الخميس، 3 أبريل 2014

الكتابات والنقوش في جبل الكويفر.

من النقوش والكتابات القديمة في القصيم
(جبل الكويفر)
منطقة القصيم تلك البقعة الجميلة التي تتميز باتساع رقعتها كسعة صدود أهلها في الكرم والجود الإحسان. كانت موطنا لكثير من الأمم والحضارات القديمة التي سادت فترة من الزمن ثم بادت بسبب الحروب الشعواء بين القبائل أوالتنقل للبحث عن الكلأ والمرعى لأنعامهم. مثل دول كندة وأسد وعبس وذبيان وغيرها. تلك الممالك التي خلفت بعد رحيلها مجموعة من الكتابات والنقوش والقطع الأثرية في المواقع التي عاشت فيها سنوات طويلة. ولا تزال تلك المظاهر باقية تدل على حضارة أهلها. 
ومنطقة القصيم كغيرها من مناطق المملكة تزخر بالمواقع الأثرية التي تدل على استيطان تلك الحضارات التي امتدت سنوات عدّة من تلك المواقع (جبل الكويفر وجبل صقرة) الذين يقعان في القصيم وبالتحديد قرب محافظة النبهانية.. زرت الجبلين أنا وأحد الزملاء في يوم: 15/5/1432هـ وقمت برصدها وتصوير النقوش والكتابات وسوف أقوم بالحديث عن هذين الموقعين ولنشاهد تلك النقوش والكتابات ونقرا ما جاء فيها.
الكُوَيْفِر: بضم الكاف وفتح الواو وسكون الياء وكسر الفاء. وهما جبلان صغيران أحمران غير مرتفعين يقعان في الجهة الغربية من محافظة النبهانية وقرب جبل أبان لأسمر الملاصق لها وكأنهما هضبتان منه. أحدهما جهة الغرب والآخر جهة الشرق. وجبلي الكويفر مشهوران في المنطقة وخاصة عند أهل النبهانية ويسمونهما بالإفراد (جبل الكويفر) وقد يسمونهما بالجمع (الكويفرات) ويروون حول الجبل حكايات تتعلق بالجن لعلها من الخرافات التي تروى للتسلية. والجبلان بينهما وبين النبهانية حوالي كيلين تقريبا. الغربي يطلق عليه (الكبير) والشرقي يطلق عليه (الصغير).
يقع الجبل بين خطي طول وعرض (012    03    43)(032    050    25).
أما الحكايات التي تروى عن الجبل فيقول الناس بأن الجبل مسكون بطائفة من الجن ويسمعون أصواتا غريبة تصدر من الجبل خاصة في الليل كما يرون نارا تضئ من فوقه. ويقول العامة بأن الذي يصعد على الجبل ويصدر منه ضراطا فإن الجبل يهتزّ به بقوة حتى يسقط. ويقولون للإنسان الذي به مس من الجن أو يشكو من صداع مستمر في رأسه (فيه كويفر).
في الجبل كتابات ونقوش واضحة في الجانب الشمالي العلوي من الجبل الغربي شرق منطقة التعدين. والكتابة من الخط الكوفي الخالي من النقط. يقع ذلك بين خطي طول وعرض (0125    03    43)(032    050    25) ونص العبارة التي يقال لها طلب المغفرة (اللهم اغفر لموسى بن حميد ذنبه كله وارحم من قال آمين) وذكر العبودي والقهيدان (موسى بن جعفر) ولعل الصحيح كما يتبين لي في النقش بأنه (موسى بن حميد).
كذلك يوجد في الجانب الشرقي السفلي من الجبل نقش آخر مماثل للنقش السابق تعلوه رسم نجمة لها خمس زوايا تقع على إحداثية (015    03    43)(033    050    25). ولكن الأيدي الطائشة من العامة قامت بالعبث بتلك النقوش والكتابات وطمسها أو تحريفها ومرد ذلك الجهل بقيمتها العلمية.
كما شاهدنا في الجبل الغربي آثار منجم تعدين يبدو أنه منجم ذهب تم التنقيب فيه داخل الصخور من الجرانيت الأحمر والحجارة البيضاء الساطعة من الكوارتز التي تخالطها ألوان حمراء وصفراء وترى لامعة من بعيد خاصة عندما تسطع عليها أشعة الشمس. وترى أشكال المعادن من خلالها. وألوانها تميل إلى الأخضر والأصفر. ويروى بأن التعدين منذ العصر العباسي لأن العباسيين كانوا يهتمون بالتنقيب عن المعادن في منطقة الدرع العربي  وجبل الكويفر يقع داخلها. ولكن لا يوجد ما يدل على تاريخه. 
 وجبل الكويفر لم أجد له ذكرا في كتابات الجغرافيين القدماء ولم أجد له ذكرا في الشعر العربي. لكن المحدثون تحدثوا عنه بمعلومات قليلة. من ذلك العبودي في (معجم بلاد القصيم 5/2135) قال عنه بعدما ضبطه (ولم أجد لتسميته أصلا قديما إلا أن يكون من (الكوافر) التي ذكرها ياقوت وقال: الكوافر جمع كافرة، تأنيث الكافر من الكفر وهو التغطية موضع في شعر الشمّاخ) أ.هـ.
وأقول: هذا الكلام افتراضي فقط من العبودي، وقد يكون له معنى آخر.
وقال أيضا: أما الكتابة التي في الجبل فيدل شكلها على أنها من خطوط القرن الثاني الهجري لأنها كوفية قديمة خالية من النقط).
أما الباحث الأستاذ تركي القهيدان في كتابه (القصيم آثار وحضارة 3/609) فقد تحدث عن الجبل والنقوش الموجودة فيه وصورها وعرّف بها.
وفي الجانب الجنوبي تقريبا من جبل الكويفر يوجد جبيل صغير أحمر منفرد ملموم له رأس مرتفع  يسمى (جبل الصَّقْرَة) ويلفظ: بفتح الصاد المشدّدة وسكون القاف وفتح الراء مع تاء مربوطة أخيرة. ويقع على إحداثية(029    04    43)(059    045    25).
ينطق لفظه بفتح الصاد المشددة وسكون القاف وفتح الراء وهاء في آخره. يقع جنوب غرب جبل الكويفر وجنوب قرية تسمى باسمه. ويحتوي على أشكال ونقوش.     
زرت جبل الصقرة بعد جبل الكويفر وشاهدت النقش الموجود في الجهة الجنوبية الغربية العليا من الجبل  وهو على شكل الوعل له قرون طويلة معكوفة إلى الخلف وبجانبه شكل آخر مماثل طالته أيدي العابثين فأخفت معالمه. نقشت هذه النقوش على صخرة خشنة منحدرة. وفي موقع آخر قريب منه نقش رسوم حيوانات.
هذه بعض مشاهداتي في منطقة القصيم التي تزخر بالنقوش والكتابات القديمة التي تحكي حضارات لأمم قديمة استوطنت المنطقة فترة من الزمن ورحلت وخلّفت بعدها ما يدل على حضارتها.
                                  كتبه: عبدالله بن صالح العقيل. الرس
                                  aa.11000@hotmail.com

نقش دعاء في أعلى جبل الكويفر بجوار المنجم
رسم نجمة خماسية في جبل الكويفر مع الدعاء في الجهة الشرقية
النجمة المنقوشة في الجهة الشرقية من جبل الكويفر
الحجارة البيضاء التي تختلط بالمعادن في منجم جبل الكويفر

آثار منجم التعدين في جبل الكويفر
رسوم في جبل الصقرة على شكل وعل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق