الأربعاء، 2 أبريل 2014

جبال القصيم.. حرف (س) (45) (سواج)

( 189) جبل سُواجْ

ينطق في القديم والحديث بضم السين وفتح الواو بعدها أل فجيم ساكنة، وهو جبل مشهور من جبال حمى ضرية، يقع جنوب منطقة القصيم، في الجهة الجنوبية الغربية من الرس.
مجاوراً لقرية الشبيكية التي تسمى قديماً [التناءة] من الجهة الغربية، كما يجاوره مجموعة من الهجر والجبال المشهورة، وللجبل عدة أسماء أخذت مما حوله مثل [سواج التناءة]لوقوعها أسفل الجبل [سواج الحمى] أي حمى ضرية [سواج طخفة] وهو جبل كبير مشهور يقع مجاوراً لسواج من الجهة الجنوبية الغربية [سواج الخيل] حيث جعله الخليفة عمر بن الخطاب مقراً لخيل الصدقة. يقول الشيخ حمد الجاسر عن أصل التسمية: أن سواجا هذا كان من خيالات حمى ضرية أي من حدوده.
يقع الجبل بين خطي عرض (42.85  11  25) وطول
(00  16  43) ويرتفع عن مستوى سطح البحر (1254) متراً.
يحد الجبل من الجهة الشمالية: جبلي النايع والنويع، وجبال المداري. ومن الجنوب: جبل لعيبية، وجبل جضالاً، وبئر وريك. ومن الشرق: قرية الشبيكية، وقرية الروضتين، وجبل المصعوكة. ومن الغرب: هجرة فياضة، ونفود الفنيدة، وأبرق العمّالة.
ويمر حول الجبل بعض الأودية والشعاب منها: من الشمال: شعيب فياضة، وشعيب النويع. ومن الجنوب: شعيب مبهل المشهور. ومن الشرق: شعيب مباري، وشعيب مديسيس، وشعيب أبو نخلة. ومن الغرب: شعيب فياضة، وشعيب مبهل.
ويمر طريق حاج البصرة إلى مكة المكرمة أسفل الجهة الجنوبية الشرقية من جبل سواج، ويوجد متعشى هناك للحجاج يسمى [ متعشى الرائغة] بينه وبين جبل الدوديات.
تحدث الجغرافيون القدماء والمحدثون عن الجبل في بعض المراجع، وعرفوه تعريفاً وافياً.
قال الأصفهاني في ( صفة جزيرة العرب ص322) في حديثه عن ديار ربيعة من العروض ونجد: قال عمارة بن عقيل بن
بلال بن جرير:

يا ليلة البرق الغميص ودونه





من بطن طخفة أو سواج منكب

جاد الجريب فبات ضور ربابه



بحمى ضرية يستهل ويسكب

أقول: الشاعر ذكر عدة مواضع متقاربة حول جبل سواج، وهي (طخفة) وهو جبل عظيم مشهور من جبال الحمى، ويقع جهة الغرب من جبل سواج. و (الجريب) وهو واد من أعظم روافد وادي الرمة، ويجري في الجهة الغربية من جبل سواج. ثم ذكر (حمى ضرية).
ثم قال(ص328) متحدثاً عن لفيف من مساكن العرب بين العراق والشام واليمن: [الحمى حمى ضرية إلى سواج والأخرج والنير أقصى حمى ضرية..]بأن سواجاً من حمى ضرية، ثم إن سواجاً هو نهاية حمى ضرية من جهة الشمال الشرقي.
وعلق حمد الجاسر في كتاب الهمداني (الجوهرتين ص 330) عن المعادن المعروفة قديماً قال: [معدن أبرق خترب] يقع جنوب وادي الرمة وشرق وادي الجريب وشمال بلدة ضرية وغرب جبل سواج.
أقول: إن هذا أبرق خترب: جبل معروف يسمى في الوقت الحاضر [خثارق] والصحيح إنه يقع في الجهة الشمالية الغربية من جبل سواج، على حد عريق الدسم من الشرق.
وقال (ص343) بأن سواج التناءة من بلاد الضباب، ثم قال: بأن سواج التناءة: هو سواج الحمى، في شرق حمى ضرية. أقول: أوضحنا سابقاً معنى: سواج التناءة.
أما البكري ( معجم ما استعجم 3/764) فقد ذكر الجبل فقال: [سواج] بضم أوله وبالجيم أيضاً في آخره، على وزن فعَال: جبل مذكور في رسم ضرية، قال الجعدي:
دعاهم صوت قرة من سواج




فجنبي طخفة فإلى لواها

وروى قول لبيد:
كاد الهوى بين سُلْمَانين يقتلني
 


وكاد يقتلني يوماً ببيدانا

ثم قال: وسلمانان الذي ذكره: جبل من أعظم جبال سواج.
أقول: لم أهتد على جبل سلمانين الذي ذكر البكري بأنه من جبال سواج.
وقال أيضاً: (ص 868) وسواج من ناحية الأشق في أعلاه، وهو غربي الأشق، والطريق يطأ أنف سواج، وبطرفه طخفة... والتناءة بين سواج ومتالع، عن يمين أمَرَة بينه وبين أمرة ثلاثة أميال، وهو جبل أحمر عظيم.
وقال ياقوت الحموي (معجم البلدان 3/271) قال ابن الأعرابي: ساج يسوج سوجا وسوجانا إذا سار سيراً رويداً. قال بعضهم:
 أقبلن من نير ومن سواج
 



بالقوم قد ملوا من الإدلاج

ثم قال: وقيل هو جبل سواج يعتبر هو نهاية حمى ضرية من جهة الشرق.
وروى قول ابن المعلى الأزدي في قول تميم بن مقبل:
وحلت سواجا حلة فكأنما
 



بحزم سواج وشم كف محرق

سواج: جبل كانت تنزله بنو عميرة بن خفاف بن امرؤ القيس، وقال الأصمعي: سواج التناءة حد الضباب، وهو جبل لغني إلى النميرة، وفي كتاب نصر: سواج جبل أسود من أخيلة حمى ضرية، وهو سواج طخفة.
أما ابن منظور (لسان العرب 2/303) فقال في رسم (سوج) وسواج: جبل، قال رؤبة:
في رهوة غَرَاء من سواج
وقال ابن بلهيد (صحيح الأخبار) متحدثاً عن القطبيات: وذكر أنها قرب جبل سواج، ويقع في عالية نجد الشمالية، وإمرة: هضبة يكنفها أبارق بالقرب من سواج الجبل المشهور في الجاهلية بهذا الاسم.
أقول: هذا صحيح، فإن سواجاً يقع غرب جبل إمرة.
ثم قال: وقال شاعر أيام الفتوحات الإسلامية، وذكر البيت السابق ثم قال: والنايعان بين سواج وطخفة.
أقول: النايعان: هما النايع والنويع جبلان صغيران يقعان شمال جبل سواج، بينه وبين جبل أبان الأحمر.
ثم روى بيت جرير:
إن العدو إذا رموك رميتهم
 



بذرى عماية أو بهضب سواج

ثم قال محدداً موقع ملح الركا: وملح الركا بين دخنة وسواج، ثم حدد جبيلات اللهيب فقال: بين سواج وجبل نجخ وأبان. ثم ذكر قول الراجز:
( أقبلن من نير ومن سواج)
 أقول: لعل الشاعر يقصد سواج الواقع قرب جبل النير في عالية نجد، وليس سواج الحمى.
ويقول ابن بلهيد محدداً بلدة الشبيكية: وهي شرق جبل سواج.
أقول: هذا صحيح، فإن بلدة الشبيكية تقع أسفل جبل سواج من جهة الشرق. ثم أورد قول جرير:
كاد الهوى بين سلمانين يقتلني




وكاد يقتلني يوماً ببيدانا

 قال: وسلمانان الذي ذكره: جبل من أعظم جبال سواج. وسواج جبل كبير ومتفرق وقد تسمى كل هضبة منه باسم خاص بها.
أقول: لم أجد من الجبال القريبة من سواج ما يسمى [سلمانين] إلا إذا كانت أحد هضابه الداخلية تسمى قديماً بذلك، أما في الوقت الحاضر فلا تُعرف.
ثم قال ابن بلهيد(3/251) وسواج من ناحية الأشق من أعلاها، وهو غربي الأشق، والطريق يطأ أنف سواج، والتناءة بين سواج ومتالع، وجبل الستار الذي يسمى [الربوض] حالياً يقع شرق جبل سواج، بينه وبين دخنة. وسواج جبل معلوم في وسط نجد، وأورد العبودي ما قال موهوب بن رشيد:
مقيم ما أقام ذرى سواج
 



وما بقي الأخارج والبتيل

أقول: قول ابن بلهيد ( وسواج من ناحية الأشق من أعلاها) الأشق: في المنطقة الواقعة شمال عريق الدسم، وشرق جبل طمية. والصحيح إن سواجا يقع في الجهة الجنوبية من الأشق ليس في غربيه. وقوله ( والطريق يطأ أنف سواج) المقصود هو طريق حاج البصرة إلى مكة المكرمة ويمر من جبل سواج من الجهة الجنوبية الشرقية-كما أوضحنا سابقاً- وقوله: (والتناءة بين سواج ومتالع) التناءة هي الشبيكية حالياً، وتقع شرق سواج وغرب متالع [أم سنون حالياً] وقوله: (وجبل الستار يقع شرق جبل سواج) هذا صحيح فإن جبل الستار [الربوض حالياً] يقع في الجهة الشرقية من سواج بينه وبين هجرة تسمى الروضتين، على الطريق المعبد المتجه نحو الشبيكية.
وقال ابن بليهد محددا وادي مبهل واد عظيم من بلاد غطفان يأتي سيله من جهة الجنوب على حد جبل سواج الغربي إلى وادي الرمة.
أقول .. بأن وادي مبهل واد كبير من روافد وادي الرمة يمر من الجهة الغربية من سواج متجها نحو الشمال بينهما هجرة تسمى [فياضة] ثم يمر من هجرة تسمى [فياضة] ثم يمر من هجرة تسمى باسمه، ويستمر أسفل جبل النايع حتى يتصل بوادي الداث عند جبال مظيفير.
ثم قال ابن بلهيد عن الرائغة: ماء لبني غني من أعصر بعد إمرة وسواج جبل لهم، والرائغة نسب إلى سواج. ثم أورد في (5/30) أبياتاً للبيد منها:
فأي أوان ما تجئني منيتي
 




بقصد من المعروف لا أتعجب

فلست بركن من أبان وصاحة



ولا الخالدات من سواج وغُرّب

أقول: ذكر الشاعر سواجا مع جبل أبان، وذكر معه [صاحة] وهي كما قال البكري: جبل أحمر بين الركا والدخول. كما ذكر [غُرّب] وهي خمس أكمات سود قريبة من جبل جمران وهضاب واردات، حول جبل جبلة المشهور.
أما إذا استطلعنا ما قال الشيخ محمد العبودي ( معجم بلاد القصيم3/1172) عن جبل سواج الذي تحدث عنه بإسهاب، قال: جبل أسود مستطيل من الجنوب إلى الشمال، يقع في غرب القصيم إلى الجنوب الغربي من الرس على بعد حوالي [75] كيلاً منه، في منطقة حمى ضرية، وتقع الشبيكية التي يسكنها الذويبي أمير بني عمرو من حرب في شرقية، وهو قديم التسمية، ويشتبه على كثير من الناس بجبل آخر مماثل له في التسمية القديمة، ويمكن التفريق بينهما بتحديد موقع الجبل المراد، ثم قال: وسواج الآخر الواقع خارج القصيم يسمى [سواج اللعباء أو سواج المردمة].
وقال العبودي تعليقاً على قول ياقوت: بأن سواجا جبل لغني: وغني من باهلة كما هو معروف، وتلك بلادهم في الجاهلية والإسلام، ولا تزال بقية من الباهليين في قريتي نفي والأثلة.
ثم أورد ما قاله ونقله ياقوت عن غيره، وقال لغدة: الممها: ماء في جوف جبل يقال له سواج. قال الشاعر:
ياليتها قد جاوزت سواجا
 



وانفرج الوادي لها انفراجا

ثم أورد العبودي ما قال الهجري: التناءة بين سواج ومتالع، وقوله وهو يتكلم عن جبال الحمى، حمى ضرية: ثم حليت وهو جبل أسود.. ثم هضب الريان، ومحاذية سواج: جبل أسود، وقال لغدة وهو يتكلم عن حدود بلاد الضباب: ويخالطهم هناك غني إلى حزيز أضاخ، وهو لغني ونمير إلى سواج التناءة، وسواج يقع في منطقة هي من أكرم المناطق في الرعي. إذ هو من أخيلة ضرية المشهور بذلك.
ثم أورد العبودي ما حكاه ابن الأعرابي قال: نزلت ذات مرة بأعرابي من غني، فقلت: ما أطيب ماءكم هذا وما أعذى منزلكم؟ قال: نعم، على أنه بعيد من الخير كله، بعيد من العراق واليمامة والحجاز، كثير الجنان كثير الحيات. فقلت: ألا ترون الجن؟ قال: نعم مكانهم في هذا الجبل، يقال له: سواج. قال: ثم حدثني أشياء. قد يكون حدثه من أخبار الجن.
وورد ذكر مكان في جبل سواج باسم [سلمانين] وذكر بيت جرير السابق. وقال: وأعظم جبل فيه في جهته الشمالية.
أقول: هل يقصد العبودي إن الجبل العظيم في الجهة الشمالية هو ما يسمى: سلمانان؟.
وقال عاتق البلادي (على ربى نجد 192) متحدثاً عن جبل سواج: بضم السين المهملة وبعد الواو ألف فجيم، وبالتخفيف، ويقال سواج الخيل، وكان أحد أخيلة ضرية: جبل أسود منقاد من الشرق إلى الغرب يشرف مباشرة على بلدة الشبيكية، حتى أنه يمكن تسميته بجبل الشبيكية، وهو وكير وإمرة وخزاز تحيط بالشبيكية متفاوتة بالبعد والقرب.
ثم قال: ويبعد سواج كبعد الشبيكية (82) كيلاً جنوب غربي الرس. ثم ذكر ما قال البكري عن الجبل وقال: طخفة وأبانين جيران سواج أيضاً، فطخفة ترى منه جنوباً، وأبانان يريان منه شمالاً.
ثم قال: وقد وهم بعض الباحثين حين قال: إنه يقع شرق ضرية، والواقع إنه شمال ضرية، وكان من أخيلة حماها.
أقول: الصحيح بأن طخفة ترى من سواج جهة الجنوب الغربي. وأبانان يريان منه جهة الشمال. أما ضرية فإن سواجا يقع منها جهة الشمال الشرقي.
ثم قال: وقد أصبح سواج هذا من ديار حرب، وهو للذوبة خاصة. أقول: وهي: جمع ذويبي من قبيلة حرب.
أما الشيخ عبدالله بن خميس ( معجم جبال الجزيرة 3/171) فقد نقل ما قال ابن بلهيد عن الجبل، ولم يورد ما قال غيره.
أما الباحث عبدالله الشايع في ( تحقيق مواضع في نجد 3/102) فقد تحدث عن متعشى الرائغة الواقع قرب جبل سواج فقال: وعندما يصلون –أي الحجاج- طرف جبل سواج من جهته الجنوبية تاركين هضب الأشيق ذات اليسار هناك يصلون إلى مكان متعشى الرائغة.
أقول: الباحث أفادنا عن موقع هضب الأشيق الذي يدل على أنه في المنطقة الواقعة بين الشبيكية وجبل سواج وهجرة أبو نخلة. وأنه قريب من جبل سواج.
وقد ورد ذكر سواج في الشعر كثيراً وبالإضافة لما ذكرنا سابقاً، قال شاعر هذا الرجز يحدو به الحادي السائر على طريق الحاج البصري:
ياليتها قد جاوزت سواجا
 


وعاقلا حيث انحنى وعاجا

ورامتين عصبا أفواجا



وجاوزت عزلج والنباجا

وانفرج الوادي لها انفراجاً
  ورجز آخر أورده الأسود الغندجاني:
رويد يأتين على سواج
 



هناك يبدو أثر الأعلاج

والقين والكربج والنساج
وكثيراً ما يقرن ذكر سواج مع أبانين، والمسافة بين ابان الأحمر إلى سواج حوالي (32) كيلاً، قال الشاعر ابن هذال:
يا طير ياللي ماكره بالطويلة
 



الدوسري من بين أبانات وسواج

وقالت مويضي الدهلاوية تتحدث عن زوجها جديع بن هذال:
يالله ياموصل غريب بلاده
 



يا مجري سفن البحر فوق الأمواج

إلى أن قالت:
مودع على المطران كدرا عجاجه
 



هجيجهم من بين أبانات وسواج

وقال آخر:
يا عيون حر رب أبانات وسواج 
 


طرد الهوى وأنت عاقل كيف ترضى به

وقال شاعر من عنزة:
واديرتي ما بين أبانات وسواج
 



غب المطر يازين بنة ترابه

وقال الشاعر الشاب عبدالله العطني من الرس، وكان من الذين يعشقون المتعة في مرابع سواج ويتغنون بذلك:
وأنا جيتها في صيغة الثوب أبو جيبين
 
 




ومن شاف له حيلة على الثوب يحتالي

وأبردها لسواج مع هاجسي يشفين



إلى صرت ما أقوى البوح وأشكي ويشكى لي

وقال أيضاً مسنداً شعره على ذيب سواج:
ولذيابة سواج شلت البيت





وما جبت من بيت شالنه

لا لجلجن بالعواء غنيت



رحمتك يا واهب الجنة

وقال أيضاً متمتعاً بعمل القهوة في جبل سواج:
سلواي لا من جيبي صاحت سيوره





بأرض بعيدة يشوق العين باذرها

وسويت لي فنجال عنه النار مقصورة



في قمة سواج عنه النار قاصرها

وقال عبدالله العطني أيضاً، وكان من المولعين بجبل سواج:
تهيض ضميري يوم عديت راس سواج





بديته وأحس بداخل الجوف وهاجي

توارد همومي كنها عاتيات أمواج



براس الجبل عزاه تدرجني أدراجي

كما قال أيضاً:
سجيت من هم لقلبي إلاوي
 




وقطعت لي من نازح الدو دوا

وجلست في قفر عن الترك داوي



بين إمرة وسواج شبيت ضوا

وقال أيضاً في يوم العيد طالباً من جبل سواج أن يهنئه ويلبسه ثوب العيد، مسنداً القول إلى والدته:
يمه عسى عيدك سعيد.. فرحتك يا عيدي حياة





أدور الفرحة..وأنا بسواج مالي ثوب عيد

إلى أن قال:
لو أتذرى بالجبل ..سواج عايدني حصاه





واليا عوى ذيب الجبل.. عويت يا يمه قصيد

وقال الشاعر ناصر المسيميري من الرس مسنداً ذلك للشاعر عبدالله العطني:
من حصل له هروج وشاف سن بلوج





راح عمره يا عبيد وهو يدلج أدلاج

القراح القراح وخل عنك الهموج





وأنت اللي تعرف الدوسري من سواج

وقال الشاعر محمد الخربوش من الرس، ملبياً نخوة صديقه
الشاعر إبراهيم العطني من الرس أيضاً:
أبشر بفزعة اللي لك صديق عوين
 

 


لو تبي مع طلوع الشمس نمشي سوى

عقب ساعة نحط سواج عنا يمين



والغدا وسط طخفة حيثها لك دوا

وقال هويد العتيبي يذكر منازل قومه ويذكر أفعالهم:
يا راكب حر عيونه سناكير



سبوق واسبق من خفوق القضيب


اركب عليه شريق من عقلة النير



والدرب خشم سواج حتن المغيب


(190) جبل سُوَيْقَة

ينطق بضم السين وفتح الواو بعدها ياء ساكنة فقاف مفتوحة فتاء أخيرة، على لفظ تصغير ساق بصيغة التأنيث، وهو جبل متوسطة الارتفاع يقع في منطقة الجواء في الجهة الشمالية من جبل ساق المشهور بينهما [5] أكيال فقط، وجنوب جبل التيس شمال البكيرية في منطقة تكثر فيها القارات.
يقع الجبل بين خطي عرض ( 34.28    18    26 ) وطول (34.28   17   43) ويرتفع عن مستوى سطح البحر (827) متراً.
يحد الجبل من جهة الشمال: جبل التيس. ومن الجنوب ساق الجواء. ومن الشرق: جبل عنز، ومنطقة المليداء. ومن الغرب: أبرق النياق.
وأقرب القرى العامرة من الجبل: قرية الفويلق المشهورة بمزارعها، وتقع في الجهة الشمالية من الجبل بينهما حوالي [16] كيلاً. وهجرة دريميحة تقع عنه جهة الغرب بينهما حوالي [20] كيلاً. أما عيون الجواء فتقع عن الجبل جهة الشرق بينهما حوالي [40] كيلاً.
أما الأودية والشعاب التي تمر حول الجبل فهي: من الشمال والشرق: وادي الفويلق. ومن الجنوب: شعيب سويقة بينه وبين جبل ساق. ومن الغرب: شعيب الدليمية مجاوراً لهجرة دريميحة.
هذا الجبل كغيره من الجبال تحدث عنه الجغرافيون المحدثون باسم [سويقة] حيث يعرف بهذا الاسم في الوقت الحاضر. وذكره الأقدمون باسم [ساق الفروين] وهو الاسم القديم للجبل ولم يذكره أحد منهم باسم [سويقة] ولكنهم خلطوا في تعريفهم للجبل بينه وبين جبل ساق المجاور له والذي يسمى [ساق الجواء] لعدم معرفتهم بكل منهما. ثم إن أكثر الأقدمدين يسمونه [ساق القروين] بالقاف، والصحيح أنه بالفاء [الفروين] وشبهوه بأنه يشبه قرن الظبي، وكان يسمى [ساق الفرو] والفرو هو الظبي.
فالبكري ( معجم ما استعجم 3/713) نقل عن الأصمعي في رسم [ساق] قال: هي ساق الفروين.. وهي ضلع سوداء.
أقول: هذا وهم من الأصمعي كان على البكري أن يصححه، والصحيح بأن جبل ساق يسمى [ساق الجواء] أما ساق الفروين فإنه ما يسمى الآن [سويقة] وهو ما نتحدث عنه الآن لم يتحدث عنه البكري بشيء.
أما ياقوت ( معجم البلدان 3/172) فقال متحدثاً عن ساق: وساق الفرو أيضاً: جبل في بني أسد كأنه قرن ظبي. ويقال له ساق الفروين، وأنشد الحفصي:
أقفر من خولة ساق فروين




فالحضر فالركن من أبانين

أقول: وذكر ياقوت عند حديثه عن العرف، عرفة الفروين. وهي روضة بجوار جبل سويقة تسمى باسمه.
وقال ( 4/257) في رسم [الفروان] ساق الفروين: جبل في أرض بني أسد بنجد، ثم روى البيت السابق للحفصي.
وقال الفيروزبادي (القاموس المحيط4/373) في رسم [الفروة] وساق الفروين جبل بنجد.
وابن بلهيد (صحيح الأخبار 1/28) أورد قول ياقوت السابق وعلق عليه بقوله: وساق والحضر وأبانين: متقاربات من كان بأحدهما يرى الآخر.
وقال في (4/210) ذاكراً عرفة الفروين: وقال الأصمعي: كفة العرفج/ وهي العرفة، عرفة ساق، وتتاخمها عرفة الفروين.
أقول: العرفة هي كما قال ياقوت: كل متن منقاد ينبت الشجر، وأكثر عشبهن الشقارى والصفراء والقلقلان والخزامى، وهو من ذكور العشب.
وقال (5/141) متحدثاً عن [رقد] .. وقال الأصمعي في كتاب الجزيرة قال العامري: رقد هضبة مخابرة مطمئنة غير مرتفعة بين ساق الفروين وبين حبس القنان، قال ابن بلهيد: (رقد) ليس بجبل بل منهل ماء يقال له في هذا العهد (وقط) وهو قريب من ثادق. ثم قال: و[رقد] معروف إلى هذا العهد أنه [وقط].
أقول: ابن بلهيد خلط بين رقد ووقط، والتفصيل كما يلي: قول الأصمعي إذا كان يعني [رقد] الجبل المسمى حالياً [الرحا] فقوله صحيح لأن الرحا يقع بين ساق الفروين وهو الآن [سويقة] وبين حبس القنان وهو الآن [سمار بقيعاء] أما قول ابن بلهيد: بأن رقد ليس بجبل .. فهذا غير صحيح أو أن ابن بلهيد لا يعرف ما هو [رقد] وقد خلط بينه وبين [وقط] الذي هو جبل وهضيبات تقع شمال هجرة صبيح، وجنوب هجرة العمودة الجنوبية.
أما الشيخ محمد العبودي ( معجم جبال القصيم 3/1179) فقد تحدث عن جبل سويقة هذا فقال: بإسكان السين أوله فواو مفتوحة فياء ساكنة فقاف مفتوحة فهاء آخره، على لفظ تصغير ساق مؤنثاً عند العامة، وهذا هو الواقع إذا أسموه سويقة بالتصغير مقابل ساق بالتكبير. جبل صغير شمالي ساق الجواء بينهما حوالي أربعة أكيال، له روضة إلى الشمال منه تسمى [روضة سويقة] ثم قال: واسمه القديم [ساق الفروين] لكي يتميز عن ساق الجواء المجاور له.
ثم قال العبودي: بأن أكثر المتقدمين الذين ينقلون عن غيرهم ولعدم معرفتهم بتلك الناحية خلطوا بينه وبين ساق الجواء وذكر بعضهم نصوصاً في أحدهما وهي تنطبق على الآخر.
ثم قال: والصغير –يقصد سويقة ـ جبل صغير ذو شعبتين وهو في البطاحه وشكله الذي يظهر لمن يشاهده من جهة الشمال يشبه [قرن الظبي] دون إشكال ولعل عوامل التعرية أزالت شيئاً من تلك الصفة عند أطرافه بفعل السنين وبسبب سقوط بعض الأحجار من قمته غير المتماسكة.
وقال عن بيت تميم بن أبي مقبل:
سلكن القنان بأيمانها




وساقا وعرفة ساق شمالا

والبيت يصلح شاهداً للساقين ساق بالتكبير وسويقة بالتصغير فكل واحد منهما يسمى ساقا وله عرفة، وقول لغدة الأصبهاني: وكفة العرفج هي العرفة: عرفة ساق، وتناصيها عرفة الفروين.
وقال العبودي أيضاً: عن قول نصر الإسكندري: ساق: هضبة كأنها قرن ظبي لبني أسد، وجبل: هضبة واحدة شامخة لبني وهب. وقال: فالأول يراد به [سويقة] هذه لأنه ينطبق عليها، والآخر يراد به ساق أي [ساق جواء].
ثم أورد تعليلاً عن سبب الخلط بينهما فقال: ولعل من أقرب الأدلة على ذلك تسميتهما ففي القديم كان كلاهما يقع في ناحية غرب الجواء وكلاهما كان يسمى ساقا وليس بينهما من المسافة إلا أربعة أكيال ولكن كان اسم [ ساق] إذا أطلق ينصرف إلى الأكثر ارتفاعاً في السماء والأظهر للرائي وهو ساق الجواء كما وصفه زهير وميزه الحطيئة. أما إذا أرادوا ساقا الثانية التي هي أقل ارتفاعاً وأقل شهرة فإنهم يصفونها إما بإضافتها إلى شيء مميز وذلك في قولهم [ ساق الفروين]، أو أن يقولوا: إنها ساق التي هي كقرن الظبي. هذا في القديم، أما المحدثون فقد جعلوا للتمييز بينهما الكبرى ساقا والصغرى سويقة.
وقال عنه عبدالله بن خميس (معجم جبال الجزيرة 3/114) وساق الفرو: جبل في أرض بني أسد كأنه قرن ظبي. ويقال له ساق الفروين، ثم أورد بيت الحفصي السابق.
وإذا جزمنا بأن ساق الفروين هو جبل سويقة فإن الباحث عبدالله الشايع (تحقيق مواضع في نجد 2/306) بعد أن تحدث عما قاله الجغرافيون عن الجبل قال: عندما اكتشفت أن [سويقة] ليست [ساق الفروين] تيقنت أن ساق الفروين يقع غرباً من ساق الجواء لأن ترتيبه كان الثالث بين الأعلام التي مر عليها الهاشمي وهي: جبل ذي طلوح ثم جل ضبع ثم جبل ساق الفروين.
أقول: أما ساق الفروين عند الشايع فهو يقع بين جبل الربوض وجبل السلسلة المجاورين لقرية الفوارة، وهو في الخارطة التي عملتها إدارة المساحة الجوية يسمى [العميد] وهو يبعد عن سويقة المجاورة لساق حوالي [60] كيلاً. أ. هـ0



(1) الحسن بن أحمد الهمداني. صفة جزيرة العرب./ تحقيق محمد علي الأكوع.- الرياض: منشورات دار اليمامة ، 1397هـ.
(2) الحسن بن أحمد الهمداني. الجوهرتين/ إعداد حمد الجاسر.- الرياض: 1408هـ
(3) البكري. المرجع السابق.
(4) ابن منظور. المرجع السابق.
(5) عاتق بن غيث البلادي. على ربى نجد.- ط1 .- دار مكة للنشر والتوزيع، 1406هـ.
(6) عبدالله بن خميس . المرجع السابق.
(7) عبدالله الشايع. تحقيق مواضع في نجد، ج3.- ط1.- الرياض: مطابع مرامر، 1415هـ.
(8) ياقوت الحموي. المرجع السابق.
(9) محمد بن بلهيد. المرجع السابق.
(10) محمد العبودي. المرجع السابق.
(11) ناصر المسيميري. أبيات وأماكن، ج1.- ط1، 1419هـ.

0 المراجع:
(1) الفيروزابادي. القاموس المحيط.- القاهرة : مؤسسة الحلبي.
(2) البكري. المرجع السابق.
(3) عبدالله الشايع. المرجع السابق.
(4) ياقوت الحموي. المرجع السابق.
(5) محمد بن بلهيد. المرجع السابق.
(6) محمد العبودي. المرجع السابق.
(7) ناصر المسيميري. أبيات وأماكن، ج1.- ط1، 1419هـ
(8) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم (5- 38 NG) الفوارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق