(98) جَبَلْ الحِبْسْ
ينطق بكسر الحاء وسكون الباء والسين، وهو اسمه قديم، أما اسمه الحديث فهو يسمى (سمار بقيعا) بكسر السين وفتح الميم، وأضيف إلى قرية بقيعاء مع التصغير وهي تقع قرب الجبل، والجبل يقع في منطقة الجواء في الجهة الغربية منها، وشرق جبل الموشم (القنان قديما).
وكان الجبل يسمى قديما (الحِبْس) أو يسمى (حبس القنان) مضافا إلى جبل القنان ( الموشم حاليا) لقربه منه.
يقع الجبل بين خطي عرض (.. 21 26) وطول
(42،85 54 42) ويرتفع حوالي (920) مترا عن مستوى سطح البحر.
(42،85 54 42) ويرتفع حوالي (920) مترا عن مستوى سطح البحر.
ويحده من الشمال: سمراء القحصاء، وآبار البدع. ومن الجنوب: مزارع الرفايع، وجبل الرحى، وجبل رحية. ومن الشرق: جبل الأصبعة، ومزارع مديسيسات. ومن الغرب: جبل الوشم.
وأقرب القرى من الجبل قرية بقيعاء الشمالية التي تقع أسفل الجبل مباشرة، والتي ينسب إليها حاليا.
أما الشعاب التي تمر من حول الجبل. من الشمال: شعيب بقيعاء الشمالية، وشعيب البدع. ومن الشرق: شعيب مديسيس.
لم يذكر عنه ابن منظور (لسان العرب 6/46) شيئا، بل قال: والحبس: موضع، وقال قبل ذلك: يكون الجبل حَبْسا أي أسود ويكون فيه بقعة بيضاء.
كذلك الفيروزبادي (القاموس المحيط 2/205) قال: (الحَبْس)، موضع أو جبل، ولم يعرفه بأكثر من ذلك، ولم يحدد موقعه.
أما البكري (معجم ما استعجم 2/420) فقد سماه (الحبس) بضم الحاء وكسرها، وسكون الباء، قال: موضع في ديار غطفان، قال حميد بن ثور:
لمن الديار بجانب الحبس
| ||
كمخط ذي الحاجات بالنقس
| ||
وقال لبيد:
درس المنا بمتالع فأبان
| ||
فتقادمت بالحبس فالسوبان
| ||
وقال الحارث بن حلزة:
لمن الديار عفون بالحبس
| ||
آياتها كمهارق الفرس
| ||
أقول: يظهر بأن الحبس ليس في ديار غطفان، ويبدو بأن ذلك وهم من البكري. أما بيت لبيد فقد ذكر مع الحبس بالكسر جبلي أبان الذي يقع جنوب الموشم، ومتالع الذي يقع في منطقة جبل إمرة جنوب الرس.
أما ياقوت الحمودي (معجم البلدان 2/213) فقد ذكر الحبس، وقال بالكسر والفتح، قال: والحبس: جبل لبني أسد، وقال الأصمعي: في بلاد بني أسد الحبس والقنان وأبان الأبيض وأبان الأسود إلى الرمة، والحميان حمى ضرية وحمى الربذة والدو والصمان والدهناء في شق بني تميم. قال منظور بن فردة الأسدي:
هل تعرف الدار عفت بالحبس
|
غير رماد وأثاف غبس
|
كأنها بعد سنين خمس
|
وريدة تذري حطام اليبس
|
خطا كتاب معجم بنقس
|
والشيخ محمد العبودي ( معجم بلاد القصيم 3/1162) تحدث عن الجبل باسم (سمار بقيعا) فقال بعد أن ضبطه: على لفظ (السمار) عند العامة من السمرة التي هي بين السواد والبياض، مضافا إلى (بقيعا) تصغير (بقعا) وهي هجرة قديمة من هجر البادية، تقع إلى الشرق من الفوارة في غرب القصيم الشمالي، وأضيفت إليه لأنها واقعة فيه، أي في بطنه.
وسمار بقيعا: جبل أسود متطامن منقاد يرى على البعد على هيئة السناف العالي سماه الأقدمون (الحبس) وحبس القنان الذي هو جبل الموشم في الوقت الحاضر.
ثم قال: ويقع جهة الشرق من جبل الموشم (القنان قديما) في جهة الشرق الشمالي من الفوارة، وفي المنطقة التي تقع جهة الغرب من منطقة الجواء، ويمتد سمار بقيعا من قرب جبل الرحا (رقد قديما) إلى قرب الموشم.
ويقول: واسمه القديم الحبس، حبس القنان، وبرهن على ذلك بقوله: قال لغدة – في بلاد العرب – في معرض حديثه عن بلاد بني أسد: والحبس: جبل لهم، ثم قال: وأما الناجية فأسفل من الحبس، وهي في الرمث، وكفة العرفج، وكفته: منقطعه ومنتهاه.
قال العبودي: الناجية ذكر الإمام الحربي أنها موضع يمر به حاج البصرة إلى المدينة إذا صدروا من العيون عيون الجواء متجهين إلى الفوارة، وهذا هو موضع سمار بقيعا الذي كان يسمى الحبس قديما.
ثم علق العبودي على قول لغدة: فأما الثلماء: وهي ماء ذكر أنها لبني أسد ففي عرض القنة، وهي في عطف الحبس، أي بلزقة لو إنقلب لوقع عليهم، وهي منه على فرسخين.
فقال: القنة: هي بجانب الحبس إلى الجهة الشمالية منه، لا تبعد عنه أكثر من عشرة أكيال، بينهما يجري وادي الفويلق، ولقرب الحبس من القنان سمي: حبس القنان إضافة إليه.
ثم قال: فقد نقل لغدة عن العامري قوله: رقد – ويسمى الآن الرحا- هضبة محلبدة بين ساق الفروين وبين حبس القنان. والرحا بالفعل يقع بين جبلي ساق وسمار بقيعا.
ثم فند العبودي ما قال البكري سابقا: (أن الحبس موضع في ديار غطفان) قال: غير صحيح فالحبس جبل وليس في بلاد غطفان، بل هو في بلاد أسد، وإن كان لا يبعد كثيراً عن بلاد غطفان، التي تقع في الحاجر ومهبل، يفصل بينها وبين الحبس بلاد لبني أسد مثل القنان (الموشم حاليا).
ثم قال: وأنشد لغدة لأحدهم بعد أن ذكر أن الحبس جبل لبني أسد:
سقى الحبس وسمي السحاب ولا تزل
| ||
عليه روايا المزن والديم الهطل
| ||
ولولا ابنة الوهبي (ريدة) لم أبل
| ||
طوال الليالي أن يحالفه المحل
| ||
قال العبودي: الدليل بأنه يريد بذلك الحبس الذي يسمى الآن سمار بقيعا، أنه ذكر ابنة الوهبي وهو المنسوب إلى بني وهب، بطن من بطون بني أسد سكان تلك المنطقة في القديم.
ثم فَصّل العبودي ما قاله ياقوت سابقاً، وقال: إنه خلط بين حبس القنان وبين موضع آخر في حرة بني سليم يقال له: حبس عوال. وقال: الجبال الثلاثة التي قرن ذكرها بذكر الحبس كلها في تلك المنطقة، فأبانان الأبيض والأسود معروفان ومشهوران، والقنان يسمى الآن [الموشم].
وقال العبودي: وورد ذكر الحبس في شعر لبشر بن أبي خازم الأسدي مقروناً بذكر صارات وما حولها وتقع إلى الشمال من سمار بقيعا وكلاهما من بلاد بني أسد، ويصح أن يقرنا بالذكر، قال بشر:
وأصعدت الرباب فليس منها
| ||
بصارات ولا بالحبس نار
| ||
وورد في مجلة العرب (ج 1، 2 س 23 ص 119) في الحديث عن أسماء المواضع وفي الكلام عن بلاد بني أسد: والحبس- بفتح الحاء وإسكان الباء- جبل لهم... وبتتبع تحديد الأمكنة التي بقرب هذا الجبل يتضح أنه في أعلى بلاد القصيم، ولكن لا يعرف هناك جبل بهذا الاسم، وأغلب أوصافه تنطبق على ما يعرف الآن باسم (سمار بقيعا) بالإضافة إلى هجرة بقيعاء الواقعة في وسطه، شرق بلدة الفوارة.
أما الباحث الأستاذ عبدالله الشايع ( تحقيق مواضع في نجد 2/313) وأثناء حديثه عن ساق، نقل ما يوضح موقع الحبس [حبس القنان] فقال: قال العامري: رقد: هضبة محلبدة بين ساق الفروين وبين القنان.
أقول: بأن جبل رقد [الرحى] يقع جهة الجنوب من جبل الحبس [سمار بقيعاء] بينهما حوالي [9] أكيال، يفصل بينهما جبل رحية.
أقول: وادي ثادق يبدأ سيله من ثلاث شعب الأولى هضبة خصلة، ومن جبل سمار بقيعا [الحبس حالياً] ثم يسير ويمر بقرية وقط، ثم يجتمع مع مجموعة شعب في قرية مرغان، ثم يصب في وادي الجرير ثم يفرغ في وادي الرمة في الجهة الغربية من جبل أبان الأسمر غرب القصيم0
(99) جَبَلْ حِبْشِيْ
ينطق بكسر أوله وسكون ثانيه ثم شين مكسورة فياء، وهو جبل أدهم يميل إلى السواد يقع محاذياً لقرية العظيم التابعة لمنطقة حائل، وشرقي سميراء، وهو تابع لمنطقة القصيم.
ويقع الجبل بين خطي عرض (17.14 32 26 ) وطول ( 17.14 19 42 ) ويرتفع عن مستوى سطح البحر (1434) متراً.
يحد الجبل من الشمال: هجرة غمرة، وجبل العرفاء. ومن الجنوب: هجرة النمرية، وضليعات الرويعات. ومن الشرق: قرية العظيم، وسمر مديسيس. ومن الغرب: سميراء، ومشاش مويزر. ومن الشمال الغربي: هجرة عقيلة اللبن.
ويمر حول الجبل من الشمال: شعيب الجعراء. ومن الجنوب: شعيب مديسيس. ومن الشرق: وادي العظيم. ومن الغرب: شعيب الخر، وشعيب عقيلة اللبن.
قال الفيروزبادي (القاموس المحيط 2/267) في رسم [الحبش]: والحبشي بالتحريك جبل شرقي سميراء وجبل في بلاد بني أسد.
أما البكري في معجم ما استعجم فلم يذكر شيئاً عن الجبل.
يقول الشيخ ابن بلهيد ( صحيح الأخبار 2/77) (.. وجبل حبشي المعروف بهذا الاسم واقع بين سميراء ومكحول) وهو من مناهل بني أسد.
أما ياقوت (معجم البلدان 2/214) فقاله بالفتح (حَبَشي) بفتح أوله وثانيه، قال أبو عبيد السكوني: حبشي جبل شرقي سميراء، يسار منه إلى ماء يقال له: خوة للحارث بن ثعلبة، وقال غيره: حبشي بالتحريك، جبل في بلاد بني أسد.
أما الشيخ ابن خميس (معجم جبال الجزيرة 2/169) فقد نقل ما ذكره الشيخ حمد الجاسر وما ذكره الشيخ العبودي، فقال: لا نعرف من المياه التي ذكرت بعاليه إلى الخوة، وقال الهجري: وحبشي جبل أسود إلى جنبه القنان أسود أيضاً.
أما الشيخ حمد الجاسر (معجم شمال المملكة 1/398) فيقول: وأقول حبشي، وينطق بكسر الحاء وإسكان الباء وشين مكسورة بعدها ياء، يقع شرق بلدة سميراء، وتقع بلدة العظيم في سفحه الشرقي، ويقع منهل (التوزي) توز قديماً في غربه، ويقع بين خطي الطول (15-42 و 30-42) وخطي عرض (30-26و 40-26) ويبعد عن حايل بنحو [120] كيلاً.
أما الشيخ العبودي (معجم بلاد القصيم 2/ 780) فيقول بعدما نقل ما قاله ياقوت سابقاً، وما قاله الأصمعي، ثم قال: بأنه شاهد جبل حبشي جبلاً أدهم، يمتد من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي بينه وبين سميراء حوالي (20) كيلاً، وبه آثار بركة زبيدة واقعة إلى الشمال الشرقي من سميراء، على بعد حوالي (12) كيلاً، وكان جبل حبشي يماشينا ممعناً في ذهابه إلى جهة الجنوب الشرقي.
ويقول المستر لويمر: حبشي يبدأ على بعد أميال قليلة شرقي سميراء، ويحد الجهة الشمالية من الطريق إلى بريدة لبعض الأميال، وقال: إن جبل سلمى يبعد عنه حوالي (30) ميلاً، أي حوالي [48] كيلاً إلى شمال الشمال الغربي، وقمة جزء من جبل حبشي التي تكون تقسيم المياه بين وادي الرمة والإقليم الموجود في الشمال تبلغ (3870) قدماً فوق سطح البحر، أي (1474) متراً
وقد ورد ذكر الجبل في الشعر العامي، يقول عبدالعزيز بن مضيان:
جلوى وراما تعقلين
| ||
من يوم خلوك قصراك
| ||
ربعي ورا (حبشي) يمين
| ||
ويبون لهم حي وراك0
| ||
(100) جَبَلْ الحَبْلَى
ينطق بفتح الحاء وإسكان الباء فلام مفتوحة بعدها ألف مقصورة، على تأنيث لفظ [حبل] وهو جبل يقع شرق جبل طمية المشهور، بينهما [25] كيلاً، وجنوب هجرة دوبح، بينهما [6] أكيال فقط. وهو جنوب عقلة الصقور- بينهما حوالي [25] كيلاً.
يقع بين خطي عرض ( 42.85 26 25 ) وطول
( 25.71 17 42 ) ويرتفع (998) متراً عن مستوى سطح البحر.
( 25.71 17 42 ) ويرتفع (998) متراً عن مستوى سطح البحر.
يحده من الشمال: هجرة دوبح، وجبل الأديرع. ومن الجنوب: هجرة مطربة – بينهما حوالي [12] كيلاً، وهجرة رفائع مطربة.
ومن الشرق: هجرة الميليح، وجبل بدين، وضليع عياش. ومن الغرب: جبل طمية، وجبل عكاش، وجبل الشهباء.
ويمر حول الجبل من الشمال: وادي دوبح –الذي يتصل بالرمة وهو بينه وبين هجرة دوبح.
ومن الجنوب: شعيب مطربة، وشعيب الدارة. ومن الشرق: وادي دوبح. ومن الغرب: شعيب المصنع، وشعيب مطربة.
لم أجد للجبل ذكراً في كتب البلدان القديمة، ولعله لم يكن معروفاً آنذاك، أو أنه معروف باسم آخر غير الحبلى.
أما العبودي ( معجم بلاد القصيم 2/872) فقد ذكره من ضمن المواقع في المنطقة.
وقال: الحبلى: بفتح الحاء فباء موحدة ساكنة، فلام مفتوحة فألف مقصورة بلفظ [الحبلى] عندهم أي: المرأة الحامل.
وقال: جبل كبير أسود يقع إلى الشرق من جبل طمية بين هجرة الطرفية وعقلة الصقور. معترضاً بينهما فيه آثار عين ماء ومعدن يظن أنه ذهب.
ثم قال: يراه المشاهد إذا كان في عقلة الصقور إلى الجنوب على بعد حوالي [18] كيلاً.
ويقول العبودي: ومثل هذا الجبل يكون له اسم مشهور في القديم شأن الجبال والمواضع الأخرى الواقعة على الحدود الشمالية لحمى ضرية، ولكننا لم نهتد إلى اسمه القديم.
أقول: ليس جزماً بأن يكون له اسم قديم، بل قد يكون يعرف باسم الهجرة أو القرية التي تقع بجواره مثل أكثر الجبال التي تسمى باسم القرى. أو قد يكون لقربه لأحد الجبال الكبيرة المشهورة اعتبر أحد هضابه.
وروى العبودي شعرا عامياً لامرأة من أهل الرس، قالت:
مع أيمن الحبلى بليا بعاد
| ||
لعلكم عند المناعير تمسون
| ||
العارض المنقاد في بطن واد
| ||
عليه زينات الدواوير يبنون
| ||
قل أنت يا مجلاد، وين أنت غادي
| ||
ياليتكم على الرفايع تبنون
| ||
ثم روى العبودي من قصص الأعراب الخرافية قولهم: إن عكاشا ركب الحبلى واقترب من طمية ليتزوج بها فاستغاثت بجبل قطن وقالت: قطن يا رجّالي، عكاش عقر جمالي.
وقالوا: فأخذت النخوة قطناً وركب إليها البكرة [هضب بجانبه] وافتكها من عكاش.
أقول: قال نافع بن فضيلة من قصيدة له، يطلب من الله إنزال الغيث ليسقي بعض المواقع التي يحبها ومنها جبل الحبلى:
كريم يابرق غشى ضلع هكران
| ||
كن الهنادي سللت في ركونه
| ||
متحدر بأمر الولي رافع الشان
| ||
أسقى القصيم وماوطى من عيونه
| ||
يسقي من الحبلى إلى حد جمران
| ||
ووادي الرمة عجزوا هله يقطعونه0
| ||
(1) ياقوت الحمودي. المرجع السابق.
(2) محمد العبودي.المعجم الجغرافي للبلاد السعودية / بلاد القصيم.المرجع السابق.
(3) البكري. المرجع السابق.
(4) ابن منظور. لسان العرب. المرجع السابق.
(5) الفيروزبادي. المرجع السابق.
(6) ابن منظور. المرجع السابق.
(7) مجلة العرب، ج1، 2 س 23.
(8) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم ( 5-38 NG) الفوارة.
(1) ياقوت الحمودي. المرجع السابق
(2) ابن بلهيد. المرجع السابق.
(3) محمد العبودي.المعجم الجغرافي للبلاد السعودية / بلاد القصيم.المرجع السابق
(4) عبدالله بن خميس. المرجع السابق.
(5) حمد الجاسر. معجم شمال المملكة. المرجع السابق.
(6) الفيروزبادي. المرجع السابق.
(7) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم ( 5-38 NG) الفوارة.
0 المراجع:
(1) محمد العبودي. المرجع السابق.
(2) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم (5-38NG) الفوارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق