مرت على الجزيرة العربية مجموعة من الحضارات العربية التي سادت فترة من الزمن ثم انقرضت وتلتها حضارات أخرى استوطنت في الجزيرة وحصل بينها وبين من جاورها من الأمم بعض الحروب والأيام المشهورة، التي خلدها التاريخ وسجلها لنا، من تلك الأمم والحضارات التي استوطنت في الجزيرة العربية مثل: عاد وثمود وسبأ وتدمر وكندة وغيرها من الأمم التي سادت فترة من الزمن وتعرضت لعدد من الحروب التي أبادتها ودمرت مساكنها وفرقت جموعها.
جميع تلك الحضارات التي مرت على الجزيرة العربية خلدها التاريخ وذكرتها الكتب، ويوجد في بعض المواقع ما يدل على إن تلك الأمم كان لها حضارة ومرت عليها حروب وقد قام بعض الأفراد من تلك الأمم بتسجيل ما يدل عليها في بعض الكتابات والرسوم والنقوش. وأرى كما يرى غيري من الباحثين بأن الجبال هي أكثر المواقع التي يوجد بها كتابات لأنها مسارح الحروب وموطن المعارك مثل ما حصل من معارك وأيام في جبل خزاز وجبل طخفة وغيرهما من المواقع.
وأثناء رحلة بتاريخ 25/7/1419ه الى جبل سواج الذي يقع في المنطقة الجنوبية من محافظة الرس اطلعت على مجموعة من الرسومات والكتابات التي تدل على وجود حضارة استقرت في هذا الجبل، ولاشك بأن تلك الكتابات تحكي قصة حروب دارت بين تلك الامم وما جاورها من الأمم الأخرى.
أما جبل سواج فسوف أتحدث عنه قليلاً: هو من جبال حمى ضرية ويسمى (سواج الحمى) كما يسمى (سواج طخفة) لوقوعه مجاوراً لجبل ظخفة المشهور من الشمال ويسمى سواج التناءة والتناءة اسم لهجرة الشبيكية التي تقع أسفل الجبل، كما يسمى (سواج الخيل) لأن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما حمى منطقة ضرية لتكون مقراً لإبل الصدقة أمر بأن يكون جبل سواج مكانا للخيل التي ترد من الصدقة. ويبعد الجبل عن محافظة الرس (85) كيلا في الجهة الجنوبية منها.
يقع الجبل بين خطي عرض (85،42 11 25) وطول 00 16 43) ويرتفع عن مستوى سطح البحر (1254) متراً.
والجبل يقع بين مجموعة من الجبال والهجر منها: من الشمال: النايع والنويع والمداري. ومن الجنوب: لعيبيبة وجضالا. ومن الشرق: المصعوكة. ومن الغرب هجرة فياضة وابرق العمالة.
وسواج جبل لغني من باهلة، وهو مقر تلك القبيلة في الجاهلية والاسلام، ولايزال بقية منهم يسكنون بعض القرى المجاورة منه مثل نفي والأثلة. وفي الوقت الحاضر يقطنه الذوبة من حرب خاصة في هجرة الشبيكية.وهو جبل مشهور قديما وحديثا يمر به طريق حاج البصرة إلى مكة المكرمة.
ويتخذ منه سكان منطقة القصيم منزلاً لرحلاتهم ونزهتهم ومتعتهم وكثيراً ما تغنى به الشعراء قديما وحديثاً.
أما الكتابات والرسوم التي شاهدناها في جبل سواج فهي توجد في إحدى الهضاب المرتفعة في وسط الجبل وتلك الكتابات تدل على استيطان بعض القبائل في الجبل وقد كتبت في مكان مرتفع وواضح يراه المشاهد من بعيد وفي اتجاه الجنوب ويبدو بأن وضعه مخالف للجهة الشمالية حتى لا يتعرض لعوامل التعرية التي تهب من الشمال.
وعندما نحاول قراءة تلك الكتابات والرسوم فهي تحتوي على بعض الرموز على شكل حروف لاتينية وعلامات حسابية وكذلك رسومات لحيوانات على شكل جمال وخيول كالتالي:
أقول: إن تلك الأشكال لاشك إذا كانت قديمة بأن لها معاني لدى من كتبها، فقد تمثل رموزا للديانات عندهم حيث كانوا يعبدون الحيوانات أو بعض المخلوقات، أو قد تكون رموزاً للآلهة التي يعبدونها، سواء دلالة على اسمها أو شكلها وهي دعوة إلى المهتمين بمثل تلك الرسوم والكتابات من الباحثين بأن يزوروا جبل سواج ليطلعوا عليها ويدرسونها لعل فيها ما يفيد في الكشف عن بعض الحضارات التي كانت تقطن في تلك النواحي من مملكتنا الغالية، كذلك البحث فيما حول تلك المنطقة من جبال وهجر قديمة قد تدل على وجود بعض الحضارات أو الاستيطان سواء قديمة أو حديثة مثل قبيلة بني أسد وغطفان وفزارة وبني عبس وغيرها.
عبد الله بن صالح العقيل – الرس
aa10101010@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق