الخميس، 3 أبريل 2014

المعالم الأثرية والتراثية في الرس.

المعالم الأثرية في محافظة الرس
1ـ نفق إبراهيم باشـــا.

هو الذي يحكي قصة البطولة التي أبداها أهل الرس عند حصار إبراهيم باشا لبلدتهم حيث أبدوا شجاعة وبسالة أعجزت القائد التركي عن احتلال الرس واضطر لعقد الصلح مع أهلها.
ويقع النفق حاليا في الجهة الجنوبية من البلدة القديمة بين بيوت الطين في منزل المواطن صالح بن منصور الضلعان غرب منزل الشيخ قرناس بن عبدالرحمن قديما. وفي الجهة الجنوبية من شارع الملك فيصل بالرس خلف المدرسة الثانوية للبنات. ولا يزال موجودا يحكي قصة بطولة أهل الرس وبسالتهم في الدفاع عنه بلدتهم وتحدي إبراهيم باشا في دخولها وهدم سورها المنيع حيث اعترف (بأنها قلعة منيعة).  
أما قصة حفر النفق فعندما وصل القائد التركي إبراهيم باشا مع جنوده وسلاحه إلى الرس في 25/8/1232هـ وحاصرها حتى يوم 12/12/1232هـ ( ثلاثة شهور وسبعة عشر يوما ) وضيّق عليهم الخناق فثبتوا وتصدوا له بقيادة الشيخ الفارس البطل قرناس بن عبد الرحمن. ثم أرسل إليهم الإمام عبدالله بن سعود من عنيزة مرابطة (دعم) فحاصرهم الترك أشد الحصار وتابعوا الحرب عليهم في الليل والنهار.
ويروى بأنه رمى السور في ليلة واحدة بثلاثة آلاف قذيفة لم تفلح في اختراق السور الذي يزيد عرضه عن (متر) تقريبا. الأمر الذي جعل مرافقو الباشا ينتقدونه في تصرفه هذا وهو يعلم مناعة السور وصعوبة اختراقه خاصة وهو محتاج لتلك القذائف للحرب في الدرعية.
ولما وجد الباشا نفسه عاجزا عن فتح الرس أراد أن يكيد لأهل الرس من أجل أن يأخذهم بالقوة والغدر وهذا نهجه في حصار البلدة.. حفر جنود الباشا تحت الأرض خندقا من الجهة الجنوبية من البلدة القديمة على بُعد (180) متر تقريبا بدأوه من جوار(حصاة بعيران) وعندما وصل الحفر إلى شعيب الحرمل أخذ التراب ينهلّ عليهم وعجزوا عن الاستمرار بالحفر ثم انتقلوا إلى الجهة الغربية من البلدة من مكان يسمى (الحنبوصي) بجوار بيت المواطن مبارك الطيّاح حاليا وكانوا يحفرون النفق ويحشونه بالبارود.
وفي إحدى الليالي ـ وكما يُروى ـ أن امرأة تسكن في بيت المواطن صالح بن منصور الضلعان وكانت تخيط أو تطحن سمعت صوت الجنود وهم يحفرون أسفل المنزل فبلّغوا الشيخ قرناس بذلك.. فلما علم بالحيلة التي بدأ الباشا يدبرها لتفجير السور قام بعمل فتحة صغيرة على النفق وأحضر قطّا وربط في ذيله قبسا من النار وأطلقه في الفتحة إلى داخل النفق فثار البارود فيمن داخل النفق وقتل مجموعة كبيرة من الجنود وأكل ما بداخله ويُروى بأن عدد القتلى من الأتراك في النفق (500) فرد. فاشتد غضب الباشا من هذا الفعل، ويُروى بأنه حفر حفرة بجوار مكان الحصار ودفن فيها من مات في النفق.
يقول الشاعر ـ أو الشاعرة ـ يصف نفق الباشا في الرس:
نشدتنا   عن  طول  دبل  المغازين        وعن عرضه ومبدأ مدخله بالتمام
تسعين بوع الطول ومن حدر بوعين       ويمشّي الرجال  الثلاثة  قيام
ومبداه بالحمبوصي اللي على يمين        مسنّد   للجو  شرق   الهدام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النفق الذي حفره إبراهيم باشا من أجل اقتحام الرس
النفق الذي حفره إبراهيم باشا من أجل اقتحام الرس



2ـ الجريـــف.

ويقع في الجهة  الجنوبية الغربية من الرس على شارع يسمى حاليا باسم (شارع الجريف) تصغير (جُرْف) وهو ربوة مرتفعة من الأرض تقع على إحداثية (836    51    25) (849    30    043) كان أهل الرس يصنعون فيه ملح البارود أثناء حروبهم مع من حولهم. وطريقة أهل الرس في صنع ملح البارود من الجريف: أنهم يحفرون حفرتين متجاورتين الأولى بعمق حوالي مترين والثانية بعمق ثلاثة أمتار مفتوحتين على بعضهما. ثم يضعون فيهما تربة من الصباخ الناعم يؤخذ من منطقة حصاة بعيران، ثم يضيفون له كمية وافية من جريد النخل ويسقونه بالماء لعدة أيام حتى تختلط التربة مع الجريد وتصير كأنها عجينة. ويتسرب الخليط من الحفرة العليا إلى الأخرى المجاورة  ثم يأخذونه ويضعونه  في أوعية كبيرة ويضاف له الفحم والرماد وقد يضاف له بعض المواد الأخرى فيقال له(مْحَيّل) كما جاء في شعر الشعراء. حتى يتحول لونه إلى السواد ويقوى، ثم يضعونه في البنادق للرمي. 
 ذكر شعراء الرس وغيرهم الجريف في الأشعار الحماسية للحرب. يقول الشاعر الكبير إبراهيم بن دخيل الخربوش شاعر الحرب بالرس مفتخرا بشجاعة قومه وذاكرا الجريف في قصيدته الحربية المشهورة التي بدأها بقوله:
ياذيب ياللي بالجذيبة تراعينا        يتنى العشا لين المناعير يرمونه
ثم يقول فيها:
والله ما جينا من الرس عانينا       إلا ندور الحرب يا للي  تدورونه
من يوم سرنا والمنايا تبارينا        واللي ورد حوض المنايا تعرفونه
معنا سلاح ننقله  في  يمانينا        ملح  الجريف  محيّل  له  يزلونه
كما قال الشاعر الخربوش أيضا يصف قصره في الرس:
بنيت لي قصر حصين معتلي         به كل ما يذكر وحيش  ينزلي
ثم قال:
الأنس حامينه عنهم لا يجونه        والذيب دون الجن ببابه يهذلي
حطيت به ملح الجريف ولا بتي         حماقة إلى جاء الملاقا تجهلي

وقال الشاعر سليمان الفتّال في ملح الجريف:
من زبنّا رقى روس  الرجوم         ما تجيه البيارق والخيام
نجني الملح من روس  الحزوم         معتّبينه  لحزّات  الزحام
وقالت الشاعرة رقية الصالحي من الرس:
جاء مهنا يقود الحرب  بخزامه      باغي الرس  والفزعات  يتلونه
يوم ثار الدخن والموت بسهامه            ثار ملح الجريف وشاف بعيونه
والمؤكد بأن كل أهل القصيم ـ وقد يكون غيرهم ـ يستفيدون من ملح الجريف  ويعبئون به أسلحتهم ليستخدمونه في حروبهم. يقول الشاعر علي الخياط من عنيزة:
لي بندق ترمي اللحم لو هو بعيد          ما دوّجت  بالسوق  مع دلاّلها
خمسٍ رصاصه  ستة أشبار تزيد           ملح  الجريف  محيّل  يعبا لها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ربوة الجريف التي تقع جنوب الرس ويصنع فيها أهل الرس ملح البارود من أجل تموين حروبهم بالذخيرة
ربوة الجريف التي تقع جنوب الرس ويصنع فيها أهل الرس ملح البارود من أجل تموين حروبهم بالذخيرة

3ـ مرقب الشنانـــة.

وهو الصرح الأثري الذي بقي شامخا بكل عزة وأَنَفه رغم تعاقب السنون عليه ورغم ما يلقاه من أيدي العابثين، فقد بقي رمزا من رموز البطولة والفداء يحكي قصة البطولة التي أبداها أهل الرس وقوة بأسهم في التصدي للعدوان وكان شاهدا على شجاعتهم وتضحيتهم بنفوسهم الغالية في الدفاع عن بلدتهم يحدوهم الأمل في العيش الرغيد والحياة الهانئة، فناصروا صقر الجزيرة الملك عبد العزيز رحمه الله وانتصروا لدينهم وهزموا المعتدي عبدالعزيز بن رشيد الذي حارب قيام دولة الحق والإيمان والعدل.
هذا البرج الشاهق الذي بناه رجل من البكيرية يدعى (فريح التميمي) بمساعدة رجال من أسرة الخليفة التي تسكن بلدة الشنانة في حدود عام 1211هـ ليكون متراسا لهم وقت الحرب، ويقع البرج على إحداثية(032     50     25)      (396     26     043).  
 وفي البرج سلالم توصل إلى أعلاه، وقد تعرض البرج لقصف مدفعي أثناء الحرب التي وقعت حوله، كما إن عوامل التعرية وبعض الأيدي الطائشة لها دور ثان في تخريبه. ويبلغ طوله حاليا (24,80) مترا، وقد قامت إدارة الآثار بوزارة المعارف عام 1399هـ بترميم البرج، ثم قاموا بترميمه مرة أخرى في الأعوام الأخيرة. وبعد أن تم ضم المناطق الأثرية تحت إشراف هيئة السياحة والآثار قامت الهيئة مشكورة بإصلاح البرج والمحافظة عليه وصيانته، وتقوم حاليا ببناء ملحق خاص في الجهة الشمالية من البرج ليكون مقرا للضيافة .
قال عنه عبدالله الرشيد (الرس ص125) { ويذكر أن الذي قام بنفقة البناء فهد السليمان بن خليفة وتولى بناءه مجموعة من الأهالي منهم محمد بن سالم بن ضويان) ومضى على البرج أكثر من قرنين من الزمان وهو يتحدى عوامل التعرية واعتداء البشر عليه.
وكان للبرج دور بطولي يشرح الصدر ويبهج النفس في مراقبة العدو والترصد له. ففي عام 1320هـ عندما قام الملك عبدالعزيز رحمه الله بمرحلة توحيد وضم مناطق الجزيرة العربية إلى حظيرة الدولة السعودية الثالثة وحارب عبدالعزيز بن متعب الرشيد في حرب الشنانة التي تسمى (معركة الوادي) حيث بدأت في بلدة الشناة عندما عسكر ابن رشيد فيها واعتدى على أهلها بالقتل والتعذيب وقطع كل نخيلهم وهدم منازلهم ودفن آبارهم ولكنه عجز عن هدم هذا البرج الشاهق المتين الذي يحكي قصة بطولية فذّة. وعندما ضيّق الملك البطل عبدالعزيز بن سعود الخناق على عبدالعزيز بن رشيد اضطره للهروب إلى المنطقة الشمالية من قرية قصر ابن عقيّل بينها وبين قصر البطّاح على الضفة الشمالية من وادي الرّمّة وأخذ يرمي تلك المنطقة بالمدافع فلم يفلح بالإضرار بها وعندما أعجزته الحيل. أغار عليه الملك عبدالعزيز وقواته الباسلة هزموه واضطروه للهرب وترك ما معه من ذخيرة وعتاد. وبذلك دخلت الرس وما حولها في حكم الدولة السعودية.
هذا وقد أوضحت بعاليه بأن بناؤه كان عام 1211هـ وهذا فيه رد على من قال بأنه بُني عام 1111هـ كما أود توضيح ما يلي:ـ
أ ـ إن فريح قام ببناء برج الرس عام 1232هـ عند حرب إبراهيم باشا ـ وذلك حسب ما ورد في الوثيقة التي كتبها الكاتب محمد بن إبراهيم الخربوش. فكيف يقوم فريح ببناء برج الرس عام 1232هـ وبناء برج الشنانة عام 1111هـ إذ بين التاريخين (121) سنة لذا فلم يثبت بأنه عاش كل الفترة المذكورة وهو بقوته ونشاطه ويكون لديه القدرة على العمل.
ب ـ ثبت فيما لا يدع مجالا للشك بموجب وثيقة موجودة لدينا كتبها الكاتب صالح بن عيسى بأن الخليفة بالشنانة جاء جدهم خليفة بن منيع البرادي إلى الرس ثم اشترى الشنانة من آل غيلان عام 1200هـ تقريبا، ولا شك بأن بناء البرج تم بعد هذا التاريخ ليكون متراسا لمن يعتدي على أملاكهم. 
ج ـ إن ما ذكر بأنه كُتب في أحد أدواره بُني عام 1111هـ فهذا قد يكون محرفا أو كُتب خطأ عند الترميم. وقد يكون العامل الفلبيني الذي يروى بأنه هو الذي قرأ الكتابة قد يكون أخطأ في القراءة.
لذا فإني أرى فيما لا يدع مجالا للشك بأن بناء هذا البرج تم في حدود تاريخ 1211هـ. أي قبل حرب أهل الرس مع إبراهيم باشا ببضع سنوات. وبعد شراء الخليفة للشنانة من آل غيلان.

صورة قديمة لبرج الشنانة قبل الترميم الحديث
صورة برج الشنانة بعد الترميم.






4ـ مملكة كندة في بطن عاقل.
استوطن بنو كندة في بطن عاقل فترة من الزمن ــ وكان إذا أطلق ذلك فهو يعني الرس ــ وكان يحكمهم حجر بن الحارث،آخر ملوك كندة في بطن عاقل. وبعدما استوطنه الحارث زمنا طويلا وكوّن فيه مملكة كبيرة وجمع أموالا كثيرة. أغار عليه بنو أسد فقتلوه وشردوا من بقي من قومه حتى الملك الضليل امرؤ القيس هام على وجهه هاربا من بطش بني أسد وهلك، وقد وثّق الشاعر لبيد بن ربيعة العامري تلك الحادثة بقوله:
والحارث الحراب خلى عاقلا        دار  أقام  بها  ولم   يتنقل
تجري خزائنه على من نابه         مجرى الفرات على فراض الجدول
كذلك قال عبيد بن الأبرص من بني أسد أبياتا في زوال ملك الحارث وهو ممن عاصر مُلك بني كندة وشاهد زوال مملكتهم:
فانظر إلى فيء ملك أنت تاركه            هل  ترسين  أواخيه   بأوتاد
اذهب إليك  فإني من بني  أسد     أهل القباب وأهل الجود  والنادي
ويوجد حاليا من بقايا مملكة كندة دلائل من الآثار والأحجار والنصوص الواضحة والمشاهدة حاليا بجوار بطن عاقل في الجهة الشرقية الجنوبية من الرس على إحداثية (452     50     25)(527     38     043) وتوحي هذه الكتابات والرسوم أن بطن عاقل والرس كانتا عامرتين بالحياة من حضارة بني كندة ثم حضارة بني أسد وفيهما من العمران والمزارع ما الله به عليم، كذلك يوجد حاليا بجوار الكتابة بئر ماء مطوية وقديمة طمرتها الأتربة، مما يدل على أنهما كانتا موردين هامين لتلك القبيلة التي كان لها الغلبة والسيطرة على القبائل الأخرى. وأخيرا رحل بنو منقذ من بني أسد من الرس إلى العراق بسبب الجدب وبحثا عن الكلأ لأنعامهم حالهم في ذلك حال أمثالهم من الأعراب الرحّل.
بقايا كتابات مملكة كندة في ديارهم في بطن عاقل، يدل على وجود حضارة قديمة
بقايا كتابات مملكة كندة في ديارهم في بطن عاقل، يدل على وجود حضارة قديمة
5ـ مَقْبَرَة الشُّهَدَاء.
وهي مقبرة تقع في الجهة الجنوبية من البلدة غرب المدرسة الثانوية للبنات، بجوار شارع الملك فيصل من الجنوب، حيث يروى بأن عدد رجال الرس الذين يحملون السلاح أثناء الحرب بين أهل الرس وإبراهيم باشا عام 1232هـ (300) رجل. استشهد منهم سبعون رجلا وتم دفنهم في تلك المقبرة الصغيرة وقد كانت داخل سور الرس أثناء الحرب.
وقامت بلدية الرس قبل عدة سنوات ببناء سور حولها لحفظها من العبث وهي على إحداثية رقم (904    51    25) (468    30    143) وهي حاليا تقع في حي قديم بين سكن العمالة الوافدة ولا يكاد يمر حولها أو يزورها أحد من الناس. وتحتاج لبعض الترميم ليتم العناية بها وحفظها من العبث.      
مقبرة الشهداء في الرس التي تقع في الجهة الجنوبية من شارع الملك فيصل.
6ـ آثار بْهَجِــــة.
تلك الآثار هي بقية من منازل ومزارع وآبار كان يملكها حمد وصالح أبنا محمد العوض وغيرهما وكانت قديما عامرة بالنخيل والثمار. وقد بيعت عدة مرات بموجب الوثائق الموجودة لدينا من قبل أهل الرس وأوقفت ورهنت، ولا تزال تلك الآثار الطينية موجودة في الجهة الغربية من الرس، وتحكي عصرا من الإنتاج الزراعي في البلدة. وهي على إحداثية (202     50     25)(465     29     43) وتحتوي على مجموعة من بيوت الطين التي كانت داخل المزارع.
من بقايا بهجة.
من بقايا مزارع بهجة.














7ـ قصر عَذْلِــة.
وهي منزل الوجيه (الباشا) صالح بن محسن بن عذل بناها لتكون منزلا له ولضيوفه، وتقع بين الرس والحجناوي، وباقية آثار المنازل حاليا. وقد كانت مقرا للضيافة لمن يفد إلى الرس من الوجهاء والضيوف، كما أن الملك عبد العزيز نزلها عندما قدم لحرب ابن رشيد في الشنانة. والمنازل باقية حتى الآن وقام أحد المواطن/ سليمان بن محمد الدبيان من الرس في عام 1429هـ بترميم القصر بالطين بأمر من أبناء وأحفاد الوجيه صالح بن عذل.  
قصر عذله في الرس قبل الترميم.

قصر عذله في الرس قبل الترميم.


























8ـ آثار الرّوَيْضَـــة.
وهي منازل طينية وأطلال بئر ماء قديمة ومقصورة تدل على بقايا سور قديم. تقع في الجهة الشمالية من البلدة على بعد (كيلا) فقط على ضفة وادي الرمة الجنوبية قبل أن يصل الوادي إلى الرس، ومنهم من يسميها (الرويضات) بصيغة الجمع. والرويضة تعني لبلدة الرس حضارة زراعية كانت تؤمّن التمور والخضروات والفواكة والأعلاف لأهل الرس، وتم الاعتداء عليها وإحراق نخيل البلدة وهدم منازلها. وقد بيعت تلك المنازل والمزارع عدة مرات بموجب الوثائق المتوفرة لدينا. وتقع على إحداثية (597    53    25)(996    27    43).
وملخص غزوة الرويضة: كما ذكر ابن بشر (عنوان المجد 1/184) أن عسكر الترك في الحناكية ساروا إلى القصيم بأمر أحمد طوسون فأطاعهم أهل الخبراء والرس فدخلوهما واستولوا على ما حولهما من القصور والمزارع بينما ثبتت بقية بلدان القصيم وحاربوا الترك، فلما بلغ ذلك عبد الله بن سعود استنفر جميع المسلمين من أهل الجبل والقصيم ووادي الدواسر والأحساء وعمان ومابين ذلك من نواحي نجد، فخرج من الدرعية في بداية جمادى الأولى 1230هـ واجتمع المسلمون عليه ونزل المذنب ثم رحل منها ونزل الرويضة المعروفة فوق الرس فقطع منها نخيلا ودمرها وأهلك غالب زرعها وأقام عليها يومين.
وورد في كتاب (الدرر المفاخر) للشيخ محمد البسام التميمي النجدي المتوفى عام 1246هـ (ص 91) في معرض حديثه عن بلدان القصيم ما يلي {وأما المدائن وأشجارها فأوجدها أشجار النخيل التي لم يحاكها مشرقا أو مغربا، ولما قدمها العزيز وخالفوا أمره وأنكروا طاعته، أمر عساكره بقطع النخيل لعلمه أنهم لا يطيقون الصبر دونها، فالذي قطع من الرس خمسون ألف نخلة، وعلى النخلة الواحدة رجالين أو أطول حتى لم يبق من عسكره من لم يجهد في قطع النخيل لزيادة الطمع، وقلة التعب. قال المؤلف: حدثني بعض الحاضرين وقايعهم أن الرجل يقطع في الساعة الواحدة إلى ثمان نخلات، وسبب ذلك أنهم متأهبين لها بآلات من الحديد يطعنها به فيدخل في جذعها شبرا فيرتكي عليه بصدره، ويستدير به عليها ويأخذه منها فإذا حركها النسيم قليلا نزلت}.
أقول: إذا كان القول السابق صحيحا فلاشك بأنه كان يقصد بالعزيز عزيز مصر(طوسون باشا) لأنه هو الذي أغار على الرس في حدود هذا التاريخ ونزل بالرويضة وكانت مشهورة آنذاك بمزارع النخيل وهو الذي أمر رجاله بقطع نخيلها انتقاما من أهل الرس وهذا حال الحروب.

    
9ـ بقايا مقصورة سور الرس.
وهي (مقصورة باب الأمير) آخر ما بقي من سور الرس القديم، وتقع شرق البلدة القديمة. وقد يكون من المؤكد أنها من السور الثالث للبلدة وهو الأخير. وهذه المقصورة تجاور منزل أمير الرس عساف الحسين رحمه الله، لذلك سميت (مقصورة باب الأمير) وتقع على (شعيب الخر) مباشرة. وهي باقية حاليا تحكي قصة البطولة والشجاعة لأهل الرس أثناء تصديهم لجيش إبراهيم باشا. وهي مبنية من عروق الطين وتشاهد عرض البناء فيها من خلال ما بقي من السور. كما يلاحظ السورين الذين ذكرهما إبراهيم بن محمد علي باشا في خطاب له بعثه إلى والده في مصر وذكر (أسوار قلعة الرس) وأن القلعة ذات متانة زائدة وهو مكوّن من عدة طبقات. والمقصورة كانت تصارع الشمس والرياح والأمطار وغيرها من عوامل التعرية. وقام أحد المواطنين بعمل بوابة جديدة خارج المقصورة القديمة وأخفى الشكل القديم لها.   
مقصورة باب الأمير في الرس، آخر ما بقي من سور الرس.
صورة أخرى لمقصورة باب الأمير في الرس، ويرى إلى اليمين بقية من السور.
صورتان لمقصورة أخرى باقية من السور القديم تقع داخل منزل من الطين.










10ـ آثار البِطَـــاح.
وهي بقايا منازل من الطين التي تقع في قرية البطاح القديمة، وهي بلدة صغيرة تقع جنوب غرب الرس على بعد (20كيلا) مجاورة لقرية الرسيس من جهة الجنوب. وكانت من ديار بني أسد.
والبطاح تحكي قصة حرب الردّة بين القائد الإسلامي خالد بن الوليد عندما أغار على مالك بن نويرة قائد المرتدين ومن معه أفراد من القبائل القريبة من الرس في عهد الخليفة أبي بكر الصدّيق بعد انتقال نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى.
وملخص يوم البطاح: أنه عندما انتقل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى في العام الحادي عشر من الهجرة ارتد بعض العرب ومنعوا الزكاة وأبوا أن يدفعوها لأبي بكر وكان في البطاح مالك بن نويرة وقومه من بني يربوع من تميم ممن منع الزكاة. ثم إن سَجَاح بنت الحارث التميمية قدمت إليه تحرّضه على غزو المدينة والموادعة، فوادعها مالك ولكن صدّها عن غزو المدينة، ثم اجتمعت مع مالك بن نويرة ووكيع بن مالك وحاربوا الرباب وقُتل من الجانبين خلق كثير، ثم إنهم تصالحوا بعدها وعاد السلام لبني تميم. ودفعوا الزكاة إلى خالد بن الوليد عدا مالك بن نويرة فقد منعها وتحصّن في البطاح. ولما علم خالد بأمره سار بمن معه من المهاجرين والأنصار إلى البطاح فلم يجدوا فيها أحدا وكان مالك حين اضطرب عليه أمره قد فرّقهم في أموالهم ونهاهم عن الاجتماع ورجع هو إلى منزله. ثم بثّ خالد السرايا بالبطاح وأمرهم بداعية الإسلام وأن يأتوه بكل من لم يُجب، وأن يقتلوه إن امتنع. فجاءوه بمالك بن نويرة  في نفر من قومه بني يربوع فحبسهم خالد حتى ينظر في أمرهم في الصباح، وكان الليل باردا فنادى خالد : أن (دفّئُوا أسراكم) وكانت في لغة كنانة تعني القتل، وكان الحرّاس من بني كنانة فقتلوا من بالسجن جميعهم ولما سمع خالد الصّراخ وقد أبادوهم جميعا قال(إذا أراد الله أمرا أصابه) ثم قفل خالد راجعا إلى المدينة، وقدم مُتَمِّم بن نويرة أخ مالك المدينة على أبي بكر الصديق ورثى أخاه وأخذ الدية.     
بقايا آثار بيوت الطين في البطاح.
بقايا آثار بيوت الطين في البطاح.
بقايا آثار بئر الماء  في البطاح.
                                                                            





















 11ـ حصن الجندليـة.
والجندلية: هي نخيل ومزارع واقعة غرب الرس قريبة منها وسميت بذلك: نسبة إلى الجندل (جندل الوطاة) وهو أماكن صخرية غير مرتفعة تقع غرب الرس.
وقد أورد عبدالله الرشيد في كتابه (الرس ص36) الحصار الذي وقع لحصن الجندلية نقله من كتاب تذكرة أولي النهى والعرفان وملخصه: ومن جماعة من أهل الرس أن خيلا لابن رشيد أغارت على مزارع الرويضة الواقعة شمال الرس فقدم رجل من أهل الرويضة إلى الرس وصاح بأهلها يطلب النجدة من خيل ابن رشيد فقام القائد ناصر بن خالد بن عبدالعزيز الرشيد ومعه عشرون رجلا من الرس لنجدتهم ولكن أمير الرس آنذاك صالح بن عبد العزيز الرشيد حاول منعهم خوفا عليهم من قوة ابن رشيد فلم يوافقوا فلما دخلوا حصن الجندلية علم بهم قائد ابن رشيد فحاصرهم من الصباح حتى بعد العصر، ثم إن أهل الرس قتلوا من رجال ابن رشيد عددا كثيرا فطلب منهم قائد ابن رشيد أن ينزلوا بعهد الله ثم بعهد ابن رشيد، فتشاوروا بأن يبقوا حتى الليل ثم ينزلوا خفية ويهربوا إلى الرس ويسلموا من بطش عدوهم ولكن القائد ناصر الخالد أصرّ على النزول ومعه أحد عشر رجلا من جماعته فغدر بهم قائد ابن رشيد وقتلهم جميعا. وهم: ناصر بن خالد الرشيد. وعيال مجمول. وعلي بن منصور الخليوي. ومنيع الصالح. والحميدي. وسوهج. وخيّال. ومطلق الحناكي . وإبراهيم الطاسان. وهزّاع. وسليمان الهزّاع . أما البقية وعددهم سبعة رجال بقوا في القلعة ولما غشاهم الليل جاء تركي بن راشد الدبيان وفَتَل لهم حبلا من عمائمهم وسراويلهم ونزلوا وهربوا إلى الرس وهم: سالمين. وسلمان الحناكي. وسليمان الرشيد. والمسعودي. ومحمد بن منصور الخليوي. وعلي بن عبدالعزيز العقيلي. وعبدالله الصالح.    


































12ـ آثار الشنانـة.
والشنانة: بلدة صغيرة تقع في الجهة الغربية من الرس، وهي من القرى المهمة آنذاك في زراعة النخيل والخضروات. وبرجها المرتفع يدل على ما بلغته البلدة من القوة والصمود في الماضي. أغار عليها عبد العزيز بن رشيد عند الحرب بينه وبين الملك عبد العزيز عام 1320هـ، وآثارها الموجودة هي بقايا تلك البلدة التي دمرها جيش عبد العزيز بن رشيد حيث قام جنده بهدم المنازل وقطع النخيل وهدم جزء من البرج، ويشاهد حاليا من تلك الآثار بقايا سور الشنانة وبقية من مقصورة السور كذلك بعض المنازل التي كان يسكنها أهل الشنانة وبقية من المساجد وبعض الآبار المتهدمة والتي كان الأهالي يجلبون منها الماء لمزارعهم ومنازلهم. وتقع بقايا المنازل والبرج على إحداثية (032    50    15)    (396    26    43). 
وقعت فيها معركة ضارية بين الملك عبد العزيز وعبد العزيز بن رشيد رحمهما الله أيام تأسيس المملكة في: 18/7/1322هـ الموافق: 27/9/1904م واشتهرت لدى الكتّاب بهذا الاسم وإن كانت لم تدر رحاها في تلك البلدة ولكن البداية كانت منها.
وملخصها: بعدما انتهت معركة البكيرية بانتصار الملك عبد العزيز وهزيمة ابن رشيد ارتحل ابن رشيد من الخبراء إلى الشنانة واتخذها معسكرا لجنده ووصل الملك عبد العزيز إلى الرس واتخذها مركزا له. وبقي الفريقان في موقعهما حوالي شهرين يراوح كل منهما الآخر ويحدث بينهما إطلاق نار قليل بالبنادق بين الحين والآخر وطراد خيل محدود، ولكن مع طول الوقت بدأ الملل يدب في صفوف الفريقين خاصة بين القبائل البدوية الذين يرغبون حسم المواقف العسكرية بسرعة حتى يعودوا إلى مراعيهم وشؤونهم الخاصة، وقد أدرك الملك عبد العزيز ذلك فأرسل فهد الرشودي وهو من وجهاء بريدة إلى ابن رشيد يعرض عليه قيام هدنة بينهما لكن ابن رشيد ظن أن ذلك ضعف في جيش الملك عبد العزيز فسخر منه وهددهم بالبطش بهم فكان ذلك مما زاد الحماس في أتباع الملك عبد العزيز ضد ابن رشيد، وبعد أيام من رفضه الهدنة أتى إليه زعماء القبائل الذين معه وقالوا له: إن غنمنا كادت تنتهي وإبلنا وخيلنا تنقص يوميا وقواتنا شحيحة واضطر الجنود إلى قطع النخيل وأكل جمّارها ثم إن قوتنا ضعيفة أمام الملك عبد العزيز، كذلك فإن جلب المؤن من العراق معرّض للخطر من خصومنا أما ابن سعود فيعتمد على إنتاج بلدانه التي هو فيها ولابد من أن نناجز خصومنا أو نرحل. فاختار ابن رشيد الرحيل وقام بقطع نخيل الشنانة وهدم منازلها وبدأت باديته الرحيل من الشنانة قبله ولما بدأ هو وحاضرته وجيشه النظامي بالرحيل فاجأهم الملك عبد العزيز وأتباعه بالهجوم وتقاتلوا في بداية النهار، وفي اليوم التالي رحل ابن رشيد إلى قصر ابن عقيّل وأخذ يضربه بنيران المدافع ولما علم الملك عبد العزيز بذلك انطلق مع جيشه إلى هناك ودخلوا القصر ليلا، ولما تبين لابن رشيد عدم قدرته على المقاومة شد رحاله عنه راحلا ثم هجم عليه الملك عبد العزيز واشتد القتال بين الفريقين وانهزم ابن رشيد وقواته النظامية مخلفين وراءهم كمية كبيرة من المدافع والأسلحة والمؤن العسكرية وصناديق الذهب.
وبهذا المعركة الضارية الحاسمة برز من نتائجها: حصول الملك عبد العزيز وأتباعه على غنائم كثيرة، وتفكك جبهة خصمه، وحصول الخلاف بينه وبين حلفائه العثمانيين الذين لم يخوضوا معركة بعدها ضد الملك عبد العزيز.
وقد وجدت ضمن كتابات العم محمد بن إبراهيم الخربوش (وثيقة رقم 45) قولا عن حرب الشنانة وهزيمة ابن رشيد في عام 1322هـ نورده فيما يلي بشئ من التعديل ( أمر الملك عبد العزيز الجنود أن يخرجوا في طلب عبد العزيز بن متعب بن رشيد يوم يرتحل من منزله في الشنانة يريد الهرب من شدة ما نزل به وبجنوده من اليأس والجوع والمرض ونزل في الوادي عند قصر ابن عقيل أمر الملك عبد العزيز جنوده عامة أن يخرجوا بطلبه وأمر رجاله بالأمر على أهل الدكاكين في بلد الرس من كان عنده فشك ـ أي ذخيرة ـ يأخذه ويكتب اسمه وأخذ ما وجد .. وبعد مدة أرسل الملك لأهل الحقوق وأعطاهم.. ولما خرج الجنود بطلب ابن رشيد نزل وبات بالوادي وكان أهل الرس بهم حقد شديد على ابن رشيد بسبب فتك رجالهم بالجندلية بأربعين رجلا من أهل الرس مع أميـرهم ناصر بن خالد بن رشيد فلم يطيق أهل الرس إلا أن رابطوا على ابن رشيد في الليل خوفا من أن يهرب ولم يأخذوا ثأرهم منه، فلما أصبح نادى في الرحيل فلم يطيق أهل الرس الصبر فحلوا عليه حلة رجل واحد من قلب واحد حزين لأخذ ثأرهم وأخذوا نصف النهار فاقتفوا أثرهم أهل بريدة وباقي أهل القصيم خرجوا من القصر مددا لهم فأمر الله بالهزيمة على ابن رشيد وانهزم هزيمة عظيمة وأخذوا جميع ما معه وذبحوا ناس كثيرين ومعهم جنود من الدولة العثمانية ولم يخرج معه من جميع جنوده ورجاله إلا القليل وكل شئ بقضاء الله وقدره وذلك في سنة 1322هـ).
أقول: وهذه القصة تدل دلالة واضحة على أن عبد العزيز بن رشيد لقي من أهل الرس في حرب الشنانة هزيمة منكرة هرب منها بنفسه وقُتل جمع كبير من رجاله وجنود الدولة العثمانية وغنم جنود الملك عبد العزيز منهم غنائم كثيرة، وبعد تلك الهزيمة لم تقم لابن رشيد قائمة وانقطع عن محاربة الدولة السعودية واستقر الأمن في بلدان القصيم ودخلت تحت لواء صقر الجزيرة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله.
وقد سجّل الشعراء تلك المعركة في أشعارهم، قال العوني:
بالرس خيّم فوق تسعين ليلة         واستحسن الراضة لتدبير حيلة
به صد أبو متعب وضيع دليله       وإن اشتهى الطيره شبكناه ما طار
ثلاثة أشهر ما خفي بينهنه          والخيل  تكضم   بيننا  بالأعنه
والكون حتم صار فرض وسنه       ما زل  يوم ما للقهر بيننا ثار                     
كما قال الشاعر خالد الفرج في وقعة الشنانة:
ومضى ابن الرشيد نحو الشنانة            جامعا  في  ربوعها  أعوانـه
مفرغا  كل  ما له  في  الكنانة            وعلى الرس حيث ألقى جيرانه
                   سئم الكل قومه ومكانه.
                                     كتبه: عبد الله بن صالح العقيل
                                               الرس.










13ـ المدرسة العسكرية.
من خلال المواقف المشهورة والشجاعة لأهل الرس وحبهم للحرب وبطولتهم في الدفاع عن بلدتهم فقد قامت الحكومة الرشيدة آنذاك بافتتاح المدرسة العسكرية بالرس لتحقيق رغبة أهل الرس في انخراط أبنائهم في الحياة العسكرية لغرض إحياء البطولات التي يتميز بها آباؤهم، ويشاركوا في الدفاع عن بلادهم. وهذا ما حصل إذ نجد أن أكثر أبناء الرس يعملون في المجالات العسكرية. وبقي حاليا من مبنى المدرسة العسكرية أطلال من الطين على إحداثية (808    49    25)(164    30    043). 
تأسست المدرسة العسكرية بالرس في شهر شوال عام 1374وتفضّل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران آنذاك بافتتاح المدرسة في شهر ربيع الأول من عام 1375هـ. كما شرّف الحفل الذي أعده أهل الرس بهذه المناسبة وحضره أمير مقاطعة القصيم وأمراء المدن والقرى والهجر، كما تفضّل بتوزيع الجوائز على المتفوقين من منسوبي المدرسة.
ذكر المؤرخ إبراهيم بن عبيد ( تذكرة أولي النهى 5/125) عن هذا الحفل بعنوان (حفل يقام بمدينة الرس من أعمال القصيم) فقال (ففيها ـ سنة 1375هـ خرج الأهالي لاستقبال وزير الدفاع مشعل بن عبدالعزيز وكان قدومه لفتح المدرسة العسكرية بالرس حيث أقيم هناك مهرجان ثقافي واحتفال وحضر لذلك وجهاء القصيم وعلى رأسهم وكيل الإمارة محمد بن صغير وخالد بن سليم وعبدالله بن سليم والأمراء ثم أنه تبارى الخطباء بالخطب وبعد انتهاء الحفل تكرم الوزير فأهدى إلى كل من في المدرسة ساعة أو قلما ولقد حضر وجهاء العاصمة بريدة لاستقبال القائد وزير الدفاع وتقديم الدعوة لزيارة بريدة وإعادة فتح المدرسة العسكرية فيها وكان سبق أن أغلقت لوقوعها وسط المدينة فلقوا من سموه كل عطف وترحيب ووعدهم بعمل ما يلزم نحو إعادة فتح المدرسة العسكرية في بريدة، ونحن نشير إلى مهمة وهي إنما تنهض البلاد بأهلها فقد كان في الرس حمد المالك الرجل المواطن .. وقد أقام للوزير أمير الرس وآمر المطار فيها حفلتي شاي ثم التمس منه أهالي الرس توسيع المطار فيها وتأسيس مستشفى عسكري فوعد بذلك ثم إنه غادر الرس إلى مدينة الخبراء).  
 تقبل المدرسة العسكرية للدراسة فيها الطلاب الحاصلين على شهادة الصف الثالث الابتدائي، وتقوم بتنمية حصيلتهم الدراسية بالمواد النظرية وفقا للبرنامج المّعدّ من قبل وزارة المعارف بجانب التدريب العسكري الذي يؤهله للعمل بالقطاع العسكري بعد التخرج، ويمكن قبول المتقدم للدراسة بالمدرسة في جميع الأوقات إذا توفرت فيه شروط القبول.
في شوال 1374هـ وصل سعادة قائد المدرسة آنذاك النقيب سليمان بن علي الماضي إلى مدينة الرس وأخذ بالحث عن مقر للمدرسة بمساعدة الوجيه حمد ابن منصور المالك وبعض أعيان الرس فوقع الاختيار على منزل أمير الرس حسين العساف ليكون مقرا للمدرسة ويقع جهة الشرق من المدينة بخمسة أكيال حيث يتوفر فيه بئر ماء وميادين واسعة للتدريب ودورات للمياه ومكاتب وفصول دراسية واسعة ومضاجع للطلاب ومستودعات كافيه. وتقبل المدرسة العسكرية للدراسة فيها من يحملون شهادة الصف الثالث الابتدائي، ويدرسون فيها لمدة عامين دراسيين في العلوم العسكرية والتدريب مع ما يدرسونه من مواد نظرية عامة موافقة للمواد التي تقررها وزارة المعارف، يتم بعدها تأهيلهم للحياة العسكرية في قطاعاتها المختلفة.
ويحصل الطالب في المدرسة على راتب شهري قدره (100) مائة ريال، وتؤمن لهم الإعاشة والسكن داخل المدرسة. وكان متعهد الإعاشة فيها المواطن سليمان ابن عبدالله الخليوي.
وتم تعيين مجموعة من الموظفين والمراقبين والمرشدين وإماما للمسجد ممن تحتاجهم المدرسة لتنظيم أعمالها في النواحي الدينية والعسكرية والمدنية وهم
قائد المدرسة: النقيب/ سليمان بن علي الماضي.
مساعد قائد المدرسة: ملازم/ محمد بن عبدالعزيز الطريفي.
المدربون، وهم الذين يتولون التدريب العسكري للطلاب على برتبة صف ضابط، وهم:عبدالعزيز بن عبدالله الخليوي ـ خلف بن محمد الوقيت ـ محمد بن سليمان الحمدان ـ ناصر الأسمري.
المراقبون:ـ ويقومون بالإشراف على طلاب المدرسة ومراقبتهم في جميع الأوقات سواء في الفترة الصباحية أو الفترة المسائية، وهم: موسى بن ابراهيم الطاسان ـ صالح بن علي الماضي ـ سليمان بن محمد بن منيع الخليفة.

المعلمون:ـ ويقومون بتدريس المواد النظرية المماثلة لمنهج وزارة المعارف لغرض تثقيفهم وتربيتهم بجانب التدريب العسكري، وهم مجموعة من  المتعاقدين غير السعوديين.

مأمور المستودع والإعاشة:ـ ابراهيم بن عبدالله الغذامي (من عنيزة).
المحاسب:ـ عبدالله بن محمد الدوسري (من عنيزة) .
الموظفون:ـ عبدالله بن منصور المجيدل (كاتب ـ من الرس) حمد الشنيبر (كاتب ـ من اوشيقر) سليمان السمري (رئيس الأيدي العاملة ـمن الرس)عبدالله البرّاك (من الرس) عمر بن جاسر البلطان (نجّار ـ من الرس) عبدالرحمن بن سعد الدحيم (خادم ـ من الرس).
كما درس في المدرسة العسكرية بالرس مجموعة كبيرة من الطلاب لم يكمل بعضهم الدراسة بالكلية، أما البعض الآخر فقد وصلوا إلى رتب عسكرية كبيرة في الدولة بعضهم تقاعد منها والبعض الآخر لا يزال يقوم بخدمة الوطن الغالي.منهم: علي بن محمد الخليفة ـ حسين بن عبدالرحمن العذل ـ ابراهيم العمرو ـ محمد الربيعان ـ سليمان الربيعان ـ سعد بن حمـد المالك ـ خالد بن حمد المالك ـ علي بن عسّاف السعيد ـ عبدالله بن حسين الخربوش ـ محمد بن حسين العسّاف  ـ صالح بن سليمان العلولاء ـ عبدالله بن صالح الجربوع ـ محمد السباطي ـ علي بن عبدالله الغفيلي ـ حميد بن محمد الحميد ـ عبدالرحمن بن عبدالله الدهلاوي ـ علي الخليوي ـ متعب بن بجاد الحربي ـ سرور بن محمد الزغيبي  ـ عبّود بن نافع الحربي ـ ركيّان بن طليحان الحربي ـ دابس بن علي الحربي ـ حسين بن سيف الغفيلي ـ صالح بن هليّل الحربي.



















14ـ مرقب الرس القديم.
وهو الذي يقع بجوار منارة المسجد الداخلي مربع الشكل يتكون من عشرة مرامل (أدوار) والذي بناه قبل عام 1232هـ أي قبل حرب إبراهيم باشا رجلٌ مشهور بالبناء يسمى(فريح) من البكيرية بمساعدة جماعة من الرس من طينة الوادي المخلوطة بالتبن، ويُشاهد الرقيبة المعتدي على البلدة من فوق المرقب على مسافة خمسين كيلو متر من جميع الجهات، وكان ارتفاع المرقب حوالي(40 مترا) وهو واسع من الأسفل ثم يضيق كلما ارتفع، وقد هدم جيش إبراهيم باشا من المرقب ستة أدوار. وعندما أرادت البلدية تأسيس شارع وسط البلدة القديمة عام 1396هـ هدمت باقي المرقب. 


15ـ منازل القَوْعِي القديمة.
القَوْعِي: ينطق بفتح القاف وإسكان الواو وكسر العين بعدها ياء أخيرة. هي بلدة صغيرة تقع على شعيب مشهور يسمى (شعيب القرعي) في الجهة الغربية من محافظة الرس. وبينهما حوالي (30) كيلا. كما أنها قريبة من مركز قصر ابن عقيّل جهة الجنوب الغربي ومركز الشنانة جهة الغرب. والقرية مهجورة حاليا لم يبق فيها سوى أطلال بعض المنازل المتهدمة والمزارع القديمة وبقايا المسجد القديم الذي كان يصلي فيه المطوّع ابن دخيّل. ويقوم الأخ محمد بن صالح العوفي حاليا بإعادة بناء المسجد. أما أهلها فقد تركوها فمنهم من توفاه الله ومنهم من سكن الرس.
قال فيها محمد العوني في أحداث عبدالعزيز بن رشيد بعد وقعة البكيرية:
يوم الله أمر به وتمم حسابه        أصخى  لنا  بالعز  وأسرع  ذهابه
عمّر شديده يوم ربي دعا به        رحل من القوعي يبي دفع الأشرار
وقال في تلك الأحداث الشاعر إبراهيم المرزوقي:
ابن  رشيد   مجنّد   بجنوده        حضر وبدو وعسكر الصلطان
بنى خيام الحرب دون القوعي      عزّل جموعه وأشعل  النيران
وقد زارتها شاعر تسمى(العامرية ـ أم محمد) فلم تجد سوى أطلالا قضت عليها عوامل التعرية فتذكرت مرابع الصبا فقالت قصيدة منها:
يا مسجد القوعي عليك الدهر جار         وين الجماعة وين صوت المصلين
تفرقوا  وأصبحت  بإعداد  الآثار          وبدا  الدمار  يدب  بجدارك  الطين
خرايب من حولك يمين ويسار             البوم  يسكنها   ولا به   بساتين





كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل
                 الـــرس

هناك تعليقان (2):

  1. هذا الكاتب اخطأ حبنما وصف موثع بن رشيد بالخبراء بعد قال انتهت معرمة البكرية بنتصار عبد العزيز . لم يعلم ان بن رشيد استولى عللا البكريه ثم حاصر الخبراء يريد استسلانها شهرا ولما وصل الملك عبد العزيز الى قرب البكريه فر بن رشيد نت موقعه لحصار الخبراء اللشنانه زوحينها نول عبد العزبز منول فيصل بن تركى قبله بالخبراء قبل ان يتجه نحو ابن رشيد بالشنانه

    ردحذف
  2. الحاق لتصحيح الاخطاء المطبعية .( موثع- موقع) ( عللا - على ) ( فر بن رشيد نت= من ) ( زوحينه- وحينها نزل عبدالعزيز منزل فيصل بن تركي قبله بالدولة السعودية الثانية )

    ردحذف