الخميس، 3 أبريل 2014

رحلة إلى نجران.

( رحلة إلى نجران )
المقدمــــة:
الحمد لله  والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله ومن والاه. وبعد:ـ
قال الله تعالى {قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين/11 الأنعام} أي النظر في ديارهم كيف درست وحياتهم كيف انتهت وآثارهم كيف انطمست.
وقال علي بن ابي طالب كرّم الله وجهه:
تغرّب عن الأوطان في طلب العلا   وسافر ففي الأسفارخمس فوائد
تَفَرُّجُ  همّ  واكتساب  معيشـة     وعلم  وآداب  وصحبة  مـاجد
فإن قيل في الأسفار هم وكربة      وتشتيت شمل وارتكاب شدائـد
فموت الفتى خير له من حياته            بدار هوان بين واش  وحاسـد   
والرحلات البرية فيها من المتعة ما يريح النفس ويصقل العقل وينمي الفكر ويقوي البصر ويزيد في الثقافة، وفيها صحبة الأخيار وسماع الأخبار، والتفكر في خلق الله من أرض وسماء وجبال وأنهار ومعرفة الطرق والبلدان والتعرف على الأجناس من الخلق.
ثم إن الرحلات عندي فيها من المتعة في التعليم والتفكير والراحة للنفس والبعد عن حياة المدينة وصخبها وهمومها، والتفريج عما في الخاطر من همّ وضيق، والتفكّر في خلق الله بما في الكون والأرض والجبال والأنهار والشعاب والوهاد من أشكال غريبة وكتابات تدل على وجود الأمم ومناظر طبيعية، وما حولها من منازل وديار وما يسكنها من قبائل وأجناس.
والسفر السياحي: هو السفر الذي يستهدف التعرّف على الناس والأجناس ومشاهدة الآثار التاريخيّة والمباني التراثية القديمة، والتعرّف على ثقافات الأمم الأخرى وآدابها، ومشاهدة مناظر الطبيعة الجميلة وعجائبها. والتمتع بمشاهدة المتاحف العامة والخاصة والتعرف من خلالها على تراث الأجداد وما كانت عليه حياتهم. وهو المقصودة مني في هذه الرحلة.
ومنطقة نجران.. كانت الرحلة إليها تستهويني وتداعب ذهني منذ زمن، ولما توفرت عندي أسباب الزيارة قمت بالتنسيق مع زملائي: عبدالله بن محمد المنيف وأحمد بن محمد العمار وعساف بن الحميدي العتيبي من القصيم. والزميل سعيد بن أحمد آل جبار من نجران من أجل القيام بالرحلة في الفترة من يوم:13ـ16/6/1434هـ.

نبذة تاريخية عن نجران:
ونجران اسم يطلق على إحدى مناطق المملكة العربية السعودية. وتقع في الطرف الغربي من الربع الخالي. وهذه الخارطة تبين موقعها.
وتشغل مساحة بين منطقة الرياض من الشمال ودولة اليمن من الجنوب والربع الخالي من الشرق ومنطقتي جازان وعسير من الغرب. وتبلغ مساحتها(360000) كيلا مربعا. وعدد سكانها حوالي(700000) نسمة. وعاصمتها هي مدينة (نجران). وسميت بذلك نسبة لنجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الذي يقال بأنه أول من نزل في موقعها وأسسها. ثم تعاقبت الأمم على نجران سادت فيها ثم بادت منها: غزاها الرومان في عام 24 ق م ودمروها. ثم دولة معين ثم حمير منذ عام 115 ق م حتى عام 340م. ثم  ونجران تعتبر أحد الأماكن التي ورد ذكرها في القرآن في حادثة الأخدود التي كانت مسرحا لحرق المؤمنين. وأهل نجران أهل مجتمع قبلي وأكثر العوائل فيها من الشيعة الإسماعيلية وهم أصحاب النفوذ فيها. وكانت أرض نجران أثناء مملكة سبأ وحمية ومعين جزء من أرض اليمن أيام. حتى دخلت في حضيرة الدولة السعودية الثالثة عام1350هـ في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله.
كان أهل نجران يدينون بالمسيحية ثم أسلموا في عهد النبوة. حيث أرسل لهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم عليا بن أبي طالب.
  
الرحلة إلى نجــران:
في صباح يوم الثلاثاء:13/6/1434هـ سافرنا من القصيم إلى الرياض على السيارة. ثم كان سفرنا من الرياض إلى نجران على الطائرة في الساعة (2) ظهرا وقد استغرقت الرحلة حوالي ساعتين نزلنا في مطار نجران الجديد الرائع الذي يتميز بالجمال مع الإبداع في تصميمه وعمارته وتنظيمه. فهو يعتبر تحفة معمارية من الخارج وروعة في التصميم من الداخل. وهو يعتبر من جيل المطارات الجديدة التي بدأت الهيئة العامة للطيران المدني في إنشائها. ويعتمد في تصميمه على توفير كل سبل الراحة والمتعة للمسافرين. وفيه عدد من الجسور التي تؤدي إلى الطائرة مباشرة. وأخذ في الإعتبار الزيادة المتواصلة في عدد المسافرين. وتأهيله لمرحلة التشغيل الدولي بطاقة سنوية تبلغ (400) ألف مسافر سنويا. ومعدّل(15000) رحلة جوية.
كما يوجد في المطار صالة ركاب بمساحة(13000) مترا مربعا. ويتكون من طابقين الأرضي مساحته(6886) مترا مربعا. ويشمل: صالات القدوم والمغادرة الداخلية والدولية. ومكاتب الإدارة والخدمات والمصلى وبوفيه ومحلات تجارية واسعة. ومساحة الطابق العلوي(6000) مترا مربعا. ويحتوي على ثلاثة جسور لصعود الطائرة وصالات المغادرة الداخلية والدولية وقاعات وخدمات مماثلة للطابق الأرضي.  وساحة أمامية واسعة لوقوف ست طائرات. كما يوجد فيه برج للمراقبة مكون من أربعة طوابق مساحته(530) مترا مربعا ويرتفع(22) مترا. وغيرها من الخدمات الخاصة بالمراقبة والملاحة الجوية. ومكاتب الإدارات الحكومية وإدارات المطار. وأبنية لمحطات الطاقة الفرعية. كما أن كل طابق في المطار يحتوي على محولات كهربائية وخزانات للمياه ومحطة رفع ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي. وغيرها من الخدمات الكثيرة.   
صورة مطار نجران من الخارج
صورة مطار نجران من الداخل
بعد الوصــول:
وعند وصولنا كان الزميل الأستاذ/ سعيد بن أحمد آل جبّار في استقبالنا في صالة المطار. وتجلّت روعة اللقاء به والحفاوة والإستقبال والكرم النجراني الذي يتميز بعبارة (أرْحِبُوا) وهي العبارة التي يرددها الجميع كبيرا وصغيرا معبرين فيها عن سعة المكان والكرم اللامحدود. ثم انتقلنا من المطار إلى مقر الإقامة في مدينة نجران. وبعد راحة قصيرة انتقلنا مع زميلنا إلى استراحة اجتمع فيها كثير من الزملاء والأقارب وكانت جلسة سمر سعيدة بالجو العليل الممتع والنسمات الخفيفة اللطيفة وفي ليلة مقمرة تطرزها أشعة القمر الخافتة تناولنا طعام العشاء مع المجموعة.

رحلة إلى آبار حمــى:
وفي صباح يوم الأربعاء: 14/6/1434هـ صحبنا الزميل سعيد في أول رحلة استطلاعية إلى(آثار حمى) المشهورة على احداثية:
(417     14     18N     198     27     044E )
وتقع منطقة حمى في الجهة الشمالية من نجران وتبعد عنها(130) كيلا على طريق نجران الرياض. في مفرق على يسار الطريق، وتبعد حمى عن المفرق(25) كيلا. وفي الموقع يوجد مركز صحي ومسجد ومجمّع مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية تأسست عام 1395هـ وكانت حمى قديما محطة مهمة للمسافرين على طريق القوافل المتجهة إلى اليمن والهند. وصلنا منطقة حمى الساعة (11:30) وصلينا الظهر والعصر جمعا وقصرا في مسجد حمى.
والموقع يزخر بمجموعة من النقوش القديمة على الصخور والجبال. حيث تضم نقشا طوله(6) أمتار لايزال واضحا. كما يوجد في حمى ستة آبار مليئة بالماء العذب. ولايزال الناس يروون منها. أسماؤها(الجناح والحبيسة وأم نخلة والقرائن والحماطة وسقيا) وهي عميقة ومحفورة في الصخور بعضها أكبر من البعض الآخر. وهي مطوية بالحجارة، ويصل بين كل منها سواقي من الحجر يسع كل منها حوالي(2) مترين. وفي منطقة الآبار يوجد مجلس أنيق معمول من الحجر بمساحة(10×10) متر تقريبا أسفل شجرة كبيرة.
وتعتبر آبار حمى قديمة تحتضمها الجبال والكهوف في كل جهاتها إلا الشرق. وفيها عدد من الكتابات والآثار التاريخية في الكهو وسفوح الجبال. وتعد هذه الآبار مكانا للإستيطان في العصر الحجري. وفيها أدوات حجرية ومساكن بدائية ورسوم صخرية وكتابات عرفت(الخط المسند الجنوبي) والرسوم الصخرية في حمى تدل على أنها كانت مسرحا للحضارة القديمة والقوافل التجارية في بداية الألف الأولى من الميلاد. جعلت أصحابها يسجلون أسماءهم وذكرياتهم وقصصهم ورسومهم واهتماماتهم بالخطين السبئي والثمودي. ويحظى الموقع باهتمام الهيئة العامة للسياحة والآثار.
وتحتوي منطقة حمى في القديم على أدوات حجرية ومساكن وكهوف وفيها مجموعة من الرسوم والنقوش على الأحجار والصخور وتعد من سمات مرحلة بنائها واستيطانها.    كما تعتبر مسرحا لحياة الإنسان ونشاطه في الرعي والزراعة والصيد ورعاية الإبل. وقد صوّرت جوانب حياة الإنسان وأوانيه وملابسه وحليّه وكامل بيئته الحيّة.
بئران متجاورتان في حمى في نجران. ويلاحظ الماء فيها.
إحدى آبار حمى ويلاحظ عمقها البعيد وهي مملوءة بالماء.
العودة من حمى:    
وبعد أن انتهينا من منطقة حمى توجهنا نحو منطقة (قطن) في طريقنا إلى مدينة نجران. ومررنا قرية(نعوان) ثم قرية(المرقاب) وقرية(آل رشيد) بعدها مرمنا مفرقا معبدا يتجه جهة اليمين إلى(يدمة) ومفرقا جهة اليسار يتجه إلى نجران. ويستمر الطريق إلى نجران ونمر قرية(ذات يروى) ثم قرية(النطحة) ثم قرية(آل جروان) ثم قريتي(العين والقرين) وعندها ندخل حدود محافظة(ثار) ونمر في بدايتها مفرقا يتجه يمينا إلى يدمة. وأهل يدمة كلهم من السنة (أي يتبعون المنهج السنّي).  
ثم يستمر الطريق نحو قطن ونمر مفرقا جهة اليسار نحو(ثار) ونستمر مع طريق القرين ونمر قرية(صفاح) ثم ونمر مفرقا نحو مركز(عويل) ونستمر حتى نصل (ثار) على احداثية
(233     58     17N)(132     06     044E)
ثم نمر مفرق قرية (مرحض الرحبة) ونستمر حتى نصل (المنتشر) على احداثية:
(211     28     17N)(596     01     044E)
وفي المنتشر مفرق يتجه نحو(حبونا) وقرى أخرى كثيرة. ونستمر حتى نصل مفرقا جهة اليمين نحو(أبها وخميس مشيط) طوله(270 كيلا) وومفرقا آخر جهة اليسار إلى نجران طوله(20 كيلا) بحيث يدخل نجران من الجهة الغربية من منطقة شيليا.

منطقة الأخدود:
وهي تعتبر عند أهل نجران مدينة كاملة يسمونها(مدينة الأخدود) على احداثية:
(536     52     17N)(598     09     044E)
ولها أهمية تاريخية فهي من أهم وأغنى المواقع الأثرية في الجزيرة العربية. لنقرأ اللوحة التذكارية التي كتبت في موقع الأخدود(موقع الأخدود من المواقع الأثرية المهمة المميزة لحضارة جنوب الجزيرة العربية التي ازدهرت في الفترة من 600 ق م إلى منتصف الألف الأول الميلادي. يدل على ذلك انتشار أنماط من الفخار والذي يحمل خصائص هذه الحضارة على سطح الموقع. تعد الأخدود نجران من أهم المدن التي لعبت دورا تجاريا مهما بفضل موقعها على مفترق الطرق التجارية القديمة.
إن أهم حدث في تاريخ المدينة حادثة الأخدود الشهيرة والذي ورد ذكرها في القرآن الكريم "سورة البروج" ومفادها أن الملك ذا نواس أحد ملوك التتابعة دخل نجران بجيش كبير ليفرض الديانة اليهودية بدلا من النصرانية فرفض أهل المدينة فحفر لهم خندقا "اخدودا" وأوقد فيه النار لإحراقهم مما أدى إلى استشهاد عدد كبير منهم).
وفي لوحة أخرى وضعت في مدخل منطقة الأخدود بعنوان: موقع الأخدود الأثري (يُعد موقع الأخدود من أشهر المواقع الأثرية بمنطقة نجران وهو يقع في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة نجران ويعود تاريخه إلى الألف الأول قبل الميلاد، ومرت بعدة فترات تاريخية مختلفة وبها القلعة المبنية من الحجارة والطين وتضم أكثر من 25 مبنى. أجريت بها بعض الحفائر الأثرية وكانت ذات نتائج إيجابية مهمة).
دخلنا منطقة الأخدود التي تبدأ بلوحة تبين معلومات وافية عنه. ثم مدخل رئيسي فيه ست درج كبيرة تنزل إلى أرضية الموقع بحدود متر ونصف ثم أخذنا جولة في المنطقة التي تبلغ مساحتها حوالي(200×200 متر) تقع المدينة الأثرية في الجهة الشمالية من الموقع. ويقع المسجد المشهور فيها والرحى الكبيرة في الجزء الجنوبي منها. أما المسجد فتبلغ مساحته حوالي(15×15 مترا) وفيه مجموعة من الحجارة الكبيرة التي بُني منها. ويُشاهد محرابه ومدخله بوضوح. وأما الرحى فيبلغ قطرها حوالي(120 سم) وارتفاعها حوالي(80 سم) وقاعدتها على قدر مساحته وسمكها حوالي(15 سم).     
وأما القرية فتعتبر من أغنى وأهم المواقع التراثية في المملكة الجزيرة العربية. ولها أهمية كبيرة لشهرتها. وورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة(البروج) وتقع قرية الأخدود في الضفة الجنوبية لوادي نجران بين قريتي الجربة والقابل. ويحيط بها سور مبني من الحجر المنحوت يبلغ إرتفاعه نحو أربعة أمتار. وطول السور نحو(235 مترا) وعرضه نحو(220 مترا) أما آثار مدينة الأخدود التاريخية فتقع على قمة جبل (تصلان) المشهور ويبعد عن نجران (25 كيلا).
 وهي تحتوي على طرقات ومنازل متعددة وآبار يعود تاريخها إلى أكثر من 1700 عام. كما تحتوي على ركام ورسوم آدمية تشاهد في الرمل الموجود في القرية من آثار الحفريات والإكتشافات. مثل عظام بالية لبني آدم بقيت من آثار احراقهم في النار. كما يوجد في قرية الأخدود آثار مقابر. وتحتوي على كتابات ونقوش أثرية مثل: نقوش الثعبان والخيل والجمل ورسم اليد. كما يوجد نقوش أخرى مختلفة الأشكال. وقد شاهدنا بقايا عظام مدفونة في التربة وبعضها يشاهد على جدران القرية. يوجد لدي نماذج منها.
طرقات القرية التي تم اكتشافها مبنية من الحجر
صورة الحصان على أحد جدران القرية
كذلك صورة الجمل على أحد الجدران
وصورة الثعابين على أحد الجدران
واليد المطبوعة على أحد الجدران
وكتابات على الحجارة التي تم اكتشافها وابرازها

والصور الثلاث التالية لبقايا المسجد المبني من الحجارة

والصورتان التاليتان لطرقات القرية


قصر إبراهيم:
وهو من القصور المشهورة في نجران ويسمى(قصر الإمارة) كما يسمى(قصر ابن ماضي) وهو قصر كبير مبني من الطين والحجر. يتكون المبنى من (60) غرفة بعضها كبيرة واسعة وبعضها صغيرة. وفيه بئر قديمة يعود بناؤها إلى ما قبل الإسلام. ويعتبر القصر من أبرز مباني التراث العمراني ونموذجا للعمارة التقليدية في نجران. بني عام 1361هـ وانتهى عام 1363هـ ثم اتخذه ابن ماضي مقرا للإمارة حتى عام 1378هـ وبني على طراز معماري رائع وفريد، بني القصر بطلب من تركي بن محمد بن ماضي أمير نجران آنذاك. حيث كتب للملك سعود نائب الملك في وقته بطلب بنائه وجعله قصرا للإمارة.
كما يعتبر القصر حصنا متكاملا يتكون من طابقين وتمثل غرفه: مكتب الأمير والوكيل والمكاتب الإدارية والمحكمة والإتصالات وسكن عائلة الأمير وسكن الوكيل. والطابق الأرضي يحتوي على غرف مقر الإمارة ومجلس الأمير الخاص وغرف استقبال الضيوف. أما السكن الخاص فيتكون من (17) غرفة للعائلة(12) لسكن الحاشية والخوياء (6) غرف للمستودعات.
وأما الطابق العلوي فيوجد فيه أربعة أبراج دائرية للمراقبة والحراسة، وقامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بترميم القصر وجعلته معلما سياحيا في نجران وتهيئة بعض أجزائه وساحاته وملحقاته لتكون موقعا لمزاولة الحرف والصناعات اليدوية، ليسهم في التعريف بما في المنطقة من صناعات يدوية قديمة تبين تراث منطقة نجران.
وبني القصر بالطين على شكل عروق وتسمى في نجران (المداميك) ويضاف فيها للطين التبن وكسرالأحجار الصغيرة أو الحصباء. وأعيد ترميمه عام 1406هـ على عهد وزارة المعارف ثم عام 1423هـ بأمر من الهيئة العامة للسياحة والآثار. وفي عام 1429هـ تم ترميمه وتأهيلة على أيدي فنية متخصصة.
الواجهة الأمامية لقصر إبراهيم في نجران
صورة مقصورة القصر من الأمام
صورة للقصر من الداخل
قصر العان:
وهي قلعة مرتفعة فوق قمة أحد الجبال في نجران يملكها مجموعة من المواطنين. تقع في الجهة الغربية من مدينة نجران. وهي عبارة عن قصر كبير مشهور يسمى(قصر سعدان) ويقع فوق جبل(العان) وقد بني بطراز معماري جميل من الطين بشكل العروق عام 1100هـ وأساساته من الحجر. كما يحيط به سور من الطين. ويتكون من أربعة أدوار فوق الجبل مما يعطيه ارتفاعا إضافيا يرى من مسافة بعيدة. ولا يزال القصر مأهولا بالسكان حتى الآن.
والقصر يطل على وادي نجران ويحيط به سور يرتفع (7) أمتار، ويضم القصر (4) أبراج للمراقبة وبوابة رئيسية تطل على مدينة نجران من الجهة الشمالية. ويقابله من الجهة الجنوبية قلعة رعوم التاريخية، وجبل (أبو همدان) ومجموعة من المزارع والقرى.
صورة قصر العان في نجران

قلعة رعوم:
هي قلعة صخرية تاريخية قديمة تقع فوق جبل رعوم الذي يقع في وسط قرية الحضن في نجران. والقلعة لا تزال معالمها واضحة.. يتم الصعود إليها بالدرج. يأتي للقلعة مجموعة من الزوّار الذين يعشقون الآثار ويتمتعون برؤية المواقع ذات القيمة التراثية.التي بناها الأقدمون ولا تزال شاهقة تتحدى العوامل الهدّامة. ويبلغ ارتفاع القلعة حوالي(450 مترا) ويصعب الوصول إليها وهي في قمة الجبل لأنه غير مستو في صعوده. والقلعة على احداثية(860    27    17 N)(309    05    44 E).
وقلعة رعوم بناها أفراد الجيش اليمني عندما غزوا نجران عام 1348هـ من أجل استخدامها لتكون حصنا منيعا ومراقبة للقادمين. وظل كذلك حتى تم طرد اليمنيين من قبل الجيش السعودي وتم توقيع اتفاقية الطائف بين السعودية واليمن. وبقيت القلعة شاهدا على تلك الحرب ونقطة مراقبة أمنية حتى علم 1372هـ بعدها صارت تلك القلعة معلما أثريا سياحيا مشهورا من معالم نجران.وقامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بترميم القلعة ولمن ومع الأسف طالتها أيدي العابثين بالتخريب والكتابات السيئة المشوّهة وتكسير بعض الإنحناءات والجوانب المهمة في القلعة.
أما بناؤها فقد بنيت من الحجر والطين. وتحتوي على غرفتين مرتفعتين ومسقوفتين بخشب النخيل والأثل والسدر، وفيها خزان للماء منحوت في صخور الجبل. وللقلعة طريق واحد يصعد إليها منه بالدرج. ولكنه صعب وغير آمن.

صورة قلعة رعوم في نجران


سد وادي نجران:
        وادي نجران من أكبر الأودية في الجزيرة العربية. وأحد السدود الكبيرة في المملكة ويجري من جبال السروات والهضاب القريبة منها. يمتد من الغرب إلى الشرق بطول (180) كيلا. ويبلغ \متوسط عرضه في السهول(1000) متر وينتهي في رمال الربع الخالي. وهو من أهم المعالم الحضارية في نجران في موقع متميز ومنظر رائع. يمر من وسط نجران وهو من المصادر الرئيسة للمياه في المنطقة، وعند جريانه يجلب معه كميات كبيرة من الطمي التي تترسب في السهول وتغمر المزارع فتزيدها خصوبة وتقوم عليها الزراعة. وقد تعرّض الوادي عدة مرات للجفاف بسبب قلة الأمطار. وقد تكثر الأمطار في بعض الأعوام فتصيب المزارع بالفيضانات المدمّرة فلا يستفاد منها.  
وفيه سد كبير يقع على بعد(25) كيلا من نجران. اسطواني الشكل طوله(274) مترا وهو مقوّس بنصف قطر(140) مترا. ويبلغ أقصى ارتفاع من الأسفل إلى القمّة(73) مترا. وطول قمّته(274) مترا. ويمر فوقه طريق على جسر خرساني عرضه(4،50) مترا وقد تم وضع نظام متكامل للسد من أجل المراقبة لقياس الإنجرافات الراسية والأفقية للسد. واشترك في بناء السد خمسة مقاولين، وبلغت تكلفة البناء(277) مليون ريال. ومدة الإنشاء ستة وثلاثون شهرا. وتم افتتاح السد في يوم الأحد: 16/7/1402هـ ويوجد في السد ثلاثة مخارج علوية قطر كل منها(2،25) مترا وفيها صمام ومصفاة للشوائب وبوابة على عجلة مثبتة. كما يوجد فيه ثلاثة مخارج سفلية قطر كل منها(2،25) مترا وفيها مصفاة وبوابات متحركة. وهذه صور السد.

اتجاه مدخل مياه الوادي في السد وتشاهد المخارج العلوية والسفلية
الوادي يجري جارفا كل ما في طريقه من الطمي والرمال
اتجاه مخرج مياه الوادي في السد وتشاهد المخارج العلوية والسفلية

متحف نجران:
      ويقع بجوار منطقة الأخدود متحف نجران الذي يضم مجموعة كبيرة من المقتنيات التراثية والقطع الأثرية القديمة التي تم العثور عليها في منطقة الأخدود وغيرها من المناطق التراثية في نجران. وكذلك بعض القطع التي بقيت بعد فناء الأجداد والآباء من كبار السن وبقيت تلك القطع أثرا تحكيه الأجيال وتتمتع بمشاهدته. وهذه نموذج من صور القطع الأثرية الموجودة في متحف نجران:










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق