الأربعاء، 2 أبريل 2014

كلمة توديع للزملاء في المعهد الصناعي عند تكريمي بعد النقل.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على سيد المرسلين..نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين. وبعد:
في يوم من أيام العام الماضي 1429هـ كان يوما مشهودا بالنسبة لي..إنه اليوم الذي أكملت فيه ثلاثين عاما في معهد التدريب بصحبة أخوة لي أعتز بصحبتهم وصداقتهم.. ثلاثون عاما مرّت كلمح البصر وكأني دخلت من باب وخرجت من باب آخر. ولكنها كانت بالنسبة لي أعواما خضر وجدت فيها الأفراح والأتراح. عرفت فيها قيمة الحياة وقيمة العمل الوظيفي. وتعرفت على أخوة أحببتهم وأحبوني وتوثقت بيني وبينهم العلاقات الطيبة حتى هذا اليوم. لقد كنت في مطلع تلك الأعوام أحمل هموما كثيرة للعمل الذي أقوم به أنا وزملائي.. والكل يتذكر كيف كانت مكاتبنا أيام تأسيس هذا الصرح الفني يوم كنا نحمل الأوراق والأقلام في سياراتنا ونستظل في خيمة من القماش عن حرارة الشمس الحارقة. ونستقبل مباني المركز الجاهزة من الحديد ليتم تركيبها في هذا الفناء الواسع.
أخوتي الأعزّاء: تلك الأعوام التي مرت مكنتني من التعرّف على تحوّلات التطوير للمؤسسة فكان يسرنا بعضها وننفر من البعض الآخر. كما أن تلك الأعوام التي مرّت كانت مليئة بالأحداث والتجارب ولقد أثبتت تلك الأحداث والتجارب أن الحياة كلها بحد ذاتها جامعة يتعلم منها الجميع لكنها لا تدوم فالمحظوظ هو الذي يكسب منها العلاقات الطيبة والمحبة والأُلفة ممن عمل معهم بعيدا عن الأحقاد وهي نعم من الله تترى على الإنسان قال الله تعالى (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها).
إن هذا التاريخ الذي طواه كرُّ الجديدين لا عزاء له إلاّ الصحبة الفاضلة والعلاقات الطيبة التي كسبتها مع زملائي في العمل وهو الذكر الحسن الذي أرجو أن يدوم فيما بقي في العمر من سنوات حتى يأتيني اليقين وأعتبرها من العبادات التي أتقرّب بها إلى رب العالمين سبحانه وتعالى حيث قال (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
إن عزائي من تلك الأعوام أنني كسبت العلاقات الطيبة والصحبة الفاضلة مع أحباب لي في هذا المعهد أحقق معها طموحاتي وأستقرئ آمالي وتطلعاتي إذا رضوا مني بجهد المقلّ أثناء عملي في المعهد وتلك سنة الله في خلقه.. أجيال تتبادل المواقع وتتوارث المسئوليات.. والمثل يقول {لو دامت لغيرك لما وصلت إليك} إننا بحاجة إلى أن نقبل هذه الحقيقة بكل ثقة واطمئنان. وعلى كل مقبل على الحياة أن يعرف انه مفارقها لا محالة وعليه أن يُعدّ العدّة لذلك.
أخوتي الكرام: إن ما قدمته لكم وللمعهد من جهود ما هي إلاّ تعليمات من الجهات العليا وما موقفي منها إلاّ تطبيقها والعمل بموجبها أنا وأنتم على حد سواء.. أو فيما سوى ذلك اجتهادات من النفس بموجب خبرات سابقة.. فإن أحسنت فمن الله بعونه وقدرته.. وإن أسأت فمن نفسي والشيطان. وأخوكم يرجو منكم الصفح والإحسان. وتقبلوا تحياتي وتقديري لكم جميعا.
            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبت تلك الكلمة لحفل تكريمي من زملائي بالمعهد بعد انتهاء فترة عملي يوم الثلاثاء: 1/2/1430هـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق