السبت، 7 نوفمبر 2015

سليمان بن ناصر السلومي.

سليمان بن ناصر السلومي
  1308 ـ 1399هـ.
      اسمه وأسرته: هو سليمان بن ناصر بن سليمان بن محمد السلومي.
      وأسرة السلومي من تميم كما يذكر ذلك أبناؤها، ويلتقون مع أسرة الخليفة في جد واحد وقد يكون الجد السابع، قدم جدهم من أشيقر قبل عام 1200هـ.
مولده ونشأته: ولد في المدينة المنورة عام 1308هـ ونشأ في الشنانة الواقعة قرب الرس  مع أسرته في بيت علم وهدى وصلاح، وكان والده من أهل الرس ويسكن بلدة الشنانة.
تعليمه: أدرك الشيخ سليمان مجموعة من قضاة الرس مثل: الشيخ عبدالله بن سليمان بن بليهد والشيخ سالم بن ناصر الحناكي والشيخ محمد بن ناصر الحناكي والشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان والشيخ محمد بن صالح بن خزيّم والشيخ محمد بن عبدالله الصغيّر.
وكان يجلس مع قضاة الرس الذين ذكرنا سابقا ويتعلم منهم ويأخذ عنهم العلم ويدرس بين أيديهم، كما كان من جلسائه الخاصّين في الرس المطوّع عبدالرحمن ابن إبراهيم الخربوش  وكانوا يسافرون معا إلى القرى والبلدان الواقعة قرب الرس يشرفون على بناء المساجد ويعظون الناس ويرشدونهم. وكانوا يقومون بحبك الكتب والمصاحف وحياكتها وترميمها، وكان لدى الشيخ سليمان السلومي بعض الأدوات اللازمة لهذا العمل ولا يزال ابنه عبد الرحمن يحتفظ بها في منزله. 
تعلّم العلم عن طريق القراءة والإطلاع على أمهات الكتب في الفقه والتفسير والحديث وغيرها، كما درس على الشيخ عبدالله بن حميد في بريدة، وكان يسافر إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة ويتعلم على المشايخ ويأخذ عن العلماء فيهما مثل الشيخ ابن تركي.
أعماله: أول عمل قام به الشيخ سليمان كان جنديا في جيش الشريف بالمدينة المنورة قبل الفتح السعودي مكث فيه بضعة أعوام ثم استأذن لزيارة أهله في الشنانة وبقي فيها ولم يعد لعمله في الجيش. وبقي فيها وأخذ يخطب في جامع الشنانة وغيره من المساجد ويعد خطبه ومواعظه بنفسه بحيث ينتقيها من أمهات الكتب الشرعية ثم يلقيها في المساجد التي يقوم بالخطابة فيها.
ثم عمل الشيخ سليمان بعدة أعمال في مجال الوعظ والحسبة منها:ـ
1ـ إمام وخطيب في جامع قرية مسكة جنوب الرس من عام 1336هـ حتى عام 1342هـ وكان وقتها يصرف له بروة من أرزاق تمر وعيش.
2ـ إمام وخطيب في جامع قرية البلاّعية في الشنانة من عام 1342هـ حتى عام 1363هـ وكان وقتها يصرف له بروة من أرزاق تمر وعيش أيضا.
3ـ إمام وواعظ مسجد في بلدة ضرية جنوب الرس من عام 1363هـ حتى عام 1366هـ وبعدها استقال من تلك المهمة وبقي في الشنانة لمدة ثلاث سنوات.
4ـ تم بتاريخ 14/5/1369هـ تعيينه مطوعا في مركز المهد وإماما في مسجدها براتب شهري وذلك بموجب خطاب من الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد قاضي القصيم بتاريخ: 1/5/1369هـ إلى الشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان قاضي الرس جاء فيه (... وقد جاءنا من الشيخ ابن زاحم برقية يذكر فيها تعيين سليمان الناصر السلومي إماما لمسجد المهد ويطلب منا تبليغه ليتوجه لوظيفته فالأمل إن شاء الله تفيدونه بذلك وتعرفونا عنه...) والشيخ ابن زاحم كان رئيس محاكم المدينة المنورة في ذلك الوقت.
وقد باشر العمل في وظيفته تلك في يوم:14/5/1369هـ براتب شهري. وتقاعد منها بتاريخ:1/10/1385هـ براتب شهري قدره (350) ريالا.
هذه خدمات الشيخ سليمان في الوعظ والإرشاد والتي امتدت قرابة خمسين عاما كانت حافلة بالعطاء والخير كما كان رحمه الله مثالا للإخلاص والتفاني في عمله يحدوه في ذلك طاعة الله ورسوله والامتثال والسمع والطاعة لولاة الأمر، كما كان عطوفا على الناس يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر باللين والمحبة فأحبه الناس وامتثلوا أمره وتوجيهه.
كتابته: وكان الشيخ سليمان يكتب الوثائق في البيوع والعقود وكان موثوقا به مقبولا لدى القضاة، كتب بتاريخ: 29/2/1356هـ وثيقة تحديد البئر المسماة الظاهرية الواقعة شرق جبل كير جنوب الرس بأنها ملك مبارك بن ثواب الظاهري حفرها عام 1232هـ بشهادة فهد بن فوزان بن شارخ وخلف بن محمد بن شارخ وعبدالله بن صالح بن خليفة. ونقله من خطه الكاتب محمد بن إبراهيم الخربوش.
كما كتب إقرار عبدالله البطاح بأن الأرض التي قبلة عن العامرية من أرض مفيض شعيب الرسيس للرشيد بشهادة عبدالله بن محمد الحميد وحميد بن محمد الحميد عام:1366هـ.
موهبته الشعرية: أما الوجه الآخر للشيخ سليمان فقد يكون الناس لا يعرفون ذلك عنه وهو: أنه كان يقرض الشعر ولكنه لم يكن يشتهر به ولم يُفصح عنه بل لم يُعرف به، وبين أيدينا قصيدة من أربعة عشر بيتا قالها عندما كان جنديا في جيش الشريف وأراد زيارة أهله في الشنانة طالبا فيها الإذن له قال فيها:
قال الذي عدى على رأس الجبال     قلته وأنا ما نيب طرب ولا غويت
يا راكب من فوق  قطّاع  الرمال     جود حباله بالعصي  إليا نويت
ويلا  ركبته  فنهمه   بالاحتمال            محذا مسيره خمس تاصل ما ضميت
ويلا لفا بك  عند  مملي  الدلال            عساك في بلواه  ليله  ما بليت
بالمختصر تلقى مشاكيل الرجال            وعرب كلامي بالجواب  إلا  قريت
قل يا خامس الأشراف يا راعي المقال     اللي منك  قمت  بالقاله  وفيت
أنت الذي تعطي ومداتك  جزال       يا معطي الفقران إلا  منك  عطيت
أنت الذي حبلك يوردنا  الزلال        وإلا انحدرت بحبل غيرك ما رويت
أشكي عليك الحال يا قرم العيال            وأنا على غيرك  لحالي  ما شكيت
لو تشتكى حالي على صم الجبال     تصدع الضلعان منها إليا شكيت
أبيك ترخص لي هلال مع  هلال            وإلى قضيت الشأن لك  ياعم  جيت
العبد إلا منه  طلب  بيع  يزال       يجب على عمه  يبيعه  كمبليت
إن رحت ما ينقص من الملك الخلال      وإلا فلا عزيت قوم  إن كان  جيت
وصلاة ربي  عد ذات  الرمال        على المصطفى الهادي  وآل البيت
أما الشعر الذي قيل في الشيخ: فعندما كان الشيخ إماما في مسجد الشنانة أراد بعض جماعة المسجد إبعاده فأوعزوا بذلك لدى قاضي الرس الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد، وفي ذات يوم صلى الشيخ محمد بن رشيد في مسجد الشيخ سليمان وبعد نهاية الصلاة أخبره بأنه معزول عن الإمامة بسبب الوشاية فتأسف لذلك بعض جماعة المسجد المحبين له، فقال عامر الرميح قصيدة من خمسة أبيات في الشيخ سليمان ويخاطب فيها علي الحويس بن خليفه.
كما قالت والدة الشيخ سليمان السلومي فيه بضعة أبيات هي:
يا زاهم سليمان واعرف  محله     بالروضة اليمنى على وقت الآذان
حنا حمدنا اللي على الناس منّه            بردت همومي يوم بعد ذا كان
عسى عياله سبعة  ما يقصرون            كبيرهم ناصر  ويبسط  بدكان
رثاه صديقه الأستاذ محمد بن عبدالله الشهري بقصيدة تبلغ (132) بيتا بعنوان (تحية إلى الرس: على الشنانة من آن إلى آن) أشاد فيها بالرس والشنانة ودورهما التاريخي والبطولي. قال فيها يرثي صديقه:
ثوى سليمان مصحوبا  بطائفة       من المشاعر تغلي مثل بركان
حين التقى بعد بُعْد عن مرابعه       بمن أحب على  يمن  وإيمان
وقد رمانا بسهم البين  مرتحلا       من دار دنيا إلى مأوى له ثانِ
مقدما  نفسه  لله  مبتســـما            مستخلفا  فَقْدَ  خِلاّن  بِخِلاّنِ
والوصل والفصل بين الناس مُطّرَد      وسنة الله تمضي حسب ميزان
      ومما قال عن عبادته وفضله:
      سما به المجد من نجد فأسكنه       نبض القلوب فأحياها وأحياني
يقوم  من   ليله  يخلو  بخالقه       يقول قصرت فارحم ذلة الجاني
مستأنسا بالدجى في كل موعظة      مشتتا شمل ذي إفك وبهتان
ومزق الشرك بالتوحيد إذ عصفت     بالشرك نيرانه في كل ميدان
فيعتلي  بخشوع   فوق  منبره        يشدّ من أزر إخوان وخلاّن
يصوغ موعظة في حب خالقه         تفوز بالسبق بين الأنس والجان
وألف ألف سلام الله متصـــلا            مدى الحياة على مثوى سليمان
خَلّف الشيخ سليمان سبعة من الأبناء الذكور وهذا مصداق لقول والدته في الأبيات السابقة وهم:ـ
ناصر: وهو أكبر أبنائه وكان له محل يبيع فيه في الشنانة وتوفي رحمه الله.
محمد: وتوفي وهو شاب في المدينة المنورة.
عبدالله: وهو طالب علم وإمام مسجد في الشنانة بعد والده. له ترجمة.
صالح: موظف حكومي متقاعد.
عبدالرحمن: وكان موظف حكومي وتقاعد من العمل، ومنه أخذت تلك المعلومات القيّمة عن والده.
إبراهيم: وهو موظف في أمارة منطقة القصيم. توفي في الرس رحمه الله.
عبدالعزيز: ويحمل شهادة الدكتوراه ويعمل عضو هيئة تدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
علي: وهو موظف في أمارة مكة المكرمة.
خالد: ويعمل معلّما في المدينة المنورة. 
وفاته: توفي الشيخ سليمان السلومي في الرس في شهر شوال عام 1399هـ رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا وإياه ووالدينا في مستقر رحمته مع عباده الصالحين.    
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.

هناك تعليقان (2):