الأربعاء، 11 مايو 2016

عبدالله بن حمد الخربوش.

عبدالله بن حمد الخربوش
1337ـ 1410هـ
هو الشيخ والعالم الجليل عبدالله بن حمد بن دخيل بن حسن بن حسين الخربوش.
وهو من أسرة كريمة فاضلة يقال بأنها سكنت الرس في حدود عام 1075هـ مع غيرها من الأسر وأفرادها لهم علاقات طيبة مع الأسر الأخرى في الرس ولهم سمعة حسنة، كما لهم ذكر في عدد من المدن في المملكة وبعض الدول العربية الأخرى.
ومن أسرة الخربوش رجال مشهورون بالشجاعة والحروب منهم الشاعر الكبير إبراهيم الدخيل الخربوش الذي يسمونه (شاعر الحرب والفخر بالرس) ومن قصيدة له مشهورة قال:
حربنا خابرينه أول وتالي            كل باشه يجي ينكس بعرضيه
كل باشه يجينا يطلب العالي يطلب الصلح والدولة علاويه
يا هل الحزم يا ماضين الأفعال     دوسو الراي والقومات عجميه
كذلك المشهور من الأسرة الشاعر محمد بن سليمان الخربوش الذي عمل في جيش الأتراك ورافق الأمير عساف الحسين إلى الجوف.
ولد الشيخ عبدالله بن حمد الخربوش في الرس عام 1337هـ ونشأ فيها صغيرا في كنف والده الذي كان يسكن الرس وله ذكر فيه عام 1342هـ ثم انتقل مع والده في عام 1346هـ إلى المدينة المنورة وعمره (9) سنوات ثم التحق في مدرسة العلوم الشرعية وواصل الدراسة فيها حتى حصل على الشهادة العالية منها عام 1358هـ. وكان خلال دراسته بالمدرسة يدرس في المسجد النبوي الشريف عند الشيخ محمد بن سالم فحفظ القرآن الكريم وعمره (13) سنة.
واصل الشيخ عبدالله طلب العلم على علماء المسجد النبوي ومنهم الشيخ الجليل محمد الطيب الأنصاري حيث لازمه حتى توفي ثم الفقيه الشيخ سليمان العمري والشيخ صالح الزغيبي والشيخ أمين الطرابلسي والشيخ عمار الجزائري والشيخ عبدالعزيز بن صالح والشيخ قاسم انديجاني والشيخ عبدالمجيد بن حسن جماوي رحمهم الله جميعا. ثم لازم دروس الشيخ الجليل محمد بن علي الحركان إمام الحرم وقد أجازه الشيخ محمد في التدريس في العلوم العقلية والنقلية إجازة مطلقة بسند الرواية بالحديث المتصل برسول الله e بتاريخ:1/1/1382هـ كتبها الشيخ عبدالله بخطه الجميل بإملاء شيخه محمد في (23) صفحة (يوجد لدي نسخة منها) وقد بدأها بالصلاة والسلام على رسول الله والثناء على أصحابه وتابعيه ثم أثنى على العلماء ورجال السند وقال (وكان ممن أخذ بهذا الحظ الوافر بالحظ الأوفر تلميذنا بل ولدنا الروحي الأبرّ المخلص بل الصديق الأخص عبدالله بن حمد ابن دخيل الخربوش فقد أمرته بالتدريس وإلقاء نفائس درر العلم في الدروس والإخلاص في ذلك للملك القدوس ثم كتبت له على صفحات هذه الطروس إجازة مطلقة محررة بشروطها المعتبرة عند أهلها البررة .. ثم قال: قد أجزت تلميذي المذكور جميع ما درس عليّ من الفنون المذكورة وجميع ما تصح روايته عني من معقول ومنقول وفروع وأصول)  
والشيخ عبد الله لازم شيخه الجليل صالح  بن عبد الله الزغيبي مدة عندما كان إمام وخطيب المسجد النبوي مع مجموعة من الزملاء منهم: الشيخ عبد الرحمن بن محيميد والشيخ محمد نعمان المؤذن بالمسجد والشيخ صالح الطرابلسي والشيخ حامد عبد الحفيظ والشيخ محمد الحافظ والشيخ عبد المجيد حسن والشيخ محمد أول السوداني والشيخ سيف بن سعيد اليماني والشيخ محمد بن عبد المحسن الكتبي والشيخ عبد الله بن محمد اليماني والشيخ عبد العزيز بن علي الغفيلي والشيخ حماد المطيري وغيرهم.
تولى الشيخ عبد الله عددا من الوظائف الحكومية منها:
1ـ في عام 1355هـ تعين مدرسا في مدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة وهي المدرسة التي دّرّس فيها.
2ـ في عام 1360هـ انتقل إلى شقراء في منطقة الوشم مع شيخه في المسجد النبوي عبد المجيد حسين جماوي ومجموعة من المدرسين وافتتحوا فيها أول مدرسة ابتدائية حكومية ودرّسوا فيها لمدة خمس سنوات.
3ـ في عام 1365هـ عاد للمدينة ودرّس في مدرسة النجاح.
4ـ في عام 1372هـ تعين مديرا لإحدى المدارس بالمدينة المنورة.
5ـ في عام 1373هـ أنشأ هو والأستاذين عبد العزيز الربيع وصالح أخيمي أول إدارة للتعليم في المدينة المنورة وصار مفتشا فيها.
6ـ في عام 1375هـ تم اختياره ليكون إماما وخطيبا بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة وكان متطوعا محتسبا في ذلك ولم يتقاضى أجرا طيلة فترة الإمامة لأكثر من (30) عاما وكان هو الإمام الراتب لصلاة العصر ثم لصلاة الظهر واستمر على ذلك حتى اشتد عليه المرض فاعتذر في رمضان عام 1407هـ.
7ـ في عام 1377هـ تم تعيينه مدرسا للعلوم الشرعية والعلوم العربية في المسجد النبوي بخطاب من سماحة رئيس القضاة بالإضافة لعمله في التعليم.
8ـ في عام 1382هـ تم تعيينه كبيرا للمفتشين ورئيسا للتربية الإسلامية في إدارة التعليم بالمدينة المنورة.
9ـ في عام 1394هـ تم اختياره ضمن مجموعة من كبار علماء المدينة المنورة للإشراف على حلق التدريس بالمسجد النبوي الشريف.
والشيخ عبد الله رحمه الله كانت حياته مديدة ومليئة وحافلة بالخير والفضل والأعمال الجليلة، وله مساهمات أخرى في تحفيظ القرآن والدعوة والإرشاد منها: تحكيم مسابقة القرآن الكريم العالمية في كل من: مكة المكرمة وفي ماليزيا وفي تونس، وعضو في جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة ويقوم كل عام باختيار الطلاب المتقدمين للاختبار في نهاية كل عام، وعضو في الدعوة والإرشاد في المدينة المنورة، كما سافر من أجل الدعوة والإرشاد لكثير من الدول الإسلامية، وعضوا في هيئة التوعية بالحج. كما له مساهمات في بناء المساجد لأهل الخير من المتبرعين الذين يرونه محل الثقة في المدينة والقرى المجاورة محتسبا في ذلك وراغبا الأجر من الله.
كما ألف الشيخ كتابا اسماه "دليل المسلم المبتدئ".
وكان من صفات الشيخ عبد الله رحمه الله مع علمه وفضله وعلو قدره وقورا سمحا أنيسا رضيّا محبا للخير وأهله محبوبا عند الناس حسن الخلق ليّن الجانب سليم الصدر، وكان يوجّه الناس للخير والمعروف فكان موضع الحب والتقدير من كل من عرفه، كما كان مع شدة آلام المرض عليه عدة أعوام صابرا محتسبا متحملا يرجو الأجر من الله.
كما كان صوّما قوّاما كثير العبادة موجّها لطلابه ناصحا لهم، زاهدا في الدنيا ومظاهرها لا يحب الظهور، واستمر في دروسه للطلاب كل يوم بعد صلاة الفجر وصلاة العصر أكثر من (38) عاما بجوار الروضة الشريفة في مكان مشايخه.
كان رحمه الله يحرر عقود النكاح أكثر من (40) عاما محتسبا في ذلك وعندما قيل له أن يأخذ أجرا عليه كان يقول (إن هؤلاء الشباب بحاجة لمن يساعدهم وليسوا بحاجة لمن يثقل عليهم كاهلكم).
توفي الشيخ عبد الله الخربوش يوم الاثنين 9/2/1410هـ في المدينة المنورة وصلي عليه في المسجد النبوي الشريف في صلاة الظهر ودفن في مقبرة بقيع الغرقد، وشيّعه كثير من أهل العلم من محبيه وطلابه وأقاربه وأصحابه. رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته وجمعنا وإياه في مستقر رحمته.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل. الرس.

هناك تعليق واحد:

  1. هل هذي الأسرة تنتمي أو لها قرابة من عائلة المحيسن

    ردحذف