الثلاثاء، 1 أبريل 2014

جبال القصيم ..حرف (ت) (17)

(78) جبل تُمَيْرْ

على تصغير كلمة [تمر] بضم التاء وفتح الميم ثم ياء وراء ساكنتين. وهو جبل صغير، يسميه أهل المنطقة بضليع تميري وهو يقع مجاوراً لجبل تمريات السابق ذكره، في الجنوب الغربي من عقلة الصقور، يراه السالك للطريق المعبد من القصيم إلى المدينة المنورة بعد أن يجتاز عقلة الصقور بحوالي [10] أكيال على يساره، ويبعد عن الخط حوالي [5] أكيال فقط.
يقع بين خطي عرض ( 42.85   45   25 ) وطول
( 42.85  04  42 ) ويرتفع (879) متراً فوق مستوى سطح البحر
.
يحد الجبل من الشمال: ضليع السباع. ومن الجنوب: قرية المشاش –بينهما حوالي [6] أكيال. ومن الشرق: جبل تمريات، وضلعان أم برقا. ومن الغرب: جبل المصيقر، وهجرة ديم، وجبل ديم. وبينه وبين عقلة الصقور حوالي [10] أكيال.
أما جبل طمية فيقع عن تمير جهة الجنوب الغربي.
يقع الجبل بين مجموعة من الشعاب والأودية منها: من الشمال: وادي المصيقر، وشعيب مشعان، وهما من روافد وادي الرمة. ومن الجنوب: شعيب الهميلية، ومن الشرق: وادي الرجل. ومن الغرب: وادي المصيقر، وشعيب ديم. وكل هذه الشعاب والأودية من روافد الرمة المهمة.
ويمر طريق الحاج إلى المدينة المنورة من الجهة الشرقية من الجبل بينه وبين جبال تمريات.
 بحثت عن الجبل في كتب البلدان القديمة فلم أجد له ذكراً، والعبودي ذكره في ( معجم بلاد القصيم 2/655) فقال بعد ما ضبطه: جبل أسود يقع إلى الشمال من جبل طمية المشهور فيما بينه وبين خط الأسفلت الممتد من القصيم إلى المدينة المنورة بحذاء المنطقة التي بين عقلة الصقور والنقرة منه، أي في أقصى القصيم الغربي.
ثم قال: كثيراً ما يقرن بموضع [تميرية] وهي أرض صخرية [سناف] مرتفعة تشبه الحائط ممتدة سوداء الحجارة واقعة إلى الجنوب الشرقي من تمير، وإلى الجنوب من عقلة الصقور0

(79) جبل التَّيْسْ

بفتح التاء مع التشديد بعدها ياء وسين ساكنتين، جبل غير مرتفع كثيراً، يقع في منطقة الجواء شمال القصيم، شمال جبل ساق الجواء بينهما حوالي [10] أكيال، وجنوب جبل صارة.
يقع بين خطي عرض ( 51.42   22   26 ) وطول
( 34.28   14  43 ) ويرتفع (836) متراً عن مستوى سطح البحر.
يحده من الشمال: قرية الفويلق – وهي أقرب القرى العامرة منه بينهما حوالي [11] كيلاً. ومن الجنوب: جبل ساق الجواء، وجبل سويقة. ومن الشرق: منطقة الجواء، وجبل عنز، والمليداء. ومن الغرب: جبل الأصبعة، وهضيبة أم العماير.
ويمر وادي الفويلق من الجهة الشمالية من الجبل. وشعيب سويقة من الجهة الجنوبية منه.
أما طريق حاج البصرة إلى مكة الذي يطأ منطقة الجواء فإنه يمر من أسفل جبل التيس، ثم يتجه نحو الغرب مروراً بجبل الإصبعة.
ويعتقد العبودي بأن الجبل كان يسمى [التياس] وهكذا ورد في كتب البلدان. وسوف نستعرض ما قاله الكتاب عن [التياس] إذا صح قوله.
أورد البكري ( معجم ما استعجم 1/241) في رسم [البرعوم] ذكر تياس في شعر لابن مقبل يصف ضبية:
أخلى تياس عليها فالبراعيم
 وذكر بان البرعوم في ديار بني أسد.
ثم أورد (4/1228) بيتين لجرير ذكر فيهما التياس:
وخالي بن الأشد سما بسعد



فجاوز يوم ثيتل وهو سام

وأوردهم مسلحتي تياس



حظيظ بالرياسة والغنام

وقال ياقوت ( معجم البلدان 2/64) عن التيس، في رسم [تِيَاس]... وقيل هو ماء للعرب بين الحجاز والبصرة، وله ذكر في أيام العرب وأشعارها، قال أوس بن حجر:

ومثل ابن غنم أن دخول تذكرت



وقتلى تياس عن صلاح تعرب

قال ياقوت: وقال نصر: تياس جبل قريب من أجا وسلمى جبلي طيء، وقيل من جبال بني قشير، وقيل: جبل بين البصرة واليمامة، وهو إلى اليمامة أقرب.
ثم قال في رسم [تياسان] اسم لعلمين يسمى كل واحد منهما تياساً، وهما بشمالي قطن، وقال الأصمعي: تياسان علمان في ديار بني عبس، وقيل بلد لبني أسد.
وقال في رسم [تياسة] ماء لبني قشير، عن أبي زياد الكلابي قال: وإنما سميت التياسة من أجل جبل قريب منها اسمه تياس. أقول: سوف نوضح ذلك من قول العبودي لاحقاً.
أقول: قول ياقوت [ماء للعرب بين الحجاز والبصرة] قد يقصد أنه في طريق حاج البصرة إلى الحجاز، وهذا صحيح، فإن طريق الحاج الذي يمر من الجواء يطأ جبل التيس كما أوضحنا سابقاً.
وقول نصر [تياس جبل قريب من أجا وسلمى جبلي طيء] هذا صحيح، فإن جبل التيس يقع في منطقة الجواء وهي أقصى الجهة الشمالية من القصيم مما يلي منطقة جبلي أجا وسلمى.
قول ياقوت: [وقيل: جبل بين البصرة واليمامة، وهو إلى اليمامة أقرب] نعم هو جبل بين اليمامة والبصرة لمن يتتبع طريق الحاج من البصرة إلى مكة والمدينة.
وقوله عن تياسان [وهما بشمالي قطن] وقوله[في ديار بني عبس الصحيح بأن جبل التيس يقع على مسافة من جبل قطن، في الجهة الشمالية الغربية منه. ولكنني أرى أصحاب كتب البلدان القديمة يعرّفون بعض المواضع بما حولها من الأعلام المعروفة آنذاك وإن كانت بعيدة عنها. ثم إن جبل التيس في ديار عبس.
أما الشيخ ابن بلهيد (صحيح الأخبار 5/30) فقال: [التيس] أعرف جبلاً في بلاد غطفان يقال له التيس، ويمكن أنه الذي أضيفت إليه رجلة فيقولون لها [رجلة التيس] وقال سلامة بن جندل:
نحن رددنا ليربوع مواليها



برجله التيس ذات الحمض والشيح
ثم قال (5/195) في رسم [رجلة] .. فرجلة التيس: موضع بين بلاد طيء ووديار بني أسد وهما حليفان، وفي هذا الموضع أصابت بنو يربوع وبنو سعد طيئاً وأسد، وكانت ضبة تحولت عن بني تميم إلى طيء وتركوا حلف بني تميم، فقتلتهم بنو أسد وأسرتهم. ثم روى بيت سلامة بن جندل السابق.
أما الشيخ محمد العبودي (معجم بلاد القصيم 2/662) فقال عن جبل التيس: جبل في الجواء قريب من صارة على بعد حوالي [12] كيلاً، وغرباً من صارة في شمال القصيم الغربي في جهة الجواء شمالاً من جبلي ساق وسويقة، وفي رأسه ردهة أي نقرة يجتمع فيها ماء المطر، وهو قريب من جبل آخر هناك اسمه عنز. وجبل التيس هذا أحمر اللون صغير متطامن.
ثم عن العبودي عزا تسمية الجبل بالتيس بأنها حديثة، وقال بأنه سمي بذلك لوجود جبل آخر قريب منه يسمى [عنز] حيث لابد من وجود ذكر وأنثى من الجبال كما يوجد في الغنم.
ويقول: ربما يكون هو جبل تياس ويسميه الأقدمون بذلك. وأنه في ديار بني عبس، وقال بعضهم أنه في بلد بني أسد، وهما تياسان. ويرجح العبودي بأن المقصود بالمثنى [تياسان] هما جبل التيس والتيسية –وهي أراض صخرية واسعة قريبة من الجبل.
ثم نقل العبودي ما قاله ياقوت، وعلق على قوله [في ديار بني قشير] بقوله: فأرى أن كلمة قشير هنا محرفة عن [أقيشر] إذ أن بلاد بني قشير بعيدة كل البعد عن القصيم كله، أما بنو أقيشر فإن منازلهم في القصيم، وفي تلك المنطقة بالذات –أي منطقة جبل التيس] لأنهم من بني أسد على أن ذلك لا يمنع أن يكون من جبال بني قشير جبل آخر باسم تياس.
ثم قال العبودي عن رجله التيس التي وردت في الشعر: والرجلة مسيل ماء ينبت البقل ولعلها جزء من مسيل الماء إلى روضة التيس التي تعرف الآن بهذا الاسم إلى القرب من جبل التيس على بعد كيلاً منه.
أقول: لعلها تسمى الآن [برقان التيس] وهي تقع عن الجبل في جهة الشمال الغربي على [4] أكيال منه.
ثم ذكر العبودي ما قاله البكري وأوردناه سابقاً، وأورد قول ابن مقبل:
كأنها مارن العرنين مفتصل



من الظباء عليه الودع منظوم


نحن رددنا ليربوع مواليها




برجله التيس ذات الحمض والشيح
نحن رددنا ليربوع مواليها



برجله التيس ذات الحمض والشيح

نحن رددنا ليربوع مواليها



برجله التيس ذات الحمض والشيح

من بعد مانز تزجيه مرشحة



أخلى تياس عليها فالبراعيم

قال معلقاً: قَرَنَ ذكره –أي التياس- بذكر البراعيم، وهي كما قال لغدة الأصبهاني وغيره: أعلام صغار قريبة من أبان الأسود، أي غير بعيدة من مكان جبل التيس هذا.
والشيخ ابن خميس ( معجم جبال الجزيرة 2/33) ذكر عن جبل التيس ناقلاً من العبودي وغيره.
والباحث الأستاذ عبدالله الشايع (تحقيق مواضع في نجد 2/301) يحدد موقع التيس عما حوله من الجبال، فقال وهو يتحدث عن جبل ساق: أما إذا اقتربنا منه فإن طوله يتضاءل ونشاهد حوله قوره المتتابعة، كما نشاهد بعيداً منه جهة الشرق قارة الأسلاف، وقارة الحصاني وغيرهما، ومن الشمال والشمال الشرقي نشاهد جبل عنز وجبل التيس وغيرهما.
وتعتبر تلك الأعلام متطامنة إذا ما قيست بارتفاعه.
أقول بأن قارة الأسلاف، تقع عن جبل ساق وجبل التيس جهة الجنوب الشرقي.
وقارة الحصاني، تقع عن جبل ساق جهة الشرق، وعن جبل التيس جهة الجنوب الشرقي وجبل عنز يقع عن جبل التيس جهة الشرق0





(1) محمد العبودي. المعجم الجغرافي للبلاد السعودية/بلاد القصيم.المرجع السابق.
(2) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم (9-38 NG) الرس.
0المراجع:
(1) محمد بن بلهيد. صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار. المرجع السابق
(2) ياقوت الحموي. معجم البلدان.المرجع السابق
(3) عبدالله بن خميس. معجم جبال الجزيرة. المرجع السابق
(4)محمد العبودي. المعجم الجغرافي للبلاد السعودية-بلاد القصيم.المرجع السابق
(5) البكري. معجم ما استعجم. المرجع السابق.
(6)عبدالله بن محمد الشايع. المرجع السابق
(7) خرائط المملكة (1:250000) لوحة رقم (5-38NG) الفوارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق