الأربعاء، 2 أبريل 2014

جبال القصيم.. حرف (ر) (39) (ريك)

(168) جَبَلْ الرُّكَيْبَة

بضم الراء مع التشديد وفتح الكاف بعدها ياء ساكنة ثم باء مفتوحة مربوطة أخيرة. وهي هضبة متوسطة الارتفاع، تقع شمال جبل الموشم بين مجموعة من القرى وهي:
كحلة من الشمال –بينهما حوالي [9] أكيال. ومشاش جرود من الجنوب الشرقي- بينهما حوالي [4] أكيال. والمطيوي الشمالي من الغرب - بينهما [9] أكيال. وأم العراد من الجنوب
– بينهما حوالي [10] أكيال.
تقع الهضبة بين خطي عرض  (51.42  32   26) وطول (17.14  41   42) وترتفع عن مستوى سطح البحر (984) متراً.
يحدها من الشمال: هجرة كحلة، وهجرة الرفيعة. ومن الجنوب: شقران النجبة، وهجرة الحريرة. ومن الشرق: هجرة الجرثمي، وهجرة عسيلة، وهجرة مشاش جرود، ومن الغرب: هجرة المطيوي الشمالي، وهجرة العليّا.
ويجري بعض الشعاب حول الهضبة منها: من الشمال: شعيب كحلة، وشعيب الأرطاوي، ووادي الترمس.
ومن الجنوب: شعيب وسيط، وشعيب الحريرة، وشعيب قِدِر.
ومن الشرق: شعيب الكهيف، وشعيب المشاش، ومن الغرب: شعيب كحلة، وشعيب الأرطاوي، وشعيب المطيوي.
لم أجد ذكراً لهذه الهضبة في كتب البلدان القديمة والحديثة، حتى العبودي لم يذكرها ضمن منطقة القصيم0    

(169) جَبَلْ رِيْكْ.

ينطق به بكسر الراء، وسكون الياء والكاف، عندما تتجه في الطريق الموصل من القصيم إلى المدينة، وعندما تترك النقرة خلفك بحوالي ستة أكيال، وتلتفت جهة الجنوب ترى جبلي ريك ( أريك) ظاهران للعيان، وهما [ريك الأحمر] وهو الشرقي منهما، و[ريك الأسمر] وهو الغربي منها. هضابهما مختلطة بين الأحمر والأسمر. وهما مستطيلان من الشمال إلى الجنوب، واقعان شرق قرية عرجا، وشمال قرية الماوية وجبل ماوان، ويحاذيها من الجنوب الشرقي قرية قصيرة بينهما وبين الخط المعبد حوالي [7] أكيال، وفي أقصى الحدود الغربية للقصيم، ونظراً لارتفاعهما فإنه تربى فيهما الصقور وتجلب منهما، يعرف ذلك هواة صيد الصقور، وأهل تلك المنطقة، ويسمى الجبلين قديماً باسم واحد هو [أريك] بهمزة مفتوحة في أوله، ولكن العامة من أهل القصيم يحذفون الهمزة وينطقونه مبتدءاً بالراء[ريك].
ويقع ريك الأحمر بين خطي عرض(34.28   21   25) وطول ( 34.28   20   41) ويبلغ أقصى ارتفاع له عن مستوى سطح البحر ( 1209) متراً.
ويقع ريك الأسود بين خطي عرض (25.71  20   25) وطول ( 17.14  20  41) ويبلغ أقصى ارتفاع له عن مستوى سطح البحر (1237) متراً.
يحد جبلي ريك الأحمر ، والأسمر من الشمال: آبار أم الدباء، وضليعات الصفيراء، وضلعان العياثم، ومن الجنوب: هجرة قصيرة، وهجرة صبحا، والماوية، وجبل ماوان، وضليع مران، ومن الشرق: جبل الشمط، وجبل الإحموم، ومن الغرب: هجرة عرجا وجبل القرن.
ويجري بعض الشعاب حول جبلي ريك: من الشمال: شعيب العيثمة، وشعيب قصيرة، ومن الجنوب: شعيب القلب، وشعيب صبحا، وشعيب حموان، ومن الشرق: وادي قصيرة، ووادي الميليح، ومن الغرب: شعيب القرن، وشعيب سويحق.
ويمر طريق حاج الكوفة إلى المدينة المنورة[درب زبيدة] من الجهة الجنوبية الشرقية من جبلي ريك، بينهما وبين هجرة الماوية وجبل ماوان.
وإذا تتبعنا المراجع التي ذكرت الجبل، فنجد أن ابن منظور في (لسان العرب 10/ 390) لم يذكر عنه كثيراً، واكتفى بقوله: والأريك: اسم واد... وأريك: موضع، قال النابغة:
عفا حسم من فرتنا فالفوارع



فجنبنا أريك، فالتلاع الدوافع

أما ياقوت ( معجم البلدان 1/165) فقال: وأريك اسم جبل بالبادية يكثرون ذكره في كلامهم.
أقول – وهذا يدل على شهرته- ثم أورد بيت النابغة، وقال أبو عبيدة في شرحه: أريك واد، وقال في موضع آخر: أريك إلى جنب النقرة، وهما أريكان أسود وأحمر، وهما جبلان، وقال غيره: أريك جبل قريب من معدن النقرة، شق منه لمحارب، وشق لبني الصادر من بني سليم، وهو أحد الخيالات المحتفة بالنقرة، ورواه بعضهم بضم أوله وفتح ثانيه بلفظ التصغير، عن ان الأعرابي، وقال بعض بني مرة يصف ناقة:
إذا أقبلت قلت: مشحونة







أطاع لها الريح قلعا جفولا

فمرت بذي خشب غدوة




وجاوزت فويق أريك أصيلاً

تخبط بالليل حزانه



كخبط القوي العزيز الذليلا

ويدل على أن أريكا جبل قول جابر بن حنسي التغلبي:
تصعد في بطحاء عرق، كأنها




ترقى إلى أعلى أريك بسلم

وقال عمرو بن خويلد أخو بني عمرو بن كلاب:
كأن أريكا، والفوارع بيننا




لثامنة من أول الشهر موعد

أما الشيخ ابن بلهيد ( صحيح الأخبار 2/37) فقد ذكر الجبل فقال: أما أريك فهو جبل في بلاد غطفان قريب النقرة، معروف، له ذكر في كتب المعاجم بهذا التحديد، وأنا لأعرفه اليوم –والحديث لابن بلهيد- إلا أني أعرف جبلاً في تلك الناحية يقال له [ريك] به ماء، ويمكن ان يكون هو الذي ذكره النابغة، ثم أورد الأبيات السابقة وقال: هذه الشواهد تدل على أن أريكا هو الجبل الواقع قريب النقرة والذي يقال له في هذا العهد [ ريك] سقطت منه الهمزة، ثم قال: ومن هنا يتضح أن أريكا الذي ذكره النابغة هو [ريك] الواقع في بلاد غطفان، والذي يسمى اليوم بهذا الاسم. وفي (2/44) أورد النابغة:
نصحت بني عوف فلم يتقبلوا





وصاتي، ولم تنجح لديهم رسائلي

فقلت لهم لا أعرفن عقائلاً



رعابيب من جنبي أريك وعاقل

ثم قال (4/51) قال بشامة بن عمرو:
فمرت على كشب غدوة




وحاذت بجنب أريك أصيلا

قال أحمد بن عبيدة: كشب جبل قريب من وجرة، بينه وبين أريك ناء من الأرض.
قال(4/135) محدداً موقع اللجاة: قال البكري: ( لجأ) موضع بين أريك والرجام قال أوس بن غلفاء:
جلبنا الخيل من جنبي أريك



إلى لجأ إلى ظلع الرجام

أما الشيخ حمد الجاسر ( معجم شمال المملكة1/80) فقد ذكر أريك، وأورد قول النابغة وقال: وهو يقصد وادياً بين أريكين الجبلين الواقعين بقرب معدن النقرة.
وقال الشيخ العبودي( معجم بلاد القصيم3/1088) (ريك) بكسر الراء، وسكون الياء ثم كاف أخيرة، جبل عظيم ، له جهتان إحداهما لونها أحمر والأخرى لونها أسمر، ولذلك يقول له أهل البادية: ريكات، أي أريكان بصيغة الجمع، وهو مثنى كما يقولون أبانات لأبانين.
ذكره لغدة الأصبهاني في حدود بلاد محارب: وقال وأريك ما يقبل على القبلة منه لمحارب، والشق الآخر لبني الصادر، وهو جبل ، فأنت ترى أن أهمية أريك كانت إلى درجة أن يشترك فيه قبيلتان هما: محارب وبنو الصادر من سليم. ثم أورد ما قال ياقوت عن الجبل.
وقال: وقال حميد بن ثور الهلالي:
تجوب الدجى كدرية دون فرخها





بمطلي أريك سبسب وسهوب

كأن الجمان الفصل نيطت عقوده



ليالي جمل للرجال خلوب

وقد يثني أريك في القديم والحديث فيقول الأقدمون: أريكان ،ويقول المحدثون ريكات.
قال طفيل الغنوي:
تأوين قصراً من أريك ووائل





وماوان ومن كل تثوب وتحلب

ومن بطن ذي عاج رعال كأنها



جراد يباري وجهه الريح مطنب

فقرن ذكره بذكر جبلين معروفين: أحدهما ماوان ويقع إلى الجنوب من ريك قريباً منه، والثاني ذو عاج الذي أصبح يسمى (عاج) إلى الجنوب منه.
وكان بأريك وقعة عظيمة مشهورة في الجاهلية، قال الهمداني: وغزا الأسود بن المنذر بني ذبيان ودودان بن أسد بأريك الأبيض ، فقتل وحرق قال الأعشى يمدح المنذر:
وشيوخ صرعى بشطى أريك





ونساء كأنهن السعالي

من نواصي دودان أخضر واليا



بس وذبيان والهجان الغوالي

وقد ذكر الأصبهاني هذه الواقعة عن أبي عبيدة وقال: فغزا الأسود بني ذبيان إذ نقضوا العهد، وبني أسد، بشط أريك، قال أبو عبيدة: وسألته عنه فقال: هما أريكان الأسود والأبيض، ولا أدري بأيهما كانت الموقعة.
روى العبودي بيت النابغة السابق ( عفا ذو حسا) وقال: ذو حسا، هو بدون شك ما يسمى الآن ( حسو عليا) لأن أوصاف المتقدمين تنطبق عليه.
أما البكري ( معجم ما استعجم 1/144) فقد ذكره باسم [أريك] وقال: بفتح أوله وكسر ثانية، على وزن فعيل، موضع في ديار غني بن يعصر قال الذبياني:
عفا ذو حسا من فرتنى فالفوارع




فجنا أريك فالتلاع الدوافع

ثم قال: وقال عبيدة: أريك في بلاد ذبيان. قال: وهما أريكان: أريك الأسود وأريك الأبيض، والأريك ، الجبل الصغير، قال: وبشط أريك قتل الأسود بن ذبيان وبني دودان، وسبى نساءهم، ثم أورد بيت الأعشى السابق.
ثم قال: ويدلك على أن أريكا جبل مشرف قول جابر بن حني يصف ناقة:
تصعد في بطحاء عرق كأنما




ترقى إلى أعلى أريك بسلم

وقال الأخفش: إنما سمي أريكا لأنه جبل كثير الأراك.
وقال (1/216) في رسم [أيل] موضع قبل أريك، من ديار غني.
ثم أورد البكري بيت الراعي (3/1013):
تبين خليلي هل ترى من ظعائن



سلكن أريكا أو وعاهن فازر

وبيت عباس بين مرداس (4/1181)
عفا مجدل من أهله فمتالع



فجنا أريك قد خلا فالمصانع

وبيت عمرو بن كلثوم (4/1396):
جلبنا الخيل من جنبي أريك




إلى القنعات من أكناف يعز




0 المراجع:
(1) خرائط المملكة ( 1: 250000) لوحة رقم (5-38NG) القوارة.
: 0 المراجع:
(1) ياقوت الحموي. معجم البلدان .- بيروت : دار صادر، 1404هـ
(2) محمد بن بلهيد . صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار.- ط2، 1392هـ.
(3) عبدالله بن خميس. المجاز بين اليمامة والحجاز .- الرياض: منشورات دار اليمامة، 1390هـ.
(4) محمد العبودي. المعجم الجغرافي للبلاد السعودية- بلاد القصيم.- الرياض: منشورات دار اليمامة، 1400هـ.
(5) ابن منظور. لسان العرب.- بيروت : دار الفكر.
(6) عبدالله بن خميس. معجم جبال الجزيرة.- ط1، 1410هـ.
(7) البكري. معجم ما استعجم .- عالم الكتب.- ط3، 1403هـ.
(8) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم ( 12-37          NG)النقرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق