الأربعاء، 2 أبريل 2014

الرس.. ماض عريق وحاضر مزهر.

( الرس: ماض عريق وحاضر زاهر)
      إذا ذُكرت المدن بتاريخها، فإن مدينة الرس تفتخر من بينها بأنها صاحبة التاريخ العريق.. وإذا أردنا أن نتتبع تاريخ مدينة الرس فقد ذكر المؤرخون بأن الرس من أقدم المواقع التي ذُكرت في التاريخ وهي متلازمة مع الرسيس وعاقل في الذكر كما قال زهير بن أبي سلمى:
      لمن طلل كالوحي عاف منازله       عفا الرس عنها فالرسيس فعاقله
      أما الرس فقد ثبت بالمراجع التاريخية بأنها كانت مقرا لبعض الممالك العربية المشهورة، حيث كانت مملكة كندة تستقر منذ القرن الخامس الميلادي في بطن عاقل الذي يقع شرق الرس، وكان بها كثير من الحاضرة، ثم استقرت بنو أسد في تلك الناحية وحكموها فترة من الزمن وصار لهم حروب ومنازلات مع من حولهم من القبائل. وعند بداية القرن العاشر استقر بالرس بنو صقية الذين يتشاركون بالملكية مع من يجاورهم من أسرة الدعاجا ويروى أنه في حوالي عام (950هـ) نزح إلى الرس من عنيزة آل أبا الحصين  واشترى نصيب آل صقية وعمروا الرس وتكاثرت الأسر والقبائل حولهم طلبا للكلأ والمرعى. وبعد ذلك اشتهر اسم الرس وساكنيه في الحروب التي دارت بينهم وبين ابراهيم باشا وابنه طوسون، عامي(1230ـ 1232هـ ) انتصر الأبطال من أهل الرس وخلد الشعراء ذلك في أشعارهم. كذلك وقوف أبطال الرس مع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن   ـ رحمه الله ـ ضد ابن رشيد.
      ثم تتوالى الأعوام وتستقر أمور الحكم للملك عبدالعزيزـ رحمه الله ـ ويتعاقب أبناؤه من بعده وتزدهر مدينة الرس ازدهارا شاملا في جميع نواحي الحياة التعليمية والصحية والاجتماعية والرياضية وغيرها، أما التعليمية فقد وجد في الرس التعليم التقليدي من مدارس الكتاتيب للذكور والإناث، مثل مدرسة المرقب ويدرّس فيها حمد بن عبدالله الرميح، ومدرسة جنوب الرس ويدرّس فيها محمد بن عبدالعزيز الرشيد، ومدرسة المفرق ويدرّس فيها عبدالله بن عبدالرحمن العقيل، ومدرسة شرق الرس ويدرّس فيها محمد بن ابراهيم الخربوش، ثم جاءت مدرسة عبدالعزيز ابن عبدالرحمن البطي في منزله، ومدرسة عبدالرحمن بن ابراهيم الطاسان في منزله وتسمى (القرآنية) وهي آخر مدرسة كتاتيب. وقد أعقبها المدارس الحديثة حيث افتتحت أول مدرسة في الرس هي المدرسة السعودية عام 1363هـ ثم توالت بعدها المدارس في محافظة الرس ومايتبعها من المراكز حتى بلغت في عام 1420/1421هـ (111) مدرسة ابتدائية، و(40) مدرسة متوسطة، و(19) مدرسة ثانوية، أما تعليم الكبار ومحو الأمية فقد بلغ عدد المدارس لها(29) مدرسة. أما تعليم البنات فقد بدأ كما بدأ تعليم الذكور بمدارس لتعليم القراءة والكتابة والقرآن مثل: مدرسة (مطيرة الرماحا) ومدرسة(تركية العمير) ومدرسة(نوره الرشيد) بعدها بدأ التعليم الحديث بافتتاح أول مدرسة عام 1381هـ ثم توالى بعدها افتتاح المدارس بجميع مراحلها في المحافظة ومايتبعها من مراكز.كما يوجد كلية تربية لإعداد المعلمين وكلية تربية لإعداد المعلمات وكلية للعلوم الصحية ومعهد ثانوي تجاري ومركز للتدريب المهنيز أما من الناحية الصحية فيوجد في المحافظة مستشفى عام ومجموعة من مراكز الرعاية الصحية الأولية، والمؤسسات الصحية الخاصة يوجد مستشفى وثلاثة مستوصفات، ويتم حاليا إنشاء مستشفى متخصص في المحافظة سعة (200) سرير. كذلك يوجد فندق كبير، ومجموعة كبيرة من المصالح الحكومية التي تقوم بخدمة المواطنين والمقيمين، وأسواق تجارية كثيرة وأسواق للماشية حيث يعتبر سوق الأغنام أكبر سوق في المنطقة. كما يوجد ناديين هما:الحزم والخلود، يشاركان في الألعاب التي تقام على مستوى المملكة. والرس في الوقت الحاضر هي ثالث مدينة في منطقة القصيم من حيث المساحة والخدمات حيث تبلغ مساحة محافظة الرس حاليا أكثر (أربعين كيلا مربعا) ويبلغ عدد سكانها أكثر من (ستين ألف) نسمة. وقد بلغت محافظة الرس في العهد السعودي الزاهر شانا كبيرا لدى السكان في جميع المناطق وأهالي الرس يشتهرون كغيرهم بالعمل بالوظائف الحكومية والتجارة والزراعة وبعضهم من وصل إلى أعلى الدرجات في التعليم ونجدهم يعملون في الجامعات والبعض الآخر منهم انخرط في السلك العسكري وبلغوا أعلى الرتب العسكرية حيث يحيون سيرة آبائهم وأجدادهم في البطولة والتضحية عند الدفاع عن بلدهم.
      هذه هي محافظة الرس التي اشتهرت في القديم والحديث بتاريخها المجيد ومواقفها البطولية وحاضرها الزاهر في ظل حكومتنا الرشيدة.
                  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                                          عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.                
                                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق