(رحلة إلى الوعبة/ مقلع طمية)
في يوم الجمعة: 19/11/1433هـ قمت وأخي الأستاذ/ عبدالرحمن بن محمد الرميح من محافظة الرس إلى ما يسمى بزيارة(مقلع طمية) ويسمى (الوعبة) قرب قرية (أم الدوم) التي تقع في منطقة مهد الذهب بين طريق القصيم المدينة المنورة السريع وطريق الرياض الطائف السريع. وسوف أقوم بوصف الرحلة بالتفصيل مع إرفاق الصور الخاصة بالرحلة.
طمية: جبل أحمر اللون مستطيل الشكل يقع على الطريق السريع المتجه من القصيم إلى المدينة المنورة، ويمتد من الشرق إلى الغرب يشاهده السائر على هذا الطريق على يمينه. على إحداثية(000 00 42E)(500 36 25N)
سوف أتحدث عنه قليلا: ذكره الجغرافيون القدماء والمحدثون كثيرا وتغنى به الشعراء في أشعارهم قال عنه ياقوت الحموي (معجم البلدان 4/41) قال الشاعر:
ولقد شهدت النار بال أنفار توقد في طميّة
وقال أبو عبدالله السكوني (إذا خرجت من الحاجر تقصد مكة تنظر إلى طمية. وهو جبل بنجد شرقي الطريق) وفي كتاب الأصمعي(طمية علم أحمر صعب منيع لا يرتقى إلا من موضع واحد وهو برأس حزيز أسود يقال له العرقوة.. وهو يُتحصن فيه، وهو في بلاد مرة بن عوف قال الشاعر:
أتين على طمية والمطايا إذا استحثثن أتعبن الجرورا
ويقول عنه العبودي(بلاد القصيم 4/1492) (يقع جبل طمية في أقصى الغرب لمنطقة القصيم على بعد حوالي (230 كيلا) من بريدة تشاهده وأنت في عقلة الصقور ثم يماشيك إذا كنت متجها إلى المدينة المنورة مع الخط الإسفلتي الذاهب إليها من القصيم لمسافة تزيد على خمسين كيلا. ويبعد عن عقلة الصقور نفسها اثنين وثلاثين كيلا) قال السمهري:
أعني على برق أريك وميضه يشوق إ ذا استوضحت برقا عنانيا
أرقت له والبرق دون طمية وذي نجب يا بعده من مكانيا
وقال امرؤ القيس في معلقته:
كأن طمية والمجيمر غدوة من السيل والإغثاء فلكة مغزل
بداية الرحلة: كان لدينا عدة خيارات في ثلاثة طرق كلها توصل إلى الوعبة. واخترنا الطريق السريع المتجه من القصيم إلى المدينة المنورة حتى الوصول إلى الوعبة وطوله (581 كيلا) ومساره( الرس ـ الحناكية ـ العمق ـ مهد الذهب ـ حرة كشب ـ الوعبة).
بدأت الرحلة من محافظة الرس في الساعة (6:30 صباحا) على الطريق السريع المتجه إلى المدينة المنورة وعندما وصلنا مفرق (الحناكية/الشقرة/النخيل) خرجنا على اليسار إلى جهة الجنوب (المسافة من المفرق إلى الوعبة بالجهاز 263 كيلا) وفي الطريق المعبّد المفرد مررنا على قرية(أم شكاعا) ثم مفرق على اليسار يوصل إلى (صخيبرة 31 كيلا) ونمر جبل (فرقين) يشاهد على الطريق المعبّد على اليسار. ثم نستمر مع الطريق ونمر مفرق على اليسار إلى قرية (المندسة/ثرب/الحسو) ونصل قرية(العمق) بعد أن قطعنا(113 كيلا) من المفرق. وهي على إحداثية (491 29 26N)(254 41 043E ) ثم نخرج من قرية العمق باتجاه محافظة (مهد الذهب) ونمر بعدة معالم منها: منجم جبل صايد، ثم (وادي العرج) الذي يقطع الطريق، و طريق الحجاج (درب زبيدة) يباري الطريق المعبّد، ثم نمر قرية (الجميماء) على الطريق. ونمر من طريق معبد يتفرع من الطريق الرئيس جهة اليمين نحو المدينة المنورة، ثم نمر قرية (الجريسية) على الطريق ثم قرية (الغمر)وقرية(المزرع) جهة اليمين وسط الجبال. ثم نصل محافظة (مهد الذهب) على إحداثية(146 30 23N)(411 52 040E).
ويخرج من المهد طريق معبّد يتجه نحو (السويرقية) كما يفرق منها طريق معبّد يوصّل إلى الوعبة طوله (91 كيلا) باتجاه الجنوب الغربي. سلكنا هذا الطريق الذي يقطع (حرة كشب)ونمر مفرق إلى قرية(العزيزية)على يسار الطريق. ونمر (حرة الكراع) يجري فيها (وادي اللخجة) و(شعيب العرج) ثم نمر قرية (الضبعية) على يمين الطريق ثم قرية (المجيدلية) وقرية (الرقابية) على الطريق وهذه فيها مدرسة مبنى حكومي. ثم نمر قرية (المويهية) وتختلط أرضها بين سبخة بيضاء وحرة سوداء. وبينها وبين حفر كشب (25 كيلا).
ونستمر مع الطريق حتى نصل حفرة(الوعبة) من الجهة الغربية في الساعة (11:45 ظهرا) على إحداثية (435 53 22N)(550 07 041E) وسوف أقوم بوصف الحفرة العميقة حسب مشاهدتي:
الوعبة فوهة عميقة واسعة، مرتفعة قليلا عن مستوى الأرض حولها, يبلغ طولها حسب ما ورد في خريطة هيئة المساحة الجيولوجية(1105 مترا) وعرضها (803 مترا) كما يُتوقع أن يبلغ عمقها حوالي (200 مترا) وهي ليست متساوية الانحدار بل تنحدر تدريجيا من جميع الجهات على ثلاث مستويات. وفيها من الجهة الشرقية الشمالية مجموعة قليلة من النخيل يتم النزول إليها في المستوى الثاني. ووضعت هيئة السياحة والآثار في الجهة الغربية لوحة حديدية باسمها في سطرين (الوعبة/ مقلع طمية)(AL WABA MAKLA TAMYAH).
والوعبة تقع في حرة كشب. ويبدو بأنها مكان سقوط (نيزك) الذي يسمى (نجم) ومنهم من يقول بأنه فوهة بركان ولكن البركان يبقى له أثر الحمم البركانية على الجال من كل الجهات وهذا لا يوجد فيه أثر واضح لذلك. فقد يكون خفس بفعل نيزك. وقد يكون بركان خامد منذ سنوات طويلة. يقع على بعد (32كيلا) في الجهة الشمالية من قرية (أم الدوم) وشمال شرق الطائف بحوالي(173 كيلا) وهي من براكين حرة كشب المشهورة منذ القدم في وسط شرق الدرع العربي وهي نتاج مقذوفات البراكين المتعددة هنا، وقد تكون أعمق من وضعها الحالي ولكن عوامل الرياح والأودية التي تحمل الطين والطمي كانت تصب فيها على مر السنين وتقذف المياه المحملة بالتربة في وسطها ويصعب تسربها إلى باطن الأرض بسبب ذرات الطمي الدقيقة وبفعل الشمس والحرارة الشديدة في عمقها كانت المياه تتبخر وتترك الأملاح المتعلقة بها فتشكلت في وسطها بقعة بيضاء من الملح جوانبها أشد بياضا من وسطها. وتشكل البقعة البيضاء شكلا دائريا جمالا يسطع مع أشعة الشمس.
والحفرة يصعب النزول إليها بسهولة إلا من جهتها الشمالية الشرقية من درج معمول بشكل غير جيد. كما أنها الحفرة ليست متساوية الجوانب وليست دائرية الشكل بل شكلها بيضاوي وطولها من الشمال إلى الجنوب أطول من الشرق إلى الغرب. وجوانبها تشكل رفوفا متدرجة على ثلاث مستويات. أما حوافها فهي ليست سوداء وإنما لونها أحمر داكن مما يقرّب أنه تدل على أن الحفرة تكونت بفعل نجم. كما أن تلك الصخور المتراكمة على حافة الحفرة خفيفة الوزن وليست ثقيلة مثل حجارة البركان السوداء. كما نرى في حرة خيبر وحرة المدينة.
ويقع حول الفوّهة في جهة الغرب منها جبل أسود ممتد من الشمال إلى الجنوب لا أعرف اسمه. كما يقع (جبل الوعبة) على حافة الفوهة من جهة الشمال.
أما سبب تسمية تلك الحفرة (مقلع طمية) فإنه يروى حكاية خيالية قديمة عن قصة حب وعشق بين جبل طمية وجبل عكّاش المجاور لها. وتقول الحكاية: بأن جبل طمية لم يكن هذا مكانه الأصلي ولكنه كان في حرة كشب، ثم وقع في قلبه حب جبل قطن المجاور له والذي يقع غرب القصيم فاتجه إليه بسبب العشق الذي وقع له في قلبه ولكنه تعثّر في سيره وربض في مكانه الحالي فاعتدى عليه جبل عكّاش الذي يقع غربا عنه فتزوجه بعد عشق. يقول الشاعر:
تزوج عكّاش طمية بعدما تأيّم عكّاش وكاد يشيب
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل. 20/11/1433هـ
صورة للحفرة تبين الملح في وسطها من الجهة الجنوبية الغربية
صورة أخرى للحفرة من الجهة الشمالية الغربية
صورة مقرّبة للملح في وسط الحفرة
صورة جانبية تبين جال الحفرة من الجهة الشمالية الغربية
صورة جال الحفرة من الجهة الشرقية الشمالية، وتبين النخيل والأشجار. وتلاحظ طريق السيارات تنزل إلى مكان النخيل.
جبل الوعبة يطل على الحفرة
جبل أسود مرتفع وممتد يقع بجانب الوعبة. ويلاحظ طريق السيارات يدور حول الحفرة من جميع الجهات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق