بن فهيد بن قاسم الفهيد. من آل حبلان.
ويذكر
الشيخ البسام بأنهم فخذ من العمارات، والعمارات شيوخهم آل هذال، وهم بطن كبير من
آل بشر أحد بطون قبيلة عنزة. من السحنة أحد بطون (ولد علي) من عنزة القبيلة
الربيعية العدنانية المشهورة.
اتفق كل من
كتب عنه بأنه ولد في الرس عام 1312هـ وبدأ حياته فيها وهو صغير حيث سكن جدهم فهيد
في الرس، دخل الشيخ عبد الله المدرسة في الرس وهو صغير وتعلم فيها القرآن الكريم
وجوّده. وبعد أن بلغ العاشرة من العمر انتقل مع والده إلى عنيزة ونشأ بها وتعلم في
كتاتيب عنيزة منذ عام 1322هـ مبادئ القراءة والكتابة والحساب والقرآن والتجويد في
مدرسة صالح بن عبدالله القرزعي، ثم تلقى العلم على علماء عنيزة.
من مشائخه:
الشيخ صالح بن عثمان القاضي والشيخ عبدالله بن محمد المانع في أصول الدين والشيخ
عبد الرحمن بن سعدي والشيخ سليمان بن عبدالرحمن العمري الإمام والمدرس في المسجد
النبوي الشريف في الأصول والفروع والحديث والتفسير. كما انتقل إلى بريدة وتلقى
العلم على علمائها ومنهم الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم والشيخ عمر بن محمد ابن
سليم.
ثم رحل إلى
الرياض فأخذ العلم عن الشيخ عبدالله بن عبداللطيف والشيخ سعد ابن عتيق والشيخ محمد
بن إبراهيم. ثم عاد إلى عنيزة فلازم دروس الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي. كما
سافر مع شيخه سليمان العمري إلى المدينة المنورة وقرأ عليه في المسجد النبوي فترة
طويلة.
ثم انتقل
إلى مكة المكرمة بعد ضمها للدولة السعودية فأخذ العلم عن علماء المسجد الحرام
وعلى الشيخ محمد بن علي آل تركي والشيخ
بهجت البيطار والشيخ محمد بن مانع والشيخ عبدالله بن حسن والشيخ عبدالله بن علي بن
حميد.
ثم رحل إلى
عمان وأخذ فيها العلم عن الشيخ عبد الكريم البكري حتى أدرك من العلم إدراكا جيدا،
وكان يحفظ القرآن الكريم وكتاب بلوغ المرام وكتاب دليل الطالب للشيخ مرعي.
ثم رحل إلى
رأس الخيمة واستقبله الحاكم سلطان بن سالم القاسمي وعمل فيها بالدعوة والإرشاد
والتوجيه للدين الحنيف فأحبه الناس. وطلب منه الحاكم أن يتعين قاضيا في رأس الخيمة
فعمل بالقضاء مدة من الزمن، ثم عاد منها إلى عنيزة فترة، ثم رحل بعدها إلى مكة
المكرمة عام 1343هـ وتعين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيها مدة من
الزمن وهو يقرأ على علماء الحرم، ولما فتح المعهد العلمي السعودي بمكة تعين فيه
مدرسا ثم في مدرسة تحضير البعثات. ثم مديرا لإحدى المدارس المتوسطة بجدة ثم عمل
مفتشا في وزارة المعارف. ثم ترك العمل بالتدريس والإشراف عمل بالتجارة الخاصة فترة
من الوقت عاد بعدها للعمل، حيث عينه الشيخ محمد بن إبراهيم مدرسا في المعاهد
العلمية ثم تعين مفتشا فيها، ثم مديرا عاما لدور الرعاية الاجتماعية (الأيتام)
بالرياض.
ألّف كتاب
(مزيل الداء عن أصول القضاء) طبع في مصر عام 1953م قال في مقدمته "ربما أني
لما كلفت عام 1352هـ بإلقاء دروس في أصول القضاء لقسم التخصص في المعهد العلمي
السعودي في مكة المكرمة, ولم يكن لدي تأليف مستقل بهذا الفن مختصر, وأستعين بالله
ثم به على ما كلفت به, اضطررت إلى أن أجمع مختصرا مما هو متفرق في بطون الكتب مما
له تعلق بهذا الفن, وليس ينسب إليّ إلاّ النقل والترتيب فقط, وما عدا ذلك فالفصل
فيه لله سبحانه ثم للمتقدم, ولم أتعرض لذكر الخلاف خوف الإطالة التي تورث السآمة,
بل قد انتخبت من الأقوال ما هو المشهور المعمول به, متوخيا ما قام الدليل على صحته,
وقد وضعت عليه شرحا يبين مغازيه على حد المثل السائر "صاحب البيت أدرى بما فيه"
وستجد إن شاء الله أسماء الكتب التي صار استمدادنا منها آخر الكتاب, بحيث أننا لم
نعز الأقوال إلى أصولها جريا على القاعدة الجديدة في التأليف" وقد قرضه الشيخ
محمد بن إبراهيم آل الشيخ فقال فيه (وجدته وافيا بالمقصور في بابه، جاريا على
قواعد مذهب أحمد عند أصحابه، أسأل الله له ولنا التوفيق) كما قرضه الشيخ عبدالرحمن
بن سعدي بعبارة جميلة وافيه أثنى فيها على الكتاب وعلى المؤلف فقال(لقد كررت النظر
في هذا الكتاب القيّم المسمى"مزيل الداء عن أصول القضاء" تأليف الشيخ
الفاضل: عبدالله بن مطلق آل فهيد فوجدته قد جمعه من أصوله التي بنى عليها كتابه,
فأحسن جمعه وترتيبه, ونوعه مفصلا فأحسن تبويبه, وبذل مجهودا كبيرا في تهذيبه
وتقريبه, فصار كل من يحب الوقوف على أصول أحكام القضاء مضطرا إليه, فشكر الله سعيه
وتقبل عمله وأحسن إليه" وقالت عنه جريدة البلاد السعودية عند طباعته (الكتاب
الأول من نوعه جمع أشتات أصول القضاء ورتّبها وشرح غامضها على قواعد مذهب الإمام
أحمد بن حنبل رضي الله عنه).
كما ألف
كتب التوحيد والفقه للمدارس الابتدا ئية
في وقد دُرّست مؤلفاته قرابة عشرين سنة. وألّف رسائل في التوحيد والفقه كانت تُدرس
لطلابه في المعهد العلمي السعودي،
يقول الشيخ
البسام بأن الشيخ عبد الله الفهيد لديه مكتبة عامرة أكثر كتبها مخطوطة بخط يده
الجميل. وللشيخ عبد الله الفهيد نشاط كبير في الدعوة إلى الله في القرى والهجر
البعيدة وكان يتجشم عناء السفر إليها. وقال عنه ابنه محمد: كان يحفظ مجموعة من كتب
الأصول مثل: دليل الطالب والعقيدة الواسطية وعمدة الحديث ويكرّرها، وكان ذا صوت
حسن وخط جميل، وكان قد خط المصحف الشريف بيده وكتب كثيرة أخرى مثل: كتب الفقه
والحديث وشرح الدليل للتغلبي وشرح الشنشوري في الفرائض وغيرها.
انتدبه
الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ مع بعض العلماء منهم ابن مقرن والسويح إلى أملج
للدعوة والإرشاد وحل بعض المشاكل التي ظهرت فيها بين الناس.
خلف الشيخ
عبد الله الفهيد ابنين هما: عبد الرحمن: وكان موظفا وتوفي عام 1400هـ رحمه الله.
ومحمد: الذي عمل في سفارات المملكة في الخارج حتى أحيل إلى التقاعد عام 1402هـ.
ترجم له الشيخ عبد الله البسام في (علماء نجد خلال ثمانية
قرون) والشيخ صالح بن سليمان العمري في (علماء آل سليم وتلامذتهم) وفي (موسوعة
تاريخ التعليم في المملكة) التي أصدرتها وزارة المعارف عام:1423هـ.
أما وفاة
الشيخ: فبعد جهاد مع العلم والعمل به استمر حوالي خمسين عاما بدأ معه المرض في
محرم عام 1377هـ واشتد عليه ذلك حتى توفي بالرياض في يوم:12/7/1377هـ رحمه الله
رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
كتبه:
عبدالله بن صالح العقيل.. الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق