(15) جبل أُرَيْنِبَة
على تصغير أرنبة، بضم الهمزة وفتح الراء ثم إسكان الياء بعدها نون مكسورة فباء مفتوحة فتاء مربوطة، وهو هضبة صغيرة تقع جنوب مدينة الرس مجاورة لجبل كير من جهة الشمال، وهي ليست مشهورة في المنطقة، بل تعتبر من هضاب كير، تقع في منطقة الظاهرية، بينها وبين كير حوالي [4] أكيال فقط.
يقع الجبل بين خطي عرض ( 51.42 34 25 ) وطول (00 26 43) ويرتفع عن مستوى سطح البحر (835) متراً.
يحد الجبل من الشمال: مزارع صيادة، وجبل المدمومة، وجبل أم سنون. ومن الجنوب: جبل كير، ومزارع عشيرة. ومن الشرق: جبل أم ذريرة. ومن الغرب: قرية الخشيبي.
يجري عن الجبل من الجنوب: شعيب الخشيبي. ومن الغرب: شعيب الخشيبي، وشعيب المضيبيعة.
لم يذكر الجغرافيون القدماء ولا المعاصرون هذا الجبل، حتى العبودي لم يذكره من جبال منطقة القصيم. أ. هـ0
(16) جبال الأشْمَاطْ
تطلق في الغالب كلمة جبال على الهضبات المتفرقة التي يشملها إسماً واحداً وإن كانت صغيرة، أما الهضبات المجتمعة المتلاصقة وإن كانت كبيرة فيطلق عليها جبلا، كما يتضح ذلك في جبال الأشماط فهي أربع هضبات جبلية متفرقة يطلق عليها عند سكان المنطقة [الأشماط] الواحدة منها تسمى [شمطاء].
وتلفظ تلك الجبال بفتح الهمزة بعدها شين ساكنة فميم متحركة ثم ألف فطاء ساكنة، وتقع تلك الجبال بين خطي عرض (8.57 48 24 ) وطول (25.71 16 42)، وترتفع (1244) متراً عن مستوى سطح البحر.
يحد الجبل من الشمال: جبل الحريشاء، وجبل النجج، ومن الجنوب: قرية أم أرطى، وقرية البحرة. ومن الشرق: جبال شعباء المشهورة، وجبل ضبيعين. ومن الغرب: قرية الرضم التي تبعد عنها حوالي [6] أكيال فقط، وجبل الكوم الجنوبي. وتقع قرى الظاهرية والمندسة والرفايع عن الجبل جهة الشمال الشرقي. كذلك فإن نفود عريق الدسم يحد الجبل من جهة الشرق.
أما الشعاب والأودية التي قرب الجبل فهي: من الغرب وادي الجريب العظيم الذي يعتبر أكبر روافد وادي الرمة، ومن الجنوب: شعيب الأشماط، وشعيب أم شيح. ثم إن وادي المياه الذي يجري محاذياً نفود العريق من جهة الغرب يحد الجبل من جهة الشرق.
قال الشيخ ابن بلهيد ( صحيح الأخبار2/64) عن الجبل: وقال صاعد، وأنشده أبو زياد:
ألا ياصاحبي قفا قليلاً
| |||||||||||
على دار القدور فحيياها
| |||||||||||
ودار بالشميط فحيياها
| |||||||||||
ودار بالقرينة فاسألاها
| |||||||||||
سقتها كل واكفة هتون
| |||||||||||
تزجيها جنوب أو صباها
| |||||||||||
قال: وشميط التي ذكرها قريب القرينة الواقعة في بلاد غطفان من أشماط الرضم المعروفة في هذا العهد بالأشماط وهي هضاب شهب.
أقول: هذا صحيح فإن جبال الأشماط تقع في بلاد بني عبدالله بن غطفان، وتسمى عند سكان المنطقة [أشماط الرضم] وذلك لقربها من قرية الرضم، كذلك فإني وقفت عليها فهي أربع هضبات متفرقة لونها أشهب.
وقال ابن بلهيد (3/166): [الشمطاء] هذا الاسم في بلاد العرب كثير، وذكر ياقوت أن هذا الموضع في بلاد بني أبي
بكر بن كلاب، قال ابن بلهيد: وهناك هضبات شهب يقال لها الأشماط، ومفردها [شمطاء] وهي الهضاب المحيطة بالمنهل المعروف بالرضم الواقع في وادي المياه، وهو مجمع السيول التي تصب في وادي الرمة، ويطلق على تلك الهضبات: الشمط، والأشماط، والشمطاء.
بكر بن كلاب، قال ابن بلهيد: وهناك هضبات شهب يقال لها الأشماط، ومفردها [شمطاء] وهي الهضاب المحيطة بالمنهل المعروف بالرضم الواقع في وادي المياه، وهو مجمع السيول التي تصب في وادي الرمة، ويطلق على تلك الهضبات: الشمط، والأشماط، والشمطاء.
أقول: يوجد جبال قريبة من جبل الأشماط، الأولى: تسمى جبل الشمطاء، وتقع جنوب جبال الأشماط، شمال قرية أم أرطى تُرى منها بالعين، وهي مجاورة لجبل الشهباء، والثانية: تسمى جبال الشميطاء، تقع جنوب شرق جبال الأشماط، جنوب قرية الضبيعة، وتُرى منها بالعين.
كذلك قال ابن بلهيد (4/273): [شميط] موجودة على اسمها وهي إحدى أشماط الرضم، وفي تلك الأشماط ثنتان الأولى: يقال لها [الشمطاء] والثانية يقال لها [الشميطاء].
وذكر الشيخ محمد العبودي ( معجم بلاد القصيم 1/346) الجبل بقوله: الأشماط: بفتح الألف بعد أل فشين ساكنة فميم مفتوحة فألف ثم طاء، هضبات جبلية أربع واقعة إلى جهة الشرق من وادي الجريب [الجريرقديماً] على بعد حوالي [25] كيلاً من ضفته الشرقية، أي في أقصى الحدود لغرب القصيم الجنوبي، تسمى الواحدة منها شمطاء، وأبعدها إلى جهة الشمال اسمها الشمطاء العطشانة، من العطش، ضد الري. والأشماط هذه ترى من جبل المضيح إلى جهة الشمال الشرقي.
ثم قال: وقد يسميها بعضهم أشماط الرضم، إضافة إلى ماء الرضم.. وهو بالقرب منها، وذلك تمييزاً لها عن الشمط، وهي هضاب أخرى الواحدة منها شمطا.
أقول: وسوف يأتي ذكر جبال الشمطاء والشميطاء في حرف الشين – بإذن الله- . أ. هـ0
(17) جَبَل الإصْبِعَةْ
يلفظ بكسر الهمزة، ثم صاد ساكنة فباء مكسورة فعين مفتوحة ثم هاء. على صيغة تأنيث الإصبع واحد أصابع اليد.
ويقع الجبل في منطقة الجواء في القصيم بين خطي عرض (8.57 18 26) وطول (00 03 43) ويرتفع عن سطح البحر ( 872) متراً.
ويحده من الشمال: هضيبة أم العماير، وحزم مغيراء. ومن الجنوب: قرية دريميحة، وجبل الرحى الذي يسمى قديماً
[رقد] ومن الشرق: جبل ساق الجواء، وجبل سويقة، وأبرق النياق. ومن الغرب : قرية بقيعاء الشمالية، وجبال الموشم.
[رقد] ومن الشرق: جبل ساق الجواء، وجبل سويقة، وأبرق النياق. ومن الغرب : قرية بقيعاء الشمالية، وجبال الموشم.
ويمر طريق الحاج البصري الذي يخترق منطقة الجواء في جبل الأصبعة من الجهة الشمالية الشرقية.
قال عنه الفيروزبادي ( القاموس المحيط 3/48) في باب [الأصبع] ... والأصبع كدرهم جبل بنجد.
وقال ابن منظور(لسان العرب 8/194) في باب [صبع] ... وإصبع: اسم جبل بعينه.
وقال البكري (معجم ما استعجم 1/160) بأن الجواء وذات الأصابع الواردين في قول حسان:
عفت ذات الأصابع فالجواء
| ||
إلى عذراء منزلها خلاء
| ||
قال: ذات الأصابع، على لفظ أصابع اليد، موضع بالشام، والجواء أيضاً بالشام، وهو منزل الحارث بن أبي شمر الغساني، وعذراء قرية من قرى دمشق، وهي التي قتل فيها حجر بن عدي وأصحابه.
أقول: وصف البكري لتلك المواضع يدل على أنها في الشام وليست في نجد، كذلك فإن حسانا كان يتحدث عن أماكن قومه، وهو ليس من أهل نجد بل من الشام.
ويقال بان الأصبعة هي التي يسمى قديماً [ساق العُنَاب] وهو مشهور ويقع بجوار ساق الجواء، وقد أشار البكري إلى ذلك فقال (معجم ما استعجم 3/714) فقال: وقال الطوسي: عناب جبل على طريق المدينة، وساق جبل حذاء عناب، فيقال له ساق العناب، ويقال لهما جميعاً: الساقان وربما قيل: العنابان ... وأنشد الطوسي لكعب بن زهير:
جعلن القنان بإبط الشمال
| ||
وساق العناب جعلن اليمينا
| ||
أقول: وأصل العناب: هو الجبل الصغير المنتصب، وهذا الوصف ينطبق على الأصبعة، فهو جبل ليس مرتفعاً وفيه عمود منتصب يشبه الأصبع.
يقول ابن بلهيد (صحيح الأخبار 4/63) الأصابع آكام صغار متفرقة، وهي بهذا الاسم إلى اليوم، وفي أعلاها أحجار كالأصابع، وهي التي عناها حسان بن ثابت -رضي الله عنه- في قصيدته في فتح مكة:
عفت ذات الأصابع فالجواء
| ||
إلى عذراء منزلها خلاء
| ||
ديار من بني الحسحاس قفر
| ||
تعفيها الروامس والسماء
| ||
أقول: وهذا يبدو أنه وهم من ابن بلهيد، وإلا فإن حسانا لا يعني بذلك جواء القصيم، ولا الأصبعة التي في القصيم والتي نتحدث عنها، كذلك الدليل على أن حسانا لا يقصد جواء القصيم ما قاله البكري سابقاً بأن حسانا يعني جواء الشام في بيته. وللعبودي رد على ذلك سوف يأتي.
وقال في موضع آخر (4/63) إصبع هي في بلاد غطفان، رضيمة صغيرة عليها حجر رفيع كأنه إصبع، وعندها رضيمات يقال لهن الأصابع، وعندهن منهل ماء يقال لتلك المنهل بقيعاء إصبع، تعرف بهذا الاسم إلى هذا العهد.
وقال: إصبع جبل بنجد، وذات الإصبع رضيمة لبني أبي بكر بن كلاب عن الأصمعي، وقيل هي في ديار غطفان.
وقال نصر ذات الإصبع رضيمة معروفة في ديار غطفان.
وقال ابن خميس: بعض هذه الأقوال ينطبق على الإصبعة هذه، فهي في منطقة كانت لغطفان في وقت من الأوقات.
أما ياقوت الحموي(معجم البلدان1/206) فيقول: وإصبع جبل بنجد، وذات الإصبع رضيمة لبني بكر بن كلاب عن الأصمعي، وقيل هي في ديار غطفان، والرضام: صخور كبار يرضم بعضها إلى بعض.
وقد تحدث الشيخ العبودي (معجم بلاد القصيم 1/348) فقال: هضبة ملمومة كالنخلة الشاهقة، يراها الرجل على البعد كأنها رجل راكب على بعير، وسميت بذلك لأن في رأسها حجارة مستطيلة مرتفعة تشبه الإصبع على البعد.
وتقع في الجهة الغربية لناحية الجواء، الواقعة في شمال القصيم، وبقربها قرية أصلها هجرة للبادية تسمى [بقيعا إصبع].
ويقول: بأنها تسمى قديماً [ساق العناب] وأصل العناب، الجبل الصغير المنتصب، أي جبل ساق الذي فيه العناب، والعناب نفسه على تلك الصفة، وتسميته بذلك قديمة.
قال شمر: عناب جبل في طريق مكة. وقال المرار:
جعلن يمينهن رعان حبس
| ||
وأعرض عن شمائلها العناب
| ||
والعبودي يقول بأن هذا البيت ينطبق على الإصبعه، لأن حبس، هو الجبل الذي يسمى الآن [سمار بقيعا] ويقع غرب جبل الإصبعة، فالركاب التي تجعل عن يمينها [رعان حبس] وهو سمار بقيعا ويكون جبل الإصبعة عن يديها الشمائل، وهو إلى الشرق إذا كانت متجهة من الشمال إلى الجنوب.
ونقل البكري عن الطوسي قوله: عناب، جبل على طريق المدينة، وساق جبل حذاء عناب، فيقال له: ساق العناب، ويقال لهما جميعاً، الساقان، قال كعب بن زهير.
جعلن القنان بإبط الشمال
| ||
وساق العناب جعلن اليمينا
| ||
وهذا ينطبق على الإصبعة، فهو جبل في طريق المدينة إلى البصرة، ولا تزال أعلام طريق الحاج باقية فيه حتى الآن، وذلك في مسيرهم من عيون الجواء إلى الفوارة، والسائر إلى جهة الشمال الشرقي يجعل جبل القنان [الموشم] عن شماله، وجبل الإصبعة بأيمانه.
ويسميان العنابان كما قال أرطأة بن سهية:
تمشي بها خرج النعام كأنها
| ||
بسفح العنابين النساء الأرامل
| ||
ويقول العبودي: وقد ظن بعض الناس ومنهم الشيخ ابن بلهيد، أنها هي ذات الأصابع الواردة في شعر حسان السابق ذكره، ودليلهم على ذلك أن ذات الأصابع قرنت بالجواء، ولكن أكثر الباحثين ذكروا أن هذه المواضع الواردة في بيت حسان في الشام، وحسان ليس من أهل القصيم، وليس هناك دليل بأنه يعني الأماكن الموجودة بالقصيم إلا بدليل واضح من قرينه، ولم يذكر عنه أنه زار القصيم، والجواء: جمع جو، وتوجد أماكن كثيرة تسمى بذلك غير جواء القصيم.
والمنطقة الواقعة فيها جبل الإصبعة يكثر فيها المرعى خاصة عندما تنزل الأمطار الموسومية فيها، وتعتبر مكاناً لرحلات أهل القصيم يأتون إليها من كل مكان طلباً للنزهة والرعي0
0 المراجع:
(1) محمد بن بلهيد. صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار.المرجع السابق.
(2) ياقوت الحموي. معجم البلدان. المرجع السابق.
(3) محمد العبودي. المعجم الجغرافي للبلاد السعودية. المرجع السابق.
(4) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم ( 13-38 NG) ضرية.
0 المراجع:
(1) محمد بن بلهيد. صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار.المرجع السابق.
(2) ياقوت الحموي. معجم البلدان. المرجع السابق.
(3) عبدالله بن خميس. معجم جبال الجزيرة. المرجع السابق.
(4) محمد العبودي. المعجم الجغرافي للبلاد السعودية/بلاد القصيم. المرجع السابق.
(5) البكري. معجم ما استعجم.- ط3.- بيروت: عالم الكتب، 1403هـ.
(6) ابن منظور. لسان العرب.- دار الفكر.
(7) الفيروزبادي. القاموس المحيط. المرجع السابق.
(8) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم ( 13-38 NG) ضرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق