صالح بن عبدالله الجارد
1320 ـ 1381هـ.
هو الشيخ صالح بن عبدالله بن جارد بن حمد الجارد.
وأسرة الجارد ـ كما ذكر لي الأخ صالح بن إبراهيم الجارد ـ أسرة تنتمي إلى قبيلة شمّر من فخذ الغفيلة من سنجارة وموطنهم الأصلي موقق الواقعة غرب حائل على طريق العلا تبوك، أما والد العشيرة فهو علي بن محمد بن دوك بن الحارث الغفيلي الشمري، وهذا خلّف خمسة من الولد الذكور هم: ميمون وغيث وجويعد وقني وآل بيط. والجارد من ميمون.
والجارد رحل جدهم إلى القصيم واستقر في النبهانية غرب الرس. أما أفراد الأسرة فتفرقوا في حائل والقصيم والحجاز والعراق.
أما ما قاله البسام في (علماء نجد) أن الجارد من الهنيدي فلم أعلم من أين نقله، وذكر الأخ صالح بأن ذلك غير صحيح فقد كان جده يلقب بذلك اللقب فقط.
أقول: وأثناء بحثي في وثائق الرس وجدت وثيقتان ورد فيهما ذكر (جارد بن حمد الهنيدي) ذُكر فيهما دين في ذمة جارد وجماعة أهل النبهانية لعثمان بن سليمان بن فواز الأولى كتبت عام 1276هـ والأخرى كتبت عام 1281هـ ، ومع هذا لا يوجد ما يمنع أن يكون الجارد والهنيدي من جد وأصل واحد.
ولد الشيخ صالح بن عبدالله في بلدة النبهانية قرب الرس عام 1320هـ ونشأ في بيت علم ودين وكان عالما جليلا ورعا زاهدا في الدنيا كما كان كفيف البصر ويتمتع بذاكرة حفظ قوية جدا، وكان طويل القامة جسيما مدور الوجه قمحي اللون يخضّب لحيته بالكتم، وكان له قائد يلازمه في تنقلاته، وكان الشيخ صالح محبوبا عند الناس متواضعا سمحا وقورا عفيفا عزيز النفس. وكان أنيسا في حديثه لا يمل مجلسه متجردا يكثر القراءة في كتب المتون ومراجع العلماء المشهورين، يحب البحث والنقاش في مسائل العلم.
بدأ حياته العلمية بقراءة القرآن الكريم وضبطه وتجويده ثم حفظه عن ظهر قلب، ثم شرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة على علماء الرس وأبرزهم الشيخ إبراهيم بن محمد بن ضويان والشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد حيث لازمهما سنين.
رحل لطلب العلم عدة رحلات إلى المدن السعودية للدراسة على العلماء والقضاة فيها، بدأها إلى عنيزة ودرس على الشيخ صالح بن عثمان القاضي وابنه الشيخ عثمان بن صالح القاضي والشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي. ثم رحل إلى بريدة ودرس على الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم والشيخ عمر بن محمد بن سليم. بعدها سافر إلى الرياض لطلب العلم على بعض العلماء منهم الشيخ محمد ابن إبراهيم والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم ولازمهما ملازمة تامة ثم عاد إلى القصيم فاستمر في طلب العلم حتى أدرك العلوم الشرعية وترددا بين الرس وعنيزة وبريدة ولازم حلقات العلم فيها وكان متجردا لطلب العلم لا يشغله عنه شاغل، وكان يتميز بقوة الحفظ والذاكرة حتى أدرك من العلم الشئ الكثير على علماء القصيم.
وكان الشيخ صالح الجارد داعية من دعاة الخير والصلاح يرشد ويوجّه الناس ويعظهم في المساجد وفي حلق الذكر، وكان يصدع في كلمة الحق ولا يخاف في الله لومة لائم.
تولى بعض الأعمال القضائية بعد أن كبر سنّه لمدة عشر سنين فقط منها:
1ـ عندما افتتحت المحكمة الشرعية في وادي الدواسر عينه الملك عبدالعزيز على القضاء فيها.
2ـ نقل منها إلى شقراء قاضيا فيها ومكث فيها مدة من الزمن.
3ـ بعدها تم نقله قاضيا إلى مرات وبقي فيها من عام 1366هـ حتى عام 1368هـ وفيها أصابه المرض.
4ـ عاد إلى الرس تاركا القضاء وهو يعاني من المرض فعين رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمدة عامين من عام 1373هـ حتى عام 1375هـ.
5ـ في عام 1375هـ أعيد للقضاء في محكمة أملج وهو مريض وجلس فيها مدة قصيرة. حتى اشتد عليه المرض وهو قاض في أملج فطلب الإعفاء من القضاء، فأعفي لظروفه المرضية.
ثم عاد بعد قضاء أملج إلى الرس، ثم سافر إلى مصر للعلاج ولم يوفق فيه، فعاد إلى الرس وتفرغ للعبادة وكان لا يخرج من المسجد من أجل العلم والقراءة. وله مجموعة من التلاميذ الذين درسوا بين يديه في الرس وشقراء ومرات، وأخيرا جلس في منزله مريضا حتى توفي رحمه الله عام في يوم 13/10/1380هـ رحمه الله رحمة واسعة وجعل مثواه جنات النعيم.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق