الخميس، 3 أبريل 2014

رحلة إلى تونس (1)

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمـــــة:
الحمد لله القائل في محكم التنزيل (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير).
والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
يقول الشاعر في فضل السفر وما يجنيه المسافر من سفره واغترابه:
تغرّب عن الأوطان في طلب العلا    وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرّج  همٍ، واكتساب  معيشــة    وعلم  وآداب  وصحبة  ماجـد
وأقول: في الأسفار فوائد كثيرة ومنها ما أورده الشاعر في البيت السابق وهي: تفريج الهم وكسب المعيشة والبحث في العلوم والآداب وصحبة الأخيار من الناس، كذلك التفكر في مخلوقات الله من سماء وأراض وبحار وجبال وأنهار ونجوم وأقمار وغيرها، وتجديد المحبة والصحبة للأهل والأبناء والأقارب، ومعرفة أخلاق الرجال وآدابهم، وتفريج الهم والغم عن النفس من طول البقاء. وقضاء الحاجات، والتعرّف على آداب الشعوب وأجناسهم ولغاتهم. ومعرفة الأقطار وما فيها من جمال وأشجار وحضارة وآثار وجبال وأنهار.. وغيرها. ألم تقرءوا قول الشاعر:
ما في المقام لذي عقل وذي أدب     من راحة فدع الأوطان واغترب
سافر تجد  عوضا  عمن  تفارقه     وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
والرحلات من أجل العلم والتعلّم يتم توفيرها للموظفين من أجل تطوير أدائهم وتنمية قدراتهم وصقل مواهبهم، كذلك اطلاعهم على الشعوب المختلفة ونقل الخبرة إليهم والاستفادة مما لديهم من خبرات جديدة.
لقد قمت ومجموعة من الزملاء في العمل عندما كنت أعمل مديرا للمعهد المهني الصناعي في محافظة الرس. وكانت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تندبنا ضمن مديري تلك المعاهد لحضور دورات تدريبية في مجموعة من الدول من أجل التعرّف على ما لدى تلك الدول من خبرات في مجال التدريب المهني الصناعي ونقل تلك الخبرات والتجارب إلى المعاهد الصناعية في المملكة. كما نقوم بنقل خبراتنا التقنية والمهنية إليهم.   
وهذه الرحلة السياحية الرابعة إلى تونس بلد الآثار الإسلامية والرومانية. وسوف نقدم وصفا موسعا عن تلك الرحلة الدراسية والسياحية. راجيا من الله العون والتوفيق وأن يكلل مساعينا بالنجاح. وأقول مستعينا بالله: ـ

المعلومات الأساسية: العاصمة: تونس.
أهم المدن: طبرقة، نابل، الحمامات، المهدية، سوسة، جربة، المنستير، قرطاج، القيروان، بنزرت، صفاقس، قابس، توزر.
المساحة: مساحة دولة تونس (164.418) كم مربعا. عدد السكان: (9.8) ملايين نسمة حسب إحصاء عام 2002م.
اللغة الرسمية: العربية. وأكثر السكان يتحدثون اللغة الفرنسية حيث خلّف ذلك الاستعمار الفرنسي.
اليوم الوطني: 20 مارس/ آذار من كل عام وهو يوافق الاستقلال من فرنسا.
التوقيت: يحسب في تونس (+ ساعة واحدة لتوقيت غرينتش). العملة الرسمية: الدينار التونسي (1000 مليم) ويبلغ سعره حوالي 70% من الدولار. وأكثر من ذلك قليلا مقابل اليورو. ويقبل التعامل بكل بطاقات الائتمان الدولية مثل (فيزا وماستركارد وأميركان إكسبرس إلخ) ويقبل التعامل باليورو في الأسواق العامة والمحلات التجارية وغيرها.
الكهرباء: 220 فولت في كل أنحاء الدولة.الهاتف: (216) ثم رقم الجهة داخل تونس من 71 إلى 78 حسب المنطقة ثم الرقم المطلوب.
العطلة الأسبوعية: يوم الأحد من كل أسبوع.
الدوام الرسمي: على فترتين، صباحية من (8.30 إلى 12.45) ومسائية من (3 إلى 5،45) أما في شهري الصيف يوليو/ تموز وأغسطس/ آب وفي شهر رمضان المبارك فنصف دوام.
التقسيم الإداري: تنقسم تونس إلى (23) ولاية أي (محافظة) وهي كالآتي: باجة وبن عروس وأريانة وتونس ومنوبة وبنزرت وزغوان وجندوبة والقيروان والكاف وسليانة وقفصة وتوزر ومدنين وقابس وسيدي بوزيد وسوسة وصفاقس ونابل وتطاوين والمنستير والمهدية والقصرين.الموارد الطبيعية: البترول والفوسفات وخام الحديد والرصاص والزنك والملح. الإنتاج الزراعي: تشتهر تونس بإنتاج الزيتون وزيت الزيتون، ويصدّر إلى بعض الدول، وأكثره يتم تسويقه داخل الدولة. 
المناخ: مناخ تونس معتدل متوسطي في الشمال وعلى طول السواحل وشبه جاف داخل البلاد وفي الجنوب، وتتميز تونس بشمسها المشرقة معظم أيام السنة، أما درجات الحرارة فيبلغ معدلها السنوي في فصل الشتاء نحو (12) درجة مئوية مع سقوط الأمطار، أما في الصيف فيبلغ معدل درجات الحرارة نحو (29) درجة مئوية. وجو تونس عموما ليس باردا في الصيف كما يتوقع البعض باعتبار أنها بلد سياحة بل يميل للحرارة. ويروي أهل تونس أنه في كل عام يمر عليهم يومان في نهاية شهر يوليو تكون الحرارة فيهما شديدة مع الرطوبة. هذه بعض المعلومات المهمة عن تونس.
وأود أن أقوم بوصف الرحلة التدريبية والسياحية التي قمنا بها إلى دولة تونس الشقيقة.. فأقول مستعينا بالله.
كان يوم الأحد 17/7/1429هـ 20/7/2008م هو موعد سفرنا من مطار الملك عبد العزيز في جدة إلى مطار تونس على رحلة الخطوط التونسية رقم (714) في الساعة (4:00) صباحا، وقد تحركت الطائرة من مدرج المطار في الساعة (5:15) صباحا من اليوم المذكور بتوقيت المملكة (المسافة بين جدة وتونس (4،15) ساعات) وفي الساعة (9:25) بتوقيت جدة (8:25) بتوقيت تونس حطّت الطائرة في مطار تونس. وعند انتهاء إجراءات الدخول من جوازات المطار ومراسم الاستقبال من موظفي الوكالة التونسية للتعاون الدولي لأعضاء الوفد انتقلنا من المطار إلى مدينة تونس (الذي يبعد حوالي 8 أكيال عن وسط المدينة) وكان السكن الذي أعد لنا في فندق (رمادا RAMADA) الجميل والذي كان يسمى سابقا (خامسة كورنتيه) في حي قمّرت في مدينة تونس. (قيمة السكن فيه 320 دينار، ومع التخفيض لأعضاء الوفد 115 دينار).
وفي يوم الاثنين 18/7/1429هـ وهو اليوم الأول من الدورة التدريبية تم الاجتماع لأعضاء الوفد في صالة الاستقبال في الفندق في الساعة (8:30) بتوقيت تونس (وسوف نعنيه في حديثنا اللاحق) وتم توزيع أعضاء الوفد إلى ثلاث مجموعات. ثم توجهنا في أول زيارة إلى مقر الوكالة التونسية للتعاون الفني وتم استقبالنا في الساعة (10:00) صباحا وتم الاستماع إلى شرح مفصّل عن الوكالة من قبل مدير عام الوكالة السيد عمر الجيلاني. كذلك عرض برنامج الزيارات الميدانية لأعضاء الوفد، ثم الحديث عن التعاون الفني التونسي السعودي، كذلك تحدثت السيدة أمل الجديدي عن الجودة في التدريب المهني التونسي ثم عن خصوصيات منهجية الجودة، ثم تحدثت عن مراحل تركيز المنهجية وهي على أربع مراحل، كذلك تحدت عن المكاسب التي تحققت لديهم في مجال الجودة وهي:
ـ عمل برنامج على مستوى (81) مركز تدريب مهني.
ـ إعداد مرجع وطني للجودة.
ـ تحديد مجموعة من مراكز التدريب من أجل تطبيق الجودة.
ـ تركيز المنهجية على مستوى مراكز التدريب المهني، حيث تم ترسيخ (7) مراكز نموذجية للجودة.
ـ مفهوم الشهادة طبقا لمنظومة الإيزو العالمية.
ـ مراحل إعداد مراكز التدريب طبقا لمنظومة الإيزو.
ـ النجاحات التي تحققت لديهم في نظام الجودة، وما تم إنجازه في مجال الجودة والتحسين طبقا لنظام الإيزو.
ـ وعن مكونات المرجع الوطني التونسي لجودة التدريب المهني لديهم.
وفي هذا اليوم الثلاثاء 19/7/1429هـ قام الوفد بالزيارة الثانية إلى (المركز القطاعي للتكوين في الاكساء في حلق الوادي) في الساعة (11:30) صباحا. وكان في استقبالنا مدير المركز السيد عبد الكريم الجويني الذي تحدث عن المركز ودوره في التدريب (التكوين) المهني في تونس فقال:
ـ في المركز عدد (8) متدربين موفدين من المملكة يتدربون على مهنة الاكساء (الخياطة) ينتهي تدريبهم يوم الأربعاء: 20/7/1429هـ.
ـ المركز يقوم بالتدريب على مهن: الملابس الجاهزة، والنجارة، والحلاقة، بمجموعة من آلات الخياطة المجهّزة، أنظر الصورة التالية:
ويقومون بإنتاج الملابس المنوعة بحيث يسدون حاجة المركز ويمكن تسويق الملابس التي لا يحتاجها المتدربون.
وهذا جاكيت مخيوط من البلاستيك بعض من إنتاج المركز
ـ تحدث عن منظومة التدريب المهني في تونس.
ـ يقوم المركز بالتدريب منذ عام 2001م.
ـ يقوم التدريب لديهم بتنمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ـ برامج المركز يشارك فيها المهنيون في القطاع الخاص طبقا لأهداف المؤسسة.
ـ يتم في المركز إعداد مرجعية للتدريب ثم يتم بموجبها التنفيذ.
ـ لديهم شهادة تسمى (شهادة التأهيل المهني) وتماثل الفحص المهني لدينا. ويتم فيها امتحان المتقدم ثم منحه شهادة إثبات كفاءته المهنية لكنها ليست شهادة دورة.
ـ عندما يرغب المتدرب الحصول على شهادة التدريب المهني فلا بد أن يقوم بالتدريب على كل المهارات المتوفرة بالمركز.
ـ مدة التدريب بالمركز من سنتين إلى سنتين ونصف.
ـ نظام التدريب محدد بالساعات وليس بالأيام فكل منهج محدد له ساعات معينة.
ـ في المركز منهج مرادف للتدريب على المواد العامة كاللغة الانجليزية وغيرها.
ـ يهتم المركز بتحقيق الجودة في التدريب من نظام ايزو 9001.
ـ يعمل المركز على وضع الأهداف وتحديدها قبل العمل، ثم يسعى لتحقيق تلك الأهداف.
ـ في ديسمبر عام 2006م اجتاز المركز اختبار التدقيق وحصل على شهادة الايزو 9001.
ـ يعمل المركز مع المرجع الوطني لجودة التدريب المهني، وهو وثيقة مهمة للتقييم وإعداد الجودة.
ـ في المعهد: إدارة شؤون المتكونين (المتدربين) وتعنى بالاستقبال والتوجيه والإرشاد للمتدربين وجزاءاتهم وعقوباتهم وغيرها.
ـ يتم في المركز في نهاية كل شهر إعداد جداول لكل مجموعة من المتدربين ولكل مادة من مواد التدريب.
ـ بعد أن يمضي المتدرب 80% من مدة التدريب يجرى له امتحان (تقييم شامل) فإذا لم يجتاز الامتحان يجرى امتحان آخر له بعد مدة تدريب محددة لمعرفة ما تعلمه من مهارات.
ـ في عام 1994م أصبح القطاع الصناعي في تونس شريكا فاعلا في التدريب المهني بجانب الحكومة.
ـ التدريب والعمل في تونس لمدة (6) أيام في الأسبوع من الاثنين حتى السبت والإجازة يوم الأحد.
وفي هذا اليوم الثلاثاء مساء قمنا بزيارة لمدينة (المرسى) ومدينة (سيدي بوسعيد) أو كما يحلو لأهل تونس بتسميتهما ضاحيتين باعتبارهما قريبتين من العاصمة وتعتبران من ضواحيها، أما (المرسى) فهي صغيرة وتقع بين تونس وسيدي بوسعيد. وهي صغيرة بشوارعها وأحيائها أنظر تلك الصورة الجميلة لشاطئ المرسى:
ومدينة (سيدي بوسعيد) هي أول موقع محمي في العالم وهي معروفة بطابعها المعماري الفريد ويعود تأسيسها إلى القرون الوسطى, وتقع في أعلى المنحدر الصخري المطل على قرطاج وخليج تونس على سفح هضبة خضراء وهي تتميز بألوانها التي تشبه ألوان البحر الأبيض المتوسط, ويشاهد الزائر لها التشابك الجميل لمنازلها المكسوة بالجير الأبيض يقولون بأنه لون الحب والسلام والشبابيك التي تزينها المشربيات الملونة باللون الأزرق. كما أن سيدي بوسعيد تستقبل الزائر برائحة الياسمين التي يفوح عبيرها في الأجواء. وعلى جانبي الطريق الرئيس فيها تنتشر المطاعم والمقاهي الشهيرة تزينها المقاعد الخشبية الجميلة في أرصفتها. أنظر هذه الصورة الجميلة لشاطئ سيدي بوسعيد وهي لمجموعة من المصنوعات اليدوية من الخشب والخزف والخوص والتي يشتهر بها أهالي تونس وهي معروضة في سوق القرية الواقع في أعلى الجبل الذي يطل على شاطئ قرطاج بجواؤ مقهى سيدس الشبعان.
      وبعدما تجتاز السوق الشعبي صاعدا فوق الجبل تصل إلى مقهى مشهور عند أهل تونس هو (سيدي الشبعان) المكشوف ليلا ونهارا صيفا وشتاء ويتميز بموقعه المرتفع الذي يطل على شاطئ قرطاج من جهة البحر، كما يمتاز بجلساته على الحصر المصنوعة من الخوص على مقاعد من الإسمنت، كما يمتاز المقهى بالشاي الأخضر المعمول بالصنوبر لذيذ المذاق والطعم وهو مطلب لكل سائح.
      أنظر إلى الصورة التالية لشاطئ قرطاج ويشاهد في مقهى سيدي الشبعان من أعلى:
   
كما تشتهر سيدي بوسعيد بمشموم الفل الفوّاح والياسمين الطيّب الرائحة الذي يتفنن أهل تونس بتنظيمه بأعواد طرية على أشكال دائرية أو مربعة أو مستقيمة وهو مطلب حسب الرغبة ويقومون بتسويقها على الزوار.
ويشاهد من أعلى الجبل المرفأ الخاص بالقرية ويصطف على الشاطئ العديد من مراكب الصيد الصغيرة الخاصة بأهل المنطقة، كذلك المراكب الفخمة التي تحمل أعلاما لدول أجنبية، ويقوم الأهالي بصيد الأسماك وبيعها على الشاطئ وما يتوفر منها يتم بيعه في السوق المختص بالقرية, وتعتبر سيدي بوسعيد مكانا جميلا ومفضلا للسائحين خاصة الأوربيين يقضون فيه أجمل الأوقات.  
وفي يوم الأربعاء 20/7/1429هـ قمنا بالزيارة الثالثة إلى (مركز التقنيات التطبيقية للجلود والأحذية في مقرين) وبعد الاستقبال من قبل المسئولين بالمركز وهم: مدير المعهد لطفي الشاوش ومسئول الجودة وليد بن جودة ومسئول التدريب عبد القادر الجميّل. بدأنا بجولة في أقسام المركز الذي يقوم بمعالجة الجلود وصناعة الأحذية والجزم المنوعة بكل مراحل صناعتها من تحسين جلود الحيوانات والأفاعي وغيرها ثم تشكيل الأحذية بالآلات ثم تلبيس القوالب بعدها تأتي مرحلة الغراء والخياطة والكبس، كما اطلعنا على آلات الخياطة والكبس والضغط وغيرها.
إحدى آلات تشكيل الأحذية والجزم في المركز
كما أفاد المسئول في المركز بأن المركز يقوم بعد الإنتاج بتسويق الجزم والأحذية، أما الإنتاج الذي يتميز بالجودة فيتم تصديره إلى دول أوروبا خاصة فرنسا وايطاليا، ومتوسط الجودة يتم بيعه على المدربين والمتدربين وأما الذي تقل فيه الجودة فيتم توزيعه على الفقراء والمحتاجين خاصة قبل شهر رمضان بوقت كاف بقصد الأجر، وهذا توجيه حكومي. 
وهذا نموذج من إنتاج متدربي المركز ويتميز بالجودة والمتانة.
كما أفاد المسئول بأن المركز يعمل وفق أسس ومبادئ منها:
ـ أن المركز حكومي وغير ربحي فلا يتم بيع الإنتاج في السوق التونسية.
ـ الشراكة بين جهاز التدريب وجهاز الإنتاج.
ـ تفعيل الإجراءات العملية لدعم التدريب مع المؤسسة.
ـ التدريب بالتداول، وهو: ضمان مستوى تأهيلي معترف به في الاختصاص الذي تم اختياره من خلال عمل تدريبي يشترك في انجازه المؤسسات والمنشآت التدريبية.
ـ يرمي التدريب إلى تمكين الشباب من الحصول على تدريب نظري عام ومهارات تسمح لهم بالحصول على اختصاص مهني من أجل العمل.
ـ تنظم مراكز التدريب في تونس دروسا مهنية من أجل منح المتدربين الفائدة لتحسين معارفهم النظرية والمهنية.
ـ يخضع التدريب لمواصفات تربوية تجعل المؤسسة طرفا في التدريب.
      ـ يمكن عمل برنامج تدريبي أساسي قابل للتنفيذ بين الطرفين الحكومي والخاص.
ـ إشراك المهنيين في كل مراحل العمل التدريبي منذ دخول المركز بعد إعداد الإمكانات.
ـ يهتمون بالجودة ويسعون للحصول على شهادة الأيزو، بسبب:
ـ أنه توجّه وطني عام ويجب الحصول عليه.
ـ إعطاء المركز سمعة حسنة لدى المجتمع المحلي والخارجي.
ـ توثيق الصلة بين المركز والجهات التدريبية في القطاع الخاص الذي يعتبر شريك رئيس في التدريب.
ـ شمل الحديث عن دور المركز في التدريب في تونس وأهميته في الاقتصاد الوطني، وتدريب العاملين من أجل سد حاجة الصناعة في البلد.
ـ يسعون لتطوير الشراكة بين مؤسسات التدريب ومؤسسات الإنتاج.
ـ دور المركز في سوق العمل التونسي وأهميته في ذلك.
ـ منهجية التدريب المهني في المركز.
ـ التدريب لديهم حسب الكفاءات ويركزون على الجودة.
ـ الموازنة بين كفاءة المتدربين والتخطيط لتدريبهم.
ـ تعريف الكفاءة وارتباطها بالمهارات والمعارف للفرد.
ـ تحدثوا عن مبادئ وغابات التدريب المهني. والمقاربة في الكفاءات في التدريب.
ـ عرّفوا الكفاءة بأنها: مهارات مكتسبة عن طريق استيعاب معارف ملائمة عن طريق الخبرة والتجربة يحدد من خلالها المشكلات وطريقة حلها، وهي تتطلب استحضار مجموعة من الطاقات والمهارات لتوظيفها بفعالية.
ـ وفي ختام الزيارة تم تقديم الشكر والتقدير للجميع على جهودهم.
وفي الفترة المسائية من يوم الأربعاء المذكور قمنا بزيارة إلى وسط مدينة تونس إلى شارع بورقيبة، وهو شارع أنشأه الفرنسيون ليماثل شارع الشانزلزيه في باريس حيث تقع على جانبيه مجموعة من الفنادق المشهورة والشقق المفروشة والمحلات التجارية التي تبيع الملابس وخلافها ومكاتب السفر والسياحة ومجموعة من المقاهي والمطاعم التي يحلو للسياح والزوار الجلوس فيها وتناول القهوة والشاهي والمشروبات المنوعة، ويوجد في الشارع بوابة مشهورة من بوابات تونس القديمة تم ترميمها لتكون معلما من المعالم المشهورة للمدينة وهذه صورة ليلية لها.
 وفي الشارع ساعة كبيرة تقع في أحد الميادين, ثم يمتد شارع بورقيبة من جهة الغرب بشارع ضيق لا يتعدى سعته مترين فقط ويمتد حوالي (400) متر فقط إلى الغرب لينتهي بجامع الزيتونة المشهور في مدينة تونس وقمنا بزيارة للجامع. وسوف أتحدث عن الجامع بالتفصيل:
(جامع الزيتونة) من الجامعات الإسلامية المشهور في العالم الإسلامي وخاصة في المغرب العربي وقد بناه عبيد الله بن الحبحاب السلولي والي هشام بن عبد الملك على أفريقيا (732ـ741م) لنبدأ بقراءة اللوحة التذكارية التي وضعت في مدخل المسجد وتتضمن ما يلي (أسسه عبد الله بن الحبحاب سنة 114هـ 732م في المكان الذي أقام به حسان بن النعمان الصلاة عند فتح تونس 77هـ/698م وأعاد بناءه على شكله الحالي زيادة الله الثاني في سنة 250هـ/864م بأمر من الخليفة العباسي المستعين بالله وتم غداة الاستقلال ترميمه ودعم أركانه بأمر من الرئيس الحبيب بورقيبة. وفي 9 أفريل 1988 زاره سيادة الرئيس زين العابدين بن علي حامي الحمى والدين وأمر بترميمه وتهوئته وبسطه بالفرش وتلاوة القرآن في رحابه العامرة بصفة دائمة ليبقى هذا المعلم منارة علم وحضارة يسهم على الدوام في إشعاع الإسلام في تونس وسائر البلاد الإسلامية) هذا ما قرأته في اللوحة المنصوبة في الجامع.
وأقول: وهذا الجامع يعتبر من أقدم المعالم الإسلامية في تونس والبلاد الإسلامية قاطبة لذلك فإن رؤساء تونس ما بعد الاستقلال لم يدخروا وسعا في العناية به. وتفيد بعض الروايات التاريخية بأنه بني عند فتح المسلمين لتونس في القرن السابع الميلادي على يد حسان بن النعمان والبعض يفيد بأن الذي بناه عبد الله بن الحبحاب، أما التسمية فيرى البعض أنهم عندما أرادوا أن يبنوا الجامع وجدوا شجرة زيتون في مكان البناء فاستأنسوا بها وأسموه بذلك، ومنهم من يرى أن الاسم جاء إشارة إلى بقايا الزياتين التي كانت توجد بصحن المسجد وهي غير موجودة الآن. أما المسيحيون فيرون بأن التسمية تخليدا للقديسة أوليف. أنظر تلك  الصورة الرائعة التي تبين روعة البناء الإسلامي في الأعمدة والقبب والسقوف.
أنظر الصورة التالية لأحد الأبواب للجامع وطريقة عملها من الرخام الأبيض والحجر الأصفر الجميل:
ويعود أغلب المعلم الحالي للمسجد لعصر الأغالبة ويؤيد ذلك نقشان يشاهدان الأول في قبة المحراب والآخر على بيت الصلاة ويحملان تاريخ (864م) ثم أضيفت في القرن العاشر في الجامع أروقة الصحن كما توالت الترميمات والإصلاحات في الجامع.
وللجامع دور ديني حيث لعب دور الجامعة لبلاد المغرب العربي خاصة تونس والجزائر ويفد إليه طلاب العلم من كل الأقطار من أشهر تلاميذه المؤرخ ابن خلدون والإمام محمد بن عرفه التونسي، وكان الجامع منارة للعلم شع منه الثقافة والأدب والفنون الأخرى. وهذه صورة للجامع من الخارجتبين شكل المصابيح والبرج الجانبي للمسجد:
     
ومن يقف على هذا الجامع يجد بأنه أخذ من جامع قرطبة فن العمارة الإسلامية وهو يحاكيه في شكل الصحن الخارجي وفي رواق الصلاة الذي يعلوه أسقف خشبية لونها بني تسبه ما كان يعمله آباؤنا عندما يقومون بطم السقف بالخشب والطين.
والجامع لم يكن له منارة في بداية بنائه ولكن المنارة الموجودة حاليا بنيت في القرن التاسع عشر الميلادي وقد جاءت بشكل جميل وزخرفت بالرخام الأبيض والبنّي من الخارج. أنظر إلى الصورة التالية التي تظهر فيها منارة الجامع بجمالها وروعتها وطرازها المعماري.
 ويشاهد في الجامع برجين بارزين على جانبيه أحدهما في الزاوية الشمالية الشرقية والآخر في الزاوية الجنوبية الغربية وهما ليسا مرتفعتين ويشبهان أبراج المراقبة التي يتم وضعها على أسوار المدن من أجل الدفاع عنهما. أنظر أحدهما في الصورة السابقة. كما يتم مشاهدة الإبداع في البناء بحيث تكون الأحجار بعضها بشكل قائم والبعض الآخر بشكل أفقي. أما منارة الجامع فتقع في الزاوية الشمالية الغربية من صحن الجامع وهي على طراز التصميم المغربي في العمارة، وقد تم عمل الزخرفة فيها بشكل هندسي جميل ومتشابك الشكل.
وقد أدينا في صحن الجامع صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا وكان فيه الهواء عليلا والجو جميلا وقد تم فرش مكان الصلاة بالحُصُر المصنوعة محليا من السعف التي يسميها السعوديون (الخصّاف) وتم تزيينها بخطوط باللون الأحمر, وبعد أداء الصلاة قابلت مجموعة من الأخوة التونسيين يأخذون مكانا في صحن المسجد بشكل منسّق وأفادوني بأنه في كل ليلة يقوم عدد (8) أفراد منهم بقراءة القرآن الكريم من بعد صلاة العشاء حتى أذان الفجر بحيث يُختم مرة في كل ليلة، وهذه سُنّة حسنة يُحيُون فيها ما كان يفعله تلاميذ المساجد سابقا. والجامع تُغلق أبوابه بعد صلاة العشاء حتى أذان الفجر ثم من بعد صلاة الفجر حتى الساعة الرابعة عصرا وتفتح أبوابه من الساعة الرابعة عصرا حتى نهاية صلاة العشاء. ويبقى باب واحد فقط مفتوح يؤدي إلى الصحن وعليه حُرّاس يمنعون دخول غير المسلمين. كما وجدنا أناسا يثنون على الرئيس زين العابدين بن علي واهتمامه بالجامع.
وللجامع عناصر مهمة يتميز بها عن غيره من الجوامع الأخرى يلاحظها من يقف في الجامع وأهم تلك العناصر في (بيت الصلاة) حيث عمل على شكل مربع غير منتظم فيه سبع بلاطات تحتوي على خمسة عشر مترا مربعا، وتم تغطيتها بسقوف منبسطة.
كما أن الحجارة هي الأساس في بناء الجامع، ويتم استعمال الطوب في بعض الأماكن. كما تتميز قبة المحراب بزخارف تعتبر نموذجا فريدا في عمارة الجوامع. 
وجامع الزيتونة في السنوات الماضية تخرّج منه مجموعة من العلماء والمفكرين والمصلحين مثل: ابن خلدون وابن عرفه وإبراهيم الرياحي ومحمد الطاهر بن عاشور ومحمد الخضر حسين وعبد العزيز الثعالبي والشاعر أبو القاسم الشابي وغيرهم.
هذا وجامع الزيتونة في تونس يعتبر مركز إشعاع في الحضارة الإسلامية، والمفكر شكيب أرسلان: يعتبره بجانب الجامع الأزهر في مصر وجامع القرويين في المغرب والجامع الأموي في سوريا أكبر حصن للغة العربية والشريعة الإسلامية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق