الثلاثاء، 1 أبريل 2014

جبال القصيم .. حرف (ح) (25)

(106) جَبَلْ الحِضِرْ

ينطق بكسر الحاء والضاد بعدهما راء ساكنة، وهو جبل يقع مجاوراً لقرية الفوارة من الجهة الشرقية في شمال القصيم، مجاوراً لجبلين آخرين يسمى أحدهما [الربوض] والآخر يسمى [العميّد] ويجاورهما جبل ثالث يسمى السلسلة. وتقع الفوارة أسفل جبل الحضر من الجهة الغربية، بينهما كيلين فقط، والحضر يقع عن جبل قطن المشهور جهة مطلع الشمس، بينهما [25] كيلاً. وأنت في قطن ترى الحضر واضحاً، كذلك ترى جبل قطن جهة مغيب الشمس من جبل الحضر.
وبين البتراء وبين الحضر [32] كيلاً، وهو محاذياً لركن جبل أبان الأسود الشمالي من جهة الشمال، وغرب جبل الموشم والأصبعة.
يقع الحضر بين خطي عرض (43.28   04   26) وطول (00   43   42) ويرتفع (1090) متراً مستوى سطح البحر.
يحد الجبل من الشمال: الحجرة، وجبل ضبع، وهجرة العمودة الشمالية. ومن الجنوب: مزارع الجريّر. ومن الشرق: جبل سمراء وقط، وهضيبة أم جبي. ومن الغرب: الفوارة.
أما هجرة العمودة الجنوبية فتقع عن الجبل جهة الشمال الشرقي، وهجرة مرغان جهة الجنوب الشرقي.
أما الشعاب التي تمر حول الجبل فهي: من الشمال: شعيب الحجرة، وشعيب الحمل. ومن الجنوب: شعيب العين. ومن الشرق: شعيب الحمل، ووادي العمودة. ومن الغرب: شعيب العين، ووادي الجريّر.
وطريق الحاج البصري إلى المدينة المنورة يمر من الجبل جهة الشمال الغربي.
ذكر الحضر عرضاً في بعض المراجع. فمنها ما ذكره عرضاً ياقوت الحموي في رسم [ساق] (معجم البلدان 3/172) حيث ذكر بأنه في ديار بني أسد، وروى بيتاً للحفصي.
أقفر من خولة ساق فروين



فالحضر فالركن من أبانين

أقول: ذكر ياقوت الحضر مع ذكر ساق الفروين وأبانين، وهما جبلين مشهورين، فساق الفروين يسمى حالياً [جبل سويقة] وهو مجاوراً لساق الجواء في منطقة الجواء شمال القصيم. وأبانين، وهو أبان الأسمر الذي يقع الحضر في طرفه الشمالي. أما الحضر فيقع في ديار بني أسد.
أما ابن بلهيد –رحمه الله- (صحيح الأخبار 1/28) في رسم [ساق] ذكر موقع الحضر بعدما أورد بيت الحفصي فقال: وساق والحضر وأبانين: متقاربات من كان بأحدهما يرى الآخر.
وقال (4/17) بأن بعض الشواهد التي ذكرها البكري يقصد بها قائلوها الحضر القريب من الفوارة، وهو جبل يحمل هذا الاسم إلى هذا العهد.
أما الشيخ العبودي (معجم بلاد القصيم 2/797) فقد ذكر الحضر وقال بعد أن ضبطه: جبل لونه بين السواد والحمرة، يقرب شكله من أن يكون مربعاً يقع إلى الشرق من قرية الفوارة في غرب القصيم الشمالي. يراه المرء إلى جهة مهب الشمال إذا كان متوجهاً على طريق الإسفلت من القصيم مغرباً إلى المدينة المنورة، ويحاذيه على بعد [175] كيلاً من بريدة.
وتسميته قديمة إلا أن ياقوتاً لم يفرد له رسماً خاصاً به وإنما أورد ذكره عرضاً في رسم [الفروين] ورسم [ساق] ثم ذكر البيت السابق.
ثم قال: وكذلك فعل البكري إذ أغفله، وذكر حضرا آخر واقعاً في العراق.
ويقول العبودي: ويدلنا على أن المراد في الرجز –وهو بيت الحفصي السابق – هو حضر القصيم هذا الجبل الذي نحن بصدد الكلام عنه، أن الراجز قرنه بساق الفروين، وبالركن من أبانين وهما قريبان منه، لأنك إذا كنت فيه –أي الحضر- رأيت أبانين بوضوح، إذ لا تتعدى المسافة بينه وبين أبان الأسمر أكثر من [20] كيلاً. وكذلك ساق الفروين الذي هو في الجواء على ما رجحناه لا يبعد كثيراً عن ذلك. وقد رتب الشاعر الأمكنة الثلاثة بفاء التعقيب التي تدل على تقاربها كما هو واقع.
وأردف العبودي قائلاً: وما أدق قول هذا الشاعر، فالحضر فالركن من أبانين، لأن الحضر يلي الركن من أبانين تماماً وأقرب ركن إليه هو ركن أبان الشمالي وهو أبان الأسمر.
وقال: ووردت إشارة للحضر في كلام للهجري قال: قطن العشيرة جبل أحمر عن يمينه الظهران جبل أحمر، والحضائر مثل الحمادات. قال العبودي: فلعله يريد بهذا الجبل الحضر وآخر حوله لأنه كان بصدد الجبال في تلك المنطقة ولذلك ذكر بعده حبشي.
ثم قال: ويقول بعضهم إنه اكتشف أماكن في سفحه الغربي وجد فيها بقايا جذوع النخيل وآثار العمارة الأخرى مما يدل على قدم العمارة حوله.ثم روى العبودي شعراً عامياً ي الجبل:
 وش يجمع اللي ورا الأسياح



للي سكن غربي [الحضر]

وجدي عليها وجد فلاح



بوم استوى الغرس والبذر

جاه التهامي وبيره طاح



وعليه سافي الهوى يذري

أما الشيخ ابن خميس ( معجم جبال الجزيرة 2/235) فقد ذكر الجبل ناقلاً ما قاله العبودي عن الجبل.
أما الباحث الأستاذ عبدالله الشايع ( تحقيق مواضع في نجد 2/310) قال في رحلة ميدانية بعدما اجتاز هضبة سمراء وقط: منها اتجهنا شمالاً إلى العمودة، وهذا الاسم يطلق على الهضبة وعلى البلدة التي حولها، وهذه الهضبة واقعة في الشمال الشرقي من جبل [الحضر] المشهور.
أقول: هذا الاتجاه صحيح، وبينهما حوالي [6] أكيال.
والشايع (2/313) بعدما نقل بعض النصوص من ياقوت والبكري والأصفهاني، قال: من هذه النصوص يتضح لنا أن [ساق الفروين] قريب من جبل الحضر، حيث أن الحفصي بحث عن محبوبته [خوله] في أكناف ساق الفروين وإذ لم يجدها بحث عنها في أكناف جبل الحضر القريب منه، ولما لم يجدها ذهب جنوباً إلى الركن من [أبانين] الواقع عن ساق الفروين وجبل الحضر جنوباً، وجميع هذه الأعلام يشاهد بعضها بعضا.
ثم قال محققاً بعد الرحلة الميدانية (2/337) ونحن عند سفح جبل [الحضر] الجنوبي نرى جبلي [أبانين] باتجاه الجنوب، وجبل [قطن ] باتجاه الغرب مع ميل إلى الجنوب
أقول: ومن الأشعار التي وردت في الحضر، قال الشاعر سرور الأطرش من الرس، متغزلاً بمحبوبته:
عديت مرقاب طويل الحجارة



هاضن كمن ركون واديه خالي
ذ
طالعت فيه الحضر وأدنى سمارة



وخشم الرحا وهاك الهضاب الطوالي

وماطر ساق وقبلت فيه صارة



منازل لمحددين الجمالي

ومبيسمه وإلى ضحك فيه شارة



يشدي لضيق معقبات الزلالي

يفداه ماطر الخنق من يساره



الحضر واللي يركبن الجمالي

فقد جمع الشاعر مجموعة من الجبال وهي: الحضر والرحى وساق وصارة ووادي الرمة وجميع هذه الجبال التي تقع قريبة من بعض فداء لمحبوبته0

(107) جَبَلْ حِلَّيْتْ

ينطق به قديماً وحديثاً، بكسر الحاء فلام مشددة مكسورة ثم ياء فتاء أخيرة، جبل أسود مشهور من جبال حمى ضرية يقع في أقصى الجنوب الغربي لمنطقة القصيم، في الجهة الجنوبية من مدينة الرس. في الجهة الغربية من قرية نفي، وفي الجهة الغربية الشمالية من جبل جبلة المشهور – بينهما حوالي [39] كيلاً، وأقرب القرى العامرة منه قرية القرين – بينهما حوالي [28] كيلاً، وهجرة الجمش – بينهما حوالي [26] كيلاً.
ويقع حليت بين خطي عرض (00   47   24) وطول
(17.14  29  43) ويرتفع (1203) متراً فوق مستوى سطح البحر.
يحده من الشمال: هجرة الدارة، وجبال الجعيرة، وهجرة القرارة. ومن الجنوب: هجرة شبيرمة، وجبال حليليتة، ومن الشرق: هجرة مشرفة، وجبل جبلة، وهجرة أرطاوي حليت، وهجرة حديجة. ومن الغرب: شعيب الرمادية. ومن الشرق: شعيب العبل.
قال الهمداني (صفة جزيرة العرب 289) وهو يتحدث عن صفة نجد: ثم يليها –أي ضرية- حليت وهو جبل أسود طويل بلا عرض وعن يساره في ميل الحمى ماء يقال له نفي يروي أربعة آلاف بيت وخمسة آلاف بيت احساء تحسي من البطحاء ووراءه واريات وهي أقرن حمر مشرفات على بطن السرير واعشاش.
أقول: لعله يقصد واردات – التي تقع عن حليت جهة الغرب، ووادي التسرير الذي هو من روافد الرمة.
وقال (390) وقال امرؤ القيس وذكر عشرة مواضع من أرض البحرين:
غشيت ديار الحي بالبكرات



فعارمة فبرقة العيرات

فغول فحليت فنفئ فمنعج



إلى عاقال فالجب ذي الأمرات

وذكره الشيخ حمد الجاسر في إضافاته في ( كتاب الجوهرتين 352) ضمن المعادن المعروفة قديماً، قال: معدن حليت: بكسر الحاء المهملة واللام المشددة بعدها ياء مثناة تحتية فتاء مثناة فوقية – جبل عظيم ليس في حمى ضرية أعظم منه إلا شعبي، وهو جبل أسود في بلاد الضباب بعيد ما بين الطرفين، كثير المعادن، كان به معدن يدعى النجادي، وكان لرجل يدعى نجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص، به سمي، ولم يعلم في الأرض معدن أكثر منه نيلاً، ولقد أثاروه والذهب غال في الآفاق كلها، فأرخصوا الذعب في العراق والحجاز، ثم إنه تغير وقل نيله، وقد عمله بنو نجاد دهرا، قوم بعد قوم، ذكر ذلك الهجري وهو ممن عاش في القرن الرابع الهجري، ونقله عنه السمهودي في [وفاء الوفاء] والبكري في [ معجم ما استعجم ] ولم يصرح الأخير بالنقل.
ثم نقل الجاسر ما قاله نصر الإسكندري عن حليت قال: جبل من أخيلة الحمى بضرية كثير القنان، فيها معدن ذهب من ديار بني بكر.
وقال ناقلاً بعض ما قاله غيره عن الجبل: وجاء في كتاب [بلاد العرب] هضب المِعَا: وهي جبل حليت، معدن وقرية. انتهى.
ويقع جبل حليت جنوب جبل إمرة، وفي الجنوب الغربي من بلدة دخنة الواقعة جنوب الرس، ولا يزال الجبل معروفاً، ويشاهده المسافر من بلدة نفي [ نفء قديماً] إلى بلدة ضرية على يساره رأي العين، بعد أن يدع جبل منية على يمينه، ويشاهد طخفة وما حولها من الجبال، وتقع قرية الحيد في شرق حليت، ويشاهد على مقربة منها.
ثم قال: ولا تزال آثار المعدن بارزة حتى الآن، وأبرز ما فيه طريق يصعد إلى الجبل في أثنائه حتى يصل منخفضاً يشبه البئر، وحوله تراب مستخرج منه، ويقع المعدن في جنوبي حليت في سمراء منه تدعى الغرابي.
قال عنه البكري ( معجم ما استعجم 3/875): ثم الجبال التي تلي سويقة شرقي حليت، وهو جبل عظيم ليس بالحمى أعظم منه إلا شعبي، وحليت جبل أسود في أرض الضباب، بعيد ما بين الطرفين، كثير معادن التبر، وكان به معدن يدعى النجادي، كان لرجل من ولد سعد بن أبي وقاص، يقال له: نجاد بن موسى، به سمي، ولم يعلم في الأرض معدن أكثر منه نيلاً، ولقد أثاروه والذهب غال بالافاق كلها، فأرخصوا الذهب بالعراق والحجاز، ثم أنه تغير وقل نيله، وقد عمله بنو نجاد دهراً، قوم بعد قوم.
وقد ذكر امرؤ القيس حليت فقال:
ألا يا ديار الحي بالبكرات



فعارمة فبرقة العيرات

فغول فحليت فنفء فمنعج



إلى عاقل فجب ذي الأمرات

ثم قال: أما غول فهو جبل داخل في الحمى في غربي حليت... ثم يلي حليت منى، وهو جبل أحمر عظيم، ليس بالحمى جبل أطول منه، وهو يشرف على ما حوله من الجبال.
ثم قال عن الريان (3/877) واد أعلى سيله يأتي من ناحية سويقة وحليت.
أقول: بأن جبل منى [أي منية] قريب من حليت، ووادي الريان يبدأ سيله من جبل حليت كما سيأتي. 
ثم قال (2/462) حليت:... موضع في ديار بني عامر، وذكر السكوني هناك أنه جبل قال عامر بن الطفيل وراهن على فرس له يسمى الكليب فسبق:

أظن الكليب خانني أو ظلمته



ببرقة حليت وما كان خائنا

وذكر – أي السكوني – يوم الحلّيت، قال: ويقال: الحُليت، وأنشد فيه لضبة:
وأخذت بزي فاتبعت عدوكم



والقوم دونهم الحليت فأرثد

   يقول ابن بليهد في [ صحيح الأخبار] في قول الشاعر امريء القيس:
غشيت ديار الحي بالبكرات



فعارمة فبرقة العيرات

فنفي فحليت فأكناف منعج



إلي عاقل فالجب ذي الأمرات

وأما حليت:فهو جبال سود تقع في نفي على مسافة يوم من جهته الغربية الجنوبية، وبه معدن من جبل أسود يقال له [ الغرابي ] قال الراعي:
بحليت أقوت منهم وتبدلت
وحليت باق بهذا الاسم إلى يومنا هذا ومن مياهه الأرطاوي يقع في شرقيه.
ثم قال: وهضاب حليت سود كأنها غربان. ثم ذكر الهضاب التي تقع جنوب وشرق منية فقال: فإنها سود كأنها غربان كحليت وكبشان وهضابه التي تليه.
وقال في موضع آخر: وهناك واديان عظيمان بعضهما قريب من بعض، الأول: بين وضاخ ونفي، والثاني: يقع شرقي جبال حليت المعروفة غربي بلد نفي يقال لها
[ الأرطاوي ].
ثم قال في حديثه عن هضبة سويقة: هضبة معروفة تقع جنوبي جبال حليت. وقال في حديثه عن جبل غول: فإنه جبل داخل في الحمى في غربي حليت.
أما ياقوت الحموي في [ معجم البلدان 2/294 ] فيقول: حليت بالكسر، وتشديد ثانيه وكسره أيضاً وياء ساكنة وتاء فوقها نقطتان: يجوز أن يكون من حلت الصوف عن الشاة إذا أنزله، وهذا من أبنية الملازمة للتكثير، قال الأصمعي: حليت بوزن خريت بتشديد الراء، معدن وقريه، وقال نصر: حليت جبال من أخيلة حمى ضرية عظيمة كثيرة القنان، كان فيه معدن ذهب، وهو من ديار بني كلاب، وقال أبو زياد: حليت ماء بالحمى للضباب، وبحليت معدن حليت، وقال الراعي:
بحليت أقوت منه وتبدلت
أما ابن جنيدل في [ عالية تجد 1/404 ] قال بعدما ضبطه: هو جبل أسود كبير تحف به برق غزيرة، وفيه أودية ونواصف، وفي جهته الشرقية واد يسمى الأرطاوي، تأسست في هذا الوادي هجرة لقبيلة الروقة من عتيبة، ثم قال: وحليت من الأعلام المشهورة قديماً وحديثاً وفيه آثار تعدين قديم، وهو داخل في حمى ضرية قديماً، ويقع في ناحية منطقة الجمش الغربية الشمالية، وقراه تابعة لمركز الدوادمي إدارياً، ويبعد عن الدوادمي [90] كيلاً تقريباً، في الشمال الغربي.
يقول فيه شليويح العطاوي:
يا شيخنا مالك ملام علانا



نجد المسمى قبلنا وبين أهاليه

رداتنا يا عجلنا في قفانا



أربع ليال وخشم حليت نعطيه

وقال الهجري: حليت جبل بين ضرية والحزيز، وقال امرأة حماد ابن مهدي:
نظرت بحليت مع العصر نظرة



وللعين من فرط الصبابة ماتح

لأونس من أمسى الجوار محله



ومستأنس عنك العشي نازح

وقال: قال أبوعلي أيضاً: وحليت جبل أسود في أرض الضباب، بعيد ما بين الطرفين كثير معادن التبر، وكان به معدن يدعى النجادي، كان لرجل من ولد سعد ابن أبي وقاص يقال له: نجاد بن موسى، وبه سمي، ولم يعلم بالأرض معدن أكثر منه نيلاً، لقد أثاروه والذهب غال بالآفاق كلها فأرخصوا الذهب بالعراق والحجاز، ثم أنه تغير وقل نيله، وقد عمله بنو نجاد دهراً، قوم بعد قوم.
ثم أورد بيتي امرئ القيس، وقول الأصفهاني: حليت معدن وقريه ثم نقل ما قال ياقوت.
وقال: أما في هذا العهد ففيه أربع قرى من هجر قبيلة الروقة أكبرها إرطاوي الحماميد. ويقول الشيخ محمد العبودي [ معجم بلاد القصيم 2/801 ] ناقلاً ما قاله الهجري: حليت جبل بين ضرية والحزيز، حزيز رامة، أسهب يخرج من الحزيز، وينشب في حمى ضرية، وأنشد حماد بن مهدي في امرأته:
نظرت في حليت إلى أم صبيتي



ترقرق دمع العين من شهوة التمر

تصر بقايا التمر في عدنية



مصر صوار المسك من حولة الدهر

وقال عامر بن الطفيل في فرس له يقال لها الكليب راهن عليه فسبق:
أظن الكليب خانني أو ظلمته



ببرقة حليت وما كان خائناً

وقال الهمداني: ثم يليها حليت، وهو جبل أسود طويل بلا عرض، وعن يساره في ميل الحمى ماء يقال له [نفي].
وقال نصر الإسكندري: حليت بالحاء المهملة، جبال من أخيبة الحمى بضرية عظيمة كثيرة القنان، كان فيها معدن ذهب.
وروي في شعر أبي ضب اللحياني، وذكر يوم الحليت، ويقال الحليت بضم الحاء وفتح اللام:
وأخذت بزي فاتبعت عدوكم



والقوم دونهم الحليت فأرثد

ثم أورد العبودي ما ذكر الهجري بعاليه عن الجبل، وما قاله أبو زياد ثم قال: كثير من الجبال يكون فيها مياه أو موارد فتسمى باسمها، ولا تزال آثار المعدن باقية حتى الآن، أبرز مافيه طريق يصعد إلى الجبل في أثنائه حتى يقف عند محل يشبه البئر، وحوله آثار تراب مستخرج منه، ويقع المعدن في جنوبي حليت في سمراء منه يقال لها[الغرابي].
ثم يقول: ويتكون جبل حليت من عدة أجزاء على طول امتداده من الجنوب إلى الشمال، تسمى: الغرابي وسمراء ملفي في شرقية، ومصودعة في وسطه، ثم يمتد حتى يصل إلى [منية] الحمراء، والرمادية في شرقية أيضاً وهي جزء منه.
وقال المستر لويمر عن الجبل: هو عبارة عن بعض التلال التي تقع على بعد (80) ميلاً جنوب الغرب من عنيزة، على الطريق إلى مكة، ويقال إن الصخور تحمل نقوشاً عديدة لم يمط اللثام عنها بعد، وتحوي ذهباً وذكر عن هيوبر: إن مفتاح المناجم قد ضاع، والقصة يحكيها الرواة الآن إن الذهب يوجد على صورة غبار، وهو موجود في كهوف من الناحية الشمالية من التلال، التي لم يجرؤ العرب على دخولها خوفاً من الحيوانات والزواحف الخطرة. وكانت رحلة هيوبر إلى الجزيرة العربية عام 1878-1882 م.
ولحليت برقة بل براق تحف بأكثره، وذكر برقة حليت من القدماء فذ بن مالك الوالبي:
تركت ابن معتم كأن فناءه



ببرقة حليت مباءة مجرب

أما الباحث عاتق البلادي ( على ربى نجد 153) فقد تحدث عن حليت فقال: جبل أسمر عظيم منقاد من الشرق إلى الغرب، تبرز منه قنان عظام وله شعاب تنقد منه. تراه من غول جنوباً على قرابة (18) كيلاً. به آثار تعدين، وقد ذكر المتقدمون بأنه من جبال حمى ضرية، وحمى ضرية كان لبني كلاب، ثم ذكر ماقاله البكري عن الجبل، وبيتي عامر بن الطفيل وامرئ القيس، كذلك أورد قول ياقوت، وقال: وفي أبحاث أبي علي الهجري: حليت: جبل بين ضرية والحزيز، حزيز رامة، أسهب يخرج من الحزيز وينشب في الحمى. وأنشد – أي الهجري – لحماد بن مهدي في امرأته ورآها تبكي على ابنة لها بالريب:
نظرت بحليت إلى أم صبيتي



ترقرق دمع العين من شهوة التمر

تصر بقايا التمر في عدنية



مصرصرار المسك من حولة الدهر

وأنشد لامرأة حماد المذكورة:
نظرت بحليت مع العصر نظرة



وللعين من فرط الصبابة ماتح

لأونس من أمسى الجرار محله



ومستأنس عنك العشية نازح

والشيخ ابن خميس [ معجم جبال الجزيرة 2/252] نقل ما قيل عن الجبل من كتب البلدان مثل ابن بليهد والجنيدل، ولم يورد ما قاله العبودي عن الجبل.
أما الباحث الأستاذ / عبدالله الشايع ( تحقيق مواضع في نجد 1/106) فقد كان يتحدث عن حيد الردامي الذي يقع عن جبل حليت جهة الشمال الشرقي والذي يقال بأنه هو [ برقة ثهمد ] نقل كلامه عن الهمداني في [صفة جزيرة العرب] قال: هو واقع في حزيز وضاخ الذي يمتد منه إلى حليت.
ثم قال (1/109) معلقاً على قول البكري [ ثم الجبال التي تلي سويقة شرقي حليت ] قال: فكم من الجبال والأودية جنوب أو شمال حليت، ومعروف أن سويقة تقع في الجبهة الغربية من جبل حليت، والبكري جعل الجبال التي شرق حليت تلي سويقة أيضاً، وهي بلا شك بعيدة منها.
ثم تحدث الشايع (1/127) عن رحلة للتعرف على ثهمد، قال: فقد حددت الحيز الذي أتوقع وجود ثهمد فيه، وهذا الحيز يحده شرقاً الطريق بين بلدة نفي وبلدة دخنة، وغرباً جبل حليت وهضبة منية [منى] وشمالاً امتداد هضب المخامر بالقرب من قريتي أبو جلال وأبو ركب، وجنوباً من قرية أرطاوي حليت وشرقاً منها حتى نفي.
ثم أورد تعليق الشيخ حمد الجاسر (1/135) على قول الأصفهاني في [بلاد العرب] عند حديثه عن سويقة، قال سويقة: هناك جبل عظيم يقع في الجنوب من طخفة وفي الغرب من حليت.
ثم قال الشايع (1/137) متحدثاً عن جبل سويقة وقربه من حليت: وعندما يقرب من سويقة يتراءى له جبل معترض من الشمال إلى الجنوب على امتداد ما يقرب من خمسة وعشرين كيلاً، إنه جبل حليت يعترض طريقه إلى قصده، إذا ما عليه إلا أن يتجه نحو الشمال باتجاه جبال غول التي يراها أمامه قريبة منه وعليه أن يتركها على يساره وجبل حليت على يمينه وعند الوصول إلى طرف حليت يأخذ باتجاه اليمين نحو الشرق محاذياً لطرفه الشمالي عندئذ يرى هضبة منية الحمراء شامخة.
أقول: وذكر جبل حليت في الشعر الشعبي كثيراً، فمن ذلك قول الشاعر:

الله من قلب حبيبه يقنّه



ركب عليه من الغثا كبر حليت

وقال الشاعر الشاب عبد الله العطني من الرس هجينية مطلعها:
ضايق ومع هاجسي سجيت



قلبي همومه يسوقنه

من الرس ساقنه لحليت



والى أقبل الليل ردنه

وقال الآخر:
جنب وعندك ثوبهن يلبسنه



لو قلت فيهن الخطا كبر حليت

ما أنته مركب للجما غير سنه



لا قلت اني مخطي تراي استقريت

أقول: من الأودية المشهورة [وادي مبهل] الذي يسمى قديما الريان، وهو من روافد وادي الرمة المشهورة من الجنوب، يبتدئ سيله من جبل حليت وجبل سويقة إلى الجنوب الغربي من جبل حليت ويسير حتى هضبة منية ثم يتجه شمالا غربي جبل سواج حتى يصب في شعيب الداث الذي يفرغ في الرمة0



0 المراجع:
(1) ياقوت الحمودي. المرجع السابق
(2) ابن بلهيد. المرجع السابق.
(3) محمد العبودي.المعجم الجغرافي للبلاد السعودية / بلاد القصيم.المرجع السابق
(4) البكري. المرجع السابق.
(5)عبدالله بن خميس. المرجع السابق.
(6) فهد الرشيد. شعراء من الرس.-ط3.
(7) عبدالله بن محمد الشايع. المرجع السابق.
(6) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم ( 5-38 NG) الفوارة.

0 المراجع:
(1) ياقوت الحموي. المرجع السابق.
(2) محمد بن بلهيد. المرجع السابق.
(3) محمد العبودي. المرجع السابق.
(4) عبدالله بن خميس. المرجع السابق.
(5) البكري. المرجع السابق.
(6) الهمداني. صفة الجزيرة. المرجع السابق.
(7) سعد بن جنيدل. المعجم الجغرافي للبلاد السعودية –عالية نجد.منشورات دار اليمامة، 1398م.
(8) عاتق بن غيث البلادي. على ربى نجد.-ط1.- دار مكة للنشر والتوزيع، 1406هـ.
(9) الهمداني. كتاب الجوهرتين. المرجع السابق.
(10) أبو إسحاق الحربي. المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة.-ط2.- الرياض: منشورات دار اليمامة.
(11) عبدالله الشايع. المرجع السابق.
(12) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم (13-38 NG) ضرية.

هناك تعليق واحد:

  1. طرح في غاية الجمال والروعه والاهميه

    لك جزيل الشكر على ما اوردة من معلومات قيمه ومهمه

    شكري وتقديري لشخصك الكريم

    ردحذف