الثلاثاء، 1 أبريل 2014

جبال القصيم .. حرف (ت) (18)

(80) جَبَلْ التَّيْنْ

جبل التين: بكسر التاء المشددة، فياء ساكنة، ثم نون في آخره، جبل مشهور يقع إلى الشمال الشرقي من جبل قطن المشهور، في الجهة الشمالية الغربية من منطقة القصيم.
والجبل مرتفع وممتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، في جهة الجنوب من قرية النمرية، بينهما حوالي ]8] أكيال، وهي آخر حدود القصيم من الشمال مجاورة لحدود منطقة حائل.
يقع الجبل بين خطي عرض ( 00    19    26 ) وطول
( 25.71   19  42 ) ويرتفع (1272) متراً فوق سطح البحر. أي يعتبر من الجبال الشاهقة الارتفاع.
يحده من الشمال: قرية النمرية، وجبل مصودعة، وجبال الخدار. ومن الجنوب: هجرة البدع، وجبل الخريشاء، وجبال مشاحيد. ومن الشرق: هجرة الهبيرية، وجبل ضبيعة. ومن الغرب: هجرة الجابرية، وهجرة وتدة، وجبل وتدة.
ويمر حول الجبل بعض الشعاب منها: وادي الجريّر، وشعيب الجفرة. ومن الجنوب: شعيب مديسيس، وشعيب علو البييضة. ومن الشرق: وادي الجريّر. ومن الغرب: شعيب الناصفة، وشعيب الجفرة.
تحدثت عن الجبل كتب البلدان القديمة والحديثة، فيلزم أن ننقل ما قالوه عنه.
يقول ابن منظور (لسان العرب 13/75) والتين: ... وقال أبو حنيفة: هو جبل في بلاد غطفان، وليس قول من قال جبل بالشام بشيء، لأنه ليس بالشام جبل يقال له التين، ثم قال: وأين الشأم من بلاد غطفان، قال النابغة يصف سحاباً:
صهب الشمال أتين التين عن عرض



يزجين غيما قليلاً ماؤه سبما

وإياه عنى الحذامي بقوله:
ترعى، إلى جد لها مكين



أكناف خو فبراق التين

وقال البكري (معجم ما استعجم 1/331) التين: على لفظ المأكول، قال أبو حنيفة، قال أبو دواد الأعرابي: هما تينان جبلان طويلان، في مهب الشمال من دار غطفان، في أصولهما مويهة يقال لها التينة، وليس قول من قال هو جبل بالشام بشيء، وأين الشام من بلاد غطفان، قال النابغة:
وهبت الريح من تلقاء ذي أرل



تزجي مع الصبح من صرادها صرما

صهب الظلال أتين التين من عرض



يزجين غيما قليلاً ماؤه شبما

والتين: جبل مستطيل، إذا كانت الريح شمالا أتته من عرضه، وقال الباهلي:
إذا لجعلت التين بيني وبينكم



وهضبة زيد الخيل فيها المصانع

وقال أبو محجن الفقعسي:
ترعى إلى جد لها مكين



بجنب غول فبراق التين

هكذا رواه ابن دريد، فالتين على هذا: في شق العراق، لأن غول هناك.
أما ياقوت الحموي ( معجم البلدان 2/68) فيقول عن التين: تينان: تثنية التين من الفواكه، قال السكوني: تخرج من الوشل إلى صحراء بها جبلان يقال لهما التينان لبني نعامة من بني أسد، وفيهما قيل:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة



بأسفل ذات الطلح ممنونة رهبى؟

وهل قابل هاذاكم التين قد بدا



كأن ذرا أعلامه عممت عصبا

ولا شارب من ماء زلفة شربة



على العل مني، أو مجير بها ركبا

قال ياقوت: الغوث: أبو قبائل طيء، وقال الزمخشري: التينان جبلان لبني فقعس بينهما واد يقال له خو، وأنشد غيره يقول:
أرقني الليلة برق لامع



من دونه التينان والربائع

وقال العوام بن عبدالرحمن:
أحقا ذرا التينين أن لست رائيا



فلا لكما إلا لعيني ساكب

قال ياقوت: وقد تفرد فيقال لكل واحد منهما التين.
أقول: ويقع جبل قطن جنوبي جبل التين، وقرية المحلاني تقع جنوب غربي التين، أما النمرية فهي تحاذي جبل التين من جهة الشمال، ويقع جبل الرحا شرق جبل التين، وسميراء تقع من التين في جهة الشمال الغربي.
أما الشيخ ابن بلهيد (صحيح الأخبار 2/49) فيقول عن التين: جبل أعرفه بهذا الاسم في هذا العهد، وهو في بلاد بني أسد بالقرب من سميراء، وهو معروف عند عامة أهل نجد بهذا الاسم في الجاهلية والإسلام وهذا الجبل قد رأيته، أصله واحد وأعلاه كأنه جبلان. ثم أورد الأبيات السابقة.
وقال (2/20) في حديثه عن الربائع:... وهي لا تبعد عن جبل التين. وجبل التين يقال له اليوم (تين) تراه إذا كنت قريب الجبل المسمى (حبش) وماءة الخوة لا تبعد عن جميع تلك المواضع.
أما الشيخ حمد الجاسر ( معجم شمال المملكة 1/273) فيقول بعد أن أورد ما قاله البكري متحدثاً عن تينا آخر غير الجبل الذي نتحدث عنه: جبل التين الواقع في بلاد غطفان لايزال معروفاً، وهو أحد جبال العلم، يتصل به من الشرق، وفي سفحه الغربي الجنوبي تقع بئر حويمضة، وسيوله تنحدر نحو وادي الرقب ( الرقم) وشماله جبل يدعى مصينعة فيه آثار تعدين، وهو من جبال العلم أيضاً، ويقع التين هذا جنوب الحليفة التي في أعلى وادي الرمة، ويبعد عن مدينة حايل بنحو (200) كيلاً جنوباً.
والشيخ محمد العبودي (معجم بلاد القصيم 2/668) تحدث عن الجبل فقال: جبل يقع إلى الشمال من جبل قطن المشهور، في الشمال الغربي من القصيم. وهو في ديار بني أسد عند ظهور الإسلام، إذ هو في منطقة تقع إلى الغرب من جبل القنان (الموشم حاليا).
وقال: وتسميته قديمة لم يتغير منها شيء، إلا أنهما عند المتقدمين تينان إثنان وعند المتأخرين تين واحد، أما الجبل الآخر فقد أصبح يسمى عند العامة من المتأخرين (مصودعة) وهو الشمالي من التينين، ومصودعة معناها عند العامة مصدعة، أي: فيها صدوع. ثم أورد العبودي ما قاله ياقوت والبكري وهو ما ذكرناه سابقاً عن الجبل.
ثم علق على قول السكوني ( والتينان: يسرة الجبل ويمنة الطريق) قال: يقصد السكوني رحمه الله بالجبل جبل قطن، وباليسرة واليمنة لمن كان متوجهاً من الحجاز إلى العراق مع طريق الحاج الكوفي الذي يمر بقرية سميراء.
ثم علق على قول ياقوت ( التينان: جبلان لبني فقعس) قال: بنو فقعس هم سكان القنان ( الموشم قديماً) وهم من بني أسد كما هو ظاهر.
ثم قال: وقال الأسود الغندجاني: والتين جبل لبني أسد، قال:
أرقني الليلة برق لامع



من دونه التينان والربائع

فواردات فقنا فالنايع



ومن ذرى رمان هضب فارع

وأنشد لغدة لبعضهم:
لكن بخوين زقاق واسع



زقاق بين (التين) والربائع

كما أنشد لمحمد بن عبدالملك الأسدي:
تبدلت بوصا من صحيرا وأهله



ومن برق التينين نوط الأجاول

وقال لغدة: وحبجري، ماء بواد يقال له: ذو حبجرى لعبس، وهي فيما بين قطن الشمالي، وفيما بين حبجرى والشمالي جبلان يسميهما الناس التينين لبني فقعس.
ثم قال: وقال نصر: وأما تثنية (تين) جبلان بنجد من ديار بني أسد بينهما واد يقال له خو. وأنشد الغندجاني لرامة بنت حصين الأسدي من أبيات:
لعمرك للغمران غمر مقلد



وذو نجب غلانه ودوافعه

 وخو إذا خوسقته ذهابه



وأمرع منه (تينه) وربائعه

ثم رد العبودي على ابن قتيبة الذي نبه إليه البكري سابقاً، وهو قوله معلقاً على بيت النابغة السابق الذي يصف فيه سحاباً: التين، جبل بالشام، قال: هذا وهم من ابن قتيبة واضح، وقد نبه إليه أبو عبيد البكري وإن لم يذكر ابن قتيبة بالاسم.
قال العبودي: جبل التين المذكور في بيت النابغة هو غير التين الذي نتكلم عليه والذي هو جبلان كل منهما يسمى تينا واقعان في بلاد بني أسد، والذي ذكره النابغة هو الواقع في بلاد فزارة أعلى من ذلك وقرنه بالرقم الذي يسمى الآن (الرقب) بالباء وهو في جبل العلم ( علم هتيم).
قال: ثم وقع البكري نفسه في وهمين فقال في بيت الفقعسي السابق: (فالتين على هذا في شق العراق، لأن غول هناك) قال العبودي: غول لا يزال معروفاً باسمه، وموقعه في المنطقة الواقعة في الجنوب من المنطقة التي تتبع إدارياً حدود القصيم، ولا أدري على ماذا استند أبو عبيد رحمه الله في قوله: إن غولا واقع في شق العراق.
ويدل على أن التين المذكور هو ما نتكلم عنه أن الفقعسي من بني أسد سكان القنان، الذي يقع إلى الشرق من التين، ثم إن التين فيه برقة وذكرها الفقعسي في البيت.
الوهم الثاني في قوله: (جو هو جو اليمامة) والرواية الصحيحة (خو) وأن خوا معروف قديماً وحديثاً بجانب التين. وهو في بلاد بني أسد.
ويوجد جبلين كل منهما يسمى التين غير ما نتحدث عنه، الأول غرب جبلنا هذا خارجاً عن منطقة القصيم وأقرب جبل له علم هتيم أوردنا كلام حمد الجاسر عنه سابقاً، والآخر جبل في عرق سبيع في عالية نجد، أما التينان بالتثنية فهو بالقصيم.
ومن الشعر الشعبي في التين، قال شاعر مطيري في وصف الإبل:
مربعات من سميراء إلى التين



ومن خشم فغانة إلى أدنى العجاجه

والدرب خشم كعيب وأيمن ضرابين



ومن عند عاج إلى ركز عظم ساقه

وقال الشاعر علي بن محمد العلولا من الرس مادحاً باقته:
عن بكرتي وازينها بالمزايين



عنق المها اللي ترب الزباير

علمي بها ما بين وسمه لضلفين



لأقوينة لأخشوم هاك الحجاير

ومن الدميثة فوق ويحدها التين



للروضة للهمجه لهاك المحاير

وقال الشاعر صالح بن محمد الريس من الرس، مسنداً شعره إلى الشاعر بدر الحويفي:
البارحة قلبي عن النوم ناحين



متذكر شوفة رهيف الثنيه


واخلي اللي حال من دونه التين



دون الغضى صفاق والجابريه

كما تحدث الشيخ عبدالله بن خميس عن التين في كتاب معجم جبال الجزيرة، فليرجع إليه.
والباحث الأستاذ عبدالله الشايع (تحقيق مواضع في نجد 2/348) كان يتحدث عن مسيل وادي ذي العشيرة، وما حوله من الجبال وهي المباري، والخوة، والمحلاني، وشعيب أبو عماير، والوادي- قال: وهذه الأودية تجري في المنطقة التي يحدها من الجنوب عقلة الصقور، ومن الشمال جبال التين، والربايع، وسميراء، وجبال وتدات، وكتيفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق