من المعالم الأثرية الحضارية في حائل (3)
(قلعة أَعَيْــرِفْ)
في إحدى الزيارات التي قمت بها إلى مدينة حائل وأخذت جولة في معالمها التراثية القديمة. كانت تلك الزيارة في يوم: 26/7/1431هـ إلى قلعة أعيرف الشهيرة في المدينة. وكان أهل حائل مثل غيرهم يبنون قلاعا تكون مصاحبة لسور البلدة القديمة من أجل حمايتها من المعتدين، فالسور يحميها من المتسللين إلى داخل البلدة أثناء الحروب، والقلاع تكون مكانا يرقى عليه (الرقيبة) وهو رجل يتمتع عادة بقوة الإبصار ويشاهد العدو من مسافات بعيدة ويقوم بإخبار أمير البلدة أو المسئول عن الدفاع عنها. ويروى بأن أهل حائل القدماء بنوا سبع قلاع على سورها لمعاينة العدو القادم.
وهذه القلعة (قلعة أعيرف) يروى بأنها بنيت أصلا في العهد الجاهلي أي قبل الإسلام. وتعتبر إحدى المعالم القديمة في حائل والتي تحكي بطولات كثيرة في الحروب التي جرت حولها بين قبائل شتى. وكانت مسرحا لبحوث الرحالة الأجانب والمستشرقين الذين يفدون إليها للكتابة عنها وتوثيقها والحديث عن عجائبها.
والقلعة هي مبنى طيني مكون من دورين يقع فوق سطح أحد الجبال المشهورة في وسط مدينة حائل. وهي مستطيلة من الشرق إلى الغرب يبلغ طول المبنى من الشرق إلى الغرب (40) مترا وعرضه من الشمال إلى الجنوب (11) مترا. وفيها مقصورة مرتفعة دائرية الشكل في الجهة الشرقية من المبنى. كما تم تزيين أسطح القلعة بالشرف على طريقة العمارة النجدية الجميلة في كل جهاتها وأدوارها، وتم تزيين المقصورة بالطرم التي يتم من خلالها معاينة العدو القادم، وفي تلك الطرم فتحات من الأمام والأسفل يقوم الرقيبة بالرمي من فم البندق من تلك الفتحات.
وفي سور القلعة أيضا فتحات مربعة ودائرية لمراقبة العدو. ولها مدخل باب من الخشب على الطراز القديم من الجهة الجنوبية يتم الصعود إليها من درج سهل على الماشي. ومدخل أخر من الجهة الشرقية. وهي مفتوحة. وفيها بعض اللوحات الإرشادية والتحذيرية. وفيها مجموعة من الغرف من الداخل.
وكانت مبنية منذ مئات السنين من الحجر، وأعيد بناؤها في عام 1200هـ في عهد أسرة آل علي الذين كانوا يحكمون حائل قبل حكم أسرة الرشيد. كما شهدت القلعة في السنوات التي تلت تلك السنة عدة ترميمات وإصلاحات أولها عام 1217هـ من قبل حكام أسرة آل علي. وعندما حكم آل الرشيد حائل قاموا بترميم القلعة عام 1338هـ أي قبل دخول الملك عبد العزيز حائل بعامين فقط. كما تم ترميم القلعة عام 1404هـ بمبلغ مليوني ريال.
وآخر ترميم للقلعة كان عام 1422هـ بإشراف وزارة المعارف التي كانت تشرف على الآثار آنذاك. بعقد لمدة عام كامل وقد أستخدم في الترميم الطين وبعض المواد الأخرى الحديثة. وهي تعتبر حاليا معلما تاريخيا وسياحيا لمدينة حائل، وزودت القاعة بمركز للزوار.
في بداية الصعود إلى القلعة يوجد لوحة كتب عليها بعض المعلومات كما يلي:
(قلعة أعيرف التاريخية يقال أن أول بناء لها تم في نهاية القرن الحادي عشر الهجري وبداية القرن الثاني عشر الهجري ثم توالت الإضافات والإصلاحات عليها حتى وصلت إلى شكلها الحالي والذي هو عبارة عن قلعة مبنية بالطين واللبن مستطيلة الشكل تقريبا أبعادها حوالي 40م×11م تم تزويدها بالطرم وفتحات وأبراج المراقبة وبكل ما يحتاجه المرابط فيها (مكان إقامة ـ مصلى ـ حمام ـ أماكن تخزين) مما جعلها قلعة متقدمة ومثالية للمراقبة والدفاع عن المدينة).
كتبه:
عبد الله بن صالح العقيل ـ الرس.
قلعة أعيرف في حائل وتبدو فوق الجبل.
الباب الشرقي من الخشب الثقيل لقلعة أعيرف في حائل.
منظر لجزء من مدينة حائل من فوق الجبل، ويرى متحف خالد حمود المطرود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق